أهوار العراق: صراع البقاء في وجه التغير المناخي
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
11 أكتوبر، 2024
بغداد/المسلة: تتجلى أزمة شح المياه والجفاف في مناطق الأهوار في جنوب العراق كتهديد حقيقي للحياة الطبيعية والنظام البيئي، إذ تعتبر الأهوار مصدرًا حيويًا للرزق لسكانها، الذين يعتمدون على الصيد والزراعة وتربية المواشي.
لكن التغيرات المناخية والاحترار العالمي أدت إلى انخفاض نسبة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، مما يزيد من تفاقم الأوضاع في هذه المنطقة الحساسة.
تعتبر السياسات المائية المتبعة في الدول المجاورة عاملًا رئيسيًا في تقليص تدفق الأنهار التي تغذي الأهوار، مثل دجلة والفرات، مما يؤثر سلبًا على البيئة المحلية.
إضافةً إلى ذلك، فإن سوء إدارة الموارد المائية داخل العراق أسهم بشكل كبير في تعقيد الأزمة الحالية.
نتيجةً لهذه الظروف القاسية، اضطر العديد من سكان الأهوار إلى ترك قراهم والهجرة إلى المدن المجاورة بحثًا عن فرص عمل، مما يهدد بنقص كبير في أعداد الطيور والأسماك والنباتات المائية.
يتحدث “علي” أحد سكان الأهوار، قائلًا: “لقد اعتدنا على الحياة هنا، ولكن الآن، لم يعد بإمكاننا البقاء. المياه شحيحة، وصيد الأسماك أصبح خطرًا.”
أما “فاطمة”، وهي مربية مواشي، فتقول: “نواجه مخاوف حقيقية من خطر الجفاف وتأثيره على حياتنا اليومية. إذا استمر الوضع على ما هو عليه، سنفقد كل شيء.”
وبدوره، يشير “أحمد”، صياد محلي، إلى أن “شح المياه أدى إلى زيادة نسب التلوث في المياه، مما جعل الصيد أكثر صعوبة.”
من أجل مواجهة هذه التحديات، يتطلب الأمر تجهيز مناطق الأهوار بالكهرباء وزيادة الإطلاقات المائية.
و وفقًا لتقارير أممية، يتصدر العراق دول المنطقة المتأثرة بالتغيرات المناخية، مما يستدعي تحركًا عاجلًا من الحكومة والمجتمع الدولي.
و أشار ديفيد هاردن، المدير السابق في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، إلى أهمية الدعم المالي الذي قدمته الوكالة لمواجهة التصحر والجفاف في العراق، مشددًا على أن هذه الجهود تحتاج إلى تعزيز واستدامة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
البابا فرنسيس: لقائي بالمرجع السيستاني مؤشر هام بالنسبة للعالم
29 يناير، 2025
بغداد/المسلة: صدر كتاب جديد للمتحدث بلسان الكنيسة الكاثوليكية الألمانية والمستشار لدى الدائرة الفاتيكانية للاتصالات، الصحفي واللاهوتي ماتياس كوب بعنوان “الإرث المسيحي في العراق”.
المجلد الذي صدر باللغة الألمانية يقوم بجولة أفق على تاريخ المسيحية في بلاد الرافدين، مع تسليط الضوء على زيارة البابا فرنسيس التاريخية إلى البلد العربي في العام ٢٠٢١، وعلى النشاط الدبلوماسي للكرسي الرسولي هناك.
يتضمن الكتاب توطئة بقلم البابا فرنسيس، كتبها باللغة الإيطالية وتُرجمت إلى اللغة الألمانية من أجل القرّاء.
وكتب الحبر الأعظم أنه يتذكر بامتنان زيارته الرسولية إلى العراق التي قام بها عام ٢٠٢١ على الرغم من الجائحة والشكوك بشأن الأوضاع الأمنية، موضحا أنه شاء هذه الزيارة ليعبر عن محبته وتضامنه مع المسيحيين ومع جميع الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة. وقال إن هؤلاء الأشخاص لديهم مكانة ثابتة في قلبه وصلواته.
وتابع، أنه”على الرغم من الصعوبات الكثيرة التي يواجهها العراق فهو ينظر إلى البلاد بأمل ورجاء كبيرين، نظرا للمقومات الهائلة التي تتمتع بها. وهذه الموارد هي في المقام الأول المواطنون العراقيون المدعوون إلى المشاركة في عملية إعادة إعمار المجتمع المدني، وتعزيز الديمقراطية والالتزام لصالح حوار صادق وواقعي بين الأديان. ومن هذا المنطلق – أكد الحبر الأعظم – اكتسبت أهمية كبيرة الزيارة التي قام بها إلى المرجع الديني الإعلى السيد علي السيستاني”.
وأشار إلى، أن”هذا اللقاء الذي تم في النجف شكل مؤشرا هاماً بالنسبة للعالم كله، إلا وهو أن العنف باسم الدين هو انتهاك للدين نفسه”. وأضاف فرنسيس أن للأديان واجباً تجاه السلام، وعليها أن تعيش هذا السلام وأن تعلمه وتنقله للآخرين.
واستطرد قائلا، إنه”يفكر أيضا بزيارته إلى مدينة أور، جنوب العراق، حيث التقى بممثلين عن مختلف الديانات تحاوروا وصلوا معاً تحت النجوم نفسها الذي نظر إليها أبونا إبراهيم منذ آلاف السنين عندما رفع عينيه نحو السماء”.
بعدها توقف البابا فرنسيس عند الإرث الغني لتاريخ المسيحية في العراق الذي يعود لألفي سنة خلت. وقال إنه”يفكر بالمدارس اللاهوتية المسيحية في بلاد ما بين النهرين، وبالتعايش السلمي القائم منذ مئات السنين وسط المسيحيين والمسلمين بين نهري دجلة والفرات”.
وأشار إلى، أنه”يفكر أيضا بتنوع الطقوس الكاثوليكية في المنطقة، وبالصراع الذي كان قائماً بين المذاهب المسيحية وبزمن الاضطهادات مع بداية القرن العشرين، وبعمليات الثأر السياسي، وباستمرار الحضور المسيحي لغاية يومنا هذا”.
وفي سياق حديثه عن كتاب ماتياس كوب كتب البابا أن هذا الإرث وهذا التاريخ يطّلع عليهما القارئ ضمن سياق الدراسات الدينية، التي تأخذ في عين الاعتبار كماً هائلا من الأعمال الأدبية، وأضاف أن المؤلف كرس قسطاً هاماً من الكتاب لتسليط الضوء على الالتزام الكنسي في العراق وعلى نشاط الكرسي الرسولي مع ممثليه الدبلوماسيين، الذي يعكس اهتمام الأحبار الأعظمين بالعراق وبالمسيحيين المقيمين هناك.
وأشار البابا إلى أن المجلد يقدم صورة عن البلاد، هي بمثابة فسيفساء، تشجع المسيحيين في العراق على الاهتمام أكثر بتاريخهم الغني، والحفاظ على إرثهم حيا، من أجل مستقبل مهدد بسبب الهجرة وانعدام الاستقرار السياسي.
في ختام توطئة الكتاب أكد الحبر الأعظم، أنه”لا يمكن أن نتصور العراق بدون مسيحييه، لأنهم يساهمون – بالتعاون مع باقي المؤمنين – في صنع الهوية المميزة لهذا البلد الذي، ومنذ القرون الأولى، يشكل فسحة للتعايش والتسامح والقبول المتبادل. وأمل أن يُظهر العراق والعراقيون للشرق الأوسط وللعالم كله أن العيش معاً بسلام ممكن على الرغم من كل الاختلافات”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts