بوابة الوفد:
2024-10-11@13:26:50 GMT

عضة كلب (4)

تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT

لتبقى كلماته أثرا وشاهدا على قلم طالما ناصر الحق وبحث عن الحقيقة، ومثلما عاش بيننا هادئا مسالما، كان رحيله هادئا مفاجئا مفجعا لقلوبنا.. رحم الله الكاتب الصحفى ورئيس قسم الخارجى السابق بـ«الوفد»، الأستاذ صلاح صيام، وها هو مقاله قبل الأخير، الذى كان حريصا على كتابته حتى فى لحظات مرضه.

بعد أن عافانى الله من «عضة الكلب المميتة» ألح عليَّ سؤال، كيف نحل مشكلة الكلاب الضالة قبل أن تستفحل، خاصة أنها موجودة فى جميع أنحاء البلاد، وكيف نوازن بين حياة الكلاب وأمان البشر.

المشكلة لها أبعاد كثيرة، منها أن الدولة تنفق مئات الملايين على علاج المواطنين الذين يتعرضون يوميا للعقر من الكلاب الضالة، فضلا عن الأموال التى ينفقها المواطنون، ووقوع وفيات كثيرة بمرض «السعار»، خاصة عند الأطفال الذين يتعرضون للاعتداء من الكلاب الضالة، ثم يخافون أو يهملون إبلاغ أهاليهم بذلك، كما أننا نستورد المصل أو اللقاح المستخدم فى علاج السعار، وإنتاجه أصبح قليلاً وغير متوافر فى الأسواق، لأن معظم الدول تغلبت على مشكلة الكلاب الضالة، وبالتالى ينخفض الطلب على المصل، وانتشار الكلاب الضالة بهذا الشكل المخيف - 400 ألف شكوى سنوياً - يعكس صورة سيئة عن مصر أمام زائريها الأجانب، سواء كانوا سائحين أو مستثمرين أو مسئولين، كما يؤثر سلباً على الاستثمار والسياحة حتى فى المدن السياحية مثل شرم الشيخ.

وتقع الدولة بين فكى الرحى، فإذا تحركت لتلبية استغاثات المواطنين وإنقاذهم من الكلاب الضالة فإنها تتعرّض لهجوم شديد من منظمات المجتمع المدنى المصرية والدولية، وإذا تقاعست فى التعامل تتعرّض لانتقاد وهجوم كبير وأشد من المواطنين.

وهناك منظومة متكاملة لابد أن تسير جنبا إلى جنب، أولا تطعيم وتعقيم جميع الكلاب الضالة فى الشوارع وتعقيرها حتى لا تتكاثر، وأيضاً تلجيمها من أجل كبح جماحها حتى لا تؤذى المواطنين.

كذلك جمع القمامة من المنازل حتى لا تتكدّس فى الشوارع وتتجمع حولها الكلاب، وتسهم فى تكاثرها وزيادتها.

فى عام 2015 أنشأ المهندس أحمد الشوربجى ملجأ للكلاب سماه «أمل»، وأتبعه بآخر ليضمّ أكثر من 250 كلبا ضالا أنقذها من الشوارع برعاية 13 موظفا.

ويؤمّن «الشوربجى» حوالى 40% من تمويل المشروع فيما يأتى المبلغ المتبقى من تبرعات الأفراد، ويرى أن الحل الأمثل هو إجراء عمليات تعقيم (الإخصاء) للكلاب الضالة وتحصينها من مرض السعار، ويطالب بضرورة إجراء عمليات التعقيم بدلا من ملايين الدولارات التى تدفعها الحكومة لاستيراد السم.

وفى عام 2017 أصدرت مديرية الطب البيطرى فى محافظة بنى سويف تقريرا يفيد بالقضاء على أكثر من 17 ألف كلب ضال فى شوارع المحافظة بناء على شكاوى الأهالى، كما خصصت محافظة البحر الأحمر مكافأة نقدية قيمتها 100 جنيه لمن يمسك بخمسة من الكلاب الضالة ويسلمها لمديرية الطب البيطري، ولكنها تبقى جهودا فردية لا ترقى إلى الحلول الجذرية.

وحديثا أعلنت لجنة الزراعة والرى بمجلس النواب، موافقتها على مشروع قانون مقدم من النائب أحمد السجينى و60 نائباً بشأن تنظيم حيازة الحيوانات الخطرة واقتناء الكلاب، وذلك من حيث المبدأ.

ويؤكد مشروع القانون وجود حاجة ملحة لوضع نظام قانونى منظم لاقتناء وتداول الحيوانات الخطرة والكلاب فى ظل تعدد حالات استخدامها فى اعمال إجرامية، وأن مشروع القانون يتبنى ثلاثة مسارات، اقتناء بعض الحيوانات الخطرة بدون ترخيص، وظاهرة اقتناء الكلاب لدى المواطنين، والتعامل مع ظاهرة انتشار  الكلاب الضالة فى ضوء اهتمام جمعية الرفق بالحيوان.

وصف النائب أشرف أمين، عضو مجلس النواب، تصريحات الدكتور محمد سيف، الأمين العام للبيطريين، التى أكد فيها أن آخر تقرير إحصائى للكلاب الضالة فى مصر قدر عددها بـ20 مليونا، وأن هناك إحصائيات قدر عددها بـ30 مليون كلب ضال، بالكارثة التى تتطلب تدخلًا عاجلًا من الحكومة لمواجهة هذه الأزمة.

وتساءل أمين عن الإجراءات التى اتخذتها الحكومة لعلاج هذه الأزمة، مشيرًا إلى أن هناك العديد من حالات وفاة المواطنين بسبب الكلاب المسعورة، ومنها وفاة الطبيبة الشابة مروة محمد القرشى بمعهد القلب، والتى توفاها الله إثر أزمة قلبية مفاجئة عن عمر 32 عاماً بسبب تعرضها للخوف والفزع الشديدَين من التفاف الكلاب الضالة حولها.

 

‏[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ندى عضة كلب 4 صلاح صيام من الکلاب الضالة

إقرأ أيضاً:

أعداد مجموعات الحيوانات البرية شهدت تراجعا كبيرا

خسرت كل مجموعات الحيوانات البرية، 73% من أعدادها في المتوسط خلال 50 عاما، بحسب تقرير مرجعي للصندوق العالمي للطبيعة نُشر الخميس، قبل أيام قليلة من مؤتمر "كوب 26" للتنوع البيولوجي في كولومبيا.
لا يعني هذا الاستنتاج، الذي توصل إليه تقرير "الكوكب الحي"، أنّ أكثر من ثلثي عدد الحيوانات البرية في العالم قد انقرض، بل يفيد بأنّ حجم مختلف المجموعات (أي حيوانات من النوع نفسه وتتقاسم موئلا مشتركا) انخفض بنسبة 73% في المتوسط خلال السنوات الخمسين الفائتة (1970-2020).
بلغت النسبة 68% في النسخة السابقة من التقرير عام 2022.
في المجمل، باتت نحو 5500 من الفقاريات (ثدييات وطيور وأسماك وزواحف وبرمائيات)، الموزعة على قرابة 35 ألف مجموعة في مختلف أنحاء العالم، مدرجة راهنا في "مؤشر الكوكب الحي" الذي أنشاته وتحدّثه كل عامين منذ 1998 جمعية علم الحيوان في لندن.
وأصبح المؤشر مرجعا عالميا لمعرفة وضع النظم البيئية الطبيعية وتحليل الآثار على صحة الإنسان والنظم الغذائية والتغير المناخي، رغم الانتقادات المستمرة من العلماء لطريقة الحساب، التي يُقال إنها تُبالغ بشكل كبير في حجم الانخفاض.
وقال أندرو تييري من جمعية علم الحيوان في لندن، خلال مؤتمر صحافي "لا نزال نثق بقوة" المؤشر، مشددا على الاستخدام الإضافي لسلسلة من المؤشرات بشأن مخاطر الانقراض والتنوع البيولوجي وصحة النظم البيئية لجعل الصورة أوسع.
- نقاط تحوّل
وحذر داودي سومبا، كبير أمناء الصندوق العالمي للطبيعة، خلال عرض عبر الإنترنت، من أن "الأمر لا يتعلق بالحياة البرية فحسب، بل بالنظم البيئية الأساسية التي تدعم حياة الإنسان".
وأكدت النسخة الجديدة من التقرير الحاجة إلى مواجهة الأزمات "المترابطة" المتمثلة في تدمير المناخ والطبيعة بصورة مشتركة، مشددة على التهديد المتزايد لـ"نقاط التحوّل" في بعض النظم البيئية.
وحذر سومبا من أن "التغيرات قد تكون دائمة، مع آثار مدمرة على البشرية"، مستشهدا بمثال الأمازون المعرض لخطر التحوّل من دوره كـ"بالوعة كربون إلى نظام متسبب بانبعاث الكربون، وتاليا تسريع ظاهرة الاحترار المناخي".
ومن الأمثلة الأخرى، خسارة الشعاب المرجانية التي من شأنها تغيير عملية تجديد أنواع الأسماك التي تشكل ضحية للصيد الجائر، وحرمان البشرية بالتالي من موارد غذائية ثمينة.
وقد لوحظ أهم انخفاض في أعداد الحيوانات التي تعيش في المياه العذبة (-85%)، تليها الحيوانات البرية (-69%) ثم الفقاريات البحرية (-56%).
وقال يان لوران من الصندوق العالمي للطبيعة في فرنسا "لقد أفرغنا المحيطات من 40% من كتلتها الحيوية".
وعلى مستوى القارات، وصل الانخفاض إلى 95% في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، تليها أفريقيا (-76%) ثم آسيا والمحيط الهادئ (-60%).
وأوضح التقرير أنّ الانخفاض كان "أقل إثارة للدهشة في أوروبا وآسيا الوسطى (-35%) وأميركا الشمالية (-39%)، لأن التأثيرات واسعة النطاق على الطبيعة كانت مرصودة أصلا قبل عام 1970 في هذه المناطق: فقد استقرت أعداد معينة من المجموعات أو حتى زادت بفضل جهود المحافظة وإعادة إطلاق أنواع في الطبيعة".
- "مقلق"
بلغ عدد حيوان "البيسون الأوروبي"، الذي انقرض من البرية عام 1927، 6800 حيوان في العام 2020 بفضل "تكاثره على نطاق واسع" ونجاح عمليات إعادة إطلاقه في الطبيعة وتحديدا في مناطق محمية.
وقالت كيرستن شويت المديرة العامة للصندوق العالمي للطبيعة إنّ "الصورة مثيرة للقلق بشكل كبير جدا".
وأضافت "لكنّ الخبر السار هو أننا لم نصل بعد إلى نقطة اللاعودة"، مشيرة إلى الجهود الجارية في أعقاب اتفاقية باريس للمناخ واتفاقية "كنمينغ-مونتريال"، التي حددت عشرين هدفا للحفاظ على الطبيعة يتعيّن على الدول في مختلف أنحاء العالم تحقيقها بحلول عام 2030.
وسيشكل تحفيز تنفيذ خارطة الطريق هذه، المهمة الرئيسية لمؤتمر "كوب 26" بشأن التنوع البيولوجي، والذي سينعقد بين 21 أكتوبر والأول من نوفمبر في كالي بكولومبيا.

أخبار ذات صلة الإمارات تستثمر 30 مليون دولار دعماً لأهداف غانا في مجالات التنوع البيولوجي والمناخ «بيئة أبوظبي» تسلط الضوء على أفضل الممارسات في الحفاظ على الطبيعة المصدر: آ ف ب

مقالات مشابهة

  • أعداد مجموعات الحيوانات البرية شهدت تراجعا كبيرا
  • صرف إعانة اجتماعية لهؤلاء المواطنين .. الحكومة توافق على 8 قرارات
  • السجيني: عقد جلسة في البرلمان قريبا لمواجهة انتشار الكلاب الضالة
  • حملات لتحصين الكلاب الضالة بلقاح السعار بدمياط
  • «القاهرة الإخبارية»: نزوح المواطنين إلى بيروت يشكل ضغطا على الحكومة اللبنانية
  • كردستان تشكو تزايد أعداد الكلاب السائبة ودعوات للحكومة بالتدخل
  • ليوناردو يستمتع بإجازته رفقه الحيوانات .. صور
  • مدبولي يترأس اجتماع الحكومة لبحث عدد من الملفات
  • نفوق أربعة فيلة وتضرر مئات الحيوانات بسبب فيضان يضرب تايلاند