كاتب إسرائيلي: لا يمكن بناء المستقبل على أنقاض الخراب
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
في مقال نشرته صحيفة "زو هدريخ" الإسرائيلية سرد الكاتب أفيشاي إرليخ أوجه التدهور في إسرائيل، والتي طالت كل مناحي الحياة في الداخل والعلاقات الخارجية، داعيا إلى وقف الحرب وإنهاء الاحتلال وإقرار السلام عن طريق حل الدولتين.
وقال إرليخ إن السنة الماضية كانت أسوأ سنة في تاريخ إسرائيل، معتبرا أن مستقبل البلاد يبدو غامضا، وسط ضباب حرب طويلة دون هدف واضح ودون موعد نهائي ودون تكلفة محددة.
ويضيف أن قوى أقصى اليمين الإسرائيلي بقيادة بن غفير وسموتريتش حاولت بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي استغلال الأوضاع المتوترة لتعزيز سياسات الاستيطان في غزة والضفة الغربية، مما أدى إلى تصاعد حدة التوترات في المنطقة وتفاقم الأوضاع الإنسانية، مضيفا أن نقل الثقل العسكري إلى لبنان يشتت الانتباه عن غزة وعن التزام الحكومة بإعادة الأسرى.
نهب استيطانيوأوضح أن هناك حملة واسعة من النهب الاستيطاني لأراضي المنطقة "ب" التي تخضع إداريا للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بإشراف من الجيش والشرطة، مما يمنع بشكل نهائي إمكانية إقامة دولة فلسطينية.
وحسب الكاتب، فإن شعار إعادة الأسرى الذي رفعته إسرائيل بعد هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي -وهو الهدف الأول للحرب- بدأ يتلاشى في ظل رفض الانسحاب من غزة والتركيز على ساحات أخرى، وهي لبنان وسوريا والعراق واليمن، في ظل احتمالات اندلاع مواجهة مباشرة مع إيران.
وقال إرليخ إن جيش الاحتياط الإسرائيلي أصبح في الخدمة بشكل دائم، إذ يتم استدعاء الجنود مرارا وتكرارا، مما يتسبب في فقدانهم وظائفهم ومشاريعهم وتعليمهم وأن يعيش أطفالهم ظروفا أسرية غير مستقرة.
تدهور اقتصادي شامل
ويتابع أن الأوضاع الاقتصادية آخذة في التدهور، إذ لا توجد وظائف ولا تعليم ولا مشاريع بنية تحتية بسبب منع دخول العمال الفلسطينيين، كما ارتفعت النفقات الحكومية بشكل كبير وتراكمت الديون، وزادت الأسعار وغادر المستثمرون البلاد، وهاجر آلاف الشباب، مما أدى إلى حالة من الانكماش وانهيار الثقة الدولية في الاقتصاد الإسرائيلي.
وحسب تعبيره، فإن إسرائيل اليوم دولة معزولة ومنبوذة تخلى عنها حلفاؤها وتوقفت الرحلات المتوجهة إليها ولم يعد فيها سياح، مضيفا أنها أصبحت تصنف في مؤسسات الأمم المتحدة دولة ترتكب جرائم حرب ومسؤولة عن الإبادة الجماعية، وعندما يلقي رئيس وزرائها خطابا في الأمم المتحدة يغادر معظم المندوبين القاعة.
أجندة متطرفةويضيف الكاتب أن إسرائيل من أقصى اليمين إلى اليسار الصهيوني تعتقد أنها قادرة على العيش دون حل القضية الفلسطينية، وهذا الأمر يعكس جانبا من العقلية السائدة بين أغلبية اليهود في إسرائيل، أي ازدراء حقوق الفلسطينيين والاعتماد على الحلول العسكرية والرغبة في الانتقام وتحقيق نصر نهائي وأبدي.
لكن هذا النهج الذي تتبعه إسرائيل بحرمان الفلسطينيين من حقهم في الحياة لا يؤدي -وفقا للكاتب- إلا إلى اليأس وتعزيز روح المقاومة، وهو ما تجلى من خلال "طوفان الأقصى".
ويعتقد الكاتب أنه كان من الممكن التوصل إلى اتفاق مع حماس، وبالتالي تحرير الرهائن وإنهاء المناوشات مع حزب الله في الشمال، لكن نتنياهو اختار بدلا من ذلك توسيع الحرب في لبنان واستفزاز الإيرانيين بغطاء من حلف "الناتو" والولايات المتحدة.
ويقول إن إصلاح منظومة الحكم في إسرائيل أصبح مطلبا ملحا، لكنه غير ممكن في ظل الحرب ورغبة الحكومة الفاشية في إنهاء القضية الفلسطينية من خلال التهجير والاستيطان وإخضاع الفلسطينيين، إذ لم يتخل سموتريتش وبن غفير عن رؤيتهما، ورئيس الوزراء الفاشي يعتمد عليهما لاستمرار حكمه.
وختم إرليخ مقاله بالدعوة إلى وقف الحرب وإنهاء الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان فورا، مطالبا بالمضي في مسار الحل السلمي من خلال الاعتراف المتبادل بحل الدولتين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
هل يتعاون ترامب مع مصر لإيجاد حل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي؟ كاتب يوضح
قدم الكاتب الصحفي أكرم القصاص تحليلاً حول تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي في المؤتمر الصحفي مع نظيره الكيني يوم أمس، وما تحمله من رسائل هامة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية خاصة فيما يخص موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإمكانية تعاونه مع مصر لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
دعوة الرئيس السيسي لحل فعلي للقضية الفلسطينيةأكد أكرم القصاص خلال لقاءه على القناة الأولى والفضائية المصرية أن كلمة الرئيس السيسي تضمنّت عدة رسائل هامة. أولها دعوته للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للبدء في اتخاذ خطوات فعّالة لحل القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أهمية تطبيق حل الدولتين كأساس لتحقيق سلام حقيقي في المنطقة. وأضاف القصاص أن السيسي، من خلال مواقفه، يظهر دعم مصر الثابت للقضية الفلسطينية، ويؤكد على ضرورة إيجاد حل شامل يعترف بحقوق الشعب الفلسطيني.
انتقادات لتصريحات ترامب حول التهجيرأشار القصاص إلى أن تصريحات ترامب الأخيرة بشأن التهجير المؤقت والدائم للفلسطينيين تعد خطوة بعيدة عن المنطق والعقل، مؤكداً أنها تتناقض مع أسس السلام العادل.
وأضاف أن هذا التصور يثير القلق بشأن مستقبل الفلسطينيين في ظل هذه الرؤى التي تفتقر إلى العدالة وتجاهل حقوقهم.
فشل السياسات الأمريكية في تحقيق السلاموأضاف الكاتب الصحفي أن الولايات المتحدة على مر العقود حاولت استخدام أساليب مختلفة مثل التهديدات والتلويح بوقف المساعدات في محاولة للضغط على الأطراف المعنية. لكنه أكد أن هذه السياسات لم تحقق أي تقدم ملموس في حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، بل بالعكس أدت إلى تعميق الأزمة وتفاقم الوضع.
سياسة نديّة دون خضوع للضغوطوفي هذا السياق، أشار القصاص إلى أن مصر تتعامل مع القضية الفلسطينية بندية واضحة ولا تخضع للضغوط من أي جهة كانت. فقد أثبتت مصر على مدار تاريخها الثبات في مواقفها تجاه القضية الفلسطينية، ويظهر ذلك جلياً في تحركاتها الدبلوماسية والدعوة المستمرة لوقف العدوان على غزة.
كما أضاف القصاص أن النظام الدولي، على الرغم من المحاولات العديدة للتدخل في مناطق الصراع، لم يتمكن من تحقيق نتائج ملموسة. على سبيل المثال، عجز النظام الدولي عن التدخل لوقف الحرب في أوكرانيا، وكذلك فشل في التدخل لوقف العدوان في غزة.