أكد الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، أن الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة “اليونيفيل” في لبنان تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، محذرًا من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الدوليين.

وقال إن استهداف إسرائيل لقوات اليونيفيل بشكل متعمد ومتكرر يعد خرقًا فاضحًا لميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وبالأخص القرار رقم 1701، مشيرا الي ان هذه الأفعال لا تقوض فقط سلامة وأمن قوات حفظ السلام، بل تهدد أيضًا استقرار المنطقة بأكملها.

وأضاف الخبير الدولي، أنه فقًا للقانون الدولي فإن قوات حفظ السلام تتمتع بحماية خاصة، ويعتبر أي هجوم عليها جريمة حرب بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، موضحا أن مطالبة إسرائيل لقوات اليونيفيل بإخلاء مواقعها في جنوب لبنان يتعارض بشكل مباشر مع تفويضها الممنوح من قبل مجلس الأمن، ويشكل تدخلاً غير مشروع في عمليات الأمم المتحدة.

وتابع مهران، أن الغارات الإسرائيلية على غزة ولبنان تمثل انتهاكًا إضافيًا للقانون الدولي، حيث أن الهجمات العشوائية على المدنيين والبنية التحتية المدنية محظورة بموجب اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها الإضافية، مؤكدا ان هذه الأعمال ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

وأشار إلى أهمية الموقف المصري الرافض لهذه التصرفات، معتبرا أن إدانة مصر لهذه الاعتداءات تعكس التزامها بمبادئ القانون الدولي وحرصها على استقرار المنطقة، كما لفت إلي أن إدانة إيطاليا وفرنسا واسبانيا وايرلندا أيضا لهذه الأعمال يؤكد الإجماع الدولي على رفض السلوك الإسرائيلي المتهور.

أستاذ قانون دولي يدعو لتعليق عضوية إسرائيل بالأمم المتحدة بعد هجماتها المتكررة على قوات حفظ السلام

وأوضح مهران انه يمكن للمجتمع الدولي اتخاذ عدة إجراءات لمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها، مؤكدا علي ضرورة فرض مجلس الأمن عقوبات بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، مع وقف تصدير الاسلحة لإسرائيل، كما يمكن للجمعية العامة للأمم المتحدة إصدار قرارات تدين هذه الأفعال وتدعو إلى وقفها فورًا مع تعليق عضوية إسرائيل.

وفي هذ السياق أضاف مهران أنه يجب علي للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق في هذه الجرائم المزعومة من تلقاء نفسه وفقا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية وان تتخذ المحكمة إجراءات سريعة وحاسمة، وعلى الصعيد الدبلوماسي، بين انه يمكن للدول النظر في مراجعة علاقاتها مع إسرائيل وفرض عقوبات اقتصادية أو دبلوماسية عليها.

وحذر أستاذ القانون الدولي من خطورة استمرار هذه الانتهاكات، لافتا الي أن عدم محاسبة إسرائيل على أفعالها سيشجعها على مزيد من الانتهاكات، ويقوض مصداقية النظام القانوني الدولي بأكمله، كما أنه قد يؤدي إلى تصعيد خطير في المنطقة، مما يهد السلم والأمن الدوليين.

و دعا مهران المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم وموحد ضد هذه الانتهاكات، مناشدا جميع الدول، وخاصة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، أن تتحمل مسؤولياتها في حماية السلم والأمن الدوليين، معتبرا إن الصمت على هذه الجرائم يعد تواطؤًا ضمنيًا ويقوض أسس النظام العالمي القائم على القانون.

كما لفت الي أنه يجب على الأمم المتحدة تعزيز آليات حماية قوات حفظ السلام وضمان قدرتها على تنفيذ ولايتها دون تدخل أو تهديد، مؤكدا ان سلامة وأمن هذه القوات أمر حيوي لنجاح عمليات حفظ السلام حول العالم.

 تجاهل جرائم إسرائيل ضد اليونيفيل يهدد بتصعيد خطير في المنطقة

وشدد الدكتور مهران على ان احترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ليس خيارًا، بل هو التزام على جميع الدول، ومؤكدا انه استمرار إسرائيل في نهجها سيؤدي حتمًا إلى عزلتها دوليًا وتعريض مصالحها الاستراتيجية للخطر، مشيرا آلي أن الحل الوحيد المستدام هو الامتثال للقانون الدولي والسعي لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، وإيجا حل عادل للقضية الفلسطينية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: انتهاك صارخ للقانون الدولي استهداف إسرائيل انتهاكات بروتوكول قوات حفظ السلام للقانون الدولی القانون الدولی الأمم المتحدة مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

اليونيفيل يصر على البقاء في جنوب لبنان رغم التهديدات الإسرائيلية

 اكد المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) أندريا تينينتي، أن قوات حفظ السلام عازمة على البقاء في مواقعها في جنوب لبنان رغم الهجمات الإسرائيلية في الأيام القليلة الماضية التي أسفرت عن إصابة أفراد من الأمم المتحدة وتسببت في قلق دولي.

وقال تينينتي، إن الهجمات الإسرائيلية على قوات اليونيفل بقذائف المدفعية ونيران الأسلحة الصغيرة أسفرت عن إصابة اثنين من أفرادها يرقدان في المستشفى، وتعطل بعض قدراتها على المراقبة يومي الأربعاء والخميس.

وذكر تينينتي للصحفيين، "ربما يكون هذا من أخطر الأحداث أو الوقائع التي شهدناها على مدار الـ12 شهرا الماضية".

ووافقت الدول الخمسون المساهمة في القوة يوم الخميس على مواصلة نشر أكثر من 10,400 جندي من قوات حفظ السلام بين نهر الليطاني في الشمال والحدود المعترف بها من الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل والمعروفة باسم الخط الأزرق في الجنوب.

ولفت تينينتي: "نحن هناك لأن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة طلب منا أن نكون هناك. لذلك سنبقى حتى يصبح الوضع مستحيلا بالنسبة لنا للعمل".

وكانت اليونيفيل أعلن أن مدفعية إسرائيلية أطلقت النار على برج مراقبة في مقرها الرئيسي بالناقورة يوم الخميس ما أدى إلى إصابة البرج وسقوط فردين من قوات حفظ السلام.

وذكرت قوة حفظ السلام في بيان أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار أيضا على موقع قريب ما أدى إلى إتلاف مركبات ونظام اتصالات، وأطلقت يوم الأربعاء "النيران عمدا" وعطلت كاميرات المراقبة في المنطقة.

 

مقالات مشابهة

  • خبير دولي: هجمات إسرائيل على اليونيفيل تستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لحماية السلام العالمي
  • جوتيريش: إطلاق النار على قوات "اليونيفيل" جنوب لبنان يعد انتهاكًا للقانون الدولي
  • إيطاليا: هجوم إسرائيل على "اليونيفيل" جريمة حرب
  • اليونيفيل: سنبقى في جنوب لبنان رغم الهجمات الصهيونية
  • اليونيفيل يصر على البقاء في جنوب لبنان رغم التهديدات الإسرائيلية
  • وكيل أمين الأمم المتحدة لعمليات السلام: على إسرائيل ضمان سلامة قوات اليونيفيل
  • تحذير من مخاطر تهدد قوات حفظ السلام في لبنان
  • اليونيفيل: إسرائيل قصفت مواقعنا بجنوب لبنان .. وإصابة جنديين
  • "يونيفيل" تعلن عن سلسلة اعتداءات إسرائيلية على مقرها في الناقورة