جريدة زمان التركية:
2025-05-01@12:40:18 GMT

سوف تمر

تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT

سوف تمر

بقلم: ماهر المهدي 

القاهرة (زمان التركية)ــ كانت السماء مغطاة بالغيوم، والرياح تصفق ضلفات النوافذ والأبواب وتقذف كل شيء فى طريقها يمنة ويسرة بلا مبالاة، والملامح تقسو وتتوتر، والأيدى تضطرب انتظار لما يحمله مقبل الأيام . 

الاتهامات تستعر نارا وتسطر فى الدفاتر جملا وسطورا ومقالات من صلف وحدة ومغالاة وصدق.

والمحيط يضطرب ويتقلب ويموج فى إنذار وتوعد. التهديدات لا تتوقف، والغاضبون يتكاثرون فى رحم الانتظار الطويل والآمال التى تبعد كل يوم الجميع يترقب التصريحات وردود الأفعال العالمية والإقليمية  والمحلية، ويحاول أن يقرأ شيئا من المستقبل، لعله يطمئن أو يجد فى ذلك راحة. 

والمحال خاوية على عروشها من كل بضاعة، والأسعار تضطرم  وتستعر، والمستثمرون صغارا وكبارا يغلقون أبواب أعمالهم فى هدوء وينسلون مغادرين إلى بلاد أخرى هربا من الفقر والصعوبة والرشوة والابتزاز. فلم يبق من التجار إلا من ارتبط بعقار ومن أعجزته الحركة وروابط الأسرة وراوده الأمل فى غد أفضل. والرياح تتقاذف مركب ذلك البلد وأهله. والبلاد – أمام التاريخ – سواء، الكبير منها ذو القدرات والتعداد والصغير منها قليل الموارد قليل التعداد. ولم تترك الظنون صورة الا رسمتها وجسدتها فى عيون وقلوب المواطنين والمراقبين. ولولا الوجود الدولى واليقين المحلى بأن العالم لا يقبل ولن يقبل بغير إعمال القانون والالتزام بروح الديمقراطية  ومبادئها – وأولها التناوب السلمي على السلطة – لألقيت البلاد فى قلب طوفان من العنف والقمع والدم . إذ أن العنف ينقصه العقل، والتعصب ينقصه الحكمة، والغضب ينقصه الصبر. ولا تستمع القبائلية أوالحزبية أو الإثنية إلى صوت أو ضمير غير صوتها وضميرها. وكل عصب يرى نفسه الأجدر والأفضل فيما مضى وفى الحاضر وفى المستقبل وطال الوقت. والأخطاء ليست أخطاء أحد، لأن الجميع يخطئ . 

عقدت لجان البحث والتحقيق لتصول وتجول وتزيد من توتر الأمور وزيغة الأعين واضطراب الأفكار فى الداخل والخارج لشعور طويلة. وتبدلت ألوان الحلم الأخضر الذي طال انتظاره.  فلما انتهت التحقيقات وجهت الاتهامات وأبى الغضب ان يسكت عن تقديم بعض الكباش. والقى البعض فى السجون المظلمة من بعد عز وسؤدد، واهين البعض من بعد تكريم وتمجيد، وفر البعض بقاله وحاله إلى دول الجوار والى دول أخرى، ريثما تهدأ الرياح ويعود الموج إلى سكون البحر. وبقى الرجل فى موقعه وفى قريته، فلم بهرب ولم يرحل إلى بلد أخرى، وإنما ظل على هدوئه وحكمته أن لكل شيء وقت ولكل شىء أجل، وأن دوام الحال من الحال، وأن الصعب يمر كما يمر السهل.  

Tags: الاضطرابستمرماهر المهدي

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: الاضطراب ستمر ماهر المهدي

إقرأ أيضاً:

مواسم الفاكهة

بعض المناسبات التي تنظم لحصاد بعض المزروعات، كمهرجان التمور والعسل تشكل مناخا وسوقا مهما جدا لتطوير تلك المنتجات الزراعية التي تتنافس لتحقيق الجودة والتنوع، وهذه المناسبات ليست وليدة اليوم فقد بدأت فـي منتصف القرن الماضي فـي بعض مناطق السلطنة، وحققت رواجا بين المزارعين.

ولأن هذه المنتجات الزراعية تمثل جانبا استراتيجيا فـي هذا القطاع الذي يمكن التركيز عليه من خلال مشاريع الاستثمار والمزارعين والمهتمين والمؤسسات المسؤولة عن دعم مثل هذه الزراعات التي ارتبطت بتاريخ العماني.

لكننا نحتاج إلى إضافة عناصر أخرى إلى اهتماماتنا فـي هذا القطاع وإحياء بعض المناسبات والمهرجانات مثل تنظيم مهرجان المانجو الذي تنتج منه السلطنة أكثر 16 ألف طن والعنب المقدر إنتاجه بأكثر من 1000 طن والموز أكثر من 18 ألف طن والتين فـي مواسمها، فالسلطنة المزدهرة بزراعاتها وتنوعها تحتاج إلى مثل هذه المهرجانات التي تعرف بأهميتها ومساهمتها فـي الاقتصاد وتطويرها.

فقبل بضع سنوات توقف مهرجان المانجو فـي موسم فصل الصيف فـي حيل الغاف بقريات المشهورة بتنوع هذه الفاكهة التي تمثل اليوم أحد أهم الفواكه على المائدة العمانية، وهي من الفواكه التي شكلت مساهمة فـي الاقتصاد الوطني خلال العقود الماضية وتكاد لا تخلو مزرعة فـي عمان من أشجارها.

هذه المهرجان الذي كان ينظم فـي حيل الغاف المعروف بجودة هذه الفاكهة وشاركت عديد الولايات من المحافظات الأخرى فـي السلطنة كصحار وبعض الولايات.

اليوم نحن بحاجة إلى إعادة هذا المهرجان إلى الحياة مثله مثل مهرجان التمور السنوي الذي يلاقي إقبالا كبيرا.

وهناك 3 أصناف من الفواكه أخرى تحتاج إلى الاهتمام نفسه كالعنب والموز والتين وكما هو معلوم أن مزارع العنب تشتهر فـي ولاية المضيبي فـي قرية الروضة تحديدا حيث تقدم هذه الولاية أجود أنواع العنب.

إضافة إلى الموز الذي تشتهر به أيضا ولايات صلالة والسويق وولايات أخرى، والتين الذي انتشر من ولاية الكامل والوافـي وأيضا انتقل الاهتمام إلى ولايات أخرى، وكان قبل ذلك ينتج فـي مزارع مختلفة فـي محافظتي الداخلية والباطنة.

هذه المهرجانات يمكن لها أن تضيف قيمة اقتصادية وزراعية وتوسع الاهتمام بها والتركيز عليها كفواكه ذات قيمة استراتيجية تساعد على إيجاد طريقة للتصدير إلى الأسواق المجاورة.

كما أنها توجد حالة من التنافس بين المزارعين فـي ضخ هذه المنتجات فـي الأسواق الداخلية والخارجية، وتسهم فـي تحسين جودتها وإضافة أنواع أخرى منها، لكن ذلك يحتاج إلى المزيد من الدعم والإسناد للمشاريع المجدية، كما أنها توفر أمنا غذائيا وفرص عمل وعائدا ماليا.

مقالات مشابهة

  • الطلاق الصامت.. ما أسبابه وطرق علاجه لدى الأزواج؟
  • هل يقبل الاستغفار إذا كان بنية تيسير أمر معين؟.. أمين الفتوى يجيب
  • رباح المهدي: اب كيعان إنما اباد وسفك دم الإنسان ويريد ان يقطع ويركع السودان
  • عبد المحسن سلامة: أخوض المعركة من أجل نقابة قوية للجميع بعيداً عن الشللية والاستقطاب
  • ما حكم تطليق زوجتي إرضاء لأمي وأخواتي لكثرة المشاكل بينهم؟.. الإفتاء تجيب
  • عباس شومان: الميراث لا يقبل التغيير.. ومن يريدون إنصاف المرأة يظلمونها.. فيديو
  • خاتم ياسمين عبد العزيز يلفت الأنظار في أحدث ظهور لها
  • الأسترالي ماكس بورسيل يقبل الإيقاف لمدة 18 شهرا
  • محمد الصاوي عن هجوم البعض على "إش إش": الراقصة موجودة من أيام الفراعنة
  • مواسم الفاكهة