أعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، اليوم الجمعة، أنه "تلقى إتصالاً من وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن"، مشيراً إلى أنه "جد تضامناً أميركياً كاملاً مع لبنان وهناك سعي كبير لوقف إطلاق النار".     وفي كلمة له عقب انتهاء جلسة مجلس الوزراء، قال ميقاتي: في البداية نوجّه تحية إجلال لأرواح الشهداء وضحايا الاعتداءات الاسرائيلية، وآخرها أمس في راس النبع ،ونطلقُ للعالم هزَّةَ ضميرٍلا صَرخةَ ألم وخيبَة ،لأننا أقوياءُ بالايمان ومتمسكون بحقنا بكرامتنا وأرضنا و سيادتنا".

    وتابع: "في كل المحافل الدولية والاجتماعات التي عقدناها مع موفدين رئاسيين ومسؤولين دوليين ، قلنا ان لبنان ملتزم ومصر على تطبيق القرار 1701 بحذافيره ، وأن على المجتمع الدولي ان يلزم العدو الاسرائيلي بالتقيد بمضمون القرار والالتزام به ،تحقيقا للاهداف التي من أجلها صدر هذا القرار".   وأكمل: "في جلسة اليوم اتخذنا القرار الآتي:"الطلب من وزارة الخارجية والمغتربين تقديم طلب إلى مجلس الأمن الدولي ندعوه فيه إلى اتخاذ قرار بالوقف التّام والفوري لإطلاق النار، مع التشديد على التزام الحكومة اللبنانية تنفيذ القرار رقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن بمُندرجاته كافّة لا سيّما في شقّه المُتعلّق بنشر الجيش في جنوب لبنان وتعزيز حضوره على الحدود اللبنانية بما من شأنه أن يضمن تنفيذ هذا القرار". وأضاف: "إن هذا الموقف الذي نعلنه ليس مستجدا، بل اكدناه على منبر الجمعية العمومية للامم المتحدة السنة الفائتة واعلناه ايضا منذ بدء حرب غزة والمواجهات في الجنوب. والقاصي والداني يعلم ان العدو الاسرائيلي هو الذي رفض التجاوب مع ما طرحناه في هذا الاتجاه".   وأردف: "دعوتي لكل المسؤولين والقوى الوطنية ،ان نتحمل معاً مسؤولية الصمود والإنقاذ وحماية مجتمعنا و بلدنا .كما ادعو وسائل الاعلام الى وعي دقة المرحلة وخطورتها والحفاظ على دقة الخبر وصدقيته في هذه المرحلة الدقيقة".   واستكمل: "رغم كل  الجهود التي بذلناها عربيا ودولياً للحؤول دون وقوع المحظور تستمر الحرب الاسرائيلية على لبنان، وتتصاعد اغتيالاً وقتلاً وتدميراً وانتهاكاً جوياً لسيادتنا وإجتياحاً برياً لأرضنا ، وكأننا متروكون للقدر،وكأنه محرّمٌ علينا ان ندافع عن حقنا وارضنا و كرامتنا. ما يشهده العالم من تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية وتجاوز لكل الحدود والاخلاقيات ، وما تخلفه يومياً من تدمير وما توقعه من شهداء و ضحايا ، يجعل لبنان كله ضحية للغطرسة الاسرائيلية التي لا ترتدع و لا تزال تنتهك سيادتنا على عيون العالم ، مستقويةً باللامبالاة العالمية و بالصمت المريب عن مجازرها الإبادية. كأن لبنان خارج اي حصانة مجتمعية وحماية إنسانية ، وبعيدا عن منطق احترام القوانين والمواثيق الدولية وكرامة الإنسان وحق الشعب باسترجاع ارضه و الحفاظ على حريته".   وقال: "نحن لا نطلق نداء إستغاثة نحن نهزُّ ضمير الإنسانية لتنتصر للحق و الإنسان ولبنان. الاعتداء الذي تعرضت له قوى اليونيفيل من قبل إسرائيل، هو جرم مستنكر من قبلنا ، وهو برسم المجتمع الدولي الذي تُنتَهكُ حرماته و يُهدَّد وجوده من خلال استهداف قوى الأمم المتحدة. النداء الوطني الذي أطلقناه من عين التينة ، مبنياً على الموقف الدولي الاميركي والفرنسي والدول الأثني عشر المؤيدة لوقف الحرب وهدنة الواحد وعشرين يوما ، هو نداء بإسم لبنان ولأجل كل لبنان . وهذا النداء صالح للتطوير ولأن يكون نداء جامعاً، ويدنا ممدودة للتضامن مع كل القوى السياسية و القامات الوطنية، ونجدد التأكيد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، تحصيناً للبلد".     وشكر رئيس الحكومة "كل الدول الصديقة التي تُساعد لبنان"، مُعلناً أنه اعتباراً من يوم غدّ سيتمّ إطلاق جسر جوي بين المملكة العربية السعودية ولبنان لنقل المساعدات".   وتابع: "لم يصل للبنان أي مساعدة نقدية وستكون هناك شفافية كاملة بشأن آلية تلقي المساعدات وتوزيعها، ولقد بدأت للتو عملية توزيع الأدوية لمراكز الإيواء للمواطنين النازحين بإشراف وزارة الصحة".

وأردف: "600 مدرسة في لبنان حكومية وخاصة فيها آلاف النازحين، ومن ضمن الخطط المطروحة إنشاء مراكز إيواء جديدة ونبحث عن أراضٍ مؤهلة لذلك".

وشدّد على أنّ "حركة السير والعبور في مطار بيروت ومعابر لبنان مستمرّة"، داعياً لأخذ الحيطة والمتابعة الحثيثة للانتشار المدني"، كما أكّد أنّ "الأملاك الخاصة يحميها الدستور ويُمنع الاعتداء عليها".

ولفت إلى أنّ "الحلّ الدبلوماسي مطروح على الطاولة ومرتبط بتطبيق القرار 1701 وهو ما زال صالحاً و"حزب الله" وافق على هذا الأمر".

كذلك، جدد ميقاتي التأكيد على أن "وقف إطلاق النار الفوري هو أمر ضروري، وأولويتنا السلامة والأمن في بلدنا"، وختم: "حزب الله مُشارك بالحكومة وهو موافق على قراراتها".      

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

الملفات الهامة والحساسة التي حملها ميقاتي في زيارته لدمشق

بيروت- بزيارة تعد الأولى من نوعها منذ 15 عاما، وصل رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، اليوم السبت، إلى العاصمة السورية دمشق، والتقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع في قصر الشعب، حيث تكتسب هذه الزيارة أهمية كبرى على الصعيدين السياسي والأمني، إذ تمثل بداية عهد جديد في العلاقات بين لبنان وسوريا في ظل تغييرات جذرية شهدتها المنطقة.

وحمل ميقاتي في زيارته ملفا دقيقا يركز على الأمن والإصلاحات الثنائية، ورافقه وفد رسمي ضم وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري، ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي، ونائب المدير العام لأمن الدولة العميد حسن شقير.

وخلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقد بعد اللقاء، قال الشرع إنه "من الضروري أن تكون هناك علاقات إستراتيجية طويلة الأمد مع لبنان، تستند إلى أسس صحيحة وسليمة"، مؤكدًا أن سوريا ستظل ملتزمة بالوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف اللبنانية، وأضاف "هناك العديد من القضايا التي يتم بحثها مع لبنان ومن أبرزها ضبط الحدود".

من جانبه، أكد ميقاتي أن المناقشات تركزت على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، مبرزًا أهمية الحوار والعلاقات الودية التي تجمع الشعبين اللبناني والسوري، ولفت إلى أن "إعادة النظر في ملف اللاجئين السوريين في لبنان بات أمرًا ملحًا، بالنظر إلى الضغوط التي يشكلها هذا الملف على لبنان"، وأعرب ميقاتي عن ارتياحه لتفهم الشرع هذا الموضوع.

إعلان مرحلة جديدة

يلاحظ الأستاذ الجامعي علي مراد أن زيارة ميقاتي جاءت في توقيت حساس بالنسبة للمشهد اللبناني، إذ تزامنت مع انتخاب رئيس الجمهورية الجديد جوزيف عون، مما أعطى زخما لعجلة إعادة تكوين السلطة في لبنان بعد أكثر من سنتين من الفراغ، وقبل تكليف رئيس الحكومة، وهذا يعكس بداية نوع من الشرعية مع وجود رئيس للجمهورية، بالإضافة إلى أنها زيارة لرئيس مكلف.

وفي حديثه للجزيرة نت، يوضح مراد أن الزيارة تحمل طابعا من محاولات التسويق الدولي والإقليمي لميقاتي في مرحلة ما بعد التكليف، بهدف كسب تأييد النواب في جلسة يوم الاثنين المقبل.

ويضيف "من المهم أن نعلم أن ميقاتي كان يعتبر من الشخصيات القريبة من النظام السوري وحلفائه في لبنان –حركة أمل وحزب الله– لذلك تعتبر الزيارة خطوة نحو تعزيز العلاقات بين مكون سياسي لبناني لم يكن معارضا للنظام السوري السابق، مما يعكس وجود علاقة ثابتة بين البلدين بغض النظر عن من يتولى السلطة في كل منهما".

من ناحية أخرى، اعتبر مراد أن الزيارة التي تمت بالطائرة تحمل دلالة أخرى على عمق العلاقة بين لبنان وسوريا، حيث تكرس هذه الزيارة العلاقة الرسمية بين البلدين.

أما بالنسبة للنتائج المتوقعة، فيشير إلى وجود العديد من القضايا العالقة بين لبنان وسوريا، أبرزها تعزيز الاعتراف المتبادل بسيادة واستقلال كل من البلدين، وعدم التدخل في شؤونهما الداخلية، وقد تجلى ذلك في تأكيد رئيس الجمهورية اللبنانية في خطاب القسم على أهمية العلاقات الندية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".

كما يشير الأستاذ الجامعي إلى وجود عدة ملفات أخرى مثل قضية المعتقلين، وضبط الحدود، وإعادة النظر في اتفاقيات التعاون بين البلدين، بالإضافة إلى ملف اللاجئين وضمان عودتهم إلى بلادهم، ومسألة ترسيم الحدود البرية والبحرية.

كما تظل قضية مزارع شبعا قضية إشكالية، حيث يعتبر الموقف الرسمي اللبناني أنها أرض لبنانية، رغم بعض الأقاويل غير المؤكدة عن وجود اعتراف ضمني لبناني بالسيادة السورية على هذه المنطقة.

إعلان

ويختتم بقوله إن هذه الملفات تشير إلى "تركة من الالتباسات التاريخية والهواجس المتبادلة بين البلدين على المستويين الشعبي والمؤسساتي، وهي مسؤولية يتحملها بشكل رئيسي النظام السوري السابق".

ويضيف "مع ذلك تمثل هذه الزيارة خطوة نحو فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، حيث إن وجود مسؤولين أمنيين مرافقين لرئيس الحكومة يعكس الأولوية الأمنية التي تحظى بها العلاقة في هذه المرحلة".

زيارة دبلوماسية

ومن جانبه، يربط رئيس تحرير صحيفة "اللواء" صلاح سلام زيارة الرئيس ميقاتي إلى دمشق اليوم بمضمون خطاب القسم للرئيس جوزيف عون، الذي أكد فيه أهمية العلاقة الودية مع سوريا وضرورة معالجة الملفات العالقة بين البلدين، ومن أبرز هذه الملفات، وفقا لسلام:

معرفة مصير اللبنانيين المعتقلين في السجون السورية. عودة النازحين السوريين إلى وطنهم. ترسيم الحدود البرية شرقًا والبحرية شمالًا بين لبنان وسوريا، خاصة في ظل الاهتمام المتزايد بملف الغاز والنفط في البحر الشرقي للمتوسط، والذي يمتد من مرسين في تركيا إلى غزة جنوبا.

ويشير سلام، في حديثه للجزيرة نت، إلى أن هذه الزيارة تُعدّ ذات أهمية خاصة، كونها أول اتصال رسمي بين بيروت ودمشق، "وليس فقط في عهد النظام اللبناني الجديد، بل منذ سنوات طويلة من القطيعة بين الحكومتين التي سادت خلال حكم الرئيس السابق بشار الأسد".

ويضيف سلام أن الهدف الأول من هذه الزيارة "ليس مراجعة معاهدة التعاون والتنسيق بين لبنان وسوريا، بل هو إلغاؤها، نظرًا لأنها كانت تعتبر مجحفة بحق لبنان، فالمعاهدة وضعت في ظل الهيمنة السورية السابقة على لبنان"، وأضاف "من المتوقع أن تُفتح ملفات عالقة على ضوء هذه الزيارة، حتى وإن كانت النتائج النهائية لن تُنجز خلال لقاء واحد أو في فترة قصيرة".

لكن الأهم -وفقا لسلام- أن تطرح هذه الملفات المعقدة على طاولة البحث بين البلدين، "خاصة أن العلاقات اللبنانية – السورية يجب أن تكون تكاملية، بما يتماشى مع الروابط العميقة والمصالح المشتركة التي تجمع الشعبين".

إعلان

كما يشير سلام إلى ملف مزارع شبعا الذي يعد إستراتيجيا وأمنيا بالغ الأهمية للبنان، "ويتطلب تأكيد السيادة اللبنانية على المزارع لضمان الحق القانوني والدستوري في المطالبة بانسحاب إسرائيل منها".

وذكر سلام أن إسرائيل تعتبر هذه الأراضي سورية إذ احتلتها خلال حرب يونيو/حزيران 1967، وهي تخضع بالتالي للقرار 242 وليس للقرار 425، أو القرارات اللاحقة المتعلقة بالاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ لبنانية.

ويخلص سلام إلى أن زيارة ميقاتي تعتبر "خطوة إيجابية، تعكس حرص لبنان على تعزيز أمن واستقرار النظام الجديد في دمشق، وبناء علاقات متوازنة بين البلدين، كما تهدف إلى دعم التعاون المثمر على المستوى الرسمي بما يخدم مصالح الشعبين اللبناني والسوري".

مقالات مشابهة

  • غارات للاحتلال على لبنان.. طالت مواقع ومعابر على الحدود السورية
  • إسرائيل تواصل خروقاتها العسكرية وتشن غارات على مواقع لبنانية
  • ضربات إسرائيلية على شرق لبنان وجنوبه
  • للمرة الأولى منذ دخول وقف النار حيز التنفيذ.. غارات إسرائيلية على محيط بعلبك
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يفجر 5 منازل في بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان
  • ماكرون سيزور لبنان.. وهذا ما قيل عن الجيش
  • الملفات الهامة والحساسة التي حملها ميقاتي في زيارته لدمشق
  • قائد الجيش بالانابة بحث ورئيس لجنة الإشراف الخماسية في مراحل تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار
  • الجيش اللبناني يبدأ بإزالة السواتر الترابية التي وضعتها جرافات الاحتلال
  • الموسوي: لبنان والمجتمع الدولي مسؤولان عن إلزام العدو بوقف إطلاق النار