بوابة الوفد:
2024-10-11@13:31:59 GMT

الاستخفاف بالعقول

تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT

فى عصرنا الحديث، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعى جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، صارت نافذتنا المفتوحة على العالم ومنصة للتفاعل الاجتماعى والمعرفى، لكنها فى الوقت ذاته أصبحت ساحة خصبة للعبث بالعقول، حيث تقوم بعض الشركات والصفحات وحتى رجال الأعمال باستخدام أساليب دعائية رخيصة تعتمد على الوهم والخداع لجذب انتباه الجمهور.

القصص الوهمية التى تُنشر على هذه المنصات أصبحت لا تُعد ولا تُحصى، مرة يروى أحدهم قصة «نجاح ساحق» لمشروع كان مجرد حلم، وأخرى يتباهى رجل أعمال بأنه بدأ من الصفر إلى أن أصبح مليارديرًا فى وقت قياسى، دون أن يقدم أى تفاصيل أو حقائق حقيقية تدعم كلامه، وبين الحين والآخر نجد شركات تدعى أنها تقدم حلولاً سحرية للمشاكل اليومية، سواء كانت تجميلية أو صحية أو مالية، فقط لتكتشف لاحقًا أنها منتجات وهمية أو لا تقدم أى فائدة تُذكر.

ما يزيد من خطورة هذا الأسلوب الدعائى هو أنه يستهدف العقول الساذجة، أو أولئك الذين يبحثون عن الأمل فى تحقيق أحلامهم، حيث يتم استغلال حاجات الناس وطموحاتهم، وللأسف يجد هؤلاء المخدوعون أنفسهم ضحية لحملات دعائية لا تستند إلى أى واقع أو مصداقية.

المشكلة تكمن فى أن هذه الأساليب لا تقتصر على الصفحات الصغيرة أو الأفراد المجهولين، بل إن بعض رجال الأعمال المعروفين يلجأون إلى هذه الأساليب، مغلفين بضاعتهم بالكثير من الضجيج والصخب الإعلامى لجذب الأنظار، متجاهلين تمامًا قيم النزاهة والشفافية.

وعندما نتحدث عن الدعاية الرخيصة، فإننا نشير إلى الحملات التى تعتمد على إثارة المشاعر بدلاً من الحقائق، فكم مرة رأينا قصصًا «مؤثرة» تم بثها على السوشيال ميديا تهدف إلى بيع منتج أو خدمة، لتكتشف فى النهاية أن القصة مُفبركة بالكامل، وأن الهدف الوحيد منها هو جذب اللايكات والمشاركات والمبيعات، هذا النوع من الدعاية لا يخدم الجمهور بقدر ما يخدم مصلحة المعلنين والشركات على حساب المصداقية.

الإعلام اليوم فى مواجهة تحديات كبيرة، لكن أحد أكبر هذه التحديات هو ضرورة فضح هذه الأساليب الرخيصة والمضللة، وتسليط الضوء على تلك الحملات التى تستخف بالعقول. فمن واجب الإعلاميين والصحفيين التنبيه إلى هذه الظاهرة وكشف زيفها، وحث الجمهور على التحقق من المعلومات قبل أن يصدقوا كل ما يرونه أو يسمعونه.

إن الحل يكمن فى تعزيز ثقافة الوعى الرقمى، وتثقيف المستخدمين حول كيفية التمييز بين الحقيقة والزيف فى المحتوى الرقمى. لأن العالم الرقمى، وإن كان يحمل إمكانيات هائلة، إلا أنه ملىء بالألغام التى قد تُفجر ثقة الجمهور فى كل ما يُنشر إذا لم نتوخّ الحذر.

فى النهاية، لن يتوقف هذا الاستخفاف بالعقول إلا عندما يتوقف الجمهور عن الانجراف وراء الوهم، ويتبنى نظرة ناقدة لكل ما يراه على هذه المنصات.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وسائل التواصل الاجتماعي

إقرأ أيضاً:

هكذا أصبحت غزة بعد عام من العدوان الإسرائيلي.. كيف كانت قبل الحرب؟ (تفاعلي)

مر عام على عملية طوفان الأقصى العسكرية التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" حيث هاجمت 22 مستوطنة و11 قاعدة عسكرية بمحاذاة قطاع غزة، فقتلت وأسرت مستوطنين وجنودا إسرائيليين؛ ردا على "جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى".

الكثافة السكانية في غزة هي من الأعلى في العالم. وقبل اندلاع الحرب، كان سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، يتوزعون على مساحة 365 كلم مربعا.



حتى 13 أيلول/سبتمبر 2024، كان نحو 59 بالمئة من مباني القطاع الفلسطيني المحاصر دمّر بالكامل أو تضرّر، وذلك استنادا إلى صور أقمار اصطناعية أمريكية قام بتحليلها الباحثان كوري شير وجايمون فان دي هويك. وتعادل هذه النسبة نحو 169 ألف مبنى.

وأشار الباحثان إلى أن الجزء الأكبر من هذا الدمار وقع خلال الشهرين أو الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب.



دفعت الجامعات والمدارس في قطاع غزة التي تدير الأمم المتحدة غالبيتها، ثمنا باهظا في الحرب. ولجأ إلى هذه المؤسسات آلاف النازحين الفارّين من القصف والمعارك، إلا أنها تعرضت لضربات متكرّرة من الجيش الإسرائيلي.



وحتى السادس من تموز/يوليو، أحصت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) تضرر 477 مدرسة، أي نحو 85 بالمئة من 564 منشأة تعليمية. ومن بين المدارس المتضررة، سجّل ضرر بالغ في 133، بينما أصيب 344 بشكل مباشر.

وفي أيلول/سبتمبر، أفاد صندوق الأمم المتحدة للتعليم خلال الأزمات (Education Cannot Wait) بأن نحو 90 بالمئة من مباني المدارس في غزة تضرر أو دمّر بالكامل.


ودمّر نحو 1190 كيلومترا من شبكة الطرق بالكامل، بينما يعاني 415 كلم من ضرر بالغ و1440 كلم من ضرر متوسط، بحسب تقييم أولي من "يونوسات" بناء على بيانات حتى 18 آب/أغسطس.



وتظهر بيانات مركز الأمم المتحدة للأقمار الاصطناعية (يونوسات) وقاعدة المعلومات الجغرافية OpenStreetMap أن أكثر من 60 بالمئة من مساجد غزة تعرضت للتدمير أو لحقت بها أضرار.




هاجمت إسرائيل غالبية مستشفيات قطاع غزة أثناء الحرب. ويتهم الجيش الإسرائيلي حماس باستخدام المستشفيات لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة.

ونفّذت القوات الإسرائيلية عمليتين عسكريتين في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة الذي كان أكبر المستشفيات في القطاع قبل الحرب، في تشرين الثاني/نوفمبر وآذار/مارس.



واعتبرت منظمة الصحة العالمية أن العملية الثانية حوّلت مستشفى الشفاء إلى "هيكل فارغ" تملؤه بقايا بشرية.

وبحسب المنظمة، كان 16 مستشفى من أصل 36 في غزة، أي 44 بالمئة، لا تزال تعمل، وبشكل جزئي.







بحسب بيانات للأمم المتحدة من الأقمار الاصطناعية تعود إلى 27 آب/أغسطس، لحقت أضرار بـ68 بالمئة من مساحة الأراضي الزراعية في غزة، أي 102 كلم مربع. وبلغت هذه النسبة 78 بالمئة في شمال غزة، و57 بالمئة في رفح.


بدأ الجيش الإسرائيلي عملية برية في رفح القريبة من الحدود مع مصر في جنوب القطاع مطلع أيار/مايو الماضي. ورغم أن رفح لم تختبر مستوى الدمار نفسه الذي طال مدينة غزة، تقف المباني المتضررة والمخترقة بالرصاص والقذائف شاهدة على آثار الحرب.

وقالت منظمة العفو الدولية إن 90 بالمئة من المباني على امتداد المناطق الحدودية بين قطاع غزة وإسرائيل، والبالغة مساحتها 58 كيلومترا مربعا، تعرضت "للتدمير أو الضرر البالغ" بين تشرين الأول/أكتوبر 2023 وأيار/مايو 2024.

مقالات مشابهة

  • ارتفاع جديد.. هكذا أصبحت أسعار المحروقات
  • ممثل سوريا في الأمم المتحدة: الاعتداءات الإسرائيلية على أراضينا أصبحت شبه يومية
  • ممدوح عودة مدير إدارة أزمات الآثار لـ الفجر: نطبق الأساليب العالمية الحديثة
  • مسئول أممي: لبنان يشهد نفس الأساليب المستخدمة في حرب غزة
  • مسؤول أممي: لبنان يشهد نفس الأساليب المستخدمة في حرب غزة
  • تعلّم بالمرح
  • التعامل الرقمى والانترنت
  • اتصالات النواب: تراخيص 5G  انعشت الاقتصاد الوطني بـ 30 مليار جنيه
  • هكذا أصبحت غزة بعد عام من العدوان الإسرائيلي.. كيف كانت قبل الحرب؟ (تفاعلي)