نظمت الأمانة العامة لتحالف مراكز الفكر والثقافة العربية بالتعاون مع مؤسسة الأيام للنشر في مملكة البحرين ومكتب نائب رئيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، في أبوظبي اليوم، النسخة الـ12 من منتدى الفكر والثقافة العربية الذي عقد تحت عنوان “الهوية الوطنية – الأدوار والتحديات” بمشاركة نخبة من قادة الفكر ومراكز البحوث.

ويأتي عقد الندوة انطلاقا من الأهمية الكبيرة التي توليها القيادة الرشيدة لدولة الإمارات لموضوع الحفاظ على التماسك المجتمعي ومواصلة الإنجاز والابتكار الذي اعتمدته دولة الإمارات، وهو التزام مستدام منذ تأسيس الدولة.

وألقى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، كلمة في مستهل الجلسة الافتتاحية للندوة، أشاد فيها بالجهود المشتركة لتحالف مراكز الفكر والثقافة العربية، ومكتب معالي الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، وصحيفة “الأيام”، لتنظيم هذا الحدث المهم.

وقال معاليه:” إن الهوية الوطنية ثروة قومية يجب المحافظة عليها ورعايتها على الدوام، لأهميتها في الحفاظ على الذات، وتشكيل الوعي والوجدان لدى الشعوب”، مضيفاً أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، يؤكد دائماً أن الحفاظ على المسيرة والنجاح، يبدأ بالاعتزاز بالهوية الوطنية، بما تتضمنه من قيم ومبادئ راسخة وأصيلة.

ودعا معاليه، إلى تعزيز الهوية الوطنية، لمواجهة التحديات الراهنة، والتكيف مع المتغيرات العالمية، مشدداً على ضرورة الاعتزاز بالهوية الوطنية الإماراتية، لاشتمالها على مجموعة من القيم والمبادئ الإنسانية المهمة، في مقدمتها: الكرم، والعطاء، والنزاهة، والصدق، والمسؤولية، والشجاعة، والوفاء، والتسامح، والأخوة الإنسانية، بالإضافة إلى العمل والإنتاج.

وشدّد على ضرورة أن يكون الهدف الأسمى للندوة، هو تأكيد دور الإنسان العربي في الحفاظ على هويته، ودعم قدراته، على المشاركة في مسيرة وطنه وأمته، في ظلّ عالمٍ متغير يموج بالأفكار والمعتقدات، ويتّسم بنمو كبير في المعارف والتقنيات، وتدفق متواصل للمعلومات، وعلاقات متغيرة بين الحضارات والثقافات.

من جانبه، قال سعادة عيسى الشايجي، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأيام للنشر، رئيس اللجنة المنظمة للمنتدى، إن الهوية الوطنية تُعد من أعمق المفاهيم المعاصرة، وأكثرها تجسيداً لشخصياتنا العربية، التي تؤطر جهود أوطاننا وشعوبها، وتخلّد المكتسبات الحضارية في سبيل رفعة مستقبل هذه المنطقة، مشيراً إلى أنها الحصن المنيع الذي يشكّل مقومات الولاء والانتماء الروحي والمادي، للأرض التي نحيا ونتعايش من خيراتها”.

وأكد أن آلة العولمة، سعت إلى خلق وازع ثقافي واجتماعي جديد، عبر إعادة صياغة وبرمجة فهم التنشئة العامة للحياة والواقع، من خلال تنميط الفكر وتوجيه الخطاب الإعلامي والثقافي، ليكون أداة تذويب الهوية الوطنية في هويات سائلة وعابرة.

بدوره، أعرب سعادة سامي عبد اللطيف، عضو مجلس أمناء تحالف مراكز الفكر والثقافة العربية ووزير الإعلام الكويتي الأسبق، عن سعادته بتقديم ورقة في ندوة تتناول قضية الهوية الوطنية والانتماء للأوطان، مشيرا إلى أهمية تعزيز الهوية في الأطفال منذ الصغر.

ونوه إلى دولة الإمارات كنموذج يحتذى في المنطقة بفضل إنجازاتها المتعددة في مجالات التعليم والصحة والتنمية وترسيخ قيم التسامح والتعايش مما يعزز الفخر الوطني.

ودعا إلى الاستفادة من هذا النموذج الإماراتي، مشددًا على أهمية تعزيز المناهج الدراسية لتعزيز الانتماء الوطني.

وقال معالي حسين هزاع المجالي، عضو مجلس أمناء تحالف مراكز الفكر والثقافة العربية ووزير الداخلية الأردني الأسبق، إن الهوية الوطنية تُعد أساس نجاح أي دولة تسعى لتحقيق الإنجازات وتأمين مستقبل مشرق لأبنائها.

وأشار إلى أن الندوة تناولت أهمية الهوية الوطنية، مع التركيز على دولة الإمارات كنموذج يُظهر الإنجازات الكبيرة في هذا المجال.

وجرى خلال الندوة، بحث العديد من القضايا ذات العلاقة بترسيخ مفاهيم الوطنية وتعزيزها وتحديات العولمة الإعلامية وتأثيرها في بنى الثقافة والقيم الوطنية.

شهدت الندوة ثلاث جلسات رئيسية، ناقشت الجلسة الأولى أهمية التاريخ والتراث في تشكيل وتعزيز الهوية الوطنية، ودور التاريخ في بناء الهوية، وتأثير التراث في تعزيز الهوية الوطنية.

وتناولت الجلسة الثانية، دور التربية والتعليم في ترسيخ مفاهيم الهوية الوطنية، وكيفية تعزيز الهوية من خلال السياسات التعليمية، ورؤى وتصورات حول تطوير المناهج التعليمية لتعزيز الهوية الوطنية.

وركّزت الجلسة الثالثة بالتحديات التي تفرضها العولمة الإعلامية على الثقافة والقيم الوطنية، وكيفية التعامل مع التأثيرات الثقافية العالمية، وإستراتيجيات حماية الهوية الوطنية في ظل العولمة.

والقى فواز أحمد سلمان، الأمين العام لتحالف مراكز الفكر والثقافة العربية، رئيس مجلس إدارة جمعية وطني البحرين، البيان الختامي للندوة والتوصيات، التي جاءت لتعزيز الهوية الوطنية .


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

جلسة حوارية تستعرض دور التنوع الثقافي في تعزيز الهوية الوطنية

العُمانية: نظّمت اللجنة الثقافية بمعرض مسقط الدولي للكتاب اليوم جلسةً حوارية بعنوان "التنوع الثقافي والهوية"، وذلك ضمن فعاليات الدورة الـ29 للمعرض، التي سلّطت الضوء على مكانة الثقافة العُمانية ودورها في ترسيخ الهوية الوطنية وتعزيز قيم الانتماء.

وناقشت الجلسة، التي تحدث فيها الدكتور نادر كاظم (وهو كاتب وأستاذ الدراسات الثقافية بجامعة البحرين سابقًا)، أهمية التنوع الثقافي بوصفه عنصرًا أساسيًّا في بناء الهوية الوطنية الجامعة، وآلية المحافظة عليه في ظل المتغيرات المتسارعة إقليميًا وعالميًا.

وقال نادر كاظم، إنّ التعددية الثقافية ووجود هويات متنوّعة في مجتمع واحد يتطلب قدرًا عاليًا من التقبّل والتسامح واحترام الآخر، وهو موضوع ظل مطروحًا على امتداد التاريخ، إلا أنّ الحديث عنه في السياق الراهن يكتسب بُعدًا جديدًا؛ نتيجة نشوء الدول الوطنية الحديثة.

وأوضح أن هذه الدول تسعى إلى تشكيل هوية وطنية جامعة، في حين ينتمي بعض أفرادها إلى هويات فرعية دينية أو أيديولوجية أو قَبلية، ما يطرح تحديات تتعلّق بمدى الانسجام بين الهويات المتعددة ومفهوم الدولة الحديثة.

وأشار إلى أن العالم دخل منذ عقود مرحلة جديدة سُمِّيت بالعولمة، حيث أصبح الاتصال بين المجتمعات أكثر انفتاحًا وسرعة مقارنة بالماضي، مما أثّر في خصوصية الثقافات المحلية، وأوجد أنماطًا ثقافية عالمية موحدة، تجلّت في مجالات الحياة اليومية كالعمران والطعام والملبس.

وبيّن أن هذا الانفتاح أدى إلى تحديين رئيسيين؛ أولهما ذوبان الخصوصيات الثقافية بفعل التنميط العالمي، وثانيهما تحفيز الجماعات على التمسك الشديد بهوياتها الأصلية كردة فعل دفاعية، مما قد يؤدي إلى حالة من الانغلاق في صورة جديدة محدثة لتلك الهويات.

وسلّطت الجلسة الضوء على التجربة العُمانية الرائدة في التعدد الثقافي والتعايش السلمي، مستعرضة نماذج حية من التراث الثقافي والفني والأدبي الذي شكل رافدًا رئيسًا للهوية الوطنية.

تضمّنت الجلسة نقاشًا مفتوحًا مع نخبة من الأكاديميين والمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي، الذين تطرّقوا إلى أهمية التنوع الثقافي بوصفه عنصرًا أساسيًّا في بناء الهوية الوطنية الجامعة، وآلية المحافظة عليه في ظل المتغيرات المتسارعة إقليميًا وعالميًا.

وقد اختتمت الجلسة بعدد من التوصيات الداعية إلى مواصلة الجهود لحفظ التراث الثقافي، وتعزيز المشروعات والمبادرات التي تبرز الهوية العُمانية الأصيلة أمام العالم.

مقالات مشابهة

  • جلسة حوارية تستعرض دور التنوع الثقافي في تعزيز الهوية الوطنية
  • مجلس أمناء “سكن”: التبرع الكريم لولي العهد يُجسد حرصه المستمر على دعم المبادرات الوطنية النوعية
  • انطلاق منتدى “شراكات المياه” في نوفمبر المقبل
  • المركز الوطني للمنشآت العائلية ينظم منتدى الأعمال للشركات العائلية في أبوظبي
  • رئيس مجلس الشيوخ في منتدى جنوب-جنوب: مصر تؤمن بالتعاون المشترك وتدعم حقوق الشعب الفلسطيني
  • «حكماء المسلمين» ينظم ندوة حول تعزيز الحوار الإسلامي في «أبوظبي للكتاب»
  • “السلم الأهلي.. المفاهيم والتحديات”… ندوة حوارية على مدرج النصر بحلب
  • أمير المنطقة الشرقية يفتتح منتدى “الجبيل للاستثمار 2025”
  • جناح صندوق الوطن يعزز دور الهوية واللغة العربية لدى الشباب
  • المهر “براق” يحرز لقب كأس رئيس الدولة للخيول العربية في المغرب