ما وراء تقديم فرنسا مقاتلات ميراج لكييف؟ خبراء روس يجيبون
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
موسكو- بعد نحو عام ونصف من المناقشات حول إمكانية نقل فرنسا طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا، حسمت باريس موقفها وأعلنت على لسان الرئيس إيمانويل ماكرون رفع الدعم العسكري لكييف إلى مستوى جديد وتسليمها مقاتلات من نوع (ميراج 2000-5) متعددة المهام، "لحماية أراضيها ومجالها الجوي"، بحسب قوله.
وكما وعد ماكرون، فإنه بحلول نهاية عام 2024، سيتعلم الطيارون الأوكرانيون قيادة هذه الطائرات، لكنه لم يحدد متى وكم عدد المقاتلات التي تنوي بلاده تسليمها إلى كييف.
والإجابة بخصوص موعد التسليم جاءت على لسان وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو، في مقابلة مع صحيفة "سود كويست"، حيث قال إن أوكرانيا ستكون قادرة على استخدام هذه الطائرات في النصف الأول من عام 2025.
تصعيد الأزمة
لم تأتي ردود الفعل الأولية على هذا القرار من روسيا، بل من داخل فرنسا نفسها، حيث وصف زعيم حزب "الوطنيين" فلوريان فيليبو تسليم المقاتلات بأنه "تصعيد للأزمة وتحريض على الحرب والفساد وتدمير جيشنا وفرنسا، وعار عليها"، داعيا إلى وقف ضخ الأموال والأسلحة لأوكرانيا واختيار طريق مفاوضات السلام.
وفي موسكو، قال النائب بمجلس الدوما فيتالي ميلونوف إن "توريد المقاتلات الفرنسية إلى أوكرانيا، من حيث المبدأ، لا يوجد له تأثير يذكر، لأن هذه الطائرة ليست فعالة، إنهم بحاجة إلى أن يكونوا قادرين على إدارتها، لذلك يجب على الفرنسيين تعليم الأوكرانيين ذلك، ولكن نظرا لغباء الجيش الأوكراني، سيكون من الصعب القيام بكل هذا"، بحسب تعبيره.
وبالفرنسية تعني كلمة "ميراج" السراب أو الوهم. ومن هذه التسمية الرمزية انطلق بعض الخبراء العسكريين الروس في تشكيكهم بأن قرار الإليزيه سيحدث انقلابا بموازين القوى العسكرية لصالح أوكرانيا. ووفقا لهم، فإن المقاتلات الفرنسية "التي عفا عليها الزمن" لن تكون قادرة على زعزعة ما يصفونه بالهيمنة الروسية في الجو.
وبحسب الخبير العسكري العقيد احتياط فيكتور ليتوفكين، تملك القوات الجوية الفرنسية 26 طائرة من هذا النوع، وفي العموم، لا يمكنها نقل أكثر من 6 طائرات دون الإضرار بنفسها.
نقائصووفق ما يقول الخبير ليتوفكين للجزيرة نت، فإن هذه المقاتلات ليست مثالية بالنسبة لكييف، فهي تحمل صواريخ أقصر مدى من طائرة إف -16، وهناك عدد قليل من الطيارين المهيئين لقيادتها في أوكرانيا.
ويوضح ليتوفكين أنه تم تصميم هذه الطائرة متعددة المهام التي أنتجتها شركة "داسو" للطيران الفرنسية في سبعينيات القرن الماضي، واليوم يتم تشغيل هذه المقاتلات من قبل عدد صغير من البلدان.
ولكن رغم أنها مجهزة بنظام رادار محدّث ويمكنها حمل صواريخ (جو-أرض)، و(جو-جو)، وقنابل موجهة بالليزر، لكنها إذا أعطيت لطيارين غير مدرّبين فستصبح "مجرد كومة من الخردة، وهي في كافة الأحوال أقل كفاءة من طائرة سو-34 الروسية"، بحسب وصفه.
وطائرة ميراج (2000-5) هي نسخة تصديرية من المقاتلة التي تم تطويرها في عام 1983، ويمكن أن تصل سرعتها القصوى إلى 1210 كيلومترات في الساعة على ارتفاعات منخفضة و2340 كيلومترا في الساعة على ارتفاعات عالية، كما أن الرادارات المثبتة على متنها قادرة على اكتشاف الأهداف على مسافة تصل إلى 130 كيلومترا.
دور ماكرونيرى محلل الشؤون الدولية، سيرغي بيرسانوف، أن إعلان ماكرون يتناسب مع السياسة العامة لفرنسا المتمثلة في التصعيد المتزايد مع روسيا، معيدا إلى الأذهان أنه هو من روج لفكرة إرسال قوات برية إلى مناطق الصراع لدعم أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي.
وتابع أن الرئيس الفرنسي هو من يقف كذلك وراء التوجه نحو تشكيل تحالف في الاتحاد الأوروبي لإرسال مدربين بشكل مشترك إلى مناطق القتال في أوكرانيا، على فرضية أن تدريب الجيش الأوكراني على أراضيه سيكون أكثر فعالية. ويوضح أن كل الفرنسيين لا يدعمون إمدادات المساعدات إلى كييف، الأمر الذي قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع في البلاد والتسبب بأزمة سياسية فيها.
كما يشكل هذا القرار -بحسب بيرسانوف- آخر مسمار في نعش الاهتمام الروسي بماكرون كـ"صانع سلام" مثلما كان يقدم نفسه في بداية الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وأنه على هذا الأساس لم يعد ممكنا إجراء أي حوار بين موسكو وباريس إلا بعد "وصول المزيد من القوى ذات التوجه الفرنسي إلى السلطة في البلاد".
ووفقا له، فإن الحديث يدور عن عدد قليل من هذه الطائرات التي لا تملك إمكانات قتالية تشكل تهديدا لروسيا، ناهيك عن أن الجانب الأوكراني لا يزال يواجه مشكلة مزمنة فيما يتعلق بإعادة تدريب الطيارين وهي عملية تستغرق وقتا طويلا لإتقان الإقلاع والهبوط وحتى الحركات البسيطة.
على هذه الخلفية، لا يستبعد بيرسانوف إمكانية أن يقوم "مرتزقة" أو طيارون غربيون بقيادة هذه المقاتلات، فضلا عن تدريب المهندسين والموظفين الفنيين الذين سيخدمونها. ويخلص إلى أنه سيكون لزاما على كييف -في كافة الأحوال- أن تفكر في البنية الأساسية اللازمة لهذه الطائرات وتأمين حمايتها حتى وهي على الأرض، فهي قادرة على "الزمجرة، ولكن فقط في أيدي محترفة وفي ظروف خاصة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات هذه الطائرات قادرة على
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي يدعو لزيادة الدعم العسكري لكييف
رأت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، السبت، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يبدي "أي اهتمام" بإحلال السلام في أوكرانيا، وذلك عقب ضربات جديدة شنّتها موسكو في شرق البلاد ليلاً.
وكتبت كالاس عبر منصة إكس: "تسقط الصواريخ الروسية بلا توقف على أوكرانيا، وتسبب مزيداً من الموت والدمار. مرة جديدة، يظهر بوتين أنه ليس مهتماً بالسلام. علينا زيادة دعمنا العسكري لكييف، والا سيدفع مزيد من المدنيين الأوكرانيين الثمن الأغلى".وأعلنت هيئة الطوارئ الحكومية في أوكرانيا، مقتل 11 وإصابة أكثر من 30 أخرين بعد هجوم روسي على دوبروبيليا في منطقة دونيتسك.
أضاف فيلاشكين عبر تلغرام أن القوات الروسية شنت 3 غارات ليلاً على البلدة في شمال بوكروفسك إحدى الجبهات الرئيسية لتقدمها في شرق أوكرانيا.
وتشهد دونيتسك أعنف المعارك في الحرب المستمرة منذ 3 أعوام بين أوكرانيا وروسيا التي تتقدم ببطء لكن بوتيرة ثابتة غرباً في إطار حملة للسيطرة على دونباس، التي تضم منطقتي دونيتسك ولوغانسك.
وقال ممثلو الادعاء في منطقة دونيتسك في وقت سابق إن 5 من سكان المنطقة قُتلوا في هجمات روسية استهدفت عدة بلدات وقرى.