في مقال نشرته صحيفة "زو هدريخ" الإسرائيلية سرد الكاتب أفيشاي إرليخ أوجه التدهور في إسرائيل، والتي طالت كل مناحي الحياة في الداخل والعلاقات الخارجية، داعيا إلى وقف الحرب وإنهاء الاحتلال وإقرار السلام عن طريق حل الدولتين.

وقال إرليخ إن السنة الماضية كانت أسوأ سنة في تاريخ إسرائيل، معتبرا أن مستقبل البلاد يبدو غامضا، وسط ضباب حرب طويلة دون هدف واضح ودون موعد نهائي ودون تكلفة محددة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 26 عيوب قاتلة لدى دونالد ترامبlist 2 of 2تايمز: هكذا تتحاور طهران سرا مع "الشيطان الأكبر"end of list

ويضيف أن قوى أقصى اليمين الإسرائيلي بقيادة بن غفير وسموتريتش حاولت بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي استغلال الأوضاع المتوترة لتعزيز سياسات الاستيطان في غزة والضفة الغربية، مما أدى إلى تصاعد حدة التوترات في المنطقة وتفاقم الأوضاع الإنسانية، مضيفا أن نقل الثقل العسكري إلى لبنان يشتت الانتباه عن غزة وعن التزام الحكومة بإعادة الأسرى.

نهب استيطاني

وأوضح أن هناك حملة واسعة من النهب الاستيطاني لأراضي المنطقة "ب" التي تخضع إداريا للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بإشراف من الجيش والشرطة، مما يمنع بشكل نهائي إمكانية إقامة دولة فلسطينية.

وحسب الكاتب، فإن شعار إعادة الأسرى الذي رفعته إسرائيل بعد هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي -وهو الهدف الأول للحرب- بدأ يتلاشى في ظل رفض الانسحاب من غزة والتركيز على ساحات أخرى، وهي لبنان وسوريا والعراق واليمن، في ظل احتمالات اندلاع مواجهة مباشرة مع إيران.

وقال إرليخ إن جيش الاحتياط الإسرائيلي أصبح في الخدمة بشكل دائم، إذ يتم استدعاء الجنود مرارا وتكرارا، مما يتسبب في فقدانهم وظائفهم ومشاريعهم وتعليمهم وأن يعيش أطفالهم ظروفا أسرية غير مستقرة.

تدهور اقتصادي شامل

ويتابع أن الأوضاع الاقتصادية آخذة في التدهور، إذ لا توجد وظائف ولا تعليم ولا مشاريع بنية تحتية بسبب منع دخول العمال الفلسطينيين، كما ارتفعت النفقات الحكومية بشكل كبير وتراكمت الديون، وزادت الأسعار وغادر المستثمرون البلاد، وهاجر آلاف الشباب، مما أدى إلى حالة من الانكماش وانهيار الثقة الدولية في الاقتصاد الإسرائيلي.

وحسب تعبيره، فإن إسرائيل اليوم دولة معزولة ومنبوذة تخلى عنها حلفاؤها وتوقفت الرحلات المتوجهة إليها ولم يعد فيها سياح، مضيفا أنها أصبحت تصنف في مؤسسات الأمم المتحدة دولة ترتكب جرائم حرب ومسؤولة عن الإبادة الجماعية، وعندما يلقي رئيس وزرائها خطابا في الأمم المتحدة يغادر معظم المندوبين القاعة.

أجندة متطرفة

ويضيف الكاتب أن إسرائيل من أقصى اليمين إلى اليسار الصهيوني تعتقد أنها قادرة على العيش دون حل القضية الفلسطينية، وهذا الأمر يعكس جانبا من العقلية السائدة بين أغلبية اليهود في إسرائيل، أي ازدراء حقوق الفلسطينيين والاعتماد على الحلول العسكرية والرغبة في الانتقام وتحقيق نصر نهائي وأبدي.

لكن هذا النهج الذي تتبعه إسرائيل بحرمان الفلسطينيين من حقهم في الحياة لا يؤدي -وفقا للكاتب- إلا إلى اليأس وتعزيز روح المقاومة، وهو ما تجلى من خلال "طوفان الأقصى".

ويعتقد الكاتب أنه كان من الممكن التوصل إلى اتفاق مع حماس، وبالتالي تحرير الرهائن وإنهاء المناوشات مع حزب الله في الشمال، لكن نتنياهو اختار بدلا من ذلك توسيع الحرب في لبنان واستفزاز الإيرانيين بغطاء من حلف "الناتو" والولايات المتحدة.

ويقول إن إصلاح منظومة الحكم في إسرائيل أصبح مطلبا ملحا، لكنه غير ممكن في ظل الحرب ورغبة الحكومة الفاشية في إنهاء القضية الفلسطينية من خلال التهجير والاستيطان وإخضاع الفلسطينيين، إذ لم يتخل سموتريتش وبن غفير عن رؤيتهما، ورئيس الوزراء الفاشي يعتمد عليهما لاستمرار حكمه.

وختم إرليخ مقاله بالدعوة إلى وقف الحرب وإنهاء الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان فورا، مطالبا بالمضي في مسار الحل السلمي من خلال الاعتراف المتبادل بحل الدولتين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

هكذا أصبحت غزة بعد عام من العدوان الإسرائيلي.. كيف كانت قبل الحرب؟ (تفاعلي)

مر عام على عملية طوفان الأقصى العسكرية التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" حيث هاجمت 22 مستوطنة و11 قاعدة عسكرية بمحاذاة قطاع غزة، فقتلت وأسرت مستوطنين وجنودا إسرائيليين؛ ردا على "جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى".

الكثافة السكانية في غزة هي من الأعلى في العالم. وقبل اندلاع الحرب، كان سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، يتوزعون على مساحة 365 كلم مربعا.



حتى 13 أيلول/سبتمبر 2024، كان نحو 59 بالمئة من مباني القطاع الفلسطيني المحاصر دمّر بالكامل أو تضرّر، وذلك استنادا إلى صور أقمار اصطناعية أمريكية قام بتحليلها الباحثان كوري شير وجايمون فان دي هويك. وتعادل هذه النسبة نحو 169 ألف مبنى.

وأشار الباحثان إلى أن الجزء الأكبر من هذا الدمار وقع خلال الشهرين أو الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب.



دفعت الجامعات والمدارس في قطاع غزة التي تدير الأمم المتحدة غالبيتها، ثمنا باهظا في الحرب. ولجأ إلى هذه المؤسسات آلاف النازحين الفارّين من القصف والمعارك، إلا أنها تعرضت لضربات متكرّرة من الجيش الإسرائيلي.



وحتى السادس من تموز/يوليو، أحصت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) تضرر 477 مدرسة، أي نحو 85 بالمئة من 564 منشأة تعليمية. ومن بين المدارس المتضررة، سجّل ضرر بالغ في 133، بينما أصيب 344 بشكل مباشر.

وفي أيلول/سبتمبر، أفاد صندوق الأمم المتحدة للتعليم خلال الأزمات (Education Cannot Wait) بأن نحو 90 بالمئة من مباني المدارس في غزة تضرر أو دمّر بالكامل.


ودمّر نحو 1190 كيلومترا من شبكة الطرق بالكامل، بينما يعاني 415 كلم من ضرر بالغ و1440 كلم من ضرر متوسط، بحسب تقييم أولي من "يونوسات" بناء على بيانات حتى 18 آب/أغسطس.



وتظهر بيانات مركز الأمم المتحدة للأقمار الاصطناعية (يونوسات) وقاعدة المعلومات الجغرافية OpenStreetMap أن أكثر من 60 بالمئة من مساجد غزة تعرضت للتدمير أو لحقت بها أضرار.




هاجمت إسرائيل غالبية مستشفيات قطاع غزة أثناء الحرب. ويتهم الجيش الإسرائيلي حماس باستخدام المستشفيات لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة.

ونفّذت القوات الإسرائيلية عمليتين عسكريتين في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة الذي كان أكبر المستشفيات في القطاع قبل الحرب، في تشرين الثاني/نوفمبر وآذار/مارس.



واعتبرت منظمة الصحة العالمية أن العملية الثانية حوّلت مستشفى الشفاء إلى "هيكل فارغ" تملؤه بقايا بشرية.

وبحسب المنظمة، كان 16 مستشفى من أصل 36 في غزة، أي 44 بالمئة، لا تزال تعمل، وبشكل جزئي.







بحسب بيانات للأمم المتحدة من الأقمار الاصطناعية تعود إلى 27 آب/أغسطس، لحقت أضرار بـ68 بالمئة من مساحة الأراضي الزراعية في غزة، أي 102 كلم مربع. وبلغت هذه النسبة 78 بالمئة في شمال غزة، و57 بالمئة في رفح.


بدأ الجيش الإسرائيلي عملية برية في رفح القريبة من الحدود مع مصر في جنوب القطاع مطلع أيار/مايو الماضي. ورغم أن رفح لم تختبر مستوى الدمار نفسه الذي طال مدينة غزة، تقف المباني المتضررة والمخترقة بالرصاص والقذائف شاهدة على آثار الحرب.

وقالت منظمة العفو الدولية إن 90 بالمئة من المباني على امتداد المناطق الحدودية بين قطاع غزة وإسرائيل، والبالغة مساحتها 58 كيلومترا مربعا، تعرضت "للتدمير أو الضرر البالغ" بين تشرين الأول/أكتوبر 2023 وأيار/مايو 2024.

مقالات مشابهة

  • جوتيريش: لا يمكن التسامح مع إسرائيل بشأن إطلاق النار على مقر «يونيفيل»
  • هل يمكن إصلاح المنظمات الدولية في ظل النظام العالمي الليبرالي الأمريكي؟ (1)
  • تقرير للأمم المتحدة يتهم إسرائيل بـاستهداف المرافق الطبية في غزة وتعذيب واغتصاب الفلسطينيين في سجونها
  • انفوغرافيك.. كيف حول القصف الإسرائيلي قطاع غزة إلى أنقاض؟
  • في الذكرى الـ 60 لعيد الشرطة.. حماد: لا يمكن الحديث عن بناء وتنمية وإعمار لا يصاحبها حفاظ على أمن البلاد
  • أنقاض الحرب في غزة تكفي لملء حديقة سنترال بارك في نيويورك
  • جنرال إسرائيلي يحذر من تداعيات مدمرة على إسرائيل حال قصفها منشآت إيران النووية
  • من «سويسرا الشرق» إلى الخراب.. ما فعلته إسرائيل في لبنان (فيديو)
  • هكذا أصبحت غزة بعد عام من العدوان الإسرائيلي.. كيف كانت قبل الحرب؟ (تفاعلي)