السويداء-سانا

يجمع الشاب عمرو كحل من محافظة السويداء بين التميز المهني والرياضي والفني متجاوزاً ظروف متلازمة داون التي لم تشكل عائقاً في طريقه لإثبات حضوره بين أفراد المجتمع.

الشاب عمرو 35 عاماً الذي لديه صعوبة بالنطق بحسب والدته سامية أبو حسون تلقى كل الاهتمام والدعم لمساعدته بتجاوز حالته وخاصة بعد العودة من الإمارات العربية المتحدة، وذلك عبر تأهيله في مراكز التنمية الذهنية التابعة لمديرية الشؤون الاجتماعية والعمل وهو بعمر 15 عاماً ما ساعده بممارسة هواياته وصولاً للتحول للعمل والإنتاج.

ونجح عمرو المنحدر من قرية سهوة البلاطة كما أوضحت والدته خلال حديثها لـ سانا الشبابية بدخول ميدان الرياضة بعمر 17 عاماً من بوابة الأولمبياد الخاص السوري بالسويداء وحقق فيها ميداليات إضافة إلى مراكز متقدمة في البطولات المحلية والإقليمية في عدة ألعاب منها كرة القدم والبوتشي وكرة المضرب والجري وما زال الطموح لديه قائماً للمشاركة ببطولات جديدة وممارسة ألعاب أخرى.

كما انخرط عمرو في مجال الرسم لتنفيذ لوحات تعكس موهبته منذ طفولته، حيث كان يرسم بداية صور يشاهدها، ثم أصبح كما ذكرت والدته يرسم مشاهد من مخيلته لألعاب رياضية يعايشها مستخدماً فيها الألوان بطريقة جميلة، إضافة لمشاركة أقرانه بالرسم في نادي الفرح لمتلازمة الحب وخضوعه أيضاً لورشة تدريبية في مديرية الثقافة، فضلاً عن مشاركته بمعرض لوزارة الثقافة للأشخاص ذوي الإعاقة.

حالة الإصرار لدى عمرو لاكتساب أشياء جديدة أهلته بحسب والدته لتعلم تصنيع الإكسسوارات التي بدأ يسوقها ويبيعها ضمن المعارض والبازارات وذلك في طريق مشروعه متناهي الصغر الذي بدأت ترتسم ملامحه.

كما تم اختيار عمرو وفقاً لوالدته للظهور بالزي الشعبي التراثي وتقديم حفلات داخل السويداء وفي دمشق مع مؤسسة الأولمبياد الخاص السوري.

وبحسب رئيس اللجنة الإدارية للجمعية السورية للمعوقين جسدياً بالسويداء نزار شجاع فإن عمرو كحل من الشباب المتميزين المحبين للرياضة والحياة، ونشأ ضمن أسرة استوعبت حالته كشخص من ذوي الهمم ووظفت قدراته للعب دور إيجابي بالمجتمع، حيث تتم ملاحظة ذلك من خلال عدة أعمال وملازمته لوالدته بكل أعمال المنزل والأعمال الزراعية.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

هل تعانين من متلازمة الأم المستنفدة؟ هكذا تتغلبين عليها وتحمين عائلتك

رغم ما تمنحه الأمومة من سعادة ورضا وحب، فإنها ليست بهذا القدر من المثالية دائما، دراسة نشرتها دورية "فرونتيرز" في العام 2018، توصلت إلى أن تربية الأبناء واحدة من أكثر الأنشطة استهلاكا للطاقة.

ووفقا للدراسة، فإن الأمهات يتعرضن لخطر الإرهاق المزمن والاستنزاف العاطفي والإجهاد الشديد عندما يختل التوازن وتفوق الضغوطات حجم المكافآت، لا سيما مع الافتقار إلى الرعاية الذاتية والدعم، سواء من الشريك أو العائلة أو الأصدقاء.

وهناك مصطلح خاص للإرهاق الذي تعاني منه الأمهات، هو متلازمة "الأم المنهكة" أو "الأم المستنفدة".

ما متلازمة الأم المستنفدة؟

تشير متلازمة الأم المستنفدة إلى الإرهاق البدني والعقلي والعاطفي الذي تعاني منه الأمهات عندما يقدمن كل ما لديهن لأطفالهن وأسرهن، في مقابل إهمالهن لاحتياجاتهن الأساسية، ويعتقدن أن تلبية متطلباتهن الشخصية نوع من الأنانية.

ظهر هذا المصطلح لأول مرة في كتاب "الطبيعة الأم" (Mother Nature) للمؤلفين جان هانسون وريكي بوليكوف ضمن مجموعة من التحديات التي تواجهها الأمهات وتجعلهن يشعرن بفقدان الشغف والدافع للقيام بمهامهن.

وتصف المستشارة النفسية، ماريسا مور متلازمة الأم المستنفدة وتقول لموقع "بيرانتس"، إنه "ذلك الشعور بأنكِ فقدت كل طاقتكِ، حيث أنكِ بذلت كل ما في وسعكِ لتلبية القدر الأكبر من احتياجات أطفالك ومنحهم كل الفرص الممكنة وتلبية التوقعات التي يفرضها المجتمع، وترغبين في إعطاء المزيد حتى لم يعد هناك ما يتبقى لك".

تتعرض الأمهات لخطر الإرهاق المزمن والاستنزاف العاطفي والإجهاد الشديد عندما يختل التوازن وتفوق الضغوطات حجم المكافآت (غيتي)

وتضيف، "قد يتسلل إليكِ هذا الشعور فجأة وتدركين أن الأشياء التي كانت تجلب لكِ السعادة في الماضي أصبحت أشبه بالالتزامات وأنكِ منهكة إلى حد يتجاوز التعب الطبيعي بغض النظر عن مقدار الراحة الذي تحصلين عليه".

ووفق ما نشره موقع "موذر آند بيبي"، فإن الأمهات المنهكات يعانين من بعض المشاعر السلبية مثل الشعور بالذنب وعدم الكفاءة، أو أنهن لسن مؤهلات لأن يصبحن أمهات، وأن أطفالهن يستحقون أمهات أفضل، ولا سيما مع تمجيد المجتمع لنموذج الأم الخارقة.

وتتأجج مشاعر الغضب والإحباط والاستياء أحيانا، وتتضاعف المخاوف بشأن أسلوب تربية الأبناء ومستقبلهم، وقد تميل الأم إلى الوحدة والعزلة ويحدث انفصال عاطفي وتباعد بينها وبين أطفالها.

التأثير السلبي على الأسرة

لا تعاني الأم المستنفدة وحدها، بل تؤثر على كل فرد من أفراد الأسرة، فمثلا تلجأ إلى آليات مواجهة غير صحية مثل الإنفاق الزائد، أو قضاء أوقات طويلة في تصفح هاتفها للحصول على جرعة سريعة من الدوبامين، أو الإفراط في تناول الطعام مما يؤدي إلى زيادة الوزن.

وفي دراسة أجرتها جامعة أوهايو عام 2022، وجد الباحثون أن 68% من الأمهات يعانين من التآكل النفسي الناتج عن ضغوط وتحديات تربية الأبناء بما يؤثر على الصحة العقلية والإصابة بالقلق والاكتئاب.

كذلك، تصبح العلاقة مع الزوج أكثر توترا، وتتعزز الخلافات والصراعات الزوجية نتيجة التقلبات المزاجية للزوجة وعدم التحكم في مشاعرها، خاصة إذا كانت تعتقد أنه لا يشاركها المسؤوليات بالقدر الكافي.

ينبغي على الأمهات إعادة شحن طاقتهن من خلال استكمال دائرة الاستجابة للتوتر حتى يتعافين من متلازمة الأم المستنفدة (غيتي)

علاوة على ذلك، لا تستطيع الأم المجهدة اتخاذ قرارات حكيمة في تربية أبنائها، ولا تستطيع التحكم في انفعالاتها.

دراسة جامعة ولاية أوهايو وجدت أن الأمهات اللاتي أبلغن عن الإرهاق الشديد كن أكثر عرضة لإهانة أطفالهن وانتقادهم والصراخ عليهم أو إيذائهم جسديا، وكذلك أبلغن عن تعاسة أطفالهن وقلقهم الشديد وتدني احترامهم لذواتهم وتعمدهم المشاجرات مع الأطفال الآخرين وعدم احترام القواعد.

كيف تتعافين من متلازمة الأم المستنفدة؟

ينقل موقع "مام ويل" عن إميليا ناغوسكي، المؤلفة المشاركة لكتاب "الإرهاق.. السر في إكمال دائرة التوتر"، أنه ينبغي علينا كأمهات أن نحيط أنفسنا بمنظومة دعم من الأشخاص الذين يهتمون بسلامتنا، ويمكن لهؤلاء الأشخاص أن يشاركوا في حمايتنا من تلك الرسائل الخارجية التي تخبرنا كيف ينبغي لنا أن نتصرف، ويمكنهم أن يشجعونا على النوم وتناول الطعام الصحي وتخصيص وقت لأنفسنا.

وتواصل "هناك طريقة أخرى وهي أن نبدأ بالاستماع إلى قيمنا الخاصة، إذ إنه غالبا ما نجد أنفسنا نتبع نصائح أو فلسفات تربية الأبناء التي يتبعها الآخرون، معتقدين أن هذه هي الطريقة الصحيحة، ولكن من المهم أن نتراجع خطوة إلى الوراء ونفكر في قيمنا وليس ما يناسب الآخرين".

وتضيف ناغوسكي، أنه إذا أرادت الأمهات التعافي من متلازمة الأم المستنفدة، فينبغي عليهن إعادة شحن طاقتهن من خلال استكمال دائرة الاستجابة للتوتر.

لا تعاني الأم المستنفدة وحدها بل تؤثر على أفراد الأسرة وتلجأ إلى آليات مواجهة غير صحية مثل الإنفاق الزائد (غيتي)

وتضيف، "على سبيل المثال، إذا صادفنا نمرا وهربنا منه، فسنكون قادرين على الاحتفال بمجرد زوال الخطر ووصولنا إلى حالة آمنة، ولكن في المجتمع الحديث، نحن لا نهرب ولا نحتفل وإنما نظل عالقين في دائرة التوتر ويستمر الجسم في الاستجابة وإفراز مستويات من الكورتيزول والأدرينالين مما يعزز ضربات القلب واضطرابات الجهاز الهضمي وارتفاع خطر الإصابة بالقلق والاكتئاب".

كيف يمكن استكمال دائرة التوتر؟

تقترح المستشارة النفسية أشلي كلارك بعض التقنيات التي تساعد في استكمال دورة الاستجابة للتوتر والتغلب على التعب المزمن، ومنها -وفق ما نشرته على مدونتها-:

ممارسة الرياضة: يمكن أن تساعد في تحسين مزاجك وإفراز الإندورفين، وهو هرمون الشعور بالسعادة، ويمكنك ممارسة أي نشاط يتيح لجسمك فرصة التحرك. التعبير الإبداعي عن الذات: لا يستلزم ذلك أن تكوني فنانة، ويمكنك التلوين في كتب التلوين الخاصة بأطفالك أو شراء مجموعة من الألوان المائية والفرش والتعبير بها وربما تستمتعين بالحياكة أو أشغال التريكو، فالفنون بجميع أشكالها تمنحك الفرصة للتسامح مع مشاعرك والتحرك من خلالها. العناق: التلامس الجسدي وسيلة مريحة لتخفيف التوتر، يمكنك احتضان زوجك أو طفلك أو حيوانك الأليف لمدة 20 ثانية على الأقل، إذ أظهرت الأبحاث أن العناق لمدة هذا القدر من الوقت يساعد الجسم على إفراز هرمون الحب ويساعد في إبلاغ جسمك بأن الخطر لم يعد موجودا. الضحك: لا يعد الضحك مجرد وسيلة لتفريغ المشاعر، بل إنه يؤثر على الجسم بشكل إيجابي أيضا. البكاء: يعتبر البكاء استجابة طبيعية للغاية وطريقة صحية للتخلص من التوتر وإكمال الدورة والشعور بالارتياح من ثقل ما جعلكِ تبكين. التنفس العميق: يعمل على تنظيم استجابة الجسم للتوتر.

مقالات مشابهة

  • هل تعانين من متلازمة الأم المستنفدة؟ هكذا تتغلبين عليها وتحمين عائلتك
  • 12 ضبطاً تموينياً في السويداء ‏
  • بعد 30 عاماً.. "Speed" يجمع ساندرا بولوك وكيانو ريفز مُجدداً
  • بعد مغادرة ليفربول .. «يورغن كلوب» يتولى وظيفة جديدة
  • وزارة التربية تضيف خدمات جديدة على تطبيقها الإلكتروني الرسمي
  • ميقاتي: الاحتلال الإسرائيلي يعوق المساعي لوقف العـ ـدوان على لبنان
  • ظاهرة جديدة.. دبا يجمع بين صدارة «الأولى» و«الثالثة»
  • طرح شقق جديدة.. الإسكان تكشف التفاصيل وتفجر مفاجأة عن الأسعار (فيديو)
  • أكبر طرح للوحدات السكنية الجاهزة للتسليم فى 15 مدينة جديدة.. متحدث الإسكان يوضح