بوابة الوفد:
2025-03-11@12:48:28 GMT

د. «ميادة» ورسالتها نحو «الخصخصة»

تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT

لقد أهدتنى أستاذتنا الدكتورة ميادة عبدالقادر إسماعيل، أستاذ ورئيس قسم القانون العام كلية الحقوق جامعة الإسكندرية، مؤلفها وعنوانه التنظيم القانونى لخصخصة المرافق العامة «دراسة مقارنة»، والكتاب هو ثمرة فكر بحثها العلمى فى حصولها على درجة «الدكتوراه»، والذى يضاف إلى ذخائر كتب مؤلفاتها القانونية العامرة، وأنا أطالع أبواب هذا الكتاب أجد فى مقدمته تباين آراء الفقهاء والكُتاب حول شرح فكرة «الخصخصة»، وقد تحدثت فيها أستاذتنا على أساس مبادئ أنظمة الدولة الاقتصادية والاجتماعية، وهذه الفلسفة والنظريات تختلف من دولة عن أخرى، بمعنى أن الدول الرأسمالية الكبرى المعروفة «بالاقتصاد الحر»، وعلى رأسها (أمريكا وبريطانيا وفرنسا.

.)، والتى تقام ملامح نهضة مجتمعاتها على أساس الملكية «الخاصة»، أى أن سياسة التصنيع والإنتاج فَيَهِمَا تعتمد على رأس المال الفردى، والتى تساهم فى تمكينه من السيطرة على أغلب المنشآت الاقتصادية فيها، مع تذليل كافة الصعوبات والعقبات التى تعوق تقدمه، وعلى ذلك تفتح هذه الدول أبوابها الواسعة أمام الاستثمارات الأجنبية والوطنية أمام رؤوس هذه الأموال... وعلى النقيض من ذلك، تجد أن فلسفة المذهب الحر ليس لها وجود أو مكان فى دولة تسيطر على كل نواحى النشاط فيها، مثال ذلك التحول الاشتراكى فى مصر بداية عقد «الستينيات» من القرن الماضى، وقد أمعنت أستاذتنا النظر فى توضيح آراء أهل الفقه فى تعريفهم «للخصخصة»، وعلى هذا قد اهتدت إلى جميع الآراء وهى ترى فى تعريفها «للخصخصة»، بأنها ليست هى أداة قانونية لنقل الملكية العامة إلى الملكية الخاصة فحسب، بل هى التعزيز والتعظيم لهذا الدور بطريق إدارة الأنشطة الاقتصادية للدولة... ثم أن المناخ الجيد الذى توفره الدولة من شعور المجتمع بالأمن واسقراره سياسيا واقتصاديا، وسعيها إلى منح حوافز الاستثمار وضماناته الممنوحة للقطاعات الصناعية، سواءً كانت عامة أو خاصة، كل هذه الأهداف هى الأسمى والأعلى بل هى «قدس الأقداس»، فى جذب الكثير والمزيد من الاستثمارات الوطنية والدولية والإقليمية، لأن الغاية من ذلك هى تحقيق معدلات أعلى فى النمو، وتحقيق التقدم والازدهار الاقتصادى وزيادة الدخل القومى ما يساهم فى تحقيق الرفاهية للشعب المصرى.

ثم ندخل إلى منهل أبواب العلم فى هذا البحث الرصين، حيث تشير أستاذتنا فى بابه الأول، إلى أن نظرية التطبيق الاشتراكى فى مصر، قد كرسها المشرع الدستورى فى أحد نصوص مواد دستور ١٩٧١ «الملغى»، إلا أن بعد تفكك الاتحاد السوفيتى السابق عام ١٩٩١ «روسيا الاتحادية الآن»، سقطت النظرية «الماركسية» فى أن تظل الدولة هى التى تملك كل مقومات النشاط الاقتصادى وتتحكم فى وسائل الإنتاج، وأصبح الفكر الرأسمالى ينبسط ويمتد فوق كل أرجاء المعمورة، والنشاط الفردى يسمو فى ميادين الإصلاح الاقتصادى دون أن يمتد سلطان الدولة إليه، فمن أجل أن تواكب مصر الركب العالمى فى هذا التطور الذى اجتاح العالم والتى هى جزء منه، كان لا بد وحَتْمًا من إعادة هيكلة النشاط الاقتصادى للمرافق العامة، ويكون ذلك بطريق الضوابط القانونية التى تنظم هذا العمل، ولقد تحقق ذلك بصدور القانون الشهير رقم ٢٠٣ لسنة 1991 والذى عرف «بقانون قطاع الأعمال العام»، وهو اللبنة الأولى الذى من خلاله أصبحت أسهم وسندات شركات القطاع العام يتم تداولها فى سوق الأوراق المالية «البورصة»، وعل أثر ذلك كان بداية تطبيق فكرة «الحرية الاقتصادية» ومنع تدخل الدولة فى النشاط الاقتصادى وتحرره من كل قيد يقيده، سواءً كان تقييدا قانونيا أو إداريا، وتشير الدكتورة «ميادة» إلى أن نشاط «الخصخصة» لا يمتد ولا يطال المرافق العامة الأخرى «الإدارية أو الدستورية» حتى لو حققت «الخصخصة» أهدافها من زيادة التوسع فى النشاط الاقتصادى، وهذه المرافق لاغنى للدولة عنها، فى أن تتولى الحكومة شئونها، وغلق باب طرح الأسهم فى البورصة أمامها، ولا حتى مجرد التفكير فى ذلك، لأنها قائمة على أساس حماية الأمن القومى والسلام الاجتماعى، وقوة ردع لكل من تسول له نفسه المساس بكيان البلاد أو يهدد أمنها واستقرارها، ومن أهم هذه المرافق الحيوية المتعلقة بمؤسسات الدولة الوطنية «الدفاع والشرطة والسلطة القضائية»، حتى الشركات والهيئات الصناعية المغذية لها، لا تدخل تحت سلطة النشاط الاقتصادى الفردى، وبالمثل أيضا الكيانات المرفقية التى تخدم الجمهور وفى خدمة الصالح العام، بغض النظر عن ما تحققه من ربح فقد جعلتها الدولة منحة تقدمها للشعب، وكلها تتعلق بوظائف «الضبط الإدارى»، مثل «السكينة العامة والصحة العامة ومصلحة سك العملة وطبع النقود.....».

والكتاب تتكلم فيه مؤلفته، عن أهم الأسس الفلسفية والنظرية فى تطبيق «خصخصة» المرافق العامة، وتتحدث أيضا عن الحرية الاقتصادية القائمة على النظام الرأسمالى بمذاهبها وأفكارها المتعددة، وقد اتخذت لنفسها منهاجاً قانونياً فى مؤلفها، استطاعت فيه أن توازن بين «الاقتصاد الحر» وتوغله على ملكية الدولة لأدوات الإنتاج، وبين بسط الدولة سيادتها على مرافقها الحيوية السيادية والأمنية، بالإضافة إلى المرافق ذات النفع العام التى تكون فى خدمة الشعب والطبقات الاجتماعية المختلفة، والتى تتولى الدولة رعايتها... والجدير بالذكر عندما يتصفح القارئ أوراق هذا البحث، فى أسلوب كتابته الواضحة فى المعنى، كأنه يبحر فى قراءة كتاب «ثروت الأمم» لمؤلفه المفكر الاقتصادى الأسكتلندى الشهير «آدم سميث»... حيث يتألف محتوى كتاب الدكتورة «ميادة» من مقدمة ليست بالطويلة ولا القصيرة، ولكنه يدخل فى المنطقة الوسطية والاعتدال لمفهوم مبادئ وأصول العلم الهادف، وبه بابان الباب الأول يتناول النظام القانونى لدراسة «خصخصة» قطاع الأعمال العام، ثم به فصول تشمل مطالب ومباحث وأفرعا تسرد الرقابة القضائية والدستورية على «الخصخصة»، ثم نأتى إلى الباب الثانى، وأيضاً تكوينه مثل الباب الأول، ويتحدث عن الشرعية الدستورية «للخصخصة»، وموقف القضاء المصرى منها، إلى جانب رقابة المجالس التشريعية بغرفتيها، ثم دور النقابات المهنية والعمالية والرقابة الشعبية (الرأى العام) وتأثيرها على برنامج «الخصخصة»، وقد قامت أستاذتنا بعمل دراسة مقارنة مع ديمقراطية الدول الغربية فى تطبيق «الخصخصة» مثل «فرنسا وبريطانيا» ومدى نجاحها فى هذه البلدان، وتنهى الكاتبة بحثها بخاتمة قصيرة للكتاب، والله ولى التوفيق.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د ميادة النشاط الاقتصادى

إقرأ أيضاً:

عبدالله بن زايد يبحث العلاقات مع الأمين العام لقصر الإليزيه في باريس

باريس - وام
التقى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ألكسيس كوهلر، الأمين العام لقصر الإليزيه، وذلك في إطار زيارة العمل التي يقوم بها سموه إلى باريس.
جرى خلال اللقاء الذي عقد اليوم بحث العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين دولة الإمارات وفرنسا وسبل تعزيزها بما يخدم المصالح المتبادلة للبلدين ويعزز رخاء وازدهار شعبيهما.
كما بحث الجانبان مخرجات زيارة العمل التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» إلى باريس شهر فبراير الماضي، ودورها المهم في تعزيز أطر التعاون والشراكة بين البلدين الصديقين على مختلف الأصعدة.
وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال اللقاء عمق العلاقات الاستراتيجية بين دولة الإمارات والجمهورية الفرنسية والتي تستند إلى تاريخ طويل من الثقة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وتدعم تطلعات البلدين نحو تحقيق التنمية والازدهار المستدام.
وأعرب سموه عن اعتزازه بزيارة فرنسا، مؤكداً مواصلة العمل مع الشركاء الفرنسيين لتوفير المناخ المثالي لدعم نمو هذه العلاقة المتميزة وتوسيع مجالات التعاون بما يدعم خطط التنمية المستدامة في البلدين.
كما بحث سموه وألكسيس كوهلر خلال اللقاء مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
حضر اللقاء ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي ونورة بمن محمد الكعبي وزيرة دولة وسعيد مبارك الهاجري مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية والتجارية وفهد سعيد الرقباني سفير الدولة لدى جمهورية فرنسا وعمر سيف غباش مستشار وزير الخارجية وسفير الدولة غير المقيم لدى الفاتيكان.

مقالات مشابهة

  • دراسة: غذاء الحامل غير الصحي يزيد خطر إصابة المولود بالتوحد
  • ضاحي خلفان يستقبل المهنئين بشهر رمضان المبارك
  • الديهي: انخفاض التضخم هذا العام يعكس تحسنا في الأداء الاقتصادي المصري
  • قصور الثقافة تطلق "ليالي رمضان" بمحافظة شمال سيناء
  • عبدالله بن زايد يبحث العلاقات مع الأمين العام لقصر الإليزيه في باريس
  • ضمن احتفالات العيد القومى.. افتتاح المركز التكنولوجي بديوان عام محافظة قنا
  • توقيف سائق طاكسي بفاس أخل بالحياء العام
  • «الجيزة» تتابع مشروعات تطوير البنية التحتية والخدمات العامة
  • استقرار النشاط التجاري وارتفاع معدلات التوظيف في قطر خلال فبراير
  • جامعة أسيوط تنظم الدورة الرمضانية بمنافسات في كرة القدم والطائرة وتنس الطاولة