يعيش الشرق الأوسط فوق كرة من اللهب، تهدد ألسنة النيران كل المنطقة، وسط تباطؤ دولي في تقديم حلول ناجزة لإنهاء تلك المأساة، لا سيما أن تسارع تداعيات الأزمة ينذر بمزيد من التصعيد ودخولها إلى نفق غير معروفة نهايته.
اتساع الصراع وتمدده من غزة إلى جنوب لبنان، ومن ثم دخول إيران على الخط مباشرة لدعم ذيولها، يؤكد غياب نية وقف آلة الحرب والذهاب إلى "طاولة التفاوض"، فلم يعد في الأزمة ثمة طرف عاقل.. يمكنه التخلي عن خيار التصعيد وإفساح المجال للاستماع إلى صوت الدبلوماسية بدلاً من الرصاص.
مرّ عام على اندلاع شرارة الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، شهد خلاله الطرفان خسائر بشرية ومادية هائلة، وشهد محاولات عديدة للتهدئة وإثناء طرفي الحرب عن خيار القتل والتدمير، لكن أبت الأطراف الأصيلة وكذلك الداعمة للحرب، أن يبدأ عام جديد من دون تطورات ميدانية أكثر تعقيداً، إذ اندلعت بؤرة توتر جديدة في جنوب لبنان على الحدود الشمالية لإسرائيل.
بدأت بمناوشات وقصف أهداف بين ميليشيا حزب الله والجيش الإسرائيلي، أعقبه قصف جوي إسرائيلي كان أبرزه الغارة التي اغتالت قائد الميليشيا حسن نصرالله، في الضاحية الجنوبية لبيروت، ثم إعلان إسرائيل تنفيذ عملية برية محدودة في الجنوب اللبناني، ما نزع فتيل حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله، بالأساس دافعها الانتقام لمقتل نصرلله.
مقتل نصرالله دفع إيران إلى نفي اتهامها بالتخاذل، والدخول علناً على خط المواجهة (لاعباً رئيسياً) في الحرب مع إسرائيل، بدلاً من دورها السابق كداعم ومؤيد لذيولها بالمنطقة وأولهم "حزب الله"، هددت إيران ونفذت فعلياً قصفاً كثيفاً بمئات الصواريخ على المدن الإسرائيلية، وأعلنت استعدادها لتوجيه ضربة أقوى إذا قامت تل أبيب بالرد.
التحرك الإيراني زاد المشهد تعقيداً في المنطقة، إسرائيل مستمرة في غاراتها على غزة وجنوب لبنان، واستهداف قيادات حزب الله وحماس، وتنظيم حزب الله يواصل قصف مدن إسرائيلية بالصواريخ، فضلاً عن المعارك البرية مع الجيش الإسرائيلي عند الحدود، وقطاع غزة لا يزال تحت وطأة عام من الحرب الضروس، فيما لم تتوقف آلة التهديد الإيرانية الإسرائيلية بالرد والرد على الرد.
ولأن الحروب تجلب المآسي، أدى التصعيد في الجنوب اللبناني إلى مقتل وجرح الآلاف، ونزوح مئات الآلاف من المدنيين إلى سوريا أو شمال لبنان، ولأن معاناة الشعب اللبناني كارثة لا تقل خطراً عن الحرب ودويّها.. فما يحدث في جنوب لبنان "كلاكيت تاني مرة" مما شهدته غزة على مدار عام مضى.
المواجهة في المنطقة باتت "معركة صفرية"، وفي نفس الوقت مجهولة النهاية، لا سيما مع تصعيد الميليشيات والفصائل المدعومة من إيران، ضد إسرائيل، ما يقتضي بالضرورة تدخل أصوات عاقلة لوقف هذا الزحف نحو الهاوية، وهنا تصبح الكرة في ملعب المجتمع الدولي، الذي ينبغي عليه التحرك لاحتواء الأزمة ووقف تمددها، ففي الحروب يكون الجميع خاسراً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل إسرائيل وحزب الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
الجميّل من مالطا: نحذر من صفقة تراعي مصالح إيران وإسرائيل على حساب لبنان وسيادته
شارك رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل في الجمعية السياسية لحزب الشعب الأوروبي المنعقدة في مالطا حيث التقى عددا من المسؤولين الأوروبيين أبرزهم الرئيس الأوكراني السابق بيدرو بوروشينكو، دوبيرفكا سويكا نائبة رئيس حزب الشعب الأوروبي ومفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون الديمقراطية والديمغرافة، كما التقى رئيس لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الأوروبي دايفيد ماكاليستر.
وأشار رئيس الكتائب خلال لقاءاته إلى أهمية يوم 21 تشرين الثاني بالنسبة إليه إذ انه وقبل 18 عشر عاماً تم اغتيال النائب والوزير بيار الجميّل مشيراً إلى أنه اختار الحديث عن أخيه بيار لأنه كان واحداً من بين أكثر من 15 شخصية لبنانية تم استهدافها منذ عام 2004 وحتى اليوم وكانوا جميعهم يدافعون عن سيادة لبنان في وجه سيطرة وكيل إيران في لبنان وهو حزب الله المسلّح.
وأكد رئيس الكتائب إلى أن حزب الله خطف الديمقراطية في لبنان منذ عشرين عاماً وكل من يحاول أن يقف في وجهه يتم تهديده أو تصفيته مشيراً إلى أن إيران اختطفت الديمقراطية الأعرق في الشرق وحولتها إلى قاعدة عسكرية لها على البحر الأبيض المتوسط وعلى الحدود مع إسرائيل وسوريا وعلى بوابة أوروبا.
ولفت الجميّل إلى أنه حذّر وفي أكثر من مناسبة ومن على المنابر العالمية من التوسع الإيراني في أرجاء الشرق الأوسط واليوم يظهر هذا في لبنان، غزة، سوريا، العراق واليمن حيث الأذرع الإيرانية وتصرف لها ميزانيات بالملايين وتسيطر على البلاد التي تتواجد فيها أو على أجزاء ومنها وتتحكم بقراراتها.
وشرح رئيس الكتائب كيف أن الشعب اللبناني يواجه حرباً لم يطلب أحد رأيه فيها أو يستأذن من البرلمان استخدام لبنان كقاعدة عسكرية لإيران أو الدخول في حرب مع إسرائيل ما قاد إلى معارك تدميرية تكلفه غالياً.
وجدد رئيس الكتائب التحذير من صفقة قد تبرم تسمح لحزب الله وإيران بالاحتفاظ بالأسلحة في لبنان، فإسرائيل تهتم بحماية حدودها الشمالية وإيران تريد الاحتفاظ بقاعدتها العسكرية ما قد يقود إلى صفقة يتراجع فيها حزب الله عن الحدود ويتوقف عن تهديد إسرائيل ويحتفظ بسلاحه في الداخل ويسقط لبنان مرة أخرى ضحية ويترك رهينة بيد إيران، مشدداً على ضرورة الضغط على البلدان المتورطة في الصراع، إيران من جهة وإسرائيل من جهة أخرى لوقف القصف واحتلال أجزاء من لبنان.
وشدد الجميّل على ضرورة وقوف شركاء لبنان في أوروبا والعالم إلى جانبه حفاظاً على السيادة والسلام ودولة القانون والدفاع عن القيم المشتركة في أوروبا والمنطقة مشدداً على دور حزب الشعب الأوروبي في هذا الإطار لنشر قيم حقوق الإنسان والسلام في جميع أنحاء المنطقة بما في ذلك في لبنان طالباً نقل صرخة اللبنانيين الى داخل الاتحاد الأوروبي.
وأكد رئيس الكتائب على أهمية ان يعود لبنان إلى الديمقراطية وإلى أن يكون سويسرا الشرق وأن يحتفظ بإرثه الثقافي والتاريخي الهائل وأن يعيش أهله بسلام وازدهار.