تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

على مدار عام بالتمام والكمال على حرب غزة، انتهجت قوات الاحتلال التدمير ولا شيء غيره، فبعد أن سفكت الدماء وشردت الآلاف من الآمنين من منازلهم، راحت قوات الاحتلال تمارس تدميرًا من نوع آخر وهو التدمير الثقافي، في محاولة لطمس الهوية الفلسطينية للقطاع المقاوم للاحتلال.

وبحسب بيانات المكتب الاعلامي الحكومي بغزة، فقد عمدت قوات الاحتلال على تدمير ممنهج لنحو 206 مواقع أثرية وتراثية على الأقل، من أصل 325 موقعا في القطاع حيث استهدف طيران الاحتلال المواقع الأثرية وفي مقدمتها مدينة غزة القديمة وهي مدينة أثرية تعود للحضارة الفينيقية، بالإضافة إلى التدمير المتواصل للمساجد والكنائس التاريخية في غزة.

 

أبرز المواقع الأثرية المدمرة من قبل الاحتلال

وتركز التدمير الممنهج الذي مارسته وتمارسه قوات الاحتلال طوال العام الماضي كل المعالم الحضارية التاريخية والأثرية بالإضافة إلى سرقة بعض القطع الأثرية النادرة، حيث يتميز قطاع غزة باحتوائه على مواقع أثرية للعديد من الحضارات القديمة وبخاصة الفرعونية والإغريقية والرومانية والبيزنطية والكنعانية والفينيقية، كذلك العديد من المناطق الأثرية من العصر الحديث للحضارتين المملوكية والعثمانية.

وأفاد المكتب الاعلامي الحكومي بغزة، بأنه خلال الفترة التي أعقبت 7 أكتوبر 2023، دمرت قوات الاحتلال نحو 206 مواقع أثرية وتراثية من أصل 325 موقعا في القطاع.

بحسب آخر إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي، فإن أكثر المواقع الأثرية تضررا كانت بمدينة غزة القديمة، التي تُعرف بـ"البلدة القديمة"، وهي مدينة أثرية تعود إلى الحضارة الفينيقية، التي ترجع إلى نحو 1500 عام قبل الميلاد، حيث تعرضت هذه المدينة، للقصف والاستهداف، الأمر الذي تسبب في تدمير أجزاء كبيرة منها وتضررت العديد من مبانيها القديمة من أسوار وبوابات بشدة نتيجة القصف ، بالإضافة إلى المباني التاريخية مثل بيت السقا وبيت الغصين الأثريين اللذين يعودان للعهد العثماني.

وبالنظر إلى البلدة القديمة فإنها تشمل 4 أحياء وهي: "الشجاعية، والزيتون، والتفاح والدرج"، وهي مناطق تعرضت لقصف إسرائيلي جوي ومدفعي واسع، وتسبب قصف البلدة القديممة في تدمير العديد من المعالم الأثرية من أبرزها: 

تدمير الآثار الإسلامية.. المسجد العمري:

ويعد هذا المسجد من أكبر وأعرق مساجد غزة، وثالث أكبر مسجد في فلسطين بعد المسجد الأقصى في القدس، ومسجد أحمد باشا الجزار في عكا، حيث أسس قبل نحو 1400 عام في حي الدرج وسط البلدة القديمة.

ومر المسجد العمري منذ إنشاؤه بـ6 مراحل شهد خلالها تحولات عمرانية، حيث تحول من معبد للوثنيين إلى كنيسة بيزنطية، ثم إلى مسجد في عهد الخليفة عمر بن الخطاب بعد فتح فلسطين عام 636 ميلادي.

وعندما أتى غزو الحملات الصليبية إلى فلسطين، أعيد تحويل المسجد إلى كنيسة، ثم لمسجد في العهد المملوكي مع إضافة بعض التفاصيل المعمارية، ليخضع لتوسعات إضافية في العهد العثماني، وبعد العدوان الإسرائيلي الأخير تعرض المسجد لتدمير شبه كامل جراء قصف إسرائيلي في ديسمبر 2023.

مسجد كاتب ولاية

وهو واحد من أبرز المساجد الأثرية المهمة في غزة، وتٌقدر مساحته بنحو 377 مترا مربعا، ويرجع تاريخ بنائه إلى حكم الناصر محمد بن قلاوون أحد سلاطين الدولة المملوكية في ولايته الثالثة بين عامي1341و 1309 ميلادية، يشترك بجدار واحد مع كنيسة برفيريوس. 

وجرى تدمير المسجد بشكل متعمد من قبل قوات الاحتلال، حيث تعرض لقصف مدفعي في 17 أكتوبر 2023؛ ما أسفر عن تعرضه لأضرار.

مسجد السيد هاشم

ويعد هذا المسجد أحد يقع في حي الدرج شرق مدينة غزة، ويُعتقد باحتضانه قبر جد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هاشم بن عبد مناف، والذي ارتبط اسمه باسم المدينة "غزة هاشم". تعرض لأضرار كبيرة جراء قصف شنته الطائرات الحربية الإسرائيلية في 7 ديسمبر 2023.

تدمير الآثار المسيحية.. كنيسة القديس برفيريوس

هي واحدة من أقدم الكنائس في العالم، حيث تعد أقدم كنيسة في غزة وثالث أقدم كنيسة في العالم، ويعود تاريخ تأسيسها للقرن الخامس الميلادي، وتقع هذه الكنيسة في حي الزيتون، وسميت نسبة إلى القديس برفيريوس حيث تحتضن قبره.

استهدفها الاحتلال عدة مرات، وكان الاستهداف المباشر الأول في 10 أكتوبر 2023، وهو القصف الذي خلف وراؤه دمارًا كبيرًا، وفي المرة الثانية تم استهدافها في 19 من ذات الشهر ما تسبب بانهيار مبنى وكلاء الكنيسة بالكامل، وأدى لوقوع عدد من القتلى والجرحى من النازحين الذين تواجدوا بداخلها.

تدمير المستشفى الأهلي العربي المعمداني

وفي استهداف واضح للمراكز الصحية، قصفت قوات الاحتلال المستشفى الأهلي العربي المعمداني، والتي تُعتبر من مستشفيات القطاع القديمة، وتتبع للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس حيث تم تأسيسها عام 1882 ميلادية، على يد البعثة التبشيرية التي كانت تابعة لإنجلترا.

وتعد الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية واحدة من ثلاث كنائس للمسيحين بغزة، بجانب كنيسة القديس برفيريوس والكنيسة اللاتينية، وتعرضت مباني المستشفى الداخلية والكنيسة للاستهداف المباشر خلال الحرب ما خلف دمارا واسعا بها.

مجزرة المعمداني

وارتبط اسم المستشفى بواحدة من أبشع المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال، حيث قصفت قوات الاحتلال ساحة المستشفى في 17 أكتوبر 2023؛ ما أسفر عن مقتل نحو 500 فلسطينيًا من المرضى والنازحين الذين تواجدوا بداخلها.

قصف مقام الخضر في دير البلح

ويعد دير البلح أول دير مسيحي يُبنى في فلسطين في العهد البيزنطي، ويقع في مدينة دير البلح وسط القطاع، وتعرض هذا الدير خلال الحرب لقصف إسرائيلي خلف أضرارا جزئية.

تدمير الآثار التاريخيةقصف قصر الباشا

تعرض القصر التاريخي للقصف من قبل قوات الاحتلال، في ديسمبر الماضي، حيث تضررت أجزاء كبيرة من القصر وطاله دمار واسع، في طمس لهوية القصر الذي يقع في حي الدرج وهو أحد الشواهد العمرانية الذين تمزج بين الحضارتين المملوكية والعثمانية.

كما يشمل القصر متحف أثري، حيث تم تحويل الطابق السفلي من أحد مبانيه إلى متحف يجمع عددا من القطع الأثرية الفريدة التي تعود إلى الحضارات السابقة التي حكمت فلسطين، وذلك في عام 2010. 

تدمير سوق القيسارية الأثري

تعرض السوق للقصف الذي طال الكثير من محاله التجارية والمباني التاريخية، والتي دمرت أجزاء كبيرة منه جراء قصف جوي إسرائيلي خلال الحرب.

ويعد سوق القيسارية الأثري أحد البقاع التاريخية النادرة، ويعود تأسيسه إلى العصر المملوكي ويعرف باسم "سوق الذهب"، وتعرض محيطه لأضرار كبيرة جراء القصف الإسرائيلي منذ بداية الحرب.

تاريخ تحول إلى ركام.. تدمير كامل لسوق الزاوية الشعبي

في يناير 2024، استهدفت قوات الاحتلال سوق الزاوية الشعبي، والذي يعد امتداد تاريخي لسوق "القيسارية"، ويقع في أحد مداخله الرئيسية الجامع العمري الكبير. 

آثار تحت الأنقاض.. حمام السمرة

ومن الأثار التي اختفت تمامًا تحت الأنقاض حمام السمرة، وهو آخر الحمامات الأثرية الذي يعود للعهد العثماني، اختفت معالمه تحت ركام القصف الذي استهدفه بشكل مباشر في حي الزيتون، 

تدمير متعمد لمخزن آثار غزة

ولم يكن التدمير فقط ضمن مخططات الاحتلال، بل كانت السرقة حاضرة في الحرب على غزة، وفي مخزن آثار غزة تم توثيق اختفاء قطع أثرية تم تجميعها على مدار سنوات، وتعود لعصور تاريخيه مختلفة.

ولم يكتف جنود الاحتلال بالتدمير بل وثقوا في يناير 2023 تدمير وسرقة مقتنيات المستودع بمقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل.

تدمير موقع ميناء الأنثيدون "البلاخية"

تعرض موقع ميناء الأنثيدون "البلاخية" للتدمير المتعمد والتجريف من قبل قوات الاحتلال، لينضم غلى العشرات من المواقع الاثرية التي طالتها الآثار المدمرة للعدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة. 

سفك دماء الفلسطينيين في غزة

وبدعم أمريكي مطلق تشن قوات الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023 عدوانًا ممنهجا أسفر عن استشهاد أكثر من 142 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: غزة الاحتلال حرب غزة فلسطين قصف مواقع اثرية تدمير المساجد قوات الاحتلال مواقع أثریة أکتوبر 2023 تدمیر ا من قبل فی غزة

إقرأ أيضاً:

المنظمات الأهلية الفلسطينية: نطالب بإرسال بعثات دولية إلى غزة لمتابعة حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها شعبنا

ناشد مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أمجد الشوا، بإرسال بعثات دولية إلى قطاع غزة للتعامل مع انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ومتابعة حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، خاصة وأن كل ناحية من نواحل العمل الإنساني تشهد أزمة وعدم قدرة على الاستجابة لتداعياتها.

وقال الشوا، في مداخلة مع قناة القاهرة الإخبارية، اليوم السبت، إن الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة منذ بدء العدوان، حتى لا يروا بأعينهم تداعيات وتفاصيل الكارثة غير المسبوقة على مستوى العالم، والمنظمات الأهلية تقوم بدور كبير إلى جانب وكالات الإغاثة الدولية المختلفة لتقديم ما يمكن تقديمه، ولكن تلك القدرة بدأت في التضاؤل أمام الواقع الإنساني الخطير الذي يتدهور بشكل متسارع خاصة في شمال قطاع غزة، بعد منع الاحتلال وصول الإمدادات لقرابة 70 يوما من الإغلاق والحصار الإسرائيلي للشمال.

وأضاف أن المجاعة التي حاول برنامج الغذاء العالمي وغيره من مؤسسات التعامل معها تزداد يوما بعد يوم، وأصبحت المساعدات غير كافية مقارنة بتزايد الاحتياجات وحجم المعاناة، في ظل القيود وحجم الدمار والاستهدافات الإسرائيلية، وتظهر آثار المجاعة واضحة خاصة على الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الشديد في ظل انهيار المنظومة الصحية وحالة البرد الشديدة، لافتا إلى أن هذا الواقع هو الأقل استجابة من قبل الأطراف الدولية المختلفة على صعيد التدخل والضغط السياسي.

وأشار إلى أن بعض طواقم البعثات الدولية تمكنت من الدخول إلى قطاع غزة في ظل إجراءات وشروط يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على دخولهم وخروجهم وحركة تنقلهم، و2% فقط منهم من تمكن من الدخول إلى شمال القطاع، كما يفرض الاحتلال شروط على عملها ومساعداتها، موضحا أن منظمة الصحة العالمية تمكنت من إدخال بعض الإمدادات للشمال وتزويد المستشفيات ببعض الإمدادات الصحية، وتعمل تلك المستشفيات بأقل ما يمكن من إمكانات.

وأكد الشوا، أن منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا هي العمود الفقري للعمل الإنساني والحافظ لقضية اللاجئين الفلسطينيين، كما أنها تحمل رسالة مهمة فيما يتعلق بقضيتهم، وتقوم بدور مهم على الصعيد الطبي وتقديم الخدمات، إلى جانب الخدمات الاجتماعية ودورها في البرامج المختلفة على الأرض لا يمكن تعويضه من أي جهة أخرى.

اقرأ أيضاًالاحتلال الإسرائيلي يفرض حظر تجوال في قرية خربة أم الخير جنوب الخليل

الاحتلال الإسرائيلي ينسف عدة مبان سكنية في رفح بجنوب قطاع غزة

ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 45.206 شهيدا و107.512مصاب

مقالات مشابهة

  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: نطالب بإرسال بعثات دولية إلى غزة لمتابعة حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها شعبنا
  • القاهرة الإخبارية: القطاع الصحي في لبنان الأكثر تضررًا من العدوان الإسرائيلي
  • القاهرة الإخبارية: القطاع الصحي في لبنان من الأكثر تضررًا جراء العدوان الإسرائيلي
  • بالفيديو: آلاف المصلين يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى رغم قيود الاحتلال
  • 35 ألف مصل يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك
  • 35 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
  • حبس عصابة تخصصت في سرقة الهواتف المحمولة بمصر القديمة
  • الاحتلال الإسرائيلى يدمر تراث فلسطين.. استهداف الآثار والمساجد والكنائس.. ومخطط لطمس الهوية الثقافية
  • حصاد مر للقطاع الصحي في غزة خلال 2024.. تدمير ممنهج يمارسه الاحتلال
  • سقوط عصابة سرقة الهواتف المحمولة بمصر القديمة