نددت منظمة المؤتمر الإسلامي والأردن وفلسطين بقرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي الاستيلاء على الأرض المقام عليها مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في القدس، وإقامة مستوطنة مكانها.

وأمس الخميس، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن هناك أمرا بمصادرة الأراضي المقام عليها مقر الوكالة، في حين أوضحت صحيفة "إسرائيل اليوم" أنه ستتم المصادرة لبناء 1440 وحدة سكنية، مضيفة أن المشروع في مراحل الإعداد.

ونددت منظمة التعاون الإسلامي بـ"القرار غير القانوني لسلطات الاحتلال الإسرائيلي بالاستيلاء على الأرض المقامة عليها وكالة الأونروا في القدس المحتلة، وتحويل الموقع إلى بؤرة استعمارية".

وقالت إن "القرار امتداد للإجراءات الإسرائيلية غير القانونية التي تهدف إلى تقويض وجود "الأونروا" وولايتها وأنشطتها ودورها باعتبارها منظمة أممية، في انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة".

وجددت التأكيد على أهمية وكالة الأونروا كعامل استقرار في المنطقة، وعلى دورها الحيوي في تقديم الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين، خصوصا في قطاع غزة.

إضافة إلى قرار الاستيلاء على الأرض المقام عليها مقر الأونروا يسعى الاحتلال لسن تشريع يحظر المنظمة الأممية (الجزيرة)

ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى "تحمّل مسؤولياته تجاه إلزام الاحتلال الإسرائيلي باحترام التفويض الممنوح لوكالة الأونروا من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتوفير الحماية لمنشآتها وموظفيها والنازحين في مدارسها، ووقف جميع الاعتداءات والإجراءات غير القانونية ضدها".

كما عبرت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية عن "إدانتها الشديدة للمحاولات الإسرائيلية التي تستهدف وقف أنشطة الوكالة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتحريض الممنهج ضدها باعتباره انتهاكا صارخا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وحصانات وامتيازات منظمات الأمم المتحدة العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة إن هذه القرارات الإسرائيلية "مخالفة للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن، وتأتي ضمن محاولات إسرائيل المستمرة لتكريس احتلالها للأراضي الفلسطينية المحتلة وإحكام السيطرة عليها".

وشدد القضاة على أهمية استمرار المجتمع الدولي في دعم الأونروا سياسيا وماليا لحماية ولايتها الأممية وضمان استمرارها في تقديم الخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس.

من جهته، قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح إن قرار حكومة الاحتلال "خطوة تصعيدية جديدة تستهدف الحقوق التاريخية والقانونية للشعب الفلسطيني الذين تم تهجيرهم من وطنهم عام 1948، وتمثل تعديا صارخا على قرارات الشرعية الدولية".

وطالب فتوح المجتمع الدولي والدول الأعضاء والأمم المتحدة بـ"التحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات وتجميد عضوية دولة الاحتلال في الأمم المتحدة".

بدورها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إن استيلاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الأرض المقام عليها مقر الأونروا "انتهاك صارخ للقانون الدولي وتعدٍ على حصانة ورفعة مؤسسات الأمم المتحدة".

ودعت الخارجية الفلسطينية إلى "تكثيف الجهود الدولية الهادفة للحفاظ على ولاية "الأونروا" وضمان استمراريتها وعدم استبدالها".

مستوطنون في مظاهرة مناهضة للأونروا أمام مقرها في حي الشيخ جراح بالقدس خلال فبراير الماضي (الجزيرة)

بدوره، قال أحمد أبو هولي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون اللاجئين في المنظمة "سابقة خطيرة بأن تتخذ دولة تتمتع بالعضوية الكاملة في الأمم المتحدة قرارا ضد منظمة أممية أنشئت بقرار من الجمعية العامة، مما يستوجب تحركا عربيا ودوليا لوقف الاستهتار الإسرائيلي بالمنظومة الأممية".

وأضاف أبو هولي أن "غياب الردع الأممي لإسرائيل دفعها إلى الاستهتار بالمنظومة الدولية والمضي في جرائمها وانتهاكها القانون الدولي واستقوائها على الأونروا".

وطالب أبو هولي الجمعية العامة للأمم المتحدة بـ"اتخاذ إجراءات عملية لإرغام الحكومة الإسرائيلية الاحتلالية على التوقف عن جرائمها وانتهاكاتها لقرارات الأمم المتحدة وميثاقها ومنظماتها وتجميد عضوية إسرائيل إلى حين المثول والإذعان لقراراتها والالتزام بما ورد في ميثاقها".

وكانت سلطات الاحتلال قد طلبت من الأونروا إخلاء مقرها الرئيسي في حي الشيخ جراح بالقدس بداعي "استخدام الأرض دون موافقة سلطة أراضي إسرائيل"، وتغريم الوكالة وإجبارها على دفع عشرات ملايين الشيكلات كإيجار متأخر عن السنوات التي استخدمت فيها العقار.

ويعتبر مقر "الأونروا" في حي الشيخ جراح المقر الرئيسي للوكالة.

إغلاق المقر الرئيسي للأونروا بالقدس يطرح تساؤلات بشأن مصير مؤسساتها في المدينة (الجزيرة)

ويأتي هذا القرار في إطار تصعيد الإجراءات ضد وكالة الأونروا، بما في ذلك المساعي لسن قوانين تزيل الشرعية عنها وتجرّم أنشطتها، وفي أعقاب تصديق "لجنة الخارجية والأمن" التابعة "للكنيست" الأحد الماضي على مشروع قانون يهدف إلى قطع العلاقات بين إسرائيل والوكالة.

وفي جلسة لمجلس الأمن الدولي مساء أول أمس الأربعاء حذر الأعضاء إسرائيل من المضي قدما في إقرار تشريعات تكبح نشاط الأونروا في قطاع غزة، في حين انتقدت الولايات المتحدة الأميركية حليفتها إسرائيل، وقالت إن عليها التعامل بشكل عاجل مع الأوضاع الكارثية في القطاع والكف عن مفاقمة المعاناة بالحد من تسليم المساعدات.

يذكر أن إسرائيل كانت اتهمت بعضا من موظفي الوكالة الأممية بالمشاركة في عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 رغم أنه لم يثبت أي شيء من تلك الاتهامات حتى الآن، في حين استشهد أكثر من 300 من العاملين في مجال المساعدات الإنسانية بقطاع غزة، معظمهم من موظفي الأونروا.

وتأسست الأونروا بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، وهي الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة، ويصل عددهم إلى نحو 6 ملايين لاجئ يستفيدون من مساعداتها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات الاحتلال الإسرائیلی الجمعیة العامة وکالة الأونروا الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

غوتيريش يحذر إسرائيل من المساس بالأونروا

سرايا -

عقد مجلس الأمن الدولي، في وقت متأخر اليوم الاربعاء، جلسة إحاطة تتبعها جلسة مشاورات مغلقة حول الوضع الإنساني في غزة في إطار بند جدول الأعمال "الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك قضية فلسطين".

وطلبت الجزائر وسلوفينيا، بدعم من فرنسا، عقد الاجتماع حيث من المتوقع ان يستمع الاعضاء الى احاطتين: الاولى من مسؤولة قسم التمويل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، ليزا دوتن، والثانية من المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) فيليب لازاريني.

وحذر امين عام الامم المتحدة، أنطونيو غوتيريش يوم أمس اسرائيل من المساس بالاونروا, مشددا على انه "لا غنى عنها ولا يمكن استبدالها".

وتهدد اسرائيل باصدار مشروع قرار يمنع الأونروا من مواصلة عملها الأساسي في الأرض الفلسطينية المحتلة.

وفي هذا الصدد، أوضح غوتيرس ان مثل هذا التشريع سيكون متعارضًا تمامًا مع ميثاق الأمم المتحدة وينتهك التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي" مضيفا انه "لا يمكن للتشريعات الاسرائيلة أن تغير تلك الالتزامات".

إقرأ أيضاً : مسؤولون إسرائيليون: نستعد لرد عسكري قوي على إيرانإقرأ أيضاً : مجلس الأمن يناقش اليوم الوضع الإنساني في غزةإقرأ أيضاً : العدوان على غزة يدخل يومه 369 والاحتلال يطالب باخلاء المستشفيات

مقالات مشابهة

  • الأردن: مصادرة "إسرائيل" مقر الأونروا بالقدس محاولة لتكريس الاحتلال
  • بعد ترشيح «أونروا» لـ«نوبل للسلام».. الاحتلال يصادر مقرها في القدس
  • فلسطين: مصادرة إسرائيل مقر الأونروا بالقدس انتهاك للقانون الدولي
  • فلسطين: استيلاء الاحتلال على "الأونروا" في القدس انتهاك للقرارات الأممية
  • «الأمن الدولي» يحذر إسرائيل من إقرار تشريعات تكبح عمل الأونروا
  • الاحتلال يقرر مصادرة أراض للأونروا في القدس
  • مجلس الأمن يحذر إسرائيل من كبح نشاط الأونروا
  • مجلس الأمن يحذر إسرائيل من إقرار تشريعات ضد عمل "الأونروا"
  • غوتيريش يحذر إسرائيل من المساس بالأونروا