منذ الأول من الشهر الحالي، أعلنت إسرائيل أنها بدأت بتنفيذ ما وصفته بـ "العملية البرية المحدودة" في الجنوب اللبناني، إلا أن الجيش الإسرائيلي عاد وأعلن الأسبوع الماضي أنه دفع بمزيد من كتائبه للمشاركة في تلك العملية.
ومذاك تشهد الحدود كرا وفرا، بين محاولات التوغل الإسرائيلية والاشتباكات مع حزب الله، فيما أفاد العديد من المراقبين الإسرائيليين أن الاهتمام العسكري منصب الآن على الجبهة اللبنانية، وفق يديعوت أحرونوت.
على الرغم من أنهم يشددون على أن العملية "محددة" ومحصورة الأهداف بالتالي، لافتين إلى أن القوات الإسرائيلية لا تزال قريبة نسبيًا من "الخط الأزرق"، الذي رسمته الأمم المتحدة والذي يفصل بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي.
في حين لا تتوفر صور الأقمار الصناعية العالية الدقة للكشف عن التقدم الإسرائيلي على تلك الحدود التي يبلغ طولها 100 كيلومتر، وفق ما أفادت فاينانشيل تايمز. لكن بعض المشاهد والصور من بلدة مارون الراس كانت أظهرت الدبابات الإسرائيلية على مسافة داخل الحدود اللبنانية. دفع حزب الله يأتي كل ذلك، وسط تأكيد إسرائيل على لسان عدد من مسؤوليها أنها أحد أهداف عمليتها هذه دفع حزب الله خلف نهر الليطاني، الذي يمتد حتى مسافة 30 كيلومتراً شمال الخط الأزرق، على النحو المنصوص عليه في قرار الأمم المتحدة رقم 1701، الذي صدر في نهاية حرب تموز عام 2006 ولم ينفذه أي من الطرفين.
إذ تنوي إسرائيل خلق ما يشبه منطقة عازلة تمتد لنحو 10 كلم على الحدود خالية من حزب الله، بل ربما من السكان أيضا. إلى ذلك، قال مسؤول غربي "أعتقد أن الإسرائيليين يريدون إلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بحزب الله وتطهير أكبر قدر ممكن من المناطق بين الحدود ونهر الليطاني، لكن خطتهم بعد ذلك غير واضحة".
جنوب الليطاني في حين رأى ياكوف أميدرور، مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وزميل المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي في واشنطن، أن كيفية تبلور وتطور الهجوم البري ستكون مسألة سياسية وعسكرية.
لكنه قال إن "المنطق العسكري للعملية سيكون تطويق وتدمير أي تواجد لحزب الله جنوب الليطاني، ومن ثم منعه من العودة".
وتساءل: "هل يمكن لإسرائيل تحقيق ذلك في الظروف الحالية، حيث لديها مشاكل على جبهات أخرى؟ ماذا سيكون رد الفعل بالداخل الإسرائيلي على حرب أطول؟ وماذا سيكون رد الفعل في مختلف أنحاء العالم عندما يصبح من الواضح أن إسرائيل تمضي قدماً في خطتها لسحق حزب الله، على الأقل في الجنوب؟".
في المقابل، رأى شلومو موفاز، مسؤول المخابرات السابق في الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الإسرائيلي لا يزال يهدف إلى إضعاف حزب الله وليس القضاء عليه، ومن ثم التوصل إلى اتفاق سياسي - يدعمه لاعبون دوليون مثل الولايات المتحدة وفرنسا - يضمن عدم عودة الجماعة المسلحة إلى جنوب لبنان. لكنه أضاف أن الحملات الإسرائيلية السابقة أظهرت أن هذا الهدف يمكن أن يتغير. وأضاف: "في الوقت الحالي، عملية إسرائيل في لبنان محدودة". لكنه أردف قائلا: "في لبنان، أنت تعرف أين ومتى تبدأ، لكنك لا تعرف أبدًا متى وأين ستنتهي".
وكان نتنياهو هدد قبل أيام اللبنانيين بنموذج غزة، دافعاً إياهم للاختيار بين الحرب أو نبذ حزب الله.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
استمرار خروقات جيش الاحتلال الإسرائيلي في لبنان.. غارات تستهدف مقرات حزب الله
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي انتهاك الأراضي اللبنانية، عبر خرق هدنة وقف إطلاق النار مع «حزب الله»، الذي تم التوصل إليه في 27 نوفمبر من العام الماضي 2024، لمدة شهرين، لانسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي، وانتهى الاتفاق يوم الأحد الماضي، فيما تم تمديده حتى 18 فبراير المقبل.
اتفاق وقف إطلاق النار بين جيش الاحتلال الإسرائيلي و«حزب الله»اتفاق وقف إطلاق النار بين جيش الاحتلال الإسرائيلي، و«حزب الله» شهد خروقات من جانب إسرائيل، كان آخرها عن قصف عدد من الأهداف التابعة للحزب في منطقة البقاع شرقي لبنان.
الوكالة الوطنية للأعلام اللبنانية الرسمية، قالت إن طائرات الاحتلال الإسرائيلي الحربية، شنت غارتين على منطقة وادي خالد في وقت متأخر ليلًا وفجرًا، استهدفت الأولى شاحنة محملة بطاريات وخردة في منطقة الواويات والثانية معبر «جب الورد» في خراج بلدة حنيد، كما شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، فجر اليوم، غارات على السلسلة الشرقية في البقاع.
اعتراف إسرائيلي بقصف منطقة البقاعاعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق من اليوم بقصف عدد من الأهداف التابعة لـ«حزب الله» في منطقة البقاع شرقي لبنان، وأوضح في بيان إن طائراته المقاتلة شنت غارات، خلال الليلة الماضية، على عدد من الأهداف التابعة للحزب في منطقة البقاع بلبنان، وفق لما ذكرته وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية.
جيش الاحتلال: استهداف بنى تحتية لعبور الحدود السورية اللبنانيةزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن من بين الأهداف التي تم استهدافها موقع عسكري يضم بنى تحتية تحت الأرض لتطوير وإنتاج وسائل قتالية، بالإضافة إلى بنى تحتية لعبور الحدود السورية اللبنانية يستخدمه «الحزب» لمحاولة تهريب الأسلحة إليها.