ما مفهوم البركة بمعناها المتعارف عليه في الإسلام.. كيف تحل ومتى تذهب؟
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
هل يوجد مفهوم البركة بمعناها المتعارف عليه في الإسلام؟، سؤال نجيب عنه بموجب ما ذكره الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن البركة تحل برضا الله - تعالى-، الذي لابد منه في حياة كل إنسان، حتى لو كان مشواره طويلًا، وتذهب بغضب الله.
هل يوجد مفهوم البركة بمعناها المتعارف عليه في الإسلام؟وأضاف « جمعة» في إجابته عن سؤال: « كيف تحل البركة ومتي تذهب؟» عبر فيديو على صفحته الرسمية بموقع « فيسبوك» أنه لذلك كان من دعاء الصالحين: «اللهم انقلنا من دائرة غضبك إلى دائرة رضاك»، يعني: بارك لنا في أمرنا هذا.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن البركة قد تكون في الزمان أو المكان أو الأشخاص أو الأحوال و الأفعال، لافتًا: وبركة الزمان كما في قوله- تعالى-: «.. الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ»( سورة الإسراء: الآية 1)، وهذا للأنبياء وأصحاب القلوب الضارعة لله - سبحانه وتعالى- لهذا كان هذا المكان مسرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ومجلي الفتوحات الربانية لما فيه من البركة والسكينة والأمن والأمان والطمأنينة.
ونبه المفتي السابق: وهذا من كثرة الذكر، قال - تعالى-: «فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ..»، ( سورة آل عمرآن: الآية 97)، وقال - سبحانه-: « .. وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ»، ( سورة الحج: الآية 26)، ويقول - عز وجل-: « الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ»، ( سورة الرعد: الآية 28)، فذرات الهواء مشبعة بذكر الله، لذا لزم علينا أن نتمسك بالذكر والفكر.
وواصل: فكل هذا المعاني من الذكر والعبادة والتلاوة تجلب البركة، والبركة في الزمان تظهر في قول أهل الله: " طوى له المكان وبسط له الزمان، وذلك مثلا يتضح في أن الطريق إلي الجامعة أو الشغل يأخد 50 دقيقة، فاعمل حسابي في ساعة، فالاقيني وصلت في تلت ساع، فهذه بركة في الزمان، وهي على قدر الأعمال من حصول الإنجاز وعدمه.
وفي سياق متصل، أفاد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن هناك اعتقادًا خاطئًا لدى بعض الناس حول مفهوم البركة في الرزق حيث يتصور البعض أن من ينفق جنيها يخلف عليه الله باثنين فهذا صحيح ولكن قد يخلف الله على صاحب المال بشئ آخر وهو البركة أي تجد القليل من المال يكفي احتياجاته واحتياجات أسرته، فلا يضطر الى الاستدانة.
وأبان « عثمان» خلال البث المباشر على صفحة دار الإفتاء للإجابة عن أسئلة الجمهور قائلا: فقد يخلف الله عليك في الصحة فتجد بدنك سليما ولا تمرض وولدك لا يحتاج الى علاج ومتفوق في دراسته ومنزلك به الخير الكثير ، أو يبعد الله عنك شرا كان سيحدث لك فيكلفك الكثير.
أسباب تمنع الرزقهناك أسباب تمنع الرزق وتضيقه عليك، فقد ذكر أهل العلم عشرة أسبابٍ تحجب الرزقَ عن العبد، أو تمحق البركة منه، وفيما يأتي بيان البعض منها:
1. تواكل العبد وعدم أخذه بأسباب الرزق والعمل لتحصيله.
2. إتيان المعاصي والمحرّمات؛ وهي من أعظم أسباب حجب الرزق عن العباد.
3. كفر النعم وازدراء ما رزق الله -تعالى- من عطايا.
4.البخل وعدم حب الإنفاق والعطاء في سبيل الله تعالى.
5. التهاون في بعض الأعمال التي تُوصف بأنّها شركٌ
6. التقاعس عن إخراج مال الزكاة، فإنّ ذلك حجابٌ للغيث على الناس.
7. تناسي فضل الله، ونسب الأفضال والعطايا إلى غيره من البشر.
8. ترك بعض الواجبات والفرائض.
9.تساهل العبد في أكل المال الحرام؛ فإنّ المال الحرام غالبًا ما تُمحق منه البركة، ولا تحل إلا بالطيب الحلال من الرزق.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البركة الدكتور علي جمعة سورة الإسراء أسباب تمنع الرزق
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: إذا فاتتك ليلة النصف من شعبان فعليك بهذ الوقت كل يوم
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن ليلة النصف من شعبان مرت سريعًا بما فيه من نفحات جليلة وفيوضات غزيرة، فيا سعد من اغتنمها.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه لا يظن المسلم أنه ما دامت ليلة النصف من شعبان قد انقضت ، فقد أُغلِق باب الرحمات والمغفرة ، بل إن بابهما مفتوح إلى يوم الدين، ومن أراد أن ينهل منها ، فعليه بجزء الليل الأخير ، فإنه وقت تنزل الرحمات من الله، وذلك في كل ليلة ، لا تختص به ليلة دون ليلة أخرى. قال رسول الله ﷺ: «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير ، يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له» (صحيح البخاري).
من أجل ذلك ، كان على المسلم أن يحرص في هذه الأيام على إصلاح ذات بينه، وعلى جمع كلمته مع أخيه قبل دخول شهر رمضان، حتى إذا جاء رمضان ، وجد نفسه قد صفت وخلت من البغضاء والتحاسد والشحناء ، فيغفر الله له ما تقدم من ذنبه.
والمسلم مأمور دائمًا وأبدًا بإصلاح ذات بينه مع الناس عامةً ، قال تعالى: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا. كما هو مأمور أيضًا بإصلاح ذات بينه مع المؤمنين، قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) .
وقد بيَّن النبي ﷺ الفضل العظيم والنفع العميم المترتب على إصلاح ذات البين، فقال: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة»، قالوا : بلي، قال: «صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة».
وبعد أن ذكر الإمام الترمذي هذا الحديث قال: ويُروى عن النبي ﷺ أنه قال: «هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين» (سنن الترمذي). فجعل النبي ﷺ أجر الإصلاح بين الناس أعلى وأفضل من عبادات تعد ركنًا أصيلًا في الإسلام; ليستنفر همة المسلم ، فيحرص على الإصلاح في المجتمع، مما يجعله مجتمعًا صالحًا ، تتحقق فيه وحدة الصف وسلامة الهدف.
ولا يخفى أننا أحوج ما نكون في هذه الأيام إلى التأكيد على قيمة رفع التشاحن والسعي لإصلاح ذات البين، لنستقبل رمضان بنفوس صافية ، وروح عالية ، وأعمال متقبلة. فلا تفوتنك هذه النفحات ، أيها المسلم الحريص على رضا ربه، وأصلح ذات بينك حتى يقبلك الله تعالى.
فاللهم أصلح ذات بيننا ، ووفقنا إلى ما تحب وترضى.