بوتين: روسيا منفتحة على بحث موسع للنظام الدولي الجديد
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
أعرب الرئيس فلاديمير بوتين عن انفتاح روسيا على بحث عالمي موسع مع البلدان الشريكة والمنظمات الدولية لأطر النظام الدولي الجديد، "المتمخّض عن تحول لا رجعة فيه".
وقال في كلمته خلال منتدى "العلاقة بين الأزمنة والحضارات" المنعقد في عشق آباد عاصمة تركمانستان: "روسيا متمسكة ببحث دولي موسع لمعايير التعاون في العالم المتبلور متعدد الأقطاب، ومنفتحة على مناقشة قضايا بناء نظام عالمي جديد مع جميع الأصدقاء والشركاء ومن يشاطروننا التفكير، في إطار رابطة الدول المستقلة، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي وغيرهما من محافل دولية".
وأضاف بوتين أنه بهذه الروح تستعد روسيا لاستضافة قمة "بريكس" المزمعة في قازان من الـ22 وحتى الـ24 من أكتوبر الجاري.
وكرّس بوتين حيزا واسعا من كلمته لشخص المفكر والشاعر التركماني مخدوم قلي فراغي، وقال فيه: "إنسان عظيم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ومؤسس للشعر والأدب التركماني".
وأضاف: أعماله تتوسط التراث العالمي للأدب، ورسائل المقاتلين التركمان خلال الحرب العالمية الثانية كانت مفعمة بأبيات من شعره، وبينها: "جميع قبائلنا من جميع الأركان تسير تحت ظل رايات الحق".
وأضاف بوتين أن مغتيمغولي فراغي دعا بإبداعاته الأدبية إلى النقاء والعدالة والمساواة في العلاقات بين البشر والأمم وإرساء المثل العليا للصداقة وحسن الجوار تاركا هذه الأفكار إلى الأجيال اللاحقة.
وشدد بوتين على أن كل هذا لا يزال قريبا ومفهوما للعقلاء في يومنا هذا ويحمل أهمية خاصة ومطلوب في الوضع الراهن الصعب، حيث يواجه العالم تهديدات غير مسبوقة تولدها الصدوع الحضارية والصراعات العرقية والدينة، فيما تدخل العلاقات الدولية عصر التغيير الجذري، ويتشكل نظام عالمي جديد يعكس تنوع العالم".
وأكد أن هذا التحول لا رجعة فيه، حيث تبرز مراكز نمو اقتصادي ونفوذ مالي وسياسي جديدة في الجنوب العالمي، تسعى إلى الحفاظ على السيادة والهوية الاجتماعية والثقافية وتعزيزها، وتبحث عن سبل للتنمية المتجانسة وفقا لتقاليدها وعلى أساس مصالحها الوطنية.
وقال: "الأغلبية الدولية التي تشكل روسيا جزءا منها تؤيد توزيعا أكثر إنصافا للخيرات، ومؤمنة بأن السلام العالمي والتنمية الشاملة لا يمكن ضمانهما إلا من بمراعاة آراء كل شعب واحترام حق كل دولة، ومسارها ونظرتها للعالم وتقاليدها وقيمها الدينية".
ووصل الرئيس بوتين إلى عشق آباد لحضور منتدى "العلاقة بين الأزمنة والحضارات" المنعقد بمناسبة الذكرى الـ300 لميلاد المفكر التركماني مخدوم قلي فراغي.
ويشارك في المنتدى قادة 11 دولة، ورؤساء منظمات دولية بينها "شنغهاي للتعاون"، و"رابطة الدول المستقلة"، و"التعاون الإسلامي
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: استضافة قمة اكتوبر الجاري الإتحاد الاقتصادي الأوراسي التراث العالمي التغيير الجذري الحرب العالمية الثانية الرئيس فلاديمير بوتين
إقرأ أيضاً:
رد غير مباشر على بغداد: دمشق تحتضن المعارضة العراقية للنظام السياسي - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
قدم أستاذ العلوم السياسية، خليفة التميمي، اليوم السبت (22 شباط 2025)، قراءة أكاديمية حول إمكانية استقطاب دمشق لقيادات عراقية معارضة للنظام السياسي في بغداد، موضحًا العوامل التي قد تؤثر على هذا التوجه. وأشار التميمي إلى أن زيارة بعض الشخصيات المعارضة العراقية للعاصمة السورية ولقاءها بنخب سياسية تعكس وجود تحركات ذات أبعاد سياسية، قد تحمل إشارات إلى إعادة رسم أدوار المعارضة العراقية على المستوى الإقليمي.
الملف السياسي وأهمية التوازن
تأتي هذه التطورات في ظل تحولات سياسية في سوريا، حيث بدأت قيادات جديدة تمسك بزمام القرار بعد الثامن من كانون الأول الماضي. وفقًا للتميمي، فإن استقطاب دمشق لهذه القيادات وتحولها إلى نقطة ارتكاز لنشاطها أمر محتمل، لكنه مرهون بموقف القوى الإقليمية والدولية، خاصة في ظل الضغوط الغربية على بغداد. كما أن العراق يسعى للحفاظ على توازن في علاقاته مع سوريا، تجنبًا لأي تصعيد دبلوماسي قد ينعكس سلبًا على مصالحه الاستراتيجية.
الأبعاد الاقتصادية وعراقيل تجارية
وبحسب مراقبين وعلى الصعيد الاقتصادي، فإن أي تحرك سياسي لدعم المعارضة العراقية في سوريا قد يواجه عقبات اقتصادية، لا سيما أن دمشق تخضع لعقوبات دولية تحدّ من قدرتها على تقديم دعم مالي أو لوجستي لأي طرف سياسي خارجي. العراق، من جانبه، يحاول تجنب التصعيد الاقتصادي مع الغرب عبر الحفاظ على قنوات تواصل دبلوماسية وتجارية متوازنة مع دمشق.
الأمن وتأثيرات محتملة
أمنيًا، يشير التميمي إلى أن استضافة دمشق لشخصيات معارضة قد يثير حساسية داخل العراق، خصوصًا مع استمرار التوترات الأمنية بين البلدين. كما أن أي نشاط سياسي معارض قد يضع دمشق أمام تحديات داخلية، خصوصًا مع تأثير القوى الغربية في صناعة القرار السوري خلال الأشهر الأخيرة.
الملف الدبلوماسي وموقف العراق دوليًا
تشير المعطيات إلى أن بغداد تتعرض لضغوط دبلوماسية لتحسين علاقاتها مع دمشق، لكنها في الوقت ذاته تحاول تجنب الدخول في أي تحالفات قد تفسر على أنها تحدٍ للغرب. التميمي أوضح أن الولايات المتحدة لا تزال تؤثر على القرار السوري، وهو ما يجعل أي تحركات سياسية في دمشق مرهونة بمواقف واشنطن وعلاقتها مع بغداد.
خطوة ضرورية لمصلحة العراق
في ظل هذه التوازنات، يرى التميمي أن العراق بحاجة إلى اتباع سياسة واقعية تضمن عدم تصعيد المواقف مع سوريا، وفي الوقت ذاته تمنع تحول دمشق إلى مركز معارضة مؤثر على استقرار بغداد. ويدعو إلى تعزيز القنوات الدبلوماسية لضبط أي تحركات قد تؤدي إلى تصعيد غير محسوب.
سيناريوهات متعددة
يبقى استقطاب دمشق للمعارضة العراقية احتمالًا قائمًا، لكنه يعتمد على مدى التغيرات في الموقف الدولي والإقليمي تجاه سوريا. في الوقت ذاته، يحاول العراق الموازنة بين الضغوط الغربية وحاجته إلى علاقات مستقرة مع دمشق، وهو ما يجعل المرحلة المقبلة مفتوحة على سيناريوهات متعددة، تتأثر بحسابات المصالح والقوى الفاعلة في المنطقة.
المصدر: بغداد اليوم+ وكالات