في ظل التصعيد المتزايد في قطاع غزة والتطورات الإقليمية الأخيرة، يعود ملف حماية زعيم حركة حماس، يحيى السنوار، إلى الواجهة من جديد. ومع اندلاع الحرب في لبنان واغتيال عدد من القادة، تزداد التوقعات حول مصير السنوار ومكان اختبائه.. تصريحات مسؤولين أميركيين تؤكد أنه لا يزال على قيد الحياة، بينما تتعقد المفاوضات المتعلقة بإطلاق الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس.

في هذا السياق، تبرز تساؤلات حول مستقبل الحرب في غزة وما قد يحدث إذا تم التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الأسرى.

مطالب حماس من أجل الهدنة

ووفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، رجّح مسؤول أمريكي رفيع أن يحيى السنوار ما زال مختبئًا داخل أحد أنفاق قطاع غزة، محاطًا بالأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس. وأكد بريت ماكغورك، مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، أن هذه المعلومات تعد الأكثر تفصيلًا منذ أسابيع حول وضع زعيم حماس. وأضاف أن الولايات المتحدة تعتقد أن السنوار لا يزال حيًا ويقود العمليات في القطاع من داخل نفق تحت الأرض.

وخلال مكالمة هاتفية أجراها البيت الأبيض مع عدد من الحاخامات الأميركيين بمناسبة عيد الأضحى، أكد ماكغورك أن السنوار لا يزال صانع القرار الرئيسي في قطاع غزة. وأشار إلى أن الولايات المتحدة تعتقد أن الحرب يمكن أن تنتهي إذا وافق السنوار على إطلاق سراح 101 من الأسرى المتبقين المحتجزين لدى حماس.

وفي الأيام الأخيرة، وردت أنباء عن استئناف السنوار الاتصال بمسؤولي حماس خارج غزة، بعد فترة انقطاع استمرت لأكثر من شهر. وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، تم التواصل عبر رسائل خطية، في ظل الظروف الأمنية المشددة. وفي وقت سابق، ذكرت تقارير أن السنوار أمر بتجديد الهجمات في إسرائيل، بالتزامن مع اغتيال قادة آخرين في الحركة.

وفي سياق المفاوضات المتوقفة منذ أسابيع، كشف مسؤولون في حكومة بنيامين نتنياهو أنهم يدرسون صفقة تشمل إطلاق سراح الأسرى والسماح بخروج السنوار من غزة. وبحسب صحيفة "هآرتس"، فإن الوجهة المقترحة هي السودان. لكن الحكومة السودانية نفت أي علاقة بهذا الاتفاق، معتبرة التقرير الإسرائيلي مسيئًا.

ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر الماضي، لم يُعرف مكان السنوار بالتحديد، وسط ترجيحات إسرائيلية بأنه ما زال مختبئًا تحت أحد الأنفاق في مدينة رفح جنوب القطاع. كما أكد مسؤولون أميركيون أن السنوار أصبح أكثر تشددًا في مواقفه خلال الأسابيع الأخيرة، في ظل استمرار الحرب وعدم وجود أي بوادر لإجراء محادثات سلام.

قال أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، الدكتور جهاد أبولحية، لـ “صدى البلد”، إن مطالب حركة حماس للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار ليست جديدة، وتتماشى تمامًا مع قرارات مجلس الأمن والإجماع الدولي. 

وتشمل هذه المطالب انسحاب إسرائيل الكامل من قطاع غزة، بما في ذلك محور فيلادلفيا ومعبر رفح، بالإضافة إلى محور نتساريم الذي يفصل شمال غزة عن جنوبها. كما تشمل المطالب الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين مقابل المحتجزين الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية، وإعادة إعمار القطاع.

وأكد أبولحية أن هذه المطالب واقعية وتتناسب مع ما يدعو إليه المجتمع الدولي، الذي يعارض رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في إعادة احتلال القطاع والسيطرة عليه بالقوة.

وأشار أبولحية إلى أن إسرائيل لا تملك خيارًا سوى التواصل مع السنوار عبر الوسطاء، كونه الشخص المحوري في عملية التفاوض بشأن اتفاق وقف إطلاق النار، ويعتبر القائد الرئيسي في قطاع غزة والمسؤول عن قيادة عمليات المقاومة. وأكد أن التواصل مع السنوار ليس رفاهية بل ضرورة حتمية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة حماس الهدنة السنوار يحيى السنوار لبنان إسرائيل فی قطاع غزة أن السنوار

إقرأ أيضاً:

جهود مصرية لتوحيد الصف الفلسطينى لإجهاض «التهجير»

غداً: اجتماعات «فتح» و«حماس» بالقاهرة لترتيب اليوم التالى فى غزة

تواصل مصر جهودها لإجهاض المخططات الصهيونية بتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه وضياع حقوقه، فيما دخلت حرب الإبادة الجماعية فى قطاع غزة عامها الثانى بمئات الآلاف من الشهداء والمصابين والمفقودين مع توسع الحرب فى المنطقة بتوغل إسرائيل فى الجنوب اللبنانى وسط معارك دامية مع حزب الله.
ويلتقى وفدان من حركتى فتح وحماس، اليوم، فى القاهرة لبحث ترتيب البيت الفلسطينى، ومناقشة ملف المصالحة المتعثرة، وإغاثة القطاع فى ظل الأوضاع الكارثية واستمرار الحرب، فى وقت أعلنت فيه الحكومة الفلسطينية عن تشكيل فريق وطنى، لإعادة إعمار القطاع.
ويرأس وفد حركة فتح، نائب رئيس الحركة «محمود العالول»، ويضم فى عضويته كلاً من «عزام الأحمد وروحى فتوح» عضوى اللجنة المركزية للحركة.
ويمثل حركة حماس «خليل الحية»، نائب رئيس المكتب السياسى للحركة فى قطاع غزة، ويضم «حسام بدران» عضو المكتب السياسى وقيادات أخرى.
وسيكون على جدول الأعمال ملف إدارة القطاع بما فى ذلك الإشراف على المعابر وتدبير أمور النازحين، وبحث المستلزمات الضرورية لنجدتهم، فى ظل اقتراب فصل الشتاء. وسبل عودة السلطة الفلسطينية لحكم القطاع.
وتحظى اللقاءات بين الحركتين باهتمام مصرى، لإيجاد حلول واقعية تنهى الخلافات بين الحركتين. وتستند الاجتماعات إلى أخرى سابقة فى القاهرة خلال فترة الحرب، وكذلك اجتماع حماس مع باقى الفصائل فى الصين مؤخراً، وأكدت مصادر مقربة أن نجاح لقاءات الحركتين فى القاهرة، سيبنى عليه عقد لقاء موسع لكل الفصائل الفلسطينية، التى كانت قد شاركت فى التوقيع على اتفاق المصالحة بالرعاية المصرية عام 2011.
وكان من المفترض أن يعقد هذا اللقاء الأسبوع الماضى، وأجل لأسباب لم يكشف عنها فى ذلك الوقت.
أوضحت المصادر أن الاجتماعات ستتطرق إلى توحيد الموقف الفلسطينى فى ظل الحرب التى يشنها الاحتلال على قطاع غزة. كما سيجرى التركيز على الأوضاع الصعبة التى يعيشها الفلسطينيون بسبب الحرب المستمرة.
وترفض إسرائيل عودة الشكل الذى كانت تدار فيه معابر غزة قبل الحرب وبقاء حركة حماس كجهة تدير قطاع غزة.
وكان «عزت الرشق» عضو المكتب السياسى لحماس أعلن رفض الحركة لفكرة إبعاد حماس أو قادتها من غزة، وقال إن ذلك حلم ووهم إسرائيلى لن يتحقق.
وأعلن رئيس الوزراء الفلسطينى محمد مصطفى تشكيل الفريق الوطنى لإعادة إعمار قطاع غزة، بقيادة وزارة التخطيط، وبمشاركة الوزارات ذات العلاقة.
وأوضح خلال اجتماع حكومته الأسبوعى فى رام الله، أن الفريق الوطنى سيقوم بالتحضير لإعادة الخدمات الرئيسية لمواطنيه فى غزة، ووضع خطط لإعادة البنية التحتية، بما فيها المساكن المناسبة، وإطلاق برنامج الإنعاش الاقتصادى.
وواصلت تل أبيب حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى فى غزة بسلسلة مجازر وعزل جباليا عن شمال القطاع ما أسفر عن ارتقاء وإصابة عشرات المئات من المدنيين.
وأعلنت قوات الاحتلال فى بيان رسمى بدء الفرقة 146 بتنفيذ ما وصفتها بأنها عمليات برية محدودة ضد أهداف وبنى تحتية لحزب الله فى القطاع الغربى لجنوب لبنان.
وأكد «نعيم قاسم» نائب الأمين العام لحزب الله أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أعلن مراراً أنه يريد الشرق الأوسط الجديد، معتبراً أن إسرائيل تريد إخضاع كل المحيط ودول المنطقة وشعوبها لسياساتها مشدداً على أن الجميع مستهدف وليس لبنان فقط.
وأكد «قاسم» أن العدو الإسرائيلى وسع عدوانه على لبنان مستغلاً الدعم الأمريكى اللامحدود، ومن دونه لتوقف العدوان خلال شهر. وقال فى كلمة متلفزة إن عملية طوفان الأقصى هى حدث غير عادى وبداية تغيير الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية وقسم من أوروبا شركاء فى كل ما حصل ويحصل من جرائم العدو الإسرائيلى، ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن مصادر عسكرية، أن وحدة التخطيط بالقوات المسلحة الإيرانية أعدت نحو 10 سيناريوهات للرد على الإجراء المحتمل لإسرائيل دون مزيد من التفاصيل.

مقالات مشابهة

  • مطالب حماس| أستاذ قانون: ليس أمام إسرائيل إلا التواصل مع السنوار
  • مسئول أمريكي يكشف تفاصيل جديدة عن مكان يحيى السنوار.. ماذا قال؟
  • مسؤول إسرائيلي رفيع يعلق على تقارير حول هدنة مؤقتة في لبنان
  • رسالة من السنوار للوسطاء.. ما ذا اشترطت حماس قبل هدنة غزة؟
  • حزب الله يتخلى عن شرط هدنة غزة لوقف إطلاق النار في لبنان
  • رسالة يحيى السنوار إلى الوسطاء القطريين: مطلب لضمانات أمنية قبل وقف إطلاق النار
  • هاريس: هناك "بعض التقدم" بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • جهود مصرية لتوحيد الصف الفلسطينى لإجهاض «التهجير»
  • السودان يعلّق على تقرير نفي السنوار إلى أراضيه