د. «ميادة» ورسالتها نحو «الخصخصة»
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
لقد أهدتنى أستاذتنا الدكتورة ميادة عبدالقادر إسماعيل، أستاذ ورئيس قسم القانون العام كلية الحقوق جامعة الإسكندرية، مؤلفها وعنوانه التنظيم القانونى لخصخصة المرافق العامة «دراسة مقارنة»، والكتاب هو ثمرة فكر بحثها العلمى فى حصولها على درجة «الدكتوراه»، والذى يضاف إلى ذخائر كتب مؤلفاتها القانونية العامرة، وأنا أطالع أبواب هذا الكتاب أجد فى مقدمته تباين آراء الفقهاء والكُتاب حول شرح فكرة «الخصخصة»، وقد تحدثت فيها أستاذتنا على أساس مبادئ أنظمة الدولة الاقتصادية والاجتماعية، وهذه الفلسفة والنظريات تختلف من دولة عن أخرى، بمعنى أن الدول الرأسمالية الكبرى المعروفة «بالاقتصاد الحر»، وعلى رأسها (أمريكا وبريطانيا وفرنسا.
ثم ندخل إلى منهل أبواب العلم فى هذا البحث الرصين، حيث تشير أستاذتنا فى بابه الأول، إلى أن نظرية التطبيق الاشتراكى فى مصر، قد كرسها المشرع الدستورى فى أحد نصوص مواد دستور ١٩٧١ «الملغى»، إلا أن بعد تفكك الاتحاد السوفيتى السابق عام ١٩٩١ «روسيا الاتحادية الآن»، سقطت النظرية «الماركسية» فى أن تظل الدولة هى التى تملك كل مقومات النشاط الاقتصادى وتتحكم فى وسائل الإنتاج، وأصبح الفكر الرأسمالى ينبسط ويمتد فوق كل أرجاء المعمورة، والنشاط الفردى يسمو فى ميادين الإصلاح الاقتصادى دون أن يمتد سلطان الدولة إليه، فمن أجل أن تواكب مصر الركب العالمى فى هذا التطور الذى اجتاح العالم والتى هى جزء منه، كان لا بد وحَتْمًا من إعادة هيكلة النشاط الاقتصادى للمرافق العامة، ويكون ذلك بطريق الضوابط القانونية التى تنظم هذا العمل، ولقد تحقق ذلك بصدور القانون الشهير رقم ٢٠٣ لسنة 1991 والذى عرف «بقانون قطاع الأعمال العام»، وهو اللبنة الأولى الذى من خلاله أصبحت أسهم وسندات شركات القطاع العام يتم تداولها فى سوق الأوراق المالية «البورصة»، وعل أثر ذلك كان بداية تطبيق فكرة «الحرية الاقتصادية» ومنع تدخل الدولة فى النشاط الاقتصادى وتحرره من كل قيد يقيده، سواءً كان تقييدا قانونيا أو إداريا، وتشير الدكتورة «ميادة» إلى أن نشاط «الخصخصة» لا يمتد ولا يطال المرافق العامة الأخرى «الإدارية أو الدستورية» حتى لو حققت «الخصخصة» أهدافها من زيادة التوسع فى النشاط الاقتصادى، وهذه المرافق لاغنى للدولة عنها، فى أن تتولى الحكومة شئونها، وغلق باب طرح الأسهم فى البورصة أمامها، ولا حتى مجرد التفكير فى ذلك، لأنها قائمة على أساس حماية الأمن القومى والسلام الاجتماعى، وقوة ردع لكل من تسول له نفسه المساس بكيان البلاد أو يهدد أمنها واستقرارها، ومن أهم هذه المرافق الحيوية المتعلقة بمؤسسات الدولة الوطنية «الدفاع والشرطة والسلطة القضائية»، حتى الشركات والهيئات الصناعية المغذية لها، لا تدخل تحت سلطة النشاط الاقتصادى الفردى، وبالمثل أيضا الكيانات المرفقية التى تخدم الجمهور وفى خدمة الصالح العام، بغض النظر عن ما تحققه من ربح فقد جعلتها الدولة منحة تقدمها للشعب، وكلها تتعلق بوظائف «الضبط الإدارى»، مثل «السكينة العامة والصحة العامة ومصلحة سك العملة وطبع النقود.....».
والكتاب تتكلم فيه مؤلفته، عن أهم الأسس الفلسفية والنظرية فى تطبيق «خصخصة» المرافق العامة، وتتحدث أيضا عن الحرية الاقتصادية القائمة على النظام الرأسمالى بمذاهبها وأفكارها المتعددة، وقد اتخذت لنفسها منهاجاً قانونياً فى مؤلفها، استطاعت فيه أن توازن بين «الاقتصاد الحر» وتوغله على ملكية الدولة لأدوات الإنتاج، وبين بسط الدولة سيادتها على مرافقها الحيوية السيادية والأمنية، بالإضافة إلى المرافق ذات النفع العام التى تكون فى خدمة الشعب والطبقات الاجتماعية المختلفة، والتى تتولى الدولة رعايتها... والجدير بالذكر عندما يتصفح القارئ أوراق هذا البحث، فى أسلوب كتابته الواضحة فى المعنى، كأنه يبحر فى قراءة كتاب «ثروت الأمم» لمؤلفه المفكر الاقتصادى الأسكتلندى الشهير «آدم سميث»... حيث يتألف محتوى كتاب الدكتورة «ميادة» من مقدمة ليست بالطويلة ولا القصيرة، ولكنه يدخل فى المنطقة الوسطية والاعتدال لمفهوم مبادئ وأصول العلم الهادف، وبه بابان الباب الأول يتناول النظام القانونى لدراسة «خصخصة» قطاع الأعمال العام، ثم به فصول تشمل مطالب ومباحث وأفرعا تسرد الرقابة القضائية والدستورية على «الخصخصة»، ثم نأتى إلى الباب الثانى، وأيضاً تكوينه مثل الباب الأول، ويتحدث عن الشرعية الدستورية «للخصخصة»، وموقف القضاء المصرى منها، إلى جانب رقابة المجالس التشريعية بغرفتيها، ثم دور النقابات المهنية والعمالية والرقابة الشعبية (الرأى العام) وتأثيرها على برنامج «الخصخصة»، وقد قامت أستاذتنا بعمل دراسة مقارنة مع ديمقراطية الدول الغربية فى تطبيق «الخصخصة» مثل «فرنسا وبريطانيا» ومدى نجاحها فى هذه البلدان، وتنهى الكاتبة بحثها بخاتمة قصيرة للكتاب، والله ولى التوفيق.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د ميادة النشاط الاقتصادى
إقرأ أيضاً:
المديريات التعليمية تكرم المجيدين والمشاركين في الأنشطة التربوية
احتفلت المديريات العامة للتربية والتعليم بعدد من المحافظات بتكريم المجيدين من الهيئات التعليمية والطلبة المشاركين في الأنشطة التربوية، محققة إنجازات لافتة في تنمية المهارات الفكرية والاجتماعية والبدنية، وتعزيز روح القيادة والعمل الجماعي، وإكساب الطلبة القيم الإيجابية.
ففي محافظة شمال الباطنة، تم تكريم 355 معلمًا وأعضاء الهيئة التعليمية بالمحافظة، وذلك برعاية معالي الدكتور محمد بن ناصر الزعابي، الأمين العام بوزارة الدفاع، بحضور عدد من أصحاب السعادة والأسرة التربوية بالمحافظة.
وأشار الدكتور وليد بن طالب الهاشمي، مدير عام المديرية العامة للتربية والتعليم بشمال الباطنة، إلى النمو الملحوظ الذي تشهده الخطة الخمسية العاشرة في تحسين الخدمات المدرسية على مختلف المستويات البشرية والتربوية والتكنولوجية والإنشائية، وأضاف: ففي مجال المشاريع والخدمات، نأمل استلام 3 مبانٍ مدرسية جديدة بالمحافظة لتعمل مع بداية العام الدراسي القادم، بالإضافة إلى استكمال إجراءات 18 مشروع مبنى مدرسي في مراحل إصدار أوامر التشغيل والتحليل وطرح المناقصات والارتباط المالي.
وقال الهاشمي: يتواصل التدرج في تطبيق خطة تطوير التعليم وفقًا للتوجيهات السامية، وسنحتفل مع نهاية هذا العام بتخريج الدفعة الأولى من طلبة التعليم المهني والتقني في تخصصي إدارة الأعمال وتقنية المعلومات، وسنستقبل العام القادم الدفعة الثالثة بحوالي 500 طالب وطالبة في تخصصات مسار التعليم المهني والتقني، كما تستمر جهود التوسع في برامج التربية الخاصة ورعاية الموهوبين، إضافة إلى دعم فتح مدارس خاصة جديدة بالمحافظة.
تضمّن الحفل أوبريت "نبراس الوفاء"، تكوّن من ثلاث لوحات رئيسية، تخللتها مشاهد تمثيلية وغنائية، تحاكي أربعة محاور عن المعلم، كما تضمن الحفل فيلمًا مرئيًا تم إنتاجه بالذكاء الاصطناعي يجسد دور المعلم وتوظيفه للتكنولوجيا في التعليم، وعرضًا مرئيًا عن تطور مسيرة التعليم في سلطنة عُمان.
كما كرّمت المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار المجيدين من الهيئات التعليمية والطلبة المشاركين في الأنشطة التربوية، وذلك في حفل أُقيم بقاعة منتجع ميلينيوم صلالة، بحضور السيدة سناء بنت حمد البوسعيدية، مستشارة وزيرة التربية والتعليم.
وأكدت الدكتورة ميزون بنت بخيت الشحرية، المديرة العامة للتربية والتعليم، أهمية الأنشطة التربوية في بناء شخصية الطالب المتكاملة، مشيرة إلى دورها في تنمية المهارات الفكرية والاجتماعية والبدنية، وتعزيز روح القيادة والعمل الجماعي، وإكساب الطلبة القيم الإيجابية، مشيدة بما حققته المديرية من إنجازات لافتة على مختلف المستويات.
وشهد الحفل عروضًا مرئية للتجارب الطلابية والمشاركات الدولية، وفقرة موسيقية لعدد من المواهب الطلابية، إلى جانب تقديم فقرة "فن الزامل" التي قدّمها طلبة مشاركون في المهرجان الطلابي.
وفي ختام الحفل، قامت راعية المناسبة بتكريم أكثر من 300 مجيد في الأنشطة التربوية، من المعلمين والمشرفين التربويين وأخصائيي الأنشطة، إلى جانب الطلبة الذين حققوا مراكز متقدمة في المسابقات الفردية والجماعية، محليًا ودوليًا، إضافة إلى الفريق المسرحي المدرسي المشارك في مهرجان المسرح المدرسي.
وكرّمت المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط 100 من التربويين المجيدين واللجان المنظمة لفعاليات وأنشطة المديرية للعام الدراسي 2024-2025، بحضور الدكتور علي بن سالم الشكيلي، المدير العام للمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط، وعددٍ من المسؤولين التربويين، ويأتي الحفل تتويجًا للجهود المبذولة خلال هذا العام وما تحقق من إنجازات سواء على الصعيد المحلي أو الصعيد الدولي.
وأشاد الدكتور علي الشكيلي، المدير العام، بالنتائج التي حققتها المحافظة في مختلف المجالات، وقال: حقق طلبة محافظة مسقط نتائج مشرّفة في الأنشطة الطلابية والمبادرات التربوية، وإنجازات عالمية في مسابقات دولية ومحلية، وأبرزها ما حققه طلبة مدرسة سعيد بن ناصر الكندي في المسابقة الدولية للبحوث العلمية الطلابية لبرنامج GLOBE البيئي (IVSS) لعام 2025، بحصولهم على المركز الأول عالميًا وعن إقليم الشرق الأدنى وشمال إفريقيا عن البحث العلمي الذي أعدّه الطالبان خلفان بن عيسى الحسيني وإلياس بن وليد السليماني.
فيما شارك طلبة بعض مدارس مسقط في المؤتمر الخليجي الأول لطلبة المدارس الثانوية، الذي أُقيم بدولة الكويت بعنوان "توعية صحية برؤية خليجية"، كما حصل الطلبة والطالبات على المراكز الأولى في مسابقات الأنشطة الرياضية، وقبل أيام، نال طلبة محافظة مسقط جوائز متعددة، حيث حققت المديرية المركز الثاني كأفضل عزف منفرد، ونالت جائزة الإجادة في التمثيل، وجائزة أفضل دور أول، وجائزة أفضل عرض أزياء، كما نالت جائزة أفضل مكياج، وجائزة أفضل نص مسرحي، وحصلت على المركز الثاني لأفضل عرض مسرحي، والمركز السادس في مسابقة الفنون البصرية.
وأكد أن هذه النتاجات جاءت بجهود القيادات التربوية في الميدان، نظير دعمهم وتشجيعهم للانخراط في مختلف الأنشطة، وقال: هذه الإنجازات تُحمّلنا جميعًا مسؤولية كبيرة وأمانة عظيمة من أجل الحفاظ عليها ومضاعفة الجهود، سعيًا لمزيد من التقدم، إيمانًا بأهمية تلك الأنشطة لما تشكله من رافد للعملية التعليمية، كما تعمل الأنشطة على إشباع حاجات المتعلم، وتلبية ميولهم، وإطلاق مواهبهم، ويُعزّز دافعية المتعلمين والمتفوقين والموهوبين نحو التعلّم.
بعدها شاهد الحضور عرضًا مرئيًا اختزل مشاهد من الأنشطة والفعاليات التي نُفذت خلال 2024-2025، واستمتع الحضور بمعزوفات موسيقية من قبل الفرقة الموسيقية التابعة للمديرية.