جريدة الحقيقة:
2025-03-09@22:02:12 GMT

صور من الوهم … بقلم: سهله المدني

تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT

صور من الوهم و التضحية هي كنز لايمكن لكل إنسان امتلاكه أو حتى معرفة ما تشعر به عند حدوثه، و التضحية هي بأن تضحي بكل شيء من أجل وطنك ومن أجل أطفالك ومن أجل أحلامك ومن أجل أسرتك و أخوتك وعملك ،ذكر الكاتب الكبير نجيب محفوظ عن التضحية : وراء التضحية دائمًا إيمان وليس مجرد اقتناع عقلي. وذكر الكاتب عن التضحية ويليام بتلر ييتس: الكثير من التضحية قد تجعل من القلب حجراً.

— ولذلك كل كاتب منهم يرى التضحية بصورة مختلفة عن الآخر، و التضحية هي أن تجعل ما تضحي من أجله أعلى قيمة منك وتجعل ذاتك في مكانة صغيرة وتجعل من تضحي من أجله في مكانة أعلى منك،و التضحية هي شعور نبيل لا يستطيع أن يؤمن بوجوده سوى من كان قوي لأن خلفه خسارة كبيرة و لايمكن أن يتحملها سوى القوي،و عندما نتحدث عن التضحية نجد بأنها لغز وسر لا نعلم متى تحدث؟ وأي زمان خلقت فيه؟ ولكنها تحدث من الحب والثقة المطلقة و شعورك بمشاعر غريبة لم تشعر بها من قبل وبذلك تجعلك تضحي و تجعلك تستمر في تكرار تلك التضحية إلى أن ينتهي بك الأمر أما وأنت سعيد بتلك التضحية أو أنك نادم لأنك قمت بها، و أستطيع أن أدرك بأن التضحية تكمن من الحب الغير مشروط والثقة المطلقة وأيضا من الخوف تكمن من الخوف أن يحدث له شيء وشعورك بأنك مسؤول عنه ذلك يجعلك تخاف عليه بشدة وكأن الكون بالنسبة لك يتحرك فقط لأجل اسعاده هو فقط، لذلك لماذا نجد نساء تبكي خلف ظلمات؟ وهي تتذكر ما حدث فيما مضى من الحب الذي ساهم في جعلهن يخسرن كل شيء من أجله وبذلك خرج الحب من الإطار السوي إلى إطار بعيد كليا عن الحب، وذلك بسبب التضحية باسم الحب ويمكن أن نرى وندرك بأن المرأة هي أكثر من يضحي ولكنها تفعل ذلك مع الرجل الخطأ و هذا يحدث لها وتبكي وتندم بعد التضحية لأنها نادر ما تضحي من أجل الرجل الذي يستحق أن تضحي من أجله، والرجل يحدث له ذلك و أيضا يضحي من أجل المرأة التي لا تستحق ذلك نعم ، لماذا نجد كل من يضحي يندم في لحظات ويقع ضحية لمشاعره؟ لأن التضحية كانت في المكان الخطأ نعم ولأنه يمكن أن يخسر صحته ومستقبله وكل شيء من أجله وهو ينكر ما فعل ويرحل ويتركه بعد أن خسر كل شيء من أجله وهذا يحتاج لمن لديه قوة لكي يتحمل الخسارة وأن يبقى وحيد ليس معه أحد ،و عندما نجد رجل يضحي بكل شيء من أجل وطنه فهو بذلك يختار أن يضحي من أجل وطنه ولكن عندما نجده يعادي وطنه ويقف مع عدوه فهو بذلك يضحي من أجل شيء لا يستحق التضحية، لا يمكننا أن ننكر بأن التضحية هي أجمل شيء في الحياة ولكن تحتاج للشجاعة والقوة وعدم شعورك بالندم لأنك قمت بها ولكن ما يجعلنا نتعجب لأنها تكون من أجل من لا يستحقها وتكون في المكان الخطأ ولكن نستطيع بأن ندرك بأن هناك من جعل قلبه سبيل لها و اختار من يستحقها بقناعة دون أن يشعر بالندم أو حتى أن يذرف الدموع من أجل ذلك بل كان سعيد لما يحدث دون أن يشعر بتأنيب الضمير من أجل ذاته ودون أن يخسر ذاته لأنه أدرك بأن كل شيء حدث فهو درس نتعلم منه وندرك بأنه لا يدوم في حياتنا شيء لا حزن ولا ألم ولا خسارة.

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: تضحی من أجل شیء من أجل کل شیء من من أجله

إقرأ أيضاً:

(الدراما في زمن الحرب … الجزء الأول)

خلال إحدى زياراتي للخرطوم قبل الحرب اضطررت للوقوف امام ( بنشر ) علي مدخل كبري شمبات لمعالجة احد اطارات سيارتي ، اوقفت السيارة امام مدخل البنشر و نزلت ابحث عن العامل و لم اجده ، دخلت لداخل البنشر الذي كان عبارة عن دكان صغير فوجدت العامل راقدا علي سرير صغير داخل البنشر و رافعا اقدامه علي الارفف ، القيت عليه السلام و لم يتحرك بل ظل في ذات وضعه و قال لي ( مرحب ، مالها عربيتك ؟؟ ) حبنها اندهشت حقيقة من الاسلوب و قلت له ( عايز ارخصها ) .

هذا المشهد ليس بالغريب علينا ولا نستطيع ان نقول بانه سلوك فردي ، بل هي ظواهر و سلوكيات منتشرة في جميع بلادنا ، بداية من صاحب البقالة في الحي الذي يمتلك سرير داخل بقالته مرورا بالتجار الذين ينتهجون سياسة ( يفتح الله ) و انتهاءا” بموظفين الخدمة العامة الذين يخرجون جميعا في الصباح لزيارة زميلتهم التي انجبت مؤخرا” تاركين مراجعين المؤسسة بالعشرات في انتظار عودتهم ،
هذه السلوكيات و الظواهر التي اقعدت بلادنا ردحا من الزمان لا يمكن للدولة ان تعالجها بالقوانيين و اللوائح ، فالقانون لن يخدم ثقافة البيع و الشراء او يحسن في اداءها و لن يستطيع ان يسيطر علي التسيب و الكسل عند موظف الخدمة العامة .

كذلك مشاكلنا الاجتماعية التي تسيطر علي الساحة الآن من تفكك اسري و انتشار للمخدرات و جرائم الابتزاز و الاسرة و الطفل و جرائم المعلومات ، و كذلك آثار الحرب الاخلاقية و النفسية ، كلها يا سادتي لن يستطيع اي قانون علي وجه الارض ان يحد من انتشارها او يعالجها .
الحل يا سادتي في الدراما فقط ، الدراما هي وحدها القادرة علي نشر ثقافة البيع و الشراء و تثقيف المواطن بحقوقه القانونية و واجباته ، وحدها الدراما قادرة علي تثقيفنا سياسيا و اقتصاديا” و امنيا” .
مسلسل ( بيرزون بريك ) اشهر المسلسلات الامريكية لو اجريت بحثا” صغيرا حول اهم الممولين لانتاجه ستجد ان شبكة فوكس التلفزيونية الامريكية هي اكبر منتج للمسلسل و التي تملك الحكومة الامريكية اكبر اسهمها و اذا بحثت اكثر ستجد ان اكبر داعم لهذا المسلسل هي ( السجون ) الامريكية او المؤسسات الاصلاحية ، لماذا يا تري ؟
فقط لاجل تبصير المجتمع الامريكي بخطورة الدخول للسجون الامريكية التي يمكن ان تتعرض فيها للقتل بسهولة او للاغتصاب او ان تقضي فترة عقوبتك ك ( كمريرة) لاحد زعماء السجون حتي لو كانت تهمتك سرقة محفظة فقط .

دعكم من امريكا و لننظر لاخوتنا في شمال الوادي ، سنجد ان الحكومات المصرية كلها كانت تدفع بميزانية تقارب ميزانية التعليم لمجمع ( ماسبيرو ) او هيئة الاذاعة و التلفزيون المصري و لمدينة الانتاج الاعلامي ، هل كل هذه المبالغ كانت لدعم سياسات الانظمة الحاكمة هناك ؟
بالطبع لا ، بل كانت لانتاج مسلسلات تغرز في المواطن المصري حب بلاده و التضحية من اجلها مثال ( رافت الهجان ) و لاجل تثقيف المواطن باساليب البيع و الشراء و التسويق و لاجل توعية المواطن المصري من مخاطر الجريمة و لاجل تعليمه اسس و قواعد ادارة السياحة و التعامل مع السياح و لاجل توعيتهم بمخاطر الوجود الاجنبي و رفع مستوي الحس الامني للمواطن و لتعريف المواطن بحقوقه امام الشرطة و توعية الشرطة بواجباتها و حدود تعاملها مع المواطن مثال فيلم (هي فوضي ) و .. الخ .

الدراما المصرية درست اجيال كاملة تاريخ بلادهم و جسدت لهم شخصيات بلادهم الوطنية من جمال عبد الناصر الي انور السادات و شخصياتهم الفنية من ام كلثوم الي عبد الحليم و الموسيقار عبد اللوهاب .
قبل عدة سنوات تحدثت في مقال عن محمد احمد المحجوب و عمر الحاج موسي ، فسالتني احدي الصديقات في البوست قائلة ( ديل منو ؟؟ ) لا تثريب عليها بالطبع لان المناهج التعليمية لم توفيهم حقهم و الدراما السودانية عجزت عن تخليدهم باعمال درامية ، نحتاج لمسلسل درامي يوثق لمعركة الكرامة بشهداءها و لمسلسلات توثق ثورات اكتوبر و ابريل و لافلام تعيد لنا ارواح المحجوب و الازهري و كروما و خضر بشير ، افلام توثق لقواتنا المسلحة وهي تحرر الرهائن الامريكان من جبال بوما في اشهر عملية ادهشت العالم وقتها و نوثق لشرطتنا و مباحثنا التي كشفت اشهر الجرائم في ساعات قليلة و مخابراتنا التي قامت بعملية بدر الكبري في اكبر عملية مخابراتية شهدها العالم عندما خدعت القزافي .

افلام تحكي لنا قصص ابو داؤود و عظمة الحوت و تخبر العالم كله ان بالسودان كان هناك رجل اسمه محجوب عبد الحفيظ عندما اهتم بذوي الاحتياجات الخاصة و خصص لهم برنامج ( الصلات الطيبة ) بتلفزيون السودان لم يكن العالم وقتها قد قرر ان يخصص (باركنج ) للمعاقين .
نحتاج ان نوثق لفساد و عمالة احزابنا السياسية و ضلالهم في اكبر عمل درامي لنضمن ان الاجيال القادمة لن يخدعوها المعاقين فكريا” و نفسيا” من جديد .

في هذه السلسلة من المقالات سوف نحاول ان نعرف اسباب فشل ( الجقر ) في ( ديالا ) و نجاح ابوبكر الشيخ في ( اقنعة الموت ) فنحن من المؤمنين باهمية الدراما في المجتمع و نعلم جيداً بان الدراما ليست تسلية بل هي جزء من الحل ، فإهمال الدولة للدراما و تركها للتجار هو إهمال لا يقل خطورة عن إهمال الأمن القومي للبلاد .
نزار العقيلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حزب المؤتمر: يوم الشهيد سيظل محفورا في وجدان الشعب المصري ويجسد معاني التضحية والفداء
  • رئيس إسكان النواب: يوم الشهيد يجسد أعظم معانى التضحية والفداء في سبيل الوطن
  • حزب المؤتمر: يوم الشهيد يجسد معاني التضحية والفداء في وجدان المصريين
  • رئيس النواب: نستلهم من شهدائنا معانيى التضحية والفداء ونستمد من تضحياتهم العزم والإباء
  • بايرن ميونخ يضحي بنجمه من أجل التعاقد مع فلوريان فيرتز
  • في يوم المرأة العالمي بقلم النائب هالة الجراح
  • الوهم التراكمي: هل الوعي الجمعي محض تكرار بأدوات أكثر تعقيدًا؟
  • (الدراما في زمن الحرب … الجزء الأول)
  • برلماني: يوم الشهيد سيظل خالدا في تاريخ الوطن امتنانا لتضحيتهم من أجله
  • محمود سعد: عثمان بن عفان رمز التضحية وكتابة الوحي لا تمنح القداسة