قال الدكتور علي جمعة، عضة هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق أن رسول الله قد ووصانا عليه الصلاة والسلام ألا نخاف إلا من رب الناس وألا نخاف من أحدٍ في العالمين وأن نبلغ دينه كما ارتضاه لنا.

جمعة يوضح شرطاً للصلاة على النبي.. انتبه له جمعة: تجوز الصلاة على النبي بأي صيغة بشرط

وتابع جُمعة : أخرجنا الناس من الظلمات إلى النور ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة وذهبنا شرقًا وغربا حتى وصلنا في أقل من مائة عام إلى الأندلس ففتحناها وأزلنا ما بها من ظلمٍ وجبروت وإلى الهند فدخل الناس فيها في دين الله أفواجا من غير إكراه، ومن غير حملٍ لأحد على أن يترك هويته ولا لغته ولا ملبسه ولا مأكله ولا ثقافته، غزونا العالم بالخير بالمعروف.

وأضاف:  وبذل علماء المسلمين الجهد الكبير فرأيناهم قد وضعوا المنهج للتوثيق لتوثيق القرآن الكريم ولتوثيق السنة المشرفة ورأيناهم قد وضعوا الأدوات لفهم هذا الدين بلغةٍ عربيةٍ صحيحة فصيحة ورأيناهم قد استنبطوا الأحكام وناقشوا الأدلة بتنوعٍ وحرية وانطلاق ذهن ملأوا العالم خيرا، لم نسمع منهم أنهم يستبطنون السخرية من الأئمة الأعلام ولا من مصادر الشريعة الغراء، لم نسمع منهم إلا أنهم احترموا العلم والعلماء واحترموا صحابة رسول الله ﷺ وكان أحدهم في حرية ذهنه وفي استنباطه واجتهاده من المصادر الشرعية المرعية كان إذا خالف واحدًا من أكابر الصحابة قال: ذلك مبلغ علم عمر رضي الله تعالى عنه، ذلك مبلغ علم عائشة رضوان الله عليها، ذلك مبلغ علم عبد الله بن مسعود إلا أن عبد الله بن عباس قد خالفه يحتمي به.

وأشار جمعة إلى أنه لم نر قلة الأدب وسوءه وقلة الحياء إلا في عصر نكدٍ كهذا العصر الذي نعيش فيه، يشوشون على العقل كيفية التفكير المستقيم، ثم بعد ذلك رمتني بدائها وانسلت.

واستطرد جُمعة أن هؤلاء العلماء الذين عاشوا يدافعون عن العقلية العلمية وعن المنطق في أجلى صوره ، يُتهمون بعد ذلك بأنهم لا يعرفون العقل ، ولذلك كلمناهم وناقشناهم أتعرفون العقل أنتم؟ وما العقل؟ العقل عرفوه بأنه نور إلهي يلقيه الله - سبحانه وتعالى - في قلب الإنسان، ونتساءل هل تشعرون أيها الفسقة الفجرة بنورٍ في قلوبكم؟ يضحكون ويسخرون ويسألون: وما هذا النور؟ إذا كان الله - سبحانه وتعالى - قد حرمك من نور العقل، ولم تشعر بحلاوة الإيمان فعلاما تجادل ومن تجادل؟ إن الله - سبحانه وتعالى - قد حجبك عن الحق وحجبك عن الأنوار ولم يكشف لك الأسرار فمن أنت؟ أنت تحولت إلى ما لا يزيد عن اثنين من الجنيهات نشتري به موادك التي سيؤول إليها جسدك بعد أن خيبت نفسك بهذا الهراء، أما الذي ألقى الله في قلبه نورا فهو الإنسان المكرم الذي قد خرج من أسفل سافلين بالإيمان والعمل الصالح.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جمعة علي جمعة عليه الصلاة والسلام رسول الله ج معة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق

إقرأ أيضاً:

من الذي يعذب يوم القيامة الروح أم النفس.. الإفتاء تجيب

قالت دار الإفتاء المصرية إن لفظ "الروح" و"النفس" من الألفاظ التي تؤدي أكثر من معنًى، وهما في الواقع متغايرتان في الدلالة بحسب ما يحدده السياق، وإن حلَّت إحداهما محلَّ الأخرى في كثير من النصوص الشرعية، لكن على سبيل المجاز وليس الحقيقة.
وأوضحت الإفتاء معنى الروح وهي ما سأل عنها اليهودُ فأجابهم الله تعالى في القرآن بقوله: ﴿قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [الإسراء: 85]؛ فهذه الروح التي يحيا بها الإنسان هي سِرٌّ أودعه الله في المخلوقات واستأثر في علمه بكنهها وحقيقتها، وهي التي نفخها في آدم عليه السلام وفي ذريته من بعده.

وأضافت الإفتاء أما مسألة العذاب فقد ورد في السنة ما يدلُّ على أن العذاب للنفس يكون يوم القيامة، وأن عذاب الروح وحدها يكون بعد مفارقتها للجسد بالموت، وأن الروح بعد السؤال في القبر تكون في عليين أو في سجِّين، وهذا لا ينافي عذاب القبر للروح والجسد لمن استحقه، كما جاء ذكره في الأحاديث الشريفة.

الفرق بين الروح والنفس

قالت الإفتاء إنَّ كلمتَي الروح والنفس ترددتا في آيات كثيرة في القرآن الكريم، وكثر ورود الكلمة الأخيرة مفردة ومجموعة قرابة الثلاثمائة مرة أو تزيد.

وتابعت: وقد اختلف العلماء في الروح والنفس، هل هما شيءٌ واحدٌ؟ أو هما شيئان متغايران؟ فقال فريق: إنهما يطلقان على شيء واحد، وقد صحَّ في الأخبار إطلاق كلٍّ منها على الأخرى، من هذا ما أخرجه البزَّار بسند صحيحٍ عن أبي هريرة: "إن المؤمن ينزل به الموت ويعاين ما يعاين فَوَدَّ لو خرجت -يعني نفسُه-، والله يحب لقاءه، وإن المؤمن يصعد بروحه إلى السماء، فتأتيه أرواح المؤمنين فيستخبرونه عن معارفهم من أهل الأرض"، فهذا الحديث يؤيد إطلاق الروح على النفس والنفس على الروح.

وقال الفريق الآخر: إنهما شيئان؛ فالروح ما به الحياة، والنفس هذا الجسد مع الروح، فللنفس يدان وعينان ورجلان ورأس يديرها وهي تلتذ وتفرح وتتألم وتحزن، فالروح جسمٌ نورانيٌّ علويٌّ حيٌّ يسري في الجسد المحسوس بإذنِ الله وأمرِه سريانَ الماء في الورد لا يقبل التحلُّل ولا التبدل ولا التمزق ولا التفرق، يعطي للجسم المحسوس الحياة وتوابعها، ويترقى الإنسان باعتباره نفسًا بالنواميس التي سنَّها الله وأمر بها؛ فهو حين يولد يكون كباقي جنسه الحيواني لا يعرف إلا الأكل والشرب، ثم تظهر له باقي الصفات النفسية من الشهوة والغضب والمرض والحسد والحلم والشجاعة، فإذا غلبت عليه إنابته إلى الله وإخلاصه في العبادة تغلَّبت روحه على نفسه فأحبَّ الله وامتثل أوامره وابتعد عما نهى عنه، وإذا تغلبت نفسه على روحه كانت شقوته.

معاني كلمة الروح في القرآن والسنة

وجاءت الروح في القرآن الكريم وفي السنة بمعانٍ: فهي تارة الوحي؛ كما في قوله تعالى: ﴿يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ﴾ [غافر: 15]، ويسمى القرآنُ روحًا باعتباره أحيا الناس من الكفر الشبيه بالموت، وأُطلق الروح على جبريل عليه السلام؛ كما في قوله تعالى: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ۝ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ﴾ [الشعراء: 193-194]، وقوله: ﴿وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ﴾ [البقرة: 253]، وفي الحديث الشريف: «تحابُّوا بروح الله» رواه أبو داود، قيل: المراد بالروح هنا: أمر النبوة أو القرآن، وهو المعنى عند أكثر العلماء في قوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا﴾ [الشورى: 52].

معاني كلمة النفس

وكلمة النفس تجري على لسان العرب في معانٍ؛ فيقولون: خرجت نفسه، أي: روحه، وفي نفس فلان أن يفعل كذا، أي: في رُوعه وفكره، كما يقولون: قتل فلان نفسه، أو أهلك نفسه، أي: أوقع الإهلاك بذاته كلها وحقيقته، فمعنى النفس في هذا: جملة الإنسان وحقيقته؛ كما في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ﴾ [النساء: 29]. وتطلق كلمة النفس على الدم، فيقال: سالت نفسه؛ ذلك لأن النفس تخرج بخروجه.

وقد أطلق القرآن هذه الكلمة على الله في قوله: ﴿تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ﴾ [المائدة: 116] والمعنى: تعلم ما عندي ولا أعلم ما عندك، أو كما قال ابن الأنباري: إن النفس في هذه الآية: الغيب، ويؤكد ما انتهت به الآية: ﴿إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾ [المائدة: 116]؛ أي تعلم ما أعلم ولا أعلم ما تعلم. فلفظ "الروح" و"النفس" من الألفاظ التي تؤدي أكثر من معنًى يحددها السباق والسياق واللحاق، وهما في الواقع متغايرتان في الدلالة حسبما تقدم، وإن حلَّتْ إحداهما محلَّ الأخرى في كثير من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، لكن على سبيل المجاز لا الحقيقة.
 

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: يجوز قراءة القرآن الكريم في المساجد يوم الجمعة قبل الأذان
  • علي جمعة: المؤمن العاجز خير من الفاجر القوي عند الله
  • جمعة: "رسول الله ربّانا على القوة والمبادئ السامية"
  • 4 أمور تعكر على الإنسان صفو توجهه إلى الله.. علي جمعة يكشف عنهم
  • متى يبدأ تأثير سورة البقرة على قارئها؟.. علي جمعة يجيب
  • عبدالله بن زايد يعزي بوفاة جمال جمعة الجسمي
  • من الذي يعذب يوم القيامة الروح أم النفس.. الإفتاء تجيب
  • علي جمعة: ما ترك لنا رسول الله طريقا يؤدي الى النار إلا وحذرنا منه
  • ماذا يفعل الذكر في جسم الإنسان؟.. علي جمعة يرد
  • علي جمعة يحذر من 6 أمور تؤثر على القلب.. وهذا حلها