ﻗﺼﻮر اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ.. ﻛﺎﻧﺖ ﺻﺮﺣاً فهوي
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
قصور وإهمال ومقرات فرعية فى مناطق عشوائية، هذا هو حال قصور الثقافة فى العديد من المحافظات بعد سقطت فى بحر من الإهمال؛ لتفقد صوابها فى التثقيف والتنوير لكافة فئات المجتمع من شباب وأطفال وكبار، لكن سقطت قصور الثقافة بحر من الإهمال، رغم أنها تعد حائط الصد الأول فى مواجهة التطرف والإرهاب، وحال تخلى الدولة عن دورها فى الاهتمام ببيوت التنوير، تسعى الجماعات المتطرفة لاستقطاب الشباب واستغلال جهلهم لتنفيذ مخططها لإيقاف مسيرة التنمية والتطوير التى تشهدها البلاد.
فى الآونة الأخيرة فشلت منارة العلم والمعرفة «قصور الثقافة» فى جذب الشباب نتيجة لضعف الإمكانيات، وعدم وجود مقرات فى المناطق النائية، ما دفع مستقبل البلاد وهم الشباب فى الجلوس على المقاهى، وجعلهم فريسة سهلة للتطرف والانحراف.. فى السطور التالية نرصد ما وصلت إليه قصور الثقافة فى العديد من المحافظات لتصبح من سيئ لأسوأ.
مواهب الفيوم في خطر
تلعب قصور وبيوت الثقافة دورا مهما فى زيادة الوعى واكتشاف المواهب ونشر الثقافة بين الشباب وإعطاء فرصة ذهبية لهم من أجل نشر إبداعهم وتنمية مواهبهم.
وتمنح قصور الثقافة الفرصة للمواهب فى مجالات الفن التشكيلى والمسرح، بالإضافة إلى القراءة الحرة من خلال مكتبات قصور وبيوت الثقافة المنتشرة فى المدن والقرى.
وتضم محافظة الفيوم عددا كبيرا من بيوت الثقافة والمكتبات الفرعية بالمراكز، بالإضافة إلى قصر ثقافة الفيوم الشهير والذى يتوسط قارون بجوار السواقى فى قلب مدينة الفيوم وبيوت ثقافة إطسا طامية وإبشواى وسنورس، وعدد كبير من المكتبات الفرعية بالقرى والمراكز ومنها مكتبات قلمشاة والكعابى وجرفس ومنية الحيط والنزلة واللاهون، وحى جنوب الفيوم، ومكتبة الطفل والشباب بسنورس وطامية، وبالرغم من وجود كل هذه البيوت الثقافية والمكتبات إلا أنها جميعا ليست لها مقرات تصلح لإقامة الفعاليات باستثناء قصر الثقافة الرئيسى وبيت ثقافة طامية والبقية أما بالايجار أو بمقرات يقوم أعضاء هذه البيوت الثقافية بتوفيرها بأنفسهم.
فى البداية يقول الفنان عزت زين أن قصر ثقافة الفيوم أغلق أبوابه عام 2021 بحجة الصيانة، والتى أُعلن أنها سوف تنتهى فى نفس العام، ولكن «الصيانة الجسيمة» كما ذكر لقصر الثقافة لم تنته حتى الآن، بعد أن قامت الشركة المنفذة لأعمال الصيانة والتطوير بإزالة الرخام وخشب المسرح والأبواب والشبابيك وحولت المكان إلى حوائط فقط، ثم توقفت الأعمال بالمبنى، بعد أن تمت إزالة مبنى وتجهيزات كانت صالحة لأعوام كثيرة قادمة، ولا يزال رواد القصر يتساءلون عن موعد افتتاح القصر لممارسة الأنشطة والفعاليات الفنية والثقافية.
وكان قصر ثقافة الفيوم قد تم افتتاحه عام 1996، ثم تم عمل صيانة شاملة عام 2006، أعقبها صيانة شاملة فى شهر نوفمبر من عام 2010، قبيل زيارة السيدة سوزان مبارك وتم تجديد المسرح وطلاء الحوائط وتركيب ستائر جديدة، ورغم جاهزيته لاستقبال الأنشطة والفعاليات إلا أن أعمال الصيانة الجارية منذ ثلاث سنوات أغلقت أبواب القصر أمام رواده، وانتقل الموظفين إلى شقة سكنية وتم نقل الأنشطة إلى مسرح مجلس المدينة غير المجهز لتنفيذ الفعاليات الثقافية، فضلا عن إعلان مجلس المدينة عن حظر أى أنشطة بعد الساعة الثالثة عصرا لتخفيف الأحمال، لتتواصل الأزمة التى تعيشها الثقافة فى الفيوم وتتعطل مسيرتها فى خلق الوعى ونشر التوعية الفكرية وتعليم الفنون الثقافية الأخرى التى تبنى وجدان الإنسان.
وأوضح الشاعر علاء أبوجليل أن هناك عدداً من المشاكل التى تواجهها بيوت الثقافة فهناك مشاكل عامة مثل الروتين المسيطر على الهيئة، وكذلك عدم قدرة البيوت على تغطية كل المناطق حولها، فمدينة كبيرة مثل مدينة إطسا بها بيت ثقافة واحد عبارة عن حجرة صغيرة فى جراج مجلس المدينة وليس له مقر مستقل بذاته ولا يمكنه تغطية مناطق كثيرة مثل الغرق وأبو جندير وقصر الباسل وتطون وعدد كبير من القرى التى يوجد بها كثافة عالية من الشباب، مضيفا أنه عندما نقوم بتنفيذ أى فعالية نضطر إلى تأجير قاعات لتنظيم الندوات حتى يكون هناك مكانا للحضور، وبسبب عدم وجود مقر لبيت الثقافة يقتصر الحضور على الأعضاء فقط خلال الأنشطة والفعاليات، بالرغم من الكم الهائل من الفعاليات الثقافية الفنية التى يقدمها بيت ثقافة اطسا من أمسيات وندوات تثقيفية وورش عمل، وكل ذلك يتم فى تلك الغرفة الصغيرة التى تحتوى على عدد من المكاتب والمقاعد ومن دون جهاز كمبيوتر أو خدمة الإنترنت، والمصيبة الأكبر تتمثل فى عدم وجود دورة مياه مما يضطر الأدباء والأديبات والموظفين إلى البحث عن مسجد أو الذهاب إلى دورات المياه بمحكمة إطسا أو مجلس المدينة لقضاء الحاجة، وتقدمنا بالعديد من الشكاوى دون جدوى حتى الآن.
وتطرح جريدة الوفد علامة استفهام كبيرة حول دور وزارة الثقافة من تطوير قصورها؛ وتأهيلها للقيام بدورها من أجل الحفاظ على الهوية المصرية ونشر الوعى بين الشباب واكتشاف المواهب ورعايتها كما كان يحدث من قبل، عندما تم اكتشاف العديد من المواهب فى مجالات الشعر والتمثيل والغناء؛ لكن الملاحظ الآن هو تراجع هذا الدور الذى سبب فراغا فنيا بسبب غياب الخدمات الثقافية، كما يجب على هذه القصور أن تذهب بأعمالها للجمهور فى المدارس والجامعات والحدائق والميادين والقرى والنجوع، بأفكار جديدة وندوات ومؤتمرات حاشدة لمبدع كبير أو نجم مشهور؛ مع إعادة نوادى السينما التى كانت تعرض قصور الثقافة من خلالها أفلاما عالمية وعربية وتسجيلية وثقافية بلا مقابل، حتى تعود قصور الثقافة إلى دورها لتقديم الدعم الفكرى على أعلى مستوى يتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا واصولنا وقيمنا الدينية والاخلاقية؛ عسى أن ننجح فى علاج (قصور) الثقافة.
ﻫﻨﺎ »اﻟﻤﻨﺼﻮرة«.. ﺣﻀﺮ اﻟﻤﺜﻘﻔﻮن وﻏﺎﺑﺖ اﻟﻘﺼﻮر
على الرغم من القيمة الفنية التى تتمتع بها الأنشطة الثقافية والفنية فى محافظة الدقهلية من مكانة معروفة يؤكدها الحضور اللافت فى العديد من المناسبات، بالإضافة إلى وجود مواهب فنية وأدبية عديدة فى كافة أرجاء المحافظة إلا أن بيوت الثقافة بها غائبة عن المشهد نتيجة سوء حالتها واحتياج معظمها لأعمال صيانة وترميمات مما كان له تأثير سلبى على هجرة هذه المواهب لبيوت الثقافة التى تقوم بدور مهم فى رعاية هذه المواهب إضافة إلى الدور التنويرى الذى تقوم به الثقافة والفنون - كحائط صد- فى مواجهة الأفكار والثقافات الدخيلة.
وأول هذه القصور هو قصر ثقافة المنصورة الذى يعد منارة مضيئة طوال تاريخه فى نشر الثقافة والفن والأدب،حيث طال القصر الإهمال نتيجة توقف أعمال الصيانة فى مسرح أم كلثوم، وظهور عيوب فنية خلال أعمال الصيانة أدت إلى سقوط ديكور المسرح خلال الإعداد لعرض مسرحى مما تسبب فى إصابة 3 أشخاص بجروح بالغة، وقصر ثقافة المنصورة هو مسرح أم كلثوم سابقا، وقد بنى فى الستينات، وتوقف بنائه أثناء نكسة 1967، ثم استكمل وافتتح فى السبعينات ويعد من أكبر قصور الثقافة على مستوى الجمهورية، وتم تصميمه من قبل المعمارى المصرى سيد كريم، ولعب القصر دورا فى تشكيل وعى ووجدان أبناء محافظة الدقهلية، وأخرج العديد من الفنانين والفنانات فى مجالات أدبية وثقافية مختلفة، حتى أصبحوا رموزا للحركة الأدبية والفنية والثقافية فى مصر والوطن العربى.
فى البداية يقول رئيس نادى الأدب المركزى بالدقهلية طارق العوضى بأن قصر ثقافة المنصورة يقع به مسرح أم كلثوم ويعد أكبر مسرح على مستوى الدقهلية، مشيرا إلى أنه رغم أهمية القصر إلا أن عمليات الصيانة والترميم لم تتم بالصورة المطلوبة من جهة كما أنها حالية متوقفة من جهة أخرى، وأضاف بأن النشاط المسرحى بالقصر لا يتم وفق المأمول نتيجة حالة مسرح أم كلثوم كما أن العاملين بالقصر يعملون بدون دوافع ويحتاجون دعما ماليا ونفسيا.
ويشير الدكتور محمد بحيرى ممثل فى فرقة المنصورة القومية المسرحية بأن مسرح أم كلثوم بقصر ثقافة المنصورة مغلق بقرارين من الأمن الصناعى والهيئة الهندسية بوزارة الثقافة نتيجة عدم مطابقة ما تم ترميمه وصيانته للمواصفات رغم إنفاق ملايين الجنيهات على صيانته مرتين لكن لم يتم استلامه حتى الآن لوجود عيوب فنية، وأضاف بأن مسرح أم كلثوم هو منارة للإبداع وأقيمت عليه عروض مسرحية كبيرة ورغم ذلك لم يأخذ حقه فى الاهتمام وتضطر الفرق المسرحية لعمل بروفات فى أماكن مختلفة لكن وقت العرض نواجه مشكلة حقيقية، لافتا إلى أنه خلال العام الماضى مهرجان المنصورة القومى للمسرح استضاف فرقا عربية، وهذا العام لم يتم إقامة المهرجان نتيجة عدم وجود مسرح.
ويقول المخرج المسرحى المعروف أحمد عبدالجليل بأن محافظ الدقهلية اللواء طارق مرزوق اتخذ خطوات إيجابية لحل مشكلة مسرح أم كلثوم، حيث طلب من رجال الأعمال حل مشاكل المسرح وعودته للعمل.
أما بيت الثقافة الثانى الذى يعانى من إهمال أشد فى بيت ثقافة طلخا، حيث أن بيت الثقافة فى المدينة الكبيرة الملاصقة للمنصورة والتى لا يفصلها عنها سوى كوبرى فى حالة يرثى لها فى مقر البيت شقة سكنية قديمة فى المساكن الشعبية يصعب إقامة الأنشطة بها.
تقول الشاعرة شيماء الغيطى رئيس نادى أدب بيت ثقافة طلخا بأننا نضطر لإقامة الندوات الخاصة بالنشاط الأدبى فى عرض الشارع لعدم صلاحية شقة بيت الثقافة لإقامة هذه الأنشطة بسبب ضيق المكان وتضرر الجيران الملاصقين، وكانت النتيجة هجرة المواهب الأدبية والفنية والتى كان يجب أن تحتضنها فى مكان مناسب، وطالبت محافظ الدقهلية بتخصيص قطعة أرض من أملاك الدولة لإقامة بيت ثقافة مناسب لطلخا.
ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺘﻨﻮﻳﺮ ﺑـ»ﻗﻨﺎ
رغم وجود بنية أساسية جيدة فى غالبية قصور الثقافة فى محافظة قنا، من مبانٍ حديثة وعدد كبير من الموظفين وميزانيات كبيرة للأنشطة، غير الوسط الثقافى فى المحافظة بدأ ينحى نفسه عن الارتباط بهذه القصور، وتجذبه المنصات الإعلامية المستقلة والمنتديات الأدبية الخاصة.
على عدة خلفيات ومنها عدم التوزيع العادل لقصور الثقافة نفسها حيث تستأثر مناطق نائية بقصور مكتملة كمبانٍ وبنية أساسية ومرافق، فى حين ما زالت بعض المناطق محرومة من المبانى المؤهلة لتكون منبرًا متسعًا للقاء الشعراء والمثقفين، حيث تعانى ثلاثة مراكز فى شمال قنا، ومنها وفرشوط، ودشنا، من ضيق مساحة القصور وهى عبارة عن شقة لا تزيد مساحتها على 65 مترا فى وحدات الإسكان الشعبى.
يقول الدكتور وائل النجمى، ناقد فنى، إن هناك عدة أزمات تواجه المثقفين والأدباء فى محافظة قنا فى تعاملاتهم مع قصور الهيئة العامة للثقافة وأهمها عدم التوزيع العادل فى الميزانيات المخصصة لتخصيص وبناء القصور، حيث تفتقر عدة مراكز فى المحافظة فيها زخم كبير من الأدباء والمبدعين ولهم إنتاج أدبى كبير، إلى قصور الثقافة بمعنى المكان الجيد والمتسع الذى يصلح لإقامة الفعاليات الثقافية وورش العمل، بالتزامن توجد مناطق نائية توجد بها قصور ثقافة مكتملة البنية والمرافق وفخمة، وهى خاوية ودون أنشطة، وهو ما يعكس حالة العشوائية فى رؤية المسئولين لجغرافية الثقافة فى المحافظة.
ويضيف «النجمى» أن الميزانيات المخصصة لإقامة الأنشطة والتى تتواكب مع اتجاهات الدولة لإحلال التنوير بديلا عن التطرف والعنف، لا أحد يعرف عنها شىء، ونفس الأمر بالنسبة لبروتوكولات الهيئة العامة لقصور الثقافة مع الوزارات ومنها وزارة الشباب والرياضة، دون أدنى مراقبة من المسئولين أو تفعيل لذلك التنسيق بين الجهات المعنية لتوسيع دائرة التنوير.
وحسب مثقفين فى قنا فإن قصور الثقافة تواجه أزمة كبيرة فى الكوادر البشرية العاملة فيها، وهى عدم تفهمهم لطبيعة علمهم ولطبيعة الوسط الثقافى، ويغلب عليهم طابع الموظف الحكومى فى أدائهم الوظيفى مما يجعل من الثقافة مجرد روتين وظيفى يؤديه العاملين فى القصور، وهو ما يفسر المطالبات الملحة للمثقفين بضرورة تأهيل العاملين بقصور الثقافة، وكذلك قوقعة الأنشطة الثقافية داخل الغرف المغلقة وعدم الانفتاح على الإنترنت لتحقيق أهداف الدولة فى استقطاب الأجيال الشابة نحو التنوير.
ويشير أحد الشعراء فضل عدم ذكر اسمه، أن هناك ثلاثة أسباب تقتحم المشهد الثقافى وهى الشللية، وأمانة المؤتمر الثقافى السنوى، وإدارة النشر، وتساءل كيف لمجموعة من الإفراد أن تتحكم فى منظومة مؤسسة بكاملها؟
ويضيف: لم يعد أمام أدباء الأقاليم إلا مشروع النشر الإقليمى بعد أن احتكرت الشللية السلاسل الأدبية واستولت على إدارة النشر، لدرجة أن هناك بعض الأسماء ممن وصلوا إلى الرقم 15 إصدار من خلال مطبوعات الهيئة، بينما لم ينجح أدباء الأقاليم فى إصدار كتابهم الأول.
وفى السياق ذاته، فإن وزيرة الثقافة السابقة، الدكتورة نيفين الكيلانى افتتحت فى شهر يونيو 2023، أعمال تطوير قصر ثقافة نجع حمادى شمال قنا، رغم إن القصر المؤسس فى سنة 1974، تمت إعادة بنائه فى سنة 1999 وجرى افتتاحه لأول مرة سنة 2004!
وتبلغ إجمالى مساحته 1276 مترا مربعا، ويتكون من ثلاثة طوابق؛ الطابق الأرضى يحتوى على قاعة متعددة الأغراض تستوعب 120 فردا، بالإضافة إلى مسرح وسينما صيفية مجهزة بأحدث أجهزة الصوت والإضاءة تتسع لعدد ١٤٠ فردا، كما يضم الطابق الأرضى ناديا لتكنولوجيا المعلومات مُجهز بـ10 أجهزة حاسب آلى، ونادى للطفل، ومنفذ لبيع الكتب وحديقة القصر، وغرفة التحكم، أما الطابق الثانى فيحتوى على المكتبة العامة وبها 8 آلاف كتاب، ومكتبة الطفل وبها 3 آلاف كتاب، وغرفة التحكم للمسرح، ومكتب المدير، بينما يحتوى الطابق الثالث على نادى الأدب، وقاعة تدريب الموسيقى العربية، وقاعة الفن التشكيلى، ومعرض الفن التشكيلى، وغرفة نادى المرأة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مسيرة التنمية والتطوير قصور الثقافة قصر ثقافة المنصورة أعمال الصیانة مسرح أم کلثوم مجلس المدینة بالإضافة إلى قصور الثقافة بیت الثقافة الثقافة فى العدید من بیت ثقافة عدم وجود کبیر من إلا أن
إقرأ أيضاً:
"أنور السادات وحرب أكتوبر".. جديد إصدارت قصور الثقافة
يصدر قريبا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بوزارة الثقافة كتاب "أنور السادات وحرب أكتوبر 1973" للدكتور محمد عبد الحميد أحمد علي، ضمن سلسلة "العبور".
ويركز الكتاب على شخصية الرئيس الراحل محمد أنور السادات ودوره في اتخاذ قرار العبور،واستجابته لمتغيرات المعركة وتطويرها وكذلك تبعاتها السياسية والاقتصادية.
ويغطي الكتاب المواجهات العربية-الإسرائيلية السابقة على حرب أكتوبر 1973، مبرزًا أدوار الولايات المتحدة لدعم إسرائيل خلال حرب 1967، وتفاصيل حرب الاستنزاف التي تلتها، واستراتيجيات "الاستنزاف المضاد" التي استخدمتها إسرائيل لصد القوات المصرية، بالإضافة إلى لمحة عن المواجهات السابقة في 1948 و1956.
كما يستعرض الكتاب البيانات العسكرية الأولى الصادرة عن القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية عند اندلاع حرب أكتوبر، مشددًا على نجاح عنصر المفاجأة الذي تحقّق بفضل التخطيط المحكم.
ويتناول الكتاب كذلك خلفيات اتخاذ الرئيس السادات قرار الحرب، ويتابع مراحل اتخاذ التوجيهات الاستراتيجية التي حددت أهداف القتال، إضافةً إلى عرض تفصيلي لوضع القوات الجوية المصرية خلال حربي 1956 و1967، وكيف عانت من خسائر جسيمة، مما جعلها موضع اهتمام خاص للرئيس عبد الناصر.
ويسلط الكتاب الضوء على تحديات عبور قناة السويس، وجهود الجيش المصري في التغلب على العقبات من خلال ابتكارات عسكرية فريدة، ومشاورات ضباط الجيش. كما يعرض تفاصيل إنشاء خط بارليف وكيفية حصاره والهجوم عليه، والمحاولات الإسرائيلية المتكررة لصد الهجوم المصري. ويشمل توضيحًا لأثر العمليات على انهيار "أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر"، كما يناقش أسباب عدم تقدم القوات المصرية عبر الصحراء رغم النجاحات.
ويستعرض الكتاب كذلك استغاثة إسرائيل بالولايات المتحدة ومرحلة "تطوير الهجوم" المصري والجدل حول "الوقفة التعبوية"، ويتناول التدخل الأمريكي المباشر لدعم إسرائيل، مع التركيز على قبول السادات وقف إطلاق النار بعد تأكيد تدخل الولايات المتحدة في القتال، متناولًا الآثار والتداعيات الاستراتيجية لهذا القرار على مسار الحرب والنزاع.
يذكر أن سلسلة "العبور" تعنى بإلقاء الضوء على الثقافة العسكرية وإظهار تاريخ الجيش المصري وبطولاته،والتشابك مع المجتمع المدني من خلال ما تقدمه من دراسات ورؤى استراتيجية مهمة للمجتمع المصري،تصدر برئاسة تحرير الكاتب محمد نبيل، مدير التحرير محمد سلطان، تصميم الغلاف د. إنجي عبدالمنعم، الإخراج الفني عبد العليم عبد الفتاح.