عربي21:
2024-10-11@16:32:11 GMT

اقتصاد الحرب والسيسي الذي لا يحارب

تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT

أعلن مصطفى مدبولي رئيس الحكومة المصرية منذ يومين أن بلاده على وشك إعلان ما يعرف باقتصاد حرب لمواجهة التحديات الإقليمية التي ستنتج عن اتساع دائرة الحرب في المنطقة.

مدبولي بشر المصريين بإجراءات اقتصادية قاسية تحت عنوان اقتصاد حرب، وعلل ذلك بأن الظروف ستكون خارجة عن إرادة النظام الحالي فيما يتعلق بإمادادات الغاز والوقود واحتياطي النقد الأجنبي في البلاد.



ما هو اقتصاد الحرب وما هي إجراءاته؟

عرف العالم هذا المصطلح في الحرب الأمريكية الأولى ثم اعتاد على التأقلم معه إبان الحرب العالمية الأولى ثم الثانية.. وظهر ذلك جليا في خطاب للرئيس الأمريكي آنذاك فرانلكين روزفلت الذي قال إن قوات التحالت حال انتصارها يجب أن تتحول لقوة عسكرية تعتمد على استراتيجية اقتصادية أسماها اقتصاد الحرب.

الفكرة باختصار أن تتحول الدولة بموازناتها ومواردها وكل ما تملك إلى بناء الجيش وجعمه بالمال والسلاح والعتاد لمواجهة الخطر المحدق بالبلاد ولا يعلن هذا الأمر إلا في حالة دخول البلاد في حالة حرب أو تأثرها بحروب في محيطها الإقليمي بشكل مباشر.

رفعت الحكومة أسعار الخدمات الأساسية من كهرباء ووقود ومواصلات، كما قلصت الدعم الحكومي لملايين المصريين، أغلقت المصانع وطرحتها للبيع ما قلل من إمكانية اعتمادها على الإنتاج المحلي وتقليص الاستيراد لتوفير عملة صعبة. الدولة التي تعلن اقتصاد الحرب تتخذ خطوات تقشف لضبط الإنفاق مثل فرض قيود داخلية وتقنين السلع الأساسية وتشديد العقوبات على مخالفتها كما تفرض الدولة حزمة جديدة من الضرائيب بهدف زيادة الحصيلة الضريبية المفروضة على الشعب وفرض أسعار جبرية استثنائية على بعض السلع وتقنين توزيع المواد البترولية وتقليص النفقات المدنية وقرض اجراءات تقشفية وتوجيه الأولوية لزيادة الإنتاج المحلي ووقف التصدير قدر المستطاع لتوفير ما يكفي من احتياطي نقدي من العملة الأجنبية.

عرف الشعب المصري اقتصاد الحرب وعايشه بعد نكسة الخامس من يونيو عام 1967، فقد دمرت إسرائيل وقتها ما يقارب 80% من البنية الأساسية للجيش المصري وأضرت بقناة السويس بشكل كبير ما تطلب إعادة بناء القوات المسلحة المصرية من الصفر وإعلان اقتصاد الحرب بهدف توجيه الموازنة العامة للدولة المصرية باتجاه دعم الجيش وشراء أسلحة جديدة وتشجيع الشعب على دعم ومساعدة جيشه عبر تبرعات شعبية على نطاق واسع.

لا صوت يعلو فوق صوت المعركة

شعار وطني رفعته الحكومة المصرية بعد نكسة يونيو 1967، فاتخذت إجراءات تقشفية كبيرة وشجعت المصريين على التبرع لدعم المجهود الحربي، ثم أعلن رئيس الوزراء المصري عزيز صدقي في فبراير 1973 قبل حرب أكتوبر بعدة أشهر ما أطلق عليه ميزانية المعركة لدعم تسليح الجيش المصري.
عند نشوب حرب أكتوبر 1973 طبقت الحكومة تلك الخطة مع إطلاق "سندات الجهاد"، وهى شهادات استثمارية الهدف منها دعم الدولة والقوات المسلحة خلال الحرب وتم طرحها للمواطنين في جميع البنوك، بلغت حصيلة تلك السندات بعد شهر واحد فقط من بدء الحرب 7 ملايين جنيه وفى وقت لاحق من العام نفسه أعلنت الحكومة أن الاكتتاب في "سندات الجهاد" إجبارى، باستثناء محدودي الدخل من المواطنين.

الواقع الحالي وما تريد الحكومة المصرية تطبيقه لا يتناسب مع مفهوم اقتصاد الحرب ، فالنظام الحالي لن يحارب أحدا ولن يخوض حربا لا دفاعا عن أرض أو حماية لحدود وقد أثبتت سنوات السيسي العجاف صحة هذه الرؤية من تنازل عن مياه النيل لاثيوبيا وبيع تيران وصنافير للسعودية والدور السلبي في السودان حتى وصل الأمر لتهديدات مباشرة من قائد مليشيا الدعم السريع للجيش المصري.

لم يختلف الأمر كثيرا مع إسرائيل التي احتلت محور فلادلفيا وخالفت اتفاقية السلام وسيطرت على معبر رفح وقتلت الجنود المصريين على الحدود الشرقية ولم يتحرك السيسي تجاه ما يحدث بل اكتفى بتوجيه نداء ومناشدة لقادة الاحتلال لنبذ الكراهية والعودة إلى السلام مرة أخرى.

اقتصاديا، لا حاجة لتطبيق اقتصاد الحرب في مصر الآن، لأن القوات المسلحة المصرية لا تحتاج إلى دعم من موازنة الدولة العامة فما شهدناه في عهد السيسي هو العكس تماما فالجيش هو من يعم موازنة الدولة وهو من ينفذ مشروعات عجزت عنها موازنة الدولة وهو من يسيطر على أراضي الدولة وهو من يحتكر أكثر من 60% من اقتصاد الدولة.

عسكريا، لا يحتاج الجيش المصري أيضا لفكرة اقتصاد الحرب، ـ شهدت سنوات حكم السيسي زيادة كبيرة في نسبة الإنفاق على صفقات تسليح للجيش المصري، ارتفعت واردات مصر من الأسلحة بنسبة 136٪  لتسجل 4.5 %من تجارة السلاح بالعالم ، كما جاءت مصر كسابع أكبر مستورد للأسلحة في العالم في الفترة 2019 ـ 2023.

ـ الأرقام المعلنة لمشتريات مصر من الأسلحة تتراوح بين 45 و52 مليار دولار على أقل تقدير حيث أشار موقع ورلد بيبوليشن ريفيو المختص برصد نفقات الجيوش أن ميزانية الجيش المصري للعام الماضي بنحو 11.3 مليار دولار محتلا المرتبة الثالث عربيا في الإنفاق العسكري.

إن الشعب المصري يعيش حالة اقتصاد الحرب منذ نوفمبر 2016 عندما نفذت الحكومة التعويم الأول للجنيه وذهبت لتقترض من صندوق النقد الدولي.داخليا وعلى مستوى الإجراءات الاقتصادية فيمكننا القول إن الشعب المصري يعيش حالة اقتصاد الحرب منذ نوفمبر 2016 عندما نفذت الحكومة التعويم الأول للجنيه وذهبت لتقترض من صندوق النقد الدولي.

ثمان سنوات من الإجراءات التقشفية وزيادة الحصيلة الضريبية التي وصلت في العام الأخير إلى 2.2 تريليون جنيه وهناك خطة لزيادتها بنسبة 50% في العام القادم.

رفعت الحكومة أسعار الخدمات الأساسية من كهرباء ووقود ومواصلات، كما قلصت الدعم الحكومي لملايين المصريين، أغلقت المصانع وطرحتها للبيع ما قلل من إمكانية اعتمادها على الإنتاج المحلي وتقليص الاستيراد لتوفير عملة صعبة.

إن أرادت الحكومة المصرية أن تعلن اقتصاد حرب فلديها ما يكفي من صناديق سيادية يشرف عليها السيسي بنفسه فلتفتح تلك الصناديق ولتأخذ منها ما يكفيها من أموال للانفاق العسكري إن احتاج الجيش أن يشتري سلاحا غير الذي صدأ في مخازنه طيلة عشر سنوات.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصرية اقتصادية مصر اقتصاد رأي سياسات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة تكنولوجيا رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحکومة المصریة اقتصاد الحرب

إقرأ أيضاً:

الجيش المصري يدمج الأسلحة بتنسيق تام.. والعكاري يشيد ببصمة الضباط المصريين

أكد العميد طارق العكاري، المتخصص في الاقتصاد العسكري، أن تفتيش الحرب الذي تم اليوم بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، أظهر تطورًا كبيرًا في معدات القوات المسلحة المصرية.

 وأوضح أن كل قطعة عسكرية ظهرت خلال العرض تحمل رسالة واضحة تعكس إما تأثيرها في المدى القريب أو مستوى التطور الذي وصلت إليه القوات المسلحة، كما أشار إلى أن جميع المعدات شهدت تحسينات وتم توظيفها بشكل متكامل مع الأسلحة المشتركة الأخرى.

وفي تغطية خاصة على قناة "الحياة"، خلال حوار مع الإعلامية عزة مصطفى، أضاف العكاري أن تنوع مصادر السلاح التي ظهرت في العرض يُظهر استعداد مصر الكامل للدفاع عن حدودها. ولكنه شدد على أن الأمر لا يتعلق فقط بالمعدات نفسها، بل بأهمية الفرد المقاتل، حيث أن الضباط والجنود المصريين يتميزون بقدرتهم العالية على استيعاب التكنولوجيا الحديثة وتوظيفها بكفاءة.

وتابع العكاري موضحًا أن هناك دولًا تملك معدات عسكرية أغلى من تلك التي تمتلكها مصر، لكن ما يميز الجيش المصري هو القدرة العالية على استيعاب هذه المعدات واستخدامها بفاعلية. وأشاد بمهارة الضابط المصري الذي يتمكن من دمج كافة أنواع الأسلحة المختلفة في تناغمٍ تام، مؤكدًا أنه لا توجد معدة عسكرية لدى القوات المسلحة المصرية لم تخضع للتطوير، حيث وضعت بصمة الضباط المصريين على كل قطعة لتتناسب مع احتياجات الجيش المصري.

وأكد العكاري أن هذا التناغم بين الأسلحة والمعدات المختلفة يعزز من قوة وجاهزية القوات المسلحة المصرية، ويعكس التطور الكبير الذي تشهده في كل جوانبها، مما يجعلها قادرة على مواجهة أي تهديدات محتملة وحماية أمن مصر وحدودها.

إبراهيم عيسى: كلمة الرئيس السيسي في تفتيش الحرب اليوم بالغة الأهمية في التاريخ

أكد الإعلامي إبراهيم عيسى، أن كلمة الرئيس السيسي صباح اليوم، خلال تفتيش الحرب استغرقت عدة دقائق خلال تفتيش حرب الفرقة السادسة المدرعة ولكن الكلمة بالغة الأهمية وتطرح نقاط لابد أن نقف أمامها.

وأوضح إبراهيم عيسى، أن هذه الكلمة تعد محاولة لفهم ما يدور في الحالة المصرية ومسؤولية الدولة عما نحن فيه، قائلا: "أول 4 دقائق في كلمة الرئيس السيسي في تفتيش الحرب بالجيش الثاني الميداني هي كلمة في منتهى الأهمية التاريخية".

وأشار إبراهيم عيسى، إلى أن الرئيس السيسي تحدث عن حرب أكتوبر بأنه إرادة النصر وفي حديثه عن السلام تحدث بلفظ "العبقرية" والذي قام بها الرئيس محمد أنور السادات، موضحًا أن انتصار أكتوبر 73 يعود للرئيس الراحل محمد أنور السادات وليس القيادة السياسية بمفهومها الشامل.

مقالات مشابهة

  • مصر.. ماذا يعني لجوء الحكومة إلى "اقتصاد الحرب"؟
  • متحدث الحكومة يوضح مفهوم "اقتصاد الحرب" وخطط الطوارئ لمواجهة الأزمات الإقليمية (فيديو)
  • بعد تصريحات رئيس الوزراء.. متحدث الحكومة يكشف المعنى المقصود من «اقتصاد الحرب» (فيديو)
  • الحكومة توضح مفهوم "اقتصاد الحرب" وخطط الطوارئ لمواجهة الأزمات الإقليمية
  • بعد تصريحات رئيس الوزراء.. متحدث الحكومة يكشف المعنى المقصود من "اقتصاد الحرب"
  • بعد تصريحات رئيس الوزراء.. متحدث الحكومة يكشف المعنى المقصود من «اقتصاد الحرب» |فيديو
  • أول رد من "موازنة النواب" حول إمكانية تطبيق الحكومة لـ اقتصاد الحرب
  • ما هو اقتصاد الحرب الذي ستدخله مصر ومتى؟.. رئيس الوزراء يطمئن المصريين
  • الجيش المصري يدمج الأسلحة بتنسيق تام.. والعكاري يشيد ببصمة الضباط المصريين