الحوار الوطنى والأمن القومى المصرى.. التلاحم الشعبى فى مواجهة التحديات الإقليمية
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
تعد قضية الأمن القومى المصرى من أهم القضايا المطروحة حاليا على مائدة الحوار الوطنى بتكليف وتوجيه من الرئيس عبدالفتاح السيسى نظرا لطبيعة وخطورة التحديات التى تواجهها الدولة المصرية، حيث تعيش منطقة الشرق الأوسط حالة من التوترات والقلق فى ظل تصاعد الصراعات الإقليمية، وهو ما ألقى بظلاله السلبية على الدولة المصرية التى تواجه حدودا مشتعلة شرقا وغربا وجنوبا، والتى تتطلب تلاحم كل فئات الشعب المصرى خلف قيادته السياسية، لمواجهة تداعيات هذه الصراعات على الداخل المصرى، وهو الدور الذى يقوم به الحوار الوطنى الذى بات إحدى آليات الدولة المصرية لتوحيد الصف الشعبى وجمع القوى السياسية والاجتماعية على موقف واحد داعم للدولة المصرية والقيادة السياسية فى ظل هذه الصراعات التى تحيط بنا.
ومن المؤكد أن الحرب الإسرائيلية ستحتل صدارة القضايا الإقليمية التى سيوليها الحوار الوطنى اهتماما خلال الجلسات المقبلة، كون قطاع غزة يمثل جزءا من الأمن القومى المصرى لذلك أى تطورات أمنية فى قطاع غزة تنعكس على الأمن القومى المصرى بشكل مباشر، فضلا عن كون القضية الفلسطينية تقع على رأس أولويات الدولة المصرية، لذلك سيكون هناك دعم كامل لجهود الدولة المبذولة من أجل دفع مسار المفاوضات للوصول إلى تهدئة ووقف كامل لإطلاق النار، مما يُعيد الاستقرار للمنطقة، فضلا عن خلق رأى عام عالمى داعم لتنفيذ حل الدولتين، وضرورة التوصل إلى تسوية عادلة تقوم على الشرعية الدولية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
والحقيقة التى لا يمكن إنكارها أن الحرب الإسرائيلية على غزة دليل واضح على الدور التاريخى لمصر تجاه القضية الفلسطينية، والداعم لاستقرار وتهدئة الصراعات فى المنطقة، رغم العراقيل الإسرائيلية والإصرار على التصعيد سواء على الجبهة الشمالية، من خلال تكثيف القصف على لبنان والتوسع فى سياسة الاغتيالات لقيادات حركة حماس وحزب الله اللبنانى.
ولا تتوقف التحديات عند الجبهة الشرقية، فالسودان أيضا يمثل مسألة أمن قومى لمصر، واستقراره يعنى بالضرورة استقرار الحدود الجنوبية لمصر، واستمرار الاقتتال فى الخرطوم يعنى أن القاهرة ستواجه مخاطر عدم الاستقرار الداخلى، سواء على المستوى الأمنى أو الاقتصادى، فبجانب المشكلات الاقتصادية التى تعانيها مصر من ارتفاع سعر صرف الدولار، وارتفاع نسبة التضخم، ستخسر القاهرة شريكاً تجارياً مهماً تصل نسبة التبادل التجارى بينهما إلى 18.2%، لذلك فالدولة المصرية حريصة على دعم استقرار السودان وعودة الأمن والاستقرار وحل النزاع فيها.
فنتيجة التوترات فى السودان، ستتأثر عدد من الملفات المشتركة بين البلدين وعلى رأسها قضية سد النهضة، حيث تسبب الصراع السودانى فى مزيد من التعقيد للمشهد، كما أنه يزيد من الأعباء الواقعة على الجانب المصرى فى حل هذه القضية، ولا تقل الجبهة الغربية خطورة عن مثيلاتها فى الشرق والجنوب، حيث تمثل التهديدات القادمة من الحدود الغربية لمصر عبر ليبيا واحدة من مصادر التهديد الآخذة فى التصاعد للمصالح الوطنية المصرية لاسيما أن ليبيا تمر بمرحلة من عدم الاستقرار والتغير العشوائى على الأصعدة السياسية، والأمنية، والاقتصادية، والاجتماعية، وهو ما يتطلب تفاعلا مصريا جادا لدفع الأمور نحو مزيد من التهدئة والاستقرار وتجنب أى مخاطر من هذه الجبهة.
جميع هذه التحديات بالإضافة إلى ما يتعلق بحماية أمن واستقرار الصومال وتأمين حركة الملاحة البحرية فى البحر الأحمر وقناة السويس، تحديات خطيرة تواجه الدولة المصرية، تتطلب حالة من الترابط والوحدة والتماسك من أجل تخطيها والعبور بمصر إلى بر الأمان، للحفاظ على الأمن القومى المصرى وحمايته ضد أى أخطار وعدم الإضرار به، وكلنا ثقة فى القيادة السياسية ومؤسسات الدولة المصرية فى اتخاذ أى إجراءات أو تدابير للحفاظ على الأمن القومى المصرى.
وننتظر خلال الفترة المقبلة مناقشات موسعة داخل الحوار الوطنى حول ملف الأمن القومى المصرى، وأتوقع أنها ستكون جلسات ثرية تطرح رؤى ومقترحات وتوصيات مهمة تصب فى صالح الحفاظ على الأمن القومى لمصر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحوار الوطني والأمن القومى المصرى مواجهة التحديات الإقليمية ن الرئيس عبدالفتاح السيسى حازم الجندى الأمن القومى المصرى على الأمن القومى الدولة المصریة الحوار الوطنى
إقرأ أيضاً:
نص كلمة الرئيس السيسي خلال الندوة التثقيفية 41
شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة اليوم الندوة التثقيفية الحادية والأربعين، والتي أقامتها القوات المسلحة بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد والمحارب القديم تحت عنوان "شعب أصيل"، وذلك بمركز المنارة الدولي للمؤتمرات بالقاهرة الجديدة، وبحضور كبار رجال الدولة وقادة القوات المسلحة والشرطة، بالإضافة إلى أهالي وأسر شهداء القوات المسلحة والشرطة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الندوة شهدت عرض عدد من الفقرات والأفلام التسجيلية التي تجسد بطولات القوات المسلحة، كما قام السيد الرئيس بتكريم عدد من أسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية.
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن السيد الرئيس قام بإلقاء كلمة في ختام الندوة، وفيما يلي نص الكلمة: بسم الله الرحمن الرحيم السيدات والسادة.. الحضور الكريم،
تبلغ سعادتي مداها كل عام، بأن أتواجد معكم وبينكم، لنرسل معا رسالة لأصحاب العطاء من شهدائنا الأبرار، الذين قدموا المثل والقدوة فى التضحية، من أجل بقاء هذا الوطن، والحفاظ على مقدرات شعبنا العظيم .. والتى تعبر بجلاء، عن إرادة هذه الأمة عبر تاريخها.. بأنها قادرة وقاهرة لكل مانع، يقف حائـلا أمام تحقيـق أمنـها وســلامتها وريـادتها .. فلهذا الوطن رجال صنعوا المستحيل، وحققوا لمصر دائما فى الماضى والحاضر صمودا، أكد وحدة الشعب المصرى، وجعله أكثر صلابة .. فكل عام وشعبنا الأصيل، فى خير وأمن وسلام.
وإنه لمن حسن الطالع، أن يتواكب احتفالنا هذا العام، بيوم الشهيد، متزامنا مع العاشر من رمضان، الذى خاضت فيه مصر أشرف المعارك، وقدم فيها الرجال جلائل الأعمال، التى عبرت بنا إلى آفاق الكرامة والكبرياء، بوحدة شعب وصلابة جيش، عقدوا العزم على تحقيق النصر.
إن شهداءنا الأبرار، لم يقدموا أرواحهم فحسب، بل قدموا المستقبل لمصر.. فقد مهدوا لنا طريق الاستقرار والأمان، الذى نواصل فيه اليوم مسيرة البناء والتنمية .. وبفضل تضحياتهم استطاعت مصر، أن تواجه التحديات، وتمضى قدما فى تنفيذ المشروعات القومية، التى أصبحت شاهدا، على صلابة هـذا الوطـن وعزيمـة شـعبه.
إننا اليوم، نرى نتائج هذه التضحيات واضحة، فى كل ربوع مصر، من مدن جديدة تبنى، ومشروعات ترسم ملامح القوة للجمهورية الجديدة.. وما كان ليتحقق كل ذلك، لولا الدماء الطاهرة التى سالت، ليبقى هذا الوطن آمنا مستقرا، قادرا على التقدم والبناء.
وإذ نحتفى اليوم بذكرى شهدائنا العظام، فإننا نؤكد التزامنا تجاه أسرهم، فهم لم يفقدوا أبناءهم فحسب؛ بل قدموا للوطن أغلى ما يملكون.. فمصر لا تنسى أبناءها الأوفياء، وستظل دائما سندا لهم، كما ستظل قواتنا المسلحة - درع الوطن وسيفه - صامدة فى وجه أى تهديد، حامية لمقدرات هذا الشعب العظيم.
الحضور الكريم،
على الرغم من الأحداث المتلاحقة، التى يمر بها العالم ومنطقتنا، والمخاطر والتهديدات التى خلفت واقعا مضطربا، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ومساعى مصر الدائمة، لتقديم رؤى من أجل تحقيق الأمن والسلم للمنطقة، كفاعـــــل رئيسـى فــــى هــــذه القضــــــية .. والتى أوضحت فيها مصر منذ بدايتها، موقفا ثابتا راسخا، بأنه لا حل لهذه القضية، إلا من خلال العمل على تحقيق العدل، وإقامة الدولة الفلسطينية، وعدم القبول بتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه، تحت أى مسمى .. ولم يكن هذا الموقف ليتحقق، إلا بوعى الشعب المصرى، واصطفافه حول القيادة السياسية، معبرا وبجلاء عن صدق النية وحب الوطن .. واسمحوا لى، أن أقدم تحية للشعب الفلسطينى الصامد فوق أرضه، مؤكدا أننا سنقدم لهم كل عمل؛ من شأنه أن يساندهم فى معركة البقاء والمصير.
السيدات والسادة،
وقبل أن أختتم كلمتى، أوجه تحية واجبة، للشعب المصرى وقواته المسلحة، على ما بذل من جهود خلال السنوات الماضية، والتى سعينا فيها إلى بناء قدرات هذه الأمة، عسكريا وسياسيا واقتصاديا، والتى ساعدتنا على تجاوز كل التحديات، وأهلتنا لمواجهة كل التهديدات.. فما تحقق على أرض مصر ورغم كل الظروف، جعلنا نقف على قدمين ثابتتين، ندافع عن حاضرنا.. ونؤمن مستقبل الأجيال.
وفى الختام، وباسم الشعب المصرى، نتوجه بتحية تقدير وإجلال، لشهدائنا الأبرار وأسرهم الكريمة، لما قدموه من تضحيات وبطولات ..وأعدكم أمام الله - سبحانه وتعالى - أننا سنستمر فى العمل، لتحقيق ما تتطلعون إليه، من رفعة وتقدم واستقرار.. لوطننا الغالى مصر.
أشكركم، وكل عام وأنتم بخير. ودائما وبالله : "تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر".