لماذا يتعين على إسرائيل استهداف الحرس الثوري الإيراني؟
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
تواصل إسرائيل استعداداتها للخطوة التالية على سلم التصعيد الانتقامي مع إيران، ولكن هناك أسباب وجيهة تدفع لعدم توجيه ضربة للبرنامج النووي الإيراني أو البنية الأساسية الحيوية للطاقة، والتركيز بدلاً من ذلك على الأصول العسكرية المرتبطة بالحرس الثوري.
تستمر العقوبات في إضعاف الاقتصاد
وأفادت وكالة "بلومبرغ" أن مثل هذا الهجوم يستحق الدعم.
ويشار إلى أن الحرس الثوري الإيراني ليس الجيش الإيراني. إنه مجموعة موازية مفضلة من القوات المسلحة وأجهزة الاستخبارات التي تعمل كحرس قوامه حوالي 180 ألف فرد للمرشد الأعلى علي خامنئي. وساعدت العقوبات في زيادة حصته في الاقتصاد إلى ما بين الثلث والثلثين. إنه ينتج النفط ويهربه، ويدعم القمع المحلي، ويروّج للثورة الإسلامية عام 1979 في جميع أنحاء بلاد الشام.
Iran's Revolutionary Guard has been gunning for Israel and destabilizing the region. It's the right target for a proportionate strike, @MarcChampion1 writes https://t.co/lK9bOG7lAO via @opinion
— Bloomberg (@business) October 10, 2024
ولفتت الوكالة إلى أن هذه المؤسسة المترامية الأطراف لها مصالح متعددة، لذا فهي ليست كتلة واحدة. ومع ذلك، إذا نظرنا إليها ككل، فإن أعضاءها خضعوا لغسل دماغ بشكل كبير، وأغلب الإيرانيين لا يبالون إلا بهتافات النظام "الموت لأمريكا! الموت لإسرائيل!". والحرس الثوري الإيراني يعني ما يقول.
وذكرت الوكالة أن "فيلق القدس" النخبوي التابع للحرس الثوري رعى حزب الله حتى تحول إلى ميليشيا مسلحة بالصواريخ. كما سلح ومول حماس، وزود الحوثيين في اليمن بالصواريخ والتكنولوجيا اللازمة لمضايقة الشحن التجاري في البحر الأحمر، وشن هجمات عرضية على إسرائيل.
كذلك، زود الحرس الثوري الإيراني الميليشيات الشيعية في العراق بالقنابل المزروعة على جوانب الطرق لقتل أفراد الخدمة الأمريكية، فضلاً عن الأسلحة والخبرة لمحاربة "داعش" الإرهابي.
كان العديد من الإيرانيين، حتى أولئك الذين عارضوا النظام، يقبلون الدور الخارجي للحرس الثوري الإيراني. وكان قائد فيلق القدس الراحل قاسم سليماني يُظهِر في استطلاعات الرأي بشكل روتيني باعتباره الشخصية السياسية الأكثر شعبية في البلاد، حتى اغتياله في يناير(كانون الثاني) 2020. وكان الاتفاق غير المعلن هو أن الحرس الثوري الإيراني سيضمن ألا تضطر إيران مرة أخرى إلى خوض حرب مدمرة بين الدول مثل تلك التي خاضتها مع العراق في ثمانينيات القرن العشرين، والتي أسفرت عن مقتل مئات الآلاف من الإيرانيين. وفي الواقع، عمل سليماني على تحديث هذا العقد الاجتماعي من خلال مواجهة أعداء مثل "داعش" خارج إيران حتى لا يضطروا إلى خوض معارك في الداخل.
Iran's Revolutionary Guard has been gunning for Israel and destabilizing the region. It's the right target for a proportionate strike, @MarcChampion1 writes https://t.co/uIdBJJm5m3
— Bloomberg Opinion (@opinion) October 10, 2024
ولكن هذا الترتيب بدأ ينهار مع موافقة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب على قتل سليماني في غارة بطائرة بدون طيار. ورغم سعادة الإيرانيين برؤية فيلق القدس يعمل مع الميليشيات الشيعية لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، إلا أنهم كانوا أقل حماسة لهوس الحرس الثوري الإيراني بمهاجمة (واستفزاز) إسرائيل والولايات المتحدة، أو بناء نوع من الإمبراطورية الشيعية. وفي رأي الكاتب مارك تشامبيون أن سكان إيران يبقون من بين الأقل معاداة لإسرائيل وأمريكا في الشرق الأوسط.
وينقل عن سعيد جولكار، المتخصص في شؤون المنطقة والأستاذ المساعد للعلوم السياسية في جامعة تينيسي قوله: "عندما تتحدث إلى مسلمين آخرين، يقولون: ما الخطأ في الإيرانيين؟ لا أراهم يحتجون ضد إسرائيل. لماذا لا يذهبون إلى المسجد.. إذا كنت سياسيا إسرائيلياً، فإن الضربة الآن هي فرصة، وهذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي القيام به. ولكن بصفتي إيرانياً، فأنا قلق على الإيرانيين. وآمل حقا أن تكون أي أضرار جانبية ضئيلة للغاية".
وتزايد الإحباط الشعبي من أنشطة الحرس الثوري الإيراني على مدى السنوات القليلة الماضية، وخاصة مع عودة النظام إلى فترة من القمع المحلي الشديد، مما أدى إلى احتجاجات "حرية حياة امرأة" في عام 2022، ولعب الحرس ووحدات الباسيج التطوعية دورًا محوريًا في الرد الوحشي للدولة، مما أسفر عن مقتل المئات.
في الوقت نفسه، تستمر العقوبات في إضعاف الاقتصاد. وانخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى النصف تقريبًا في عقد من الزمان، من حيث القيمة الدولارية الخام، إلى 4503 دولارات في نهاية عام 2023 من ذروة بلغت 8329 دولارًا في عام 2012، وفقًا للبنك الدولي. إن التهديد بأن مغامرات الحرس الثوري الإيراني قد تشعل الآن حربًا واسعة النطاق تضرب في الداخل يجعل الأمور أسوأ. وارتفعت مشتريات الذهب، وفر المزيد من المستثمرين من سوق الأسهم الضعيفة بالفعل، وانخفض سعر الصرف في الشارع للريال، عملة البلاد، بشكل حاد.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل عام على حرب غزة إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الحرس الثوری الإیرانی
إقرأ أيضاً:
قائد الحرس الثوري: الحوثيون يقررون عملياتهم بأنفسهم وسنرد بحسم على أي تهديد
قال قائد الحرس الثوري الإيراني٫ إن الحوثيون يتخذون قراراتهم العملياتية بشكل مستقل وإذا تم تهديدنا من أي جهة فسيكون ردنا حاسما ومصيريا٫ وذلك وفقا لما أفادت به قناة القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن بدء ضربات جوية تستهدف مواقع تابعة لجماعة الحوثيين في اليمن، في تطور لافت في الصراع اليمني.
وتأتي هذه الخطوة، في إطار جهود الولايات المتحدة لتعزيز الأمن الإقليمي وحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
ووفقًا لبيان صادر عن القيادة المركزية الأمريكية، استهدفت الضربات الجوية، منشآت تستخدمها جماعة الحوثي؛ لشن هجمات على السفن التجارية.
وشملت الأهداف مراكز قيادة وسيطرة، أنظمة صواريخ، مرافق تشغيل الطائرات المُسيّرة، رادارات، ومروحيات، بالإضافة إلى عدة مرافق تخزين تحت الأرض.
وتهدف هذه العمليات إلى إضعاف قدرات الحوثيين على مواصلة هجماتهم المتهورة وغير القانونية.
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن الضربات تهدف إلى تعطيل وتقليص قدرات جماعة الحوثي المدعومة من إيران على شن هجماتها المزعزعة للاستقرار ضد السفن الأمريكية والدولية التي تعبر البحر الأحمر.
يُذكر أن الولايات المتحدة قد شكلت تحالفًا بحريًا متعدد الجنسيات في المنطقة؛ ردًا على الهجمات التي ينفذها الحوثيون منذ أشهر قبالة سواحل اليمن، والتي تعطل حركة الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، وهما طريقان حيويان للتجارة الدولية.
وتُبرز هذه الأحداث تعقيد المشهد اليمني، وتداخل المصالح الإقليمية والدولية فيه، مما يستدعي جهودًا دبلوماسية مكثفة للوصول إلى حلول تُنهي الصراع المستمر وتحقق الاستقرار في المنطقة.