ماذا لو ضرب «نتنياهو» النووى الإيرانى؟
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
ببعض التدقيق والتحليل للخطاب الأمريكى الموجه إلى نتنياهو قبيل الضربة التى تزمع إسرائيل توجيهها إلى إيران ردا على الهجوم الصاروخى الذى شنته إيران عليها فى بداية أكتوبر الجارى، سنجد بعض المفردات ذات الدلالة السياسية الكبيرة أولها مثلا استخدام البيت الأبيض لكلمة «نصيحة» إلى نتنياهو بألا يوجه ضربة إلى المنشآت النووية أو المنشآت النفطية الإيرانية، وكلمة نصيحة تعنى أن البيت الأبيض لا يرفض ولكنه ينصح تحسبا للعواقب التى يراها، وهذا معناه أيضا أنه لو أقدم نتنياهو على ضرب المواقع النووية والنفطية الإيرانية فالولايات المتحدة لن تتخلى عنه وستكون جاهزة بالسلاح والمال والعتاد للدفاع عن إسرائيل من الهجوم الإيرانى المضاد، فالحقيقة الثابتة أن الولايات المتحدة منذ قيام إسرائيل تتعهد بحمايتها والدفاع عنها دوليا بغض النظر عن كون ساكن البيت الأبيض ديمقراطيا أو جمهوريا.
هناك من يرى أن إسرائيل قد لن تنجح فى ضرب المنشآت النووية الإيرانية بدون مساعدة أمريكية، لكن لو فعلتها فستكون قد دفعت بالولايات المتحدة للدخول فى حرب شاملة وموسعة فى الشرق الأوسط، لن تتوقف عند إيران وأذرعها فى المنطقة أو حماس فى غزة، فحتما ستظهر أطراف دولية ذات مصلحة فى المنطقة وستظهر روسيا فى المشهد فلديها حلفاء سيدخلون النزال، وستكون المنطقة حتما فى حالة إعادة ترتيب وتشكل وبأى حال من الأحوال لن تسمح روسيا وكذلك الصين بأن تنفرد الولايات المتحدة بترتيب المنطقة لصالحها ولصالح إسرائيل.
وصف خطاب البيت الأبيض لهذه الضربة المرتقبة بأنه «الرد الانتقامى» الذى يأتى فى سياق حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها وعن هيبتها فى المنطقة، واستخدم البيت الأبيض مفردتين أيضا لا تحملان معنى الرفض وهما «موزون» و«متناسب» حيث طلب بايدن من نتنياهو أن يكون الرد «موزوناً» وأن يكون «متناسباً» مع الهجوم الذى شنته إيران على إسرائيل ما يعنى أنه يعترف بأن هناك ضرورة لرد مضاد، لكنه لا يفضل ضرب المواقع النووية والنفطية الإيرانية فسيكون لذلك عواقب كبيرة وهذا معناه أن الديمقراطيين لا يريدون أحداثا كبيرة فى الأسابيع الثلاثة القادمة حتى لا تؤثر على الانتخابات وقد يفضلون التأجيل لما بعد إعلان الرئيس الأمريكى القادم.
يبقى السؤال هل ينصت نتنياهو للنصيحة أم يخدع بايدن ويرمى ورقته ويراهن على دونالد ترامب، فالأخير يغازله بين الحين والآخر ويؤيد توجيه ضربة للمواقع النووية الإيرانية، والإجابة فى رأيى قد يفعلها نتنياهو وقد سبق واستعدت إسرائيل لهذا السيناريو بدليل التدريبات التى أجرتها عشرات المقاتلات الإسرائيلية فوق البحر المتوسط قبل عامين، لمحاكاة ضربة ضد منشآت نووية إيرانية، وتحدث الجيش الإسرائيلى عن هذه التدريبات علناً بوصفها تدريبات على التحليق لمسافات طويلة، والتزود بالوقود جواً، وضرب أهداف بعيدة، وهذه التدريبات كانت تهدف أيضاً إلى توصيل رسالة إلى الرئيس الأمريكى، جو بايدن، مفادها أن القوات الجوية الإسرائيلية كانت تتدرب على تنفيذ العملية بمفردها، حتى وإن كانت فرص نجاحها ستكون أعلى بكثير إذا انضمت الولايات المتحدة للهجوم بقنابلها المضادة للمخابئ المحصنة تحت الأرض التى تزن 30 ألف رطل.
قد يفعلها «نتنياهو» لاسيما أيضا أن هناك قبولاً فى الداخل الإسرائيلى لهذه الضربة إن وقعت، فرئيس الوزراء الإسرائيلى السابق، القومى المتشدد نفتالى بينيت، كتب مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعى: «إسرائيل لديها الآن أعظم فرصة لها منذ 50 عاماً لتغيير وجه الشرق الأوسط، وكان بينيت عندما تولى رئاسة الوزراء فى إسرائيل عام 2021، قد صُدم من عدم استعداد إسرائيل لمهاجمة البرنامج الإيرانى، فطلب إجراء تدريبات جديدة لمحاكاة الطيران لمسافات طويلة إلى إيران، وضخ موارد جديدة فى التحضيرات.
الخلاصة قد يفعلها «نتنياهو» ووقتها ستكون الحرب الشاملة قد بدأت بالفعل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: يا خبر ضرب نتنياهو النووي الإيراني ى إيران البیت الأبیض
إقرأ أيضاً:
كيف ستكون "قواعد المواجهة" بعد عودة ترامب وتقليم أذرع إيران؟
تتجه أنظار العالم حالياً صوب العاصمة الأمريكية واشنطن، مع اقتراب بدء الولاية الثانية للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في يناير (كانون الثاني) من العام المقبل، وسط تكهنات بأن يعاود ترامب ممارسة "سياسة الضغط الأقصى على النظام الإيراني" التي ميّزت ولايته الأولى، لا سيما وأنه أفصح عن شخصيات من "الصقور" المعروفة بمواقفها الصارمة، وبعدها عن سياسة المهادنة، لتكون على رأس هرم إدارته القادمة، مثل ريتشارد غرينيل وماركو روبيو ومايك والتز، وغيرهم.
وعلى الجانب الآخر من المشهد، لا يعيش النظام الإيراني في الوقت الراهن أفضل أيامه بعد أن تعرضت أذرعه وميليشياته في المنطقة لضربات إسرائيلية أمريكية قصمت ظهرها، وشلَّت حركتها جرّاء تصفية قادة صفوفها الأمامية بشكل شبه كامل، فضلاً عن تدمير جزء كبير من ترساناتها العسكرية، لا سيما "حزب الله" اللبناني وحركة "حماس" الفلسطينية، فيما يتوقع مراقبون أن تكون الميليشيات الأخرى المدعومة إيرانياً في كلٍّ من سوريا والعراق، هدفاً عسكرياً أمريكياً إسرائيلياً في المرحلة القادمة، الأمر الذي يضع "حروب الوكالة" التي تديرها إيران في المنطقة أمام مخاض عسير.
إيران تواجه مأزقاً بعد عودة ترامب - موقع 24رأي الكاتب الإسرائيلي، زلمان شوفال، أن القيادة الإيرانية تواجه الآن معضلة، بين تخفيف التوترات مع الغرب، أو الاستمرار في خطها المتشدد الذي ينتهجه الحرس الثوري، وآنذاك سيكون على الولايات المتحدة أن ترد، وفقاً لهذا النهج. تناقضات المرحلةيرى الدكتور سربست نبي، أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة "كويه" في إقليم كردستان العراق، أن "ترامب في ولايته الرئاسية الثانية يختلف عمَّا كان عليه في ولايته الأولى، حين كان قادماً من أسواق المال والأعمال ويحمل منطق تلك الأسواق ويفتقر للخبرة السياسية اللازمة حينها، كما كان ذرائعياً بصورة فجَّة، أما اليوم، فيعود متكئاً على خبرة في إدارة الحكم وإدارة الصراعات، سواء في منطقة الشرق الأوسط أو على مستوى العالم، وبالتالي لن تكون أساليب ومناهج تعامل إدارته الجديدة شبيهة بالسابقة".
وأضاف: "ستكون الفترة الرئاسية الثانية لترامب أكثر نضجاً ودراية بتناقضات المرحلة، ومنها بصورة أساسية ما يبدو نزاعاً حول الدور الإيراني في المنطقة. بالطبع الإيرانيون كانوا سبَّاقين بالمقابل أكثر من غيرهم وتوقعوا عودة ترامب، ولهذا هيأوا أنفسهم لاستقبال هذا الوضع، وراحوا يتعاملون بمرونة مع المتغيرات، ومن هذا القبيل جاء انتخاب الرئيس الإيراني مسعود بزيشكيان، الذي راح يتودد إلى الجانب الأمريكي".
ويمضي أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة "كويه"، بالقول: "نتوقع مساومات كبرى في هذه المرحلة، وصفقات كبيرة بين الطرفين على جميع الملفات، لا سيما الفلسطيني واللبناني والسوري والعراقي، وهذه ستكون سمة بارزة في هذه المرحلة، ولكن هذا لا يتنافى مع القول إن ترامب كعادته لن يلجأ إلى حروب شاملة، وإنما سيتبع نهج العمليات الخاصة، إذا اقتضت الحاجة، كما فعل في عملية اغتيال قاسم سليماني القائد السابق لقوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، في غارة على موكبه قرب مطار بغداد مطلع 2020، كما أنه لن يكون ودوداً أو مرناً إزاء طيش أو تمرد ميليشيات موالية لإيران في أي مكان، بل سيكون حاسماً معها".
وتابع: "جميع الإدارات الأمريكية، الديمقراطية منها والجمهورية، حريصة على بقاء النظام الإيراني هشاً وهزيلاً، وليس مندحراً. هي لا ترغب في إسقاط النظام لأسباب جيوسياسية تتعلق بمكانة إيران وتناقضات الوضع الإيراني، الذي ما أن يخرج عن السيطرة حتى يرتد ذلك بصورة سلبية على النفوذ الأمريكي في المنطقة. الأمريكان يخشون من أن أي ضعف أو سقوط للنظام في إيران سيكون له عواقب تتمثل في تدخل كلٍّ من روسيا والصين وتمدد نفوذهما في المنطقة، وهذا سيكون حتماً على حساب النفوذ الأمريكي، ولهذا السبب الأمريكيون أحرص على بقاء النظام الإيراني، ولكن بصورة هزيلة ووفق ضوابط ومعايير أمريكية، وبالتالي يمكن القول إن النظام الإيراني مستمر في البقاء بسبب ضعفه، وليس بفضل قوته".
واستطرد قائلاً: "اختيار ترامب لشخصيات معروفة بمواقفها الصارمة تجاه إيران في إدارته القادمة ينم عن تصور معد سلفاً حول آليات التعاطي مع النظام الإيراني، وهذه الشخصيات لن تقدم أي تنازلات لطهران كما فعل الديمقراطيون، ولن يهادنوا، ولكنهم سيتعاملون بمرونة في الوقت نفسه، أي إنهم سيتبعون الصرامة في الموقف، والمرونة في الأسلوب، وهذا الشكل سيطغى على سياسة الإدارة الأمريكية القادمة بالنسبة لإيران، فالأمريكيون مستعدون لإظهار مرونة كبيرة وتجاوباً مع كل تنازل للنظام الإيراني، ولكن شريطة أن لا يفضي ذلك إلى تقويته، وأن لا تتحول إيران إلى قوة إقليمية نووية نافذة".
وزادَ قائلاً: "في الغالب ستتلقى الأذرع الإيرانية في العراق وسوريا ضربات موجعة، فملفات إيران في المنطقة مرتبطة ببعضها البعض، وعلينا ألا نتوقع أن يحدث تغيير في أي ملف منها دون حدوث تغيير في الملف الآخر، فإضعاف "حزب الله" يعني إضعاف الميليشيات المرتبطة به في سوريا، وأعتقد أن بؤرة الخلاف أو النزاع بين الولايات المتحدة والنظام الإيراني ستكون حول أذرع الأخير في العراق، وقد يتحول العراق إلى ساحة النزاع القادمة بين أذرع إيران من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى". صقور الجمهوريين
من جانبه، قال رعد الهاشم، الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية العراقية، إن الطرفين الأمريكي والإيراني في مرحلة جس النبض حالياً تمهيداً لاستلام ترامب مقاليد السلطة في البيت الأبيض، وكلا الطرفين يراقب سلوكيات الآخر، ومن المعلوم أن منهج الرئيس الأمريكي محكوم بسياقات المؤسسات الأمريكية، ولكن المؤكد هو أن الجمهوريون دائماً ما يوصفون بالصقور، وبالتالي يُتوقع أن تكون سياستهم تجاه إيران حاسمة في المرحلة المقبلة.
وأضاف: "قد تعود سياسة فرض العقوبات، وهذا الأمر شبه مؤكد، وإن كان مرهوناً بمدى استجابة طهران للمخاوف الدولية التي كانت في الماضي، وتحديداً في فترة ولاية ترامب الأولى، تقتصر على مسألة عناد إيران فيما يخص مفاوضات برنامج الملف النووي، ورأينا كيف نسف ترامب المفاوضات وعاقب إيران بحصار شديد وتضييق اقتصادي، خصوصاً فيما يخص بتصدير النفط، فكيف بنا الآن، وفي ظل استمرار المشكلة ذاتها، أي الملف النووي، ويضاف إليها التحشيد الميليشياوي والدعم الإيراني اللامتناهي للميليشيات وتوظيفها وتسخيرها لاستهداف المناطق الحيوية والمصالح الأمريكية، فضلاً عن الاستهدافات تجاه إسرائيل".
وتابع: "أرى أن الوضع سيستمر على حاله من التشنج بين إيران وإدارة ترامب الذي تفاقمت الأزمات منذ انتهاء فترة رئاسته الأولى في ظل إدارة جو بايدن الهزيلة المتماهية مع الجانب الإيراني. صحيح أن ترامب لا يجامل، ولكن علينا ألا نبالغ في الآمال والتوقعات، إلا أنني أعتقد أن ترامب لن يغفر لإيران التهم التي وجهت إليها بتدبير أكثر من محاولة لاغتياله، وقد يكون ذلك سبباً لاختياره شخصيات في إدارته القادمة معروفة بمواقفها المتشددة تجاه حكم الملالي في إيران".
ومضى يقول: "أتوقع أن يتكرر ما حصل مع "حزب الله" اللبناني وحركة "حماس" مع ميليشيات إيران في سوريا والعراق، مثل "فاطميون" وحركة "النجباء" و"حزب الله العراقي" وغيرها، وأن تكون هدفاً قادماً لـ إسرائيل والولايات المتحدة". عودة قوية بدوره، يرى مثال الآلوسي، السياسي المستقل والبرلماني السابق ومؤسس حزب "الأمة العراقية"، أن "عودة ترامب إلى البيت الأبيض تعكس قوة الرئيس المنتخب وفريق عمله، والأفكار التي طرحوها، وحاجة أمريكا لهذه الأفكار داخلياً وخارجياً، وفي الوقت ذاته تمثل رفضاً أمريكياً سياسياً وشعبياً واضحاً لإدارة الرئيسين باراك أوباما وجو بايدن للملفات الداخلية والخارجية، ولكن رغم ذلك لا أعتقد أن يقدم ترامب على توجيه ضربة عسكرية لإيران في المرحلة الراهنة، لأنه، إلى جانب فريق عمله، براغماتيون في طريقة التعاطي مع مختلف الملفات العالقة".
وأوضح أنه "على الرغم من اختيار ترامب لصقور السياسة الأمريكية في إدارته القادمة، إلا أن الولايات المتحدة لا تتبع الذهنية الاستعمارية الكلاسيكية كما هو الحال في بعض دول أوروبا، وإنما تبحث عن مصادر ومواقع استراتيجية عميقة، وتحديداً في مواجهة خصومها الرئيسيين، الاتحاد السوفييتي سابقاً – روسيا حالياً، والصين، إلى جانب الهند التي تظهر في المشهد بهدوء، وبزخم اقتصادي كبير، بعبارة أخرى، الولايات المتحدة لا تريد من إيران أن تكون دولة خاضعة لها، وإنما تريد علاقات طبيعية معها، وهنا يكمن الفرق بين ترامب، وبين أوباما وبايدن، فالأخيرَين كانا يريدان إيران بأي ثمن على حساب شعوب العراق وسوريا ولبنان واليمن، وحتى في أجزاء من أفريقيا، فضلاً عن أفغانستان وباكستان وغيرها الكثير من المناطق التي تتدخل فيها إيران تدخلات سافرة، وبسبب إيران تفككت مجتمعات ودول وأنظمة، وهو ما نجم عنه ظهور إرهابيين ومتطرفين وقتلة أمثال "القاعدة" و"داعش" و"الحرس الثوري" وحزب الله" و"الحوثيون" والميليشيات العراقية وغيرها من التنظيمات الإرهابية". جنون الهيمنة وأشار الآلوسي إلى أن "إيران مطالبة بالالتفاف إلى شأنها الداخلي وشعبها الذي يقاسي معاناةً كبيرة بكافة شرائحه نتيجة جنون الهيمنة والسيطرة الذي تعاني منه السلطة، وهذا الجنون انعكس سلباً على المنطقة بأسرها من خلال استعانة إيران بحثالات مجتمعات العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها، لأن الميليشيات لا تمثل النخبة الاجتماعية ولا الثقافية، ولا تمثل حتى الرجولة والفروسية بالمفهوم الشرقي للمواجهة أو المبارزة النبيلة والشريفة".
لافتاً إلى أن "إيران زرعت ميليشياتها في المنطقة، وعلى رأسها "حزب الله" في لبنان، وهذا الحزب منظمة إرهابية دموية ضالعة في صناعة وتجارة وتسويق المخدرات والأسلحة، وتنفيذ العمليات والشراكات الإرهابية في آسيا مروراً بأوروبا وصولاً إلى شمال أمريكا وجنوبها، وهذه المنظمة الإرهابية جاءت نتيجة ضعف لبنان وانتهازية أوروبا التي قبلت بإيران مقابل عقود استراتيجية كبيرة، ومن هنا يمكن اعتبار ترامب وصقوره عنصر حماية لما تبقى مما يمكن قبلوله في الشرق الأوسط، وكذلك عنصر أمل لشعوب المنطقة، ومن ضمنها الشعب الإيراني".