سودانايل:
2024-12-25@07:35:16 GMT

الرسالتان المهمتان في حديث حميدتي

تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT

هناك أسئلة مهمة تعتبر كمدخل لحديث حميدتي لابد من طرحها قبل الدخول في استخلاص الرسالتين: هل حميدتي بالفعل قتل أمام القصر الجمهوري؟ و إذا قتل من الشخص الذي يوجد في أبوظبي الآن، و طاف على عدد من الدول الأفريقية، و التقي بقيادات " تقدم" في أديس أبابا و وقع معهم الإعلان السياسي في أديس أبابا هل روبوت؟ و إذا لم يقتل و أن الشخص الذي يوجد في أبوظبي هو حميدتي بشحمه و لحمه معنى ذلك أن الحديث الذي قاله يجب التعامل معه بجدية.

. في كلا الحالتين أن الحديث غير المتزن الذي أدلى به يكون عدم الإتزان مقصودا، لأنه يحمل رسائل للدولة التي تستضيفه، بهدف أن القيادات السياسية في أبوظبي هي صاحبة الفكرة، و هي التي تريد أن ترسل الرسائل على لسان حميدتي، إذا كان هو شخصيا أو "روبوت"..
الرسالة الأولى تؤكد أن الأمارات قد وصلت إلي قناعة أن " الميليشيا" قد خسرت معركتها، و أن الجيش قريبا سوف ينتصر أنتصارا كاملا، و تبدأ مرحلة معاقبة الأمارات على فعلتها من خلال المؤسسات العدلية الدولية، لذلك نجد أن الأمارات و القوى الدولية التي وراءها بدأوا في البحث عن تخفيف الحكم على الأمارات، أو السعي من أجل تسوية بين البلدين.. نجد أن أمريكا قد أصدرت عقوبات على القوني باعتباره هو الذي كان يشتري السلاح من الخارج و يدفع به إلي الميليشيا داخل السودان و هي إشارة إلي أن الميليشيا هي التي كانت تشتري السلاح و ليس الأمارات.. أن الزج بأسم مصر بأن طيرانها هو الذي ضرب عناصر الميليشيا في منطقة "جبل موية" و كما ذكر حميدتي أن الجيش المصري كان داعما للجيش السوداني... تريد الأمارات من ذلك تقول أن هناك دولا كانت مشاركة في الحرب فعليا، و يجب أن تتحمل معها أي تكلفة.. القضية الثالثة حديث الرئيس التشادي في أحدى قرى تشاد على الحدود السودانية محذرا عدم التدخل في الشأن السوداني و نترك السودان لشأنه و لنا شأننا.. هي أيضا تعتبر تلميحا أن تشاد كانت مشاركة فعليا في الحرب.. هذه من أهم رسائل حميدتي و هي متعلقة بالأمارات، و معلوم تماما غير مسموح العمل السياسي و لا رسائل سياسية تتم من داخل الأمارات من قبل أي شخص أو مؤسسة سياسية أجنبية، إلا إذا كانت القيادات السياسية في هذه الدولة تسمح بذلك.. لماذا خرج حديث حميدتي مضطربا حتى يقال أنه حديث زعيم الميليشيا في حالة من الإضطراب النفسي بسبب الحرب، لذلك هو يتحدث بشكل غير مرتب و مضطرب و الذي يقوله نابع من حالة الإضطراب.. هي مسرحية وراءها المخابرات الأماراتية، و الرسائل في الحديث أماراتية 100%..
الرسالة الثانية.. قال حميدتي أن " الإتفاق الإطاري" كان سببا في الحرب، و تسببت فيه الدول الخرجية و أشار إلي " الرباعية" و التي تضم كل من " أمريكا و بريطانيا و السعودية و الأمارات" و أيضا أشار إلي الثلاثية و التي تضم " الإيغاد و الاتحاد الأفريقي و البعثة الأممية بقيادة فوكلر" و قال قلت لهم أن " الإتفاق الإطاري" كان سببا مباشرا في الحرب.. و هي أيضا رسالة من الأمارات ليست هي وراء الحرب في السودان، بل هناك دول عديدة هي التي وراء الحرب في السودان.. و تريد القيادة الأماراتية تقول أنها ليست وراء إشعال الحرب، و إذا كانت قد شاركت فيها بالدعم أو غيره مثلها مثل الآخرين، و يجب على الدول الأخرى أن تتحمل مسؤولياتها أيضا.. أن بحث الأمارات عن مخارج لها للتخفيف أو أن تتحمل المسؤولية مع الآخرين .. هاتان الرسالتان أهم ما جاء في حديث حميدتي و تؤكد أن الأمارات وصلت لقناعة أن دور الميليشيا قد أنتهى من ناحية أهداف المؤامرة على السودان..
أن حديث حميدتي أن " الإتفاق الإطاري" كان سببا وراء الحرب حيث كان يراد تطبيقه بضغط خارجي، هي رسالة مبطنة أيضا إلي قيادات " تقدم و قحت" أن دوركم المرتبط بالعلاقة مع الأمارات قد انتهى، و هي لن تكون داعمة لهذا الجانب، خاصة أن رئيس " تقدم" عبد الله حمدوك مرتبط بالأجندة الأماراتية باعتباره مقيما في هذه الدولة.. أن بعض قيادات المشروع الأماراتي الذين يبحثون عن تدخل من قبل "الاتحاد الأفريقي" يؤكد أن رسائل الأمارات قد وصلتهم قبل حديث حميدتي، لذلك بدأ بحثهم عن قوى جديدة مناصرة لهم، تتدخل عسكريا في السودان لكي ترفعهم للسلطة.. هؤلاء يجب أن يعرفوا أن دورهم السياسي انتهي في الأجندتين الخارجية و الداخلية.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: حدیث حمیدتی فی الحرب

إقرأ أيضاً:

من يدعم بقاء السودان موحدا هو من يدعم بقاء الدولة

بعض القوى السياسية من جماعة (تقدم) وتحديدا من عناصر فيهم أكثر تحالفا مع مليشيا الدعم السريع تسعى لتشكيل حكومة، هناك مقولة تهكمية في رواية (مزرعة الحيوان) ننسج على منوالها هذه العبارة: (كل جماعة تقدم حلفاء للدعم السريع إلا أن بعضهم أكثر تحالفا من الآخرين)، المقولة الأصلية هي (كل الحيوانات متساوية إلا أن بعض الحيوانات أكثر مساواة من الآخرين)، هي مقولة من القواعد التي وضعتها (الخنازير) بعد ثورتها التي صورها الأديب الإنجليزي الساخر جورج أورويل.

من المهم أن تبدأ هذه الجماعة مراجعات كبيرة وجذرية، فمن يرغب منهم في تشكيل حكومة موازية لحكومة السودان الواقعية والمعترف بها ليس بريئا من حالة عامة من غياب الرشد الوطني والتمادي بالصراع لأقصى مدى هذا نوع من إدمان حالة المعارضة والاحتجاج دون وعي وفكر. وهؤلاء لا يمكن لجماعة تقدم نكران أنهم جزء منها بأي حال.

الخطأ مركب يبدأ من مرحلة ما قبل الحرب، لأن السبب الرئيس للحرب هو تلك الممارسة السياسية السابقة للحرب. ممارسة دفعت التناقضات نحو مداها الأقصى، وهددت أمن البلاد وضربت مؤسساتها الأمنية، لقد كان مخططا كبيرا لم ينتبه له أولئك الناشطون الغارقون في حالة عصابية مرضية حول الكيزان والإسلاميين، حالة موروثة من زمن شارع المين بجامعة الخرطوم وقد ظنوا أن السودان هو شارع المين.

ثمة تحالف وتطابق في الخطاب وتفاهم عميق منذ بداية الحرب بين الدعم السريع وجماعة تقدم، واليوم ومع بروز تناقضات داخل هذا التحالف بين من يدعو لتشكيل حكومة وبين من يرفض ذلك، فإننا أمام حالة خطيرة ونتيجة منطقية للسردية الخاطئة منذ بداية الحرب.
الحرب اليوم بتعريفها الشامل هي حرب الدولة ضد اللادولة، آيدلوجيا الدولة دفاعية استيعابية للجميع وتري فيها تنوع السودان كله، ولم تنقطع فيها حتى سبل الوصل مع من يظن بهم أنهم من حواضن للمليشيا، هذه حقيقة ملموسة. أما آيدلوجيا المليشيا هجومية عنيفة عنصرية غارقة في خطاب الكراهية، وتجد تبريراتها في خطاب قديم مستهلك يسمى خطاب (المظلومية والهامش).

من يدعم بقاء السودان موحدا هو من يدعم بقاء الدولة، وكيفما كانت تسميته للأمور: وقف الحرب، بناء السلام، النصر…الخ، أو غير ذلك المهم أنه يتخذ موقفا يدعم مؤسسة الدولة القائمة منحازا لها، من يتباعد عن هذا الموقف ويردد دعاية الدعم السريع وأسياده في الإقليم فإنه يدعم تفكيك السودان وحصاره.

نفهم جيدا كيف يمكن أن يستخدم مشروع المليشيا غير الوطني تناقضات الواقع، والأبعاد الاجتماعية والعرقية والإثنية، لكنه يسيء فهمها ويضعها في سياق مضلل هادفا لتفكيك الدولة وهناك إرث وأدبيات كثيره تساعده في ذلك، لكننا أيضا نفهم أن التناقض الرئيس ليس تناقضا حول العرق والإثنية بل حول ماهو وطني وما ليس وطني، بكل المعاني التي تثيرها هذه العبارات.

عليه ومهما عقدوا الأمور بحكومة وهمية للمليشيا مدعومة من الخارج، ومهما فعلوا سيظل السودان يقاتل من أجل سيادته وحريته ووطنيته والواقع يقول أن دارفور نفسها ليست ملكا للمليشيا، وأن الضعين نفسها هي جزء من السودان الذي يجب أن يتحرر ويستقل ويمتلك سيادته عزيزا حرا بلا وصاية.
والله أكبر والعزة للسودان.

هشام عثمان الشواني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الشاهد جيل ثورة ديسمبر الذي هزم انقلاب 25 أكتوبر 2021 بلا انحناء
  • حرب السودان.. جهود دولية إنسانية دون حل في الأفق
  • من يدعم بقاء السودان موحدا هو من يدعم بقاء الدولة
  • ما الذي يمكن خسارته من تشكيل حكومة مدنية موازية لحكومة بورتسودان؟
  • على قادة هذه الميليشيا التوقف عن قتل السودانيين وتشريدهم
  • السودان واستغلال الفرص
  • وزير الزراعة يدحض بالأرقام التقارير التي تروج للمجاعة بالسودان
  • الحرية المصري: حديث الرئيس بأكاديمية الشرطة اتسم بالمكاشفة بشأن التحديات التي تواجه الوطن
  • التأكيد على استثناء الجامعات والكليات التي ليس لها إدارة ومركز لإستخراج الشهادات داخل السودان من القبول القادم
  • حوار مع صديقي ال ChatGPT الحلقة (71)