ما كان يقوله حميدتي في مجالسه الخاصة سرًا عن الشايقية قاله بالأمس علنًا في خطابه الأخير، حيث تفوه بتصريحات عنصرية لا تليق بشخص يدّعي أنه صاحب مشروع وطني، بل هي مؤشر على نزعة خطيرة لتأجيج الفتن القبلية في وقت تحتاج فيه البلاد إلى الوحدة والتماسك. لم يكن هذا الخطاب مفاجئًا، بل هو تتويج لخطاب الكراهية الذي كان يتردد في الخفاء، لكن أن يصل الأمر إلى الإعلان عنه يعكس مستوى غير مسبوق من التهور والاستفزاز.


هذه التصريحات لا يمكن النظر إليها بمعزل عن السياق السياسي والعسكري الذي تعيشه السودان اليوم. فحميدتي، يسعي لتأجيج الصراعات بين المكونات القبلية والشعبية بهدف تمرير أجندات تخريبية تخدم مصالحه الضيقة. اتهامه لقبيلة الشايقية بتأجيج الحرب ما هو إلا محاولة لتقسيم المجتمع وتوجيه الأنظار بعيدًا عن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها أفراد مليشيا الدعم السريع المتمردة الإرهابية.

ولكن، رغم بشاعة هذه التصريحات وخطورتها، لا يجب أن نبني مواقفنا أو قراراتنا على هذه الأقوال. السودان ليس دولة قبائل متصارعة، بل هو وطن يضم جميع أبنائه تحت راية واحدة، وتحكمه مؤسسات قادرة على وأد الفتن والتصدي لأي تهديد لأمنه واستقراره. فالدولة بمؤسساتها، وعلى رأسها القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، هي التي تتولى مسؤولية حماية الوطن ومواطنيه، وليست القبائل أو المجموعات العرقية.

في هذا السياق، يجب أن يكون الرد على مثل هذه التصريحات بالتمسك بالدولة والقانون، وفضح المحاولات الرامية لتأجيج الفتنة العنصرية بأقسى العبارات، مع التأكيد على رفض أي خطاب تمييزي أو تقسيمي. كما يجب تعزيز دور المؤسسات الوطنية في حماية النسيج الاجتماعي.

القبائل السودانية، بما في ذلك الشايقية، كانت ولا تزال جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع السوداني المتماسك. واستهدافها بتلك الاتهامات المغرضة ما هو إلا محاولة يائسة لبث الفتنة، ويجب أن يُواجه بحزم ووعي من قبل الجميع.

ختامًا، في خطابه أمس، أطلق حميدتي الرصاص على الجميع، لكنه أصاب قدميه فقط. هذا الخطاب يمثل إعلانًا للهزيمة الشاملة، حتى وإن حاول التدثر بادعاءات النصر.
“جعلي ودنقلاوي وشايقي، إيه فايداني؟ يكفي النيل أبونا والجنس سوداني”

???? عمر محمد عثمان

١٠ أكتوبر ٢٠٢٤م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

هل قطع لبنان دابر الفتنة؟

كتبت بولا مراد في" الديار": سواء نجحت مساعي وقف النار بوساطة المبعوث الاميركي آموس هوكستين او فشلت واستمر العدوان اسابيع او اشهر اضافية، وسواء واصل العدو استهدافاته لمناطق يفترض ان تكون آمنة باطار ما يقول انه ملاحقة لعناصر وقياديي حزب الله، وهي بالحقيقة محاولات مستمرة لخلق شرخ بين النازحين والبيئات المضيفة، لكن ما يمكن حسمه ان اللبنانيين مجتمعين نجحوا ورغم اكثر من اختبار بقطع دابر الفتنة التي كان والارجح لا يزال العدو يسعى اليها في الداخل اللبناني لاشغال حزب الله فيها خلال وبعد انتهاء الحرب تحقيقا لاهداف غير معلنة مرتبطة بالسعي لانهاء وجود سلاحه بطريقة او بأخرى.

فبعد سعيه لاثارة الفتنة المسيحية- الشيعية من بوابة الاستهداف المتواصل لطريق بلدة عاريا ومن بعده الاستهدافات لمناطق ذات غالبية درزية، ركّز في الفترة الاخيرة على استهداف مناطق بيروت حيث الغالبية سنية.

ويعتبر عضو تكتل "الاعتدال الوطني" النائب أحمد الخير ان "العدو الإسرائيلي يستهدف مناطق العاصمة بيروت، المختلطة بغالبيتها، في سياق هادف إلى تحقيق أغراض الحرب، كما بدا واضحاً منذ بداية العدوان، وعلى رأسها اغتيال قيادات لـ "حزب الله" التي يتم رصدها في أحياء العاصمة بيروت، وتحديداً في الأحياء التي فيها غالبية شيعية"، لافتا في حديث لـ"الديار" الى ان "كل لبنان مستهدف بهذا العدوان، والعدو الإسرائيلي يسعى منذ بدايته إلى ضرب اللبنانيين بعضهم ببعض، وزرع الفتنة فيما بينهم، بما يخدم مصلحته، لكن اللبنانيين، وفي كل البيئات، السنية والدرزية والمسيحية، أحبطوا هذا المخطط الإسرائيلي بمسؤولية وطنية عالية، واحتضنوا بعضهم البعض، وردوا عليه بتضامنهم وتكاتفهم وبمبادرات وطنية وإنسانية واجتماعية وسياسية لتعزيز هذا التضامن والتكاتف".

ويشدد الخير على ان "كل البيئات، ومنها البيئات السنية، مستمرة في واجبها الوطني والإنساني والأخلاقي، في احتضان أهلنا من الجنوب والبقاع والضاحية، والوقوف الى جانبهم، والتخفيف من معاناتهم، على الرغم من استهداف أكثر من منطقة، وتعريض أمن السكان والنازحين فيها للخطر"، مضيفا: "لا شك أن هناك خشية ومخاوف جدية في كل المناطق الحاضنة للنازحين من أي استهداف، الأمر الذي يدفعنا إلى أن نكون لسان أهلنا في مطالبة القيادات الحزبية المهددة بالاستهداف بعدم التغلغل بين النازحين والسكان، في ظل الانكشاف الأمني الكبير أمام العدو وقدرته الكبيرة على رصدهم، وأيضاً في دعوة النازحين إلى احترام خصوصية المناطق الحاضنة وعدم تعريضها للخطر، كما دعوة الجميع، السكان والنازحين، إلى التعاون والتكامل مع الأجهزة الأمنية والعسكرية لحفظ أمنهم معاً، لتمرير هذه المرحلة الصعبة".
 

مقالات مشابهة

  • البرهان أحى وبضغط من حميدتي الدماء لشرايين أجندة مريبة
  • مستشار حميدتي يستغيث بمنظمات الأمم المتحدة
  • وجه شبه بين حميدتي وأوليائه من المدنيّين
  • هل قطع لبنان دابر الفتنة؟
  • عبدالقيوم: على الحويج التفكير في شرعية وجوده بدلاً من التصريحات الانتهازية
  • ثأر القبائل يشتعل.. بني نوف تواجه مليشيات الحوثي في الجوف
  • (فتى) حميدتي يكتُب عن (الفتية)
  • محمود فتح الله لـ حسام حسن: قلل من التصريحات بعد المباريات
  • محمود فتح الله يوجه رسالة لـ حسام حسن: عليه تقليل التصريحات بعد المباريات
  • اشتباكات عنيفة بين مليشيا الحوثي ورجال القبائل عقب جريمة مروعة للمليشيات