ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، الدكتور حسن الصغير، المشرف العام على لجان الفتوى بالجامع الأزهر، والتي دار موضوعها حول المنهج النبوي الشريف في بناء الإنسان.

بداية جديدة لبناء الإنسان

قال الدكتور حسن الصغير، إن ميلاد النبي ﷺ، هو بداية جديدة لبناء الإنسان، إنسان يجمع بين فضائل الدين وخير الدنيا، لهذا ملك الرعيل الأول من الأمة أسباب الفلاح، التي جعلت الأمة الإسلامية تتصدر قائمة الأمم علما وأمنا واستقرارا، بفضل تمسكهم بالمنهج النبوي الشريف، الذي يجمع بين الأسباب المادية والتي تظهر في علاقة الإنسان بمن حوله، فتؤدي إلى صلاح الدنيا، والأسباب المعنوية، والتي تظهر في علاقة الإنسان بربه، فتؤدي إلى استقامة الإنسان ذاتيا.

وأكد خطيب الجامع الأزهر، أن ما يجري على لسان الخطباء والدعاة في كل ذكرى مولده ﷺ هو تذكير بهذه البداية التي غيرت مسار البشرية إلى العدل والاستقرار، لأنه ﷺ، أرسل للناس كافة، ليشكل آفاقا جديدة نحو التحرر من قيود الظلم والجور التي عانت منها البشرية، وما تمسك مجتمع بالمنهج الذي جاء النبي ﷺ، إلا وسادت فيهم قيم العدل والإخاء وأصبح أعضاء هذا المجتمع أسوياء لا يحيدون عن طريق الحق، لهذا حققت هذه المجتمعات بفضل هذا المنهج تقدما ورخاء لم تعرفه عبر تاريخها، مبينا أن التذكير بهذه المعاني التي جاءت في ميلاد النبي ﷺ لأننا نحتاج من آن إلى آخر إلى دفع وتحسين المسيرة وأن نبدأ فصلاً جديداً من فصول الحياة والتذكير بهذه الأيام، يبعث فينا روح العمل والعطاء من جديد "وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين".

حرب أكتوبر المجيدة

وأضاف المشرف على لجان الفتوى، إن المنهج الذي جاء به النبي منهج حق وعدل، لهذا دعا إلى رد الظلم والوقوف في وجه كل طغيان، يحاول سلب الناس حقوقهم وأمانهم، لهذا جاءت حرب أكتوبر المجيد منبثقة من هذا المنهج النبوي الشريف، فوقف الجندي المصري متسلحا بروح إيمانية حقق النصر العظيم على أعداء الحق، فانتصر الجنود داخليا بالتزامهم بالمنهج النبوي الشريف، فحقق الله لهم النصر في أرض المعركة ولقنوا العدو درسا أثبته التاريخ في سجلات الدفاع عن الأوطان، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ.

وأشار خطيب الجامع الأزهر، إلي المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان" بأنها صفحة جديدة لاستعادة الالتزام بالمنهج النبوي الشريف في تعزيز قيم العدل والتنمية، لبناء إنسان يحافظ على هويته ويعتز بثقافته ويأخذ بأسباب القوة والنهضة، من أجل استكمال مسيرة الكفاح والعطاء على أسس العدل والتعاون والانتماء، التي قام عليها المجتمع المسلم في أول عهده.

وشدد خطيب الجامع الأزهر على ضرورة طلب العلم لأنه حجر الأساس لبناء الأمم والباعث لنهضتها، لهذا حرص النبي ﷺ في بناء المجتمع المسلم أن يكون مجتمعا متسلحا بروح العلم والمعرفة، وجعلهما حجر الزاوية في بناء المجتمع الإسلامي، والتي كانت أولى رسائل السماء إليه ﷺ "اقرأ"، وإن كنا نريد تحقيق نهضة حقيقية لمجتمعاتنا اليوم؛ علينا توفير بيئة محفزة للعلم والعلماء، وتقدير دورهم المحوري في كل مجالات الحياة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الجامع الأزهر الأزهر الشريف المسجد الأزهر بداية مبادرة بداية خطیب الجامع الأزهر النبی ﷺ

إقرأ أيضاً:

مع بداية ولايته الجديدة.. أبرز القضايا التي تواجه ترامب

مع عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة الأمريكية في ولاية الجديدة، يعود الجدل الذي صاحب سياساته في فترته الأولى، حيث يواجه مجموعة من التحديات الملحة التي تعصف بالساحة الدولية.

 يشهد العالم تغيرات عميقة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يتطلب من الإدارة الأمريكية الجديدة رؤية واضحة واستراتيجيات فعالة للتعامل مع هذه الملفات الحساسة.

1. العلاقات الأمريكية الصينية: صراع القوى العظمى

من أبرز القضايا التي تواجه إدارة ترامب هي العلاقة مع الصين، التي شهدت توترات كبيرة خلال ولايته الأولى. الحرب التجارية التي اشتعلت بين البلدين، إلى جانب الاتهامات المتبادلة بشأن قضايا الأمن السيبراني وحقوق الإنسان، زادت من تعقيد المشهد.
من المتوقع أن تكون المواجهة مع الصين حاضرة بقوة خلال هذه الولاية، حيث تسعى واشنطن للحد من نفوذ بكين في آسيا والمحيط الهادئ ومنعها من توسيع هيمنتها الاقتصادية عالمياً.

التحدي الأكبر يكمن في تحقيق توازن بين المنافسة الاستراتيجية مع الصين والحفاظ على استقرار الاقتصاد العالمي، خاصة مع اعتماد العديد من الشركات الأمريكية على الأسواق الصينية.


2. الصراع الروسي الأوكراني: اختبار للسياسة الخارجية

يشكل الصراع الروسي الأوكراني تحدياً مباشراً لإدارة ترامب، خاصة في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا.

خلال فترة حكمه السابقة، تعرض ترامب لانتقادات بسبب موقفه المتساهل تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. الآن، يجد نفسه في موقف معقد، حيث يجب أن يقدم دعماً قويًا لأوكرانيا، وهو ما يتطلب استمرار تقديم المساعدات العسكرية والاقتصادية، دون تصعيد قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع موسكو.

هذه القضية لا تمثل فقط تحدياً جيوسياسياً، بل اختباراً لتحالفات واشنطن مع حلفائها الأوروبيين الذين يعتمدون على دور أمريكا في مواجهة روسيا.

 

3. التهديد النووي الإيراني: العودة إلى المواجهة

في ولايته الأولى، انسحب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، مما أدى إلى تصعيد التوتر في الشرق الأوسط. عودته إلى البيت الأبيض تعني العودة إلى سياسة "الضغط الأقصى"، التي قد تشمل عقوبات اقتصادية جديدة أو حتى مواجهة عسكرية.
التحدي هنا يكمن في إدارة هذا الملف بحكمة، خاصة أن إيران زادت من وتيرة تخصيب اليورانيوم، مما يثير قلق الدول الغربية وإسرائيل. يبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كانت إدارة ترامب ستختار الدبلوماسية أو ستواصل التصعيد.


4. التغير المناخي: بين الضغوط الدولية والرؤية المحلية

لطالما كان ترامب متشككًا في قضايا التغير المناخي، حيث انسحب من اتفاقية باريس خلال ولايته الأولى. ومع ذلك، فإن الضغوط الدولية والمحلية قد تدفعه إلى مراجعة مواقفه، خاصة في ظل تزايد الكوارث الطبيعية التي تؤثر على الاقتصاد الأمريكي.

يواجه ترامب تحدياً كبيراً يتمثل في التوفيق بين رؤيته الاقتصادية التي تعتمد على الوقود الأحفوري والضغوط البيئية العالمية التي تطالب بالتحول إلى مصادر طاقة نظيفة.


5. الاقتصاد العالمي بعد الأزمات

تأتي ولاية ترامب الجديدة في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي من تداعيات جائحة كورونا، ارتفاع معدلات التضخم، واضطرابات سلاسل التوريد.

داخلياً، يواجه ترامب تحديات تتعلق بتوفير فرص العمل، خفض الديون الوطنية، وتحقيق وعوده بزيادة النمو الاقتصادي.
على المستوى الدولي، ستكون واشنطن مطالبة بتنسيق الجهود مع الدول الكبرى لتعزيز الاستقرار الاقتصادي، خاصة في ظل صعود دول مثل الصين والهند كقوى اقتصادية منافسة.

 

6. التكنولوجيا والأمن السيبراني

يشهد العالم ثورة تقنية هائلة، مما يفرض تحديات جديدة على إدارة ترامب، خاصة في قضايا الأمن السيبراني. الهجمات الإلكترونية التي تنفذها دول معادية،  تهدد الأمن القومي الأمريكي.
كما أن تطور الذكاء الاصطناعي يفرض على الإدارة وضع سياسات تحكم هذا القطاع المتنامي لضمان تفوق الولايات المتحدة تقنياً.

مقالات مشابهة

  • الجامع الأزهر يعقد الملتقى الفكري بعنوان "شبهات المشككين حول الإسراء والمعراج "..غدًا
  • نشاط الأزهر الشريف فى الإسكندرية
  • وزير السياحة والآثار: نبحث إطلاق مبادرة لبناء غرف فندقية جديدة
  • مع بداية ولايته الجديدة.. أبرز القضايا التي تواجه ترامب
  • انطلاق اختبارات مسابقة القرآن الكريم بفروع الراوق الأزهري بأسيوط
  • الرهوي يشيد بجهود وزارة النفط لاستعادة نشاط منشآتها بالحديدة التي استهدفها العدوان
  • نائب وزير العدل وحقوق الإنسان وموظفو الوزارة يزورون الجامع الكبير بصنعاء
  • "التجريدة".. رواية جديدة لـ أحمد إبراهيم الشريف في معرض الكتاب
  • ذكرى تولي الشيخ محمد مأمون الشناوي مشيخة الأزهر الشريف
  • معرض القاهرة للكتاب.. التجريدة رواية جديدة لـ أحمد إبراهيم الشريف