بقلم: ماهر المهدي
القاهرة (زمان التركية)ــ كانت السماء مغطاة بالغيوم، والرياح تصفق ضلفات النوافذ والأبواب وتقذف كل شيء فى طريقها يمنة ويسرة بلا مبالاة، والملامح تقسو وتتوتر، والأيدى تضطرب انتظار لما يحمله مقبل الأيام .
الاتهامات تستعر نارا وتسطر فى الدفاتر جملا وسطورا ومقالات من صلف وحدة ومغالاة وصدق.
والمحال خاوية على عروشها من كل بضاعة، والأسعار تضطرم وتستعر، والمستثمرون صغارا وكبارا يغلقون أبواب أعمالهم فى هدوء وينسلون مغادرين إلى بلاد أخرى هربا من الفقر والصعوبة والرشوة والابتزاز. فلم يبق من التجار إلا من ارتبط بعقار ومن أعجزته الحركة وروابط الأسرة وراوده الأمل فى غد أفضل. والرياح تتقاذف مركب ذلك البلد وأهله. والبلاد – أمام التاريخ – سواء، الكبير منها ذو القدرات والتعداد والصغير منها قليل الموارد قليل التعداد. ولم تترك الظنون صورة الا رسمتها وجسدتها فى عيون وقلوب المواطنين والمراقبين. ولولا الوجود الدولى واليقين المحلى بأن العالم لا يقبل ولن يقبل بغير إعمال القانون والالتزام بروح الديمقراطية ومبادئها – وأولها التناوب السلمي على السلطة – لألقيت البلاد فى قلب طوفان من العنف والقمع والدم . إذ أن العنف ينقصه العقل، والتعصب ينقصه الحكمة، والغضب ينقصه الصبر. ولا تستمع القبائلية أوالحزبية أو الإثنية إلى صوت أو ضمير غير صوتها وضميرها. وكل عصب يرى نفسه الأجدر والأفضل فيما مضى وفى الحاضر وفى المستقبل وطال الوقت. والأخطاء ليست أخطاء أحد، لأن الجميع يخطئ .
عقدت لجان البحث والتحقيق لتصول وتجول وتزيد من توتر الأمور وزيغة الأعين واضطراب الأفكار فى الداخل والخارج لشعور طويلة. وتبدلت ألوان الحلم الأخضر الذي طال انتظاره. فلما انتهت التحقيقات وجهت الاتهامات وأبى الغضب ان يسكت عن تقديم بعض الكباش. والقى البعض فى السجون المظلمة من بعد عز وسؤدد، واهين البعض من بعد تكريم وتمجيد، وفر البعض بقاله وحاله إلى دول الجوار والى دول أخرى، ريثما تهدأ الرياح ويعود الموج إلى سكون البحر. وبقى الرجل فى موقعه وفى قريته، فلم بهرب ولم يرحل إلى بلد أخرى، وإنما ظل على هدوئه وحكمته أن لكل شيء وقت ولكل شىء أجل، وأن دوام الحال من الحال، وأن الصعب يمر كما يمر السهل.
Tags: الاضطرابستمرماهر المهديالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: الاضطراب ستمر ماهر المهدي
إقرأ أيضاً:
مصرع موظف أسفل عجلات القطار الروسي (القاهره/أسوان) بمركز جرجا بسوهاج
شهد مركز جرجا جنوب محافظة سوهاج، حادث اصطدام قطار(القاهرة/أسوان)،المدعو "عبد الصمد.ع.ا" 46 سنة موظف ومقيم مركز جرجا، أنه أثناء عبوره من مكان غير مختص اصطدم به القطار مما أدى إلى وفاته في الحال.
وتعود احداث الواقعه عندما تلقى اللواء صبرى صالح عزب مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج إخطارا من مأمور قسم شرطة جرجا يفيد بورود اشاره من شرطة النقل والمواصلات يتضمن بلاغ من ناظر محطة سكك حديد جرجا، أثناء مرور القطار الروسى (القاهره / أسوان ) دائرة القسم اصطدم بدراجة بخارية سوهاج بقيادة المدعو "عبدالصمد.ع.ا" 46 سنه موظف ومقيم دائرة المركز حال عبوره شريط السكة الحديد من مكان غير معد للعبور، مما أدى إلى وفاته فى الحال ونقل الجثة لمشرحة مستشفى جرجا العام.
وأفاد خال المتوفى المدعو "صلاح الدين.ع.ع" 59 سنة موظف ومقيم بذات الناحية، بمضمون ماسبق ونفى الشبهه الجنائية، حرر المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة مباشره التحقيقات.