بعد عام على حرب غزة.. الاحتلال يمارس تدمير ممنهج لطمس الهوية الفلسطينية للقطاع.. قصف وتشويه 206 مواقع أثرية وتراثية.. الحضارات القديمة الأكثر تضررًا.. سرقة الآثار أحدث الجرائم الإسرائيلية
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
على مدار عام بالتمام والكمال على حرب غزة، انتهجت قوات الاحتلال التدمير ولا شيء غيره، فبعد أن سفكت الدماء وشردت الآلاف من الآمنين من منازلهم، راحت قوات الاحتلال تمارس تدميرًا من نوع آخر وهو التدمير الثقافي، في محاولة لطمس الهوية الفلسطينية للقطاع المقاوم للاحتلال.
وبحسب بيانات المكتب الاعلامي الحكومي بغزة، فقد عمدت قوات الاحتلال على تدمير ممنهج لنحو 206 مواقع أثرية وتراثية على الأقل، من أصل 325 موقعا في القطاع حيث استهدف طيران الاحتلال المواقع الأثرية وفي مقدمتها مدينة غزة القديمة وهي مدينة أثرية تعود للحضارة الفينيقية، بالإضافة إلى التدمير المتواصل للمساجد والكنائس التاريخية في غزة.
وتركز التدمير الممنهج الذي مارسته وتمارسه قوات الاحتلال طوال العام الماضي كل المعالم الحضارية التاريخية والأثرية بالإضافة إلى سرقة بعض القطع الأثرية النادرة، حيث يتميز قطاع غزة باحتوائه على مواقع أثرية للعديد من الحضارات القديمة وبخاصة الفرعونية والإغريقية والرومانية والبيزنطية والكنعانية والفينيقية، كذلك العديد من المناطق الأثرية من العصر الحديث للحضارتين المملوكية والعثمانية.
وأفاد المكتب الاعلامي الحكومي بغزة، بأنه خلال الفترة التي أعقبت 7 أكتوبر 2023، دمرت قوات الاحتلال نحو 206 مواقع أثرية وتراثية من أصل 325 موقعا في القطاع.
بحسب آخر إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي، فإن أكثر المواقع الأثرية تضررا كانت بمدينة غزة القديمة، التي تُعرف بـ"البلدة القديمة"، وهي مدينة أثرية تعود إلى الحضارة الفينيقية، التي ترجع إلى نحو 1500 عام قبل الميلاد، حيث تعرضت هذه المدينة، للقصف والاستهداف، الأمر الذي تسبب في تدمير أجزاء كبيرة منها وتضررت العديد من مبانيها القديمة من أسوار وبوابات بشدة نتيجة القصف ، بالإضافة إلى المباني التاريخية مثل بيت السقا وبيت الغصين الأثريين اللذين يعودان للعهد العثماني.
وبالنظر إلى البلدة القديمة فإنها تشمل 4 أحياء وهي: "الشجاعية، والزيتون، والتفاح والدرج"، وهي مناطق تعرضت لقصف إسرائيلي جوي ومدفعي واسع، وتسبب قصف البلدة القديممة في تدمير العديد من المعالم الأثرية من أبرزها:
تدمير الآثار الإسلامية.. المسجد العمري:ويعد هذا المسجد من أكبر وأعرق مساجد غزة، وثالث أكبر مسجد في فلسطين بعد المسجد الأقصى في القدس، ومسجد أحمد باشا الجزار في عكا، حيث أسس قبل نحو 1400 عام في حي الدرج وسط البلدة القديمة.
ومر المسجد العمري منذ إنشاؤه بـ6 مراحل شهد خلالها تحولات عمرانية، حيث تحول من معبد للوثنيين إلى كنيسة بيزنطية، ثم إلى مسجد في عهد الخليفة عمر بن الخطاب بعد فتح فلسطين عام 636 ميلادي.
وعندما أتى غزو الحملات الصليبية إلى فلسطين، أعيد تحويل المسجد إلى كنيسة، ثم لمسجد في العهد المملوكي مع إضافة بعض التفاصيل المعمارية، ليخضع لتوسعات إضافية في العهد العثماني، وبعد العدوان الإسرائيلي الأخير تعرض المسجد لتدمير شبه كامل جراء قصف إسرائيلي في ديسمبر 2023.
مسجد كاتب ولايةوهو واحد من أبرز المساجد الأثرية المهمة في غزة، وتٌقدر مساحته بنحو 377 مترا مربعا، ويرجع تاريخ بنائه إلى حكم الناصر محمد بن قلاوون أحد سلاطين الدولة المملوكية في ولايته الثالثة بين عامي1341و 1309 ميلادية، يشترك بجدار واحد مع كنيسة برفيريوس.
وجرى تدمير المسجد بشكل متعمد من قبل قوات الاحتلال، حيث تعرض لقصف مدفعي في 17 أكتوبر 2023؛ ما أسفر عن تعرضه لأضرار.
مسجد السيد هاشمويعد هذا المسجد أحد يقع في حي الدرج شرق مدينة غزة، ويُعتقد باحتضانه قبر جد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هاشم بن عبد مناف، والذي ارتبط اسمه باسم المدينة "غزة هاشم". تعرض لأضرار كبيرة جراء قصف شنته الطائرات الحربية الإسرائيلية في 7 ديسمبر 2023.
تدمير الآثار المسيحية.. كنيسة القديس برفيريوسهي واحدة من أقدم الكنائس في العالم، حيث تعد أقدم كنيسة في غزة وثالث أقدم كنيسة في العالم، ويعود تاريخ تأسيسها للقرن الخامس الميلادي، وتقع هذه الكنيسة في حي الزيتون، وسميت نسبة إلى القديس برفيريوس حيث تحتضن قبره.
استهدفها الاحتلال عدة مرات، وكان الاستهداف المباشر الأول في 10 أكتوبر 2023، وهو القصف الذي خلف وراؤه دمارًا كبيرًا، وفي المرة الثانية تم استهدافها في 19 من ذات الشهر ما تسبب بانهيار مبنى وكلاء الكنيسة بالكامل، وأدى لوقوع عدد من القتلى والجرحى من النازحين الذين تواجدوا بداخلها.
تدمير المستشفى الأهلي العربي المعمدانيوفي استهداف واضح للمراكز الصحية، قصفت قوات الاحتلال المستشفى الأهلي العربي المعمداني، والتي تُعتبر من مستشفيات القطاع القديمة، وتتبع للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس حيث تم تأسيسها عام 1882 ميلادية، على يد البعثة التبشيرية التي كانت تابعة لإنجلترا.
وتعد الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية واحدة من ثلاث كنائس للمسيحين بغزة، بجانب كنيسة القديس برفيريوس والكنيسة اللاتينية، وتعرضت مباني المستشفى الداخلية والكنيسة للاستهداف المباشر خلال الحرب ما خلف دمارا واسعا بها.
مجزرة المعمدانيوارتبط اسم المستشفى بواحدة من أبشع المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال، حيث قصفت قوات الاحتلال ساحة المستشفى في 17 أكتوبر 2023؛ ما أسفر عن مقتل نحو 500 فلسطينيًا من المرضى والنازحين الذين تواجدوا بداخلها.
قصف مقام الخضر في دير البلحويعد دير البلح أول دير مسيحي يُبنى في فلسطين في العهد البيزنطي، ويقع في مدينة دير البلح وسط القطاع، وتعرض هذا الدير خلال الحرب لقصف إسرائيلي خلف أضرارا جزئية.
تدمير الآثار التاريخيةقصف قصر الباشاتعرض القصر التاريخي للقصف من قبل قوات الاحتلال، في ديسمبر الماضي، حيث تضررت أجزاء كبيرة من القصر وطاله دمار واسع، في طمس لهوية القصر الذي يقع في حي الدرج وهو أحد الشواهد العمرانية الذين تمزج بين الحضارتين المملوكية والعثمانية.
كما يشمل القصر متحف أثري، حيث تم تحويل الطابق السفلي من أحد مبانيه إلى متحف يجمع عددا من القطع الأثرية الفريدة التي تعود إلى الحضارات السابقة التي حكمت فلسطين، وذلك في عام 2010.
تدمير سوق القيسارية الأثريتعرض السوق للقصف الذي طال الكثير من محاله التجارية والمباني التاريخية، والتي دمرت أجزاء كبيرة منه جراء قصف جوي إسرائيلي خلال الحرب.
ويعد سوق القيسارية الأثري أحد البقاع التاريخية النادرة، ويعود تأسيسه إلى العصر المملوكي ويعرف باسم "سوق الذهب"، وتعرض محيطه لأضرار كبيرة جراء القصف الإسرائيلي منذ بداية الحرب.
تاريخ تحول إلى ركام.. تدمير كامل لسوق الزاوية الشعبيفي يناير 2024، استهدفت قوات الاحتلال سوق الزاوية الشعبي، والذي يعد امتداد تاريخي لسوق "القيسارية"، ويقع في أحد مداخله الرئيسية الجامع العمري الكبير.
آثار تحت الأنقاض.. حمام السمرةومن الأثار التي اختفت تمامًا تحت الأنقاض حمام السمرة، وهو آخر الحمامات الأثرية الذي يعود للعهد العثماني، اختفت معالمه تحت ركام القصف الذي استهدفه بشكل مباشر في حي الزيتون،
تدمير متعمد لمخزن آثار غزةولم يكن التدمير فقط ضمن مخططات الاحتلال، بل كانت السرقة حاضرة في الحرب على غزة، وفي مخزن آثار غزة تم توثيق اختفاء قطع أثرية تم تجميعها على مدار سنوات، وتعود لعصور تاريخيه مختلفة.
ولم يكتف جنود الاحتلال بالتدمير بل وثقوا في يناير 2023 تدمير وسرقة مقتنيات المستودع بمقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل.
تدمير موقع ميناء الأنثيدون "البلاخية"تعرض موقع ميناء الأنثيدون "البلاخية" للتدمير المتعمد والتجريف من قبل قوات الاحتلال، لينضم غلى العشرات من المواقع الاثرية التي طالتها الآثار المدمرة للعدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة.
سفك دماء الفلسطينيين في غزةوبدعم أمريكي مطلق تشن قوات الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023 عدوانًا ممنهجا أسفر عن استشهاد أكثر من 142 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: غزة الاحتلال حرب غزة فلسطين قصف مواقع اثرية تدمير المساجد قوات الاحتلال مواقع أثریة أکتوبر 2023 تدمیر ا من قبل فی غزة
إقرأ أيضاً:
بيان عاجل من حركة حماس للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بخصوص الجرائم الإسرائيلية في القطاع
نددت حركة المقاومة الاسلامية حماس بالهجوم الاسرائيلي الوحشي على المدنيين العزل من أطفال ونساء وشيوخ في قطاع غزة ودعت المجنمع الدولي ومجلس الأمن والدول العربية للتدخل لوقف هذه الجرائم.
وقالت الحركة: “الجيش الإسرائيلي يكثف قصفه للمنازل والأحياء ومراكز الإيواء بغزة في جرائم تمثل انتهاكا للقوانين الدولية واستهتارا بمواثيق حماية المدنيين أوقات الحروب.”
كما أضافت حماس أن عدد الشهداء منذ بدء موجة الإبادة الجديدة تجاوز 630 في ظل حصار مطبق ومنع شامل لكل مقومات الحياة.
و دعت الحركة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتهم الكاملة تجاه ما يجري في قطاع غزة من جرائم حرب وإبادة جماعية مكتملة الأركان ترتكبها حكومة نتنياهو.
كما جددت نداءها إلى الأمة العربية والإسلامية حكومات وشعوبا ومنظمات لتحمل مسؤولياتهم التاريخية في نصرة الشعب الفلسطيني.
صعوبات في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة
اعترفت الخارجية الأميركية بمواجهة صعوبات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، في حين أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها “لا تزال في قلب المفاوضات وتتابع مع الوسطاء بكل مسؤولية وجدية”.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس إن بلادها تواجه صعوبات في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وأكدت أن الهدف الرئيسي للإدارة الأميركية الآن هو وقف القتال وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
وأضافت بروس “نحن بالطبع ندعم حليفتنا إسرائيل، كما كنت أذكر كل يوم بكل سرور”.
وفي ردها على سؤال حول منع إسرائيل المساعدات الإنسانية إلى غزة، قالت بروس “لن أعلق أو أتحدث عن فرضيات أخرى بشأن ما يعتقد الآخرون أنه سيحدث أو لن يحدث. أعتقد أن الهدف الرئيسي هو إدخال المساعدات الإنسانية، ووقف القتال، وهذا هو محور تركيزنا الآن”.
من جانبه، قال المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف إن المفاوضات جارية لوقف الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة أو حل الصراع، وقال إن هناك أملا في وقف إطلاق النار قريبا.
وأضاف ويتكوف في مقابلة مع الصحفي الأميركي تاكر كارلسون “عودة الإسرائيليين للقتال في بعض النواحي أمر مؤسف وفي نواح أخرى كان ضروريا، قدمنا مقترحا واقعيا يعد جسرا للوصول إلى صفقة سلام وإلى نزع سلاح حماس وإلى نقاش حول سلام دائم. رد فعل حماس كان غير ملائم، حذرت الجميع في القمة العربية أن هذا سيؤدي إلى فعل عسكري ليس لأنني كنت أعرف ولكن لأني شعرت بأن هذا البديل الوحيد بناء على رد فعل حماس”.
وتابع ويتكوف “قد نستطيع استخدام ما حدث لجعل حماس أكثر واقعية، نحتاج لانتخابات حقيقية في غزة، نحتاج إلى قوة أمنية حقيقية في غزة للتأكيد لإسرائيل أنه لن تكون لديهم مشكلة هناك على المدى البعيد، الحل الوحيد للتعامل مع هذا الصراع هو إرضاء جميع الأطراف وألا يتكرر ما حدث في السابع من أكتوبر”.
حماس لا تزال في قلب المفاوضات
في المقابل، نفت حركة حماس ما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن قطع الاتصالات أو وقف المحادثات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى.
وقالت حماس إنها لا تزال في قلب المفاوضات وتتابع مع الوسطاء بكل مسؤولية وجدية، وأكدت أنها لا تزال تتداول مقترح ويتكوف والأفكار المختلفة المطروحة بما يحقق إنجاز صفقة تبادل تؤمّن الإفراج عن الأسرى وإنهاء الحرب وتحقيق الانسحاب.
واستأنفت إسرائيل فجر الثلاثاء الماضي عدوانها على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، لكن الاحتلال خرق بنود وقف إطلاق النار على مدار الشهرين.
واستمر الاحتلال في قصفه لأماكن متفرقة من قطاع غزة، مخلفا مئات الشهداء والجرحى، ورفض تطبيق البروتوكول الإنساني، وشدد حصاره الخانق على القطاع الذي يعيش مأساة إنسانية غير مسبوقة.