مدارس شمال سوريا تبدأ عامها الجديد بلا كتب
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
إدلب- تعصف أزمة نقص الكتب المدرسية بمدارس الشمال السوري، مما يرهق الطلاب والمعلمين والأهالي على حد سواء، وهي مشكلة متجددة تهدد بتدهور العملية التعليمية.
ويقول أحمد عبد الله، وهو مدرّس في إحدى مدارس إدلب، إن العام الدراسي انطلق منذ نحو أسبوعين ولا توجد حتى الآن كتب مدرسية، وهذا يسبب معاناة كبيرة للمعلمين لأنهم يضطرون لكتابة الدروس والوظائف على السبورة ومن ثم ينقلها التلاميذ في دفاترهم، وهو ما يتطلب وقتا طويلا ويتسبب في تأخير إنجاز الخطة الدراسية.
وبعدم توفر كتب ودفاتر في كثير من الأحيان أيضا، لا يستطيع عبد الله وزملاؤه إلزام التلاميذ بتنفيذ واجباتهم المدرسية، ويقول للجزيرة نت إن هذا سيؤدي لتأخرهم دراسيا لأن هذه المرحلة التعليمية بالصفوف الأربعة الأولى تُعد مرحلة التأسيس للطلاب وتؤثر بمستوياتهم طوال مسيرتهم التعليمية.
وفي حديث للجزيرة نت، أرجع عمار العوض، معاون رئيس إدارة التوجيه التربوي بمديرية التربية والتعليم في إدلب، مشكلة نقص الكتب إلى عدة أسباب، أهمها الإقبال الكبير على المدارس بعد إطلاق حملة "العودة للمدرسة" التي أتت من مبدأ حق الطفل في التعليم لما له من أثر إيجابي بتحفيز الطلاب على انطلاقة جديدة في هذا العام الدراسي.
وأشار إلى أن عدد الطلاب زاد في هذا العام بشكل كبير وتوقع أن يصل إلى 600 ألف طالب، وذلك لعدة أسباب هي:
دخول عدد كبير من المغتربين السوريين من الخارج إلى مناطق شمال سوريا. دخول عدد من السوريين أيضا من مناطق سيطرة النظام. عودة عدد كبير من المتسربين من الطلاب إلى المدرسة. انتهاء العام الدراسي الماضي بعدم توفر أي كتاب لهذه السنة. يحتاج الطالب في المرحلة الأولى إلى كتاب جديد حصرا لارتباط عمله بالخطة الدراسية بشكل مباشر.وعن أهم الصعوبات التي تواجههم جراء ذلك، يشير العوض إلى التعامل مع أعداد الطلاب الضخمة، وعدم وجود طابعة خاصة بمديرية التربية تستطيع طباعة هذا العدد الكبير من الكتب المدرسية، بالإضافة للتكلفة الكبيرة التي تصل لما يقارب 4 ملايين دولار.
وأكد أنهم يسعون لتعزيز فكرة تزويد الكتاب المدرسي بدعم من المنظمات العاملة والشريكة في مجال التعليم والجهات المانحة، كما أنهم تلقوا وعدا من جمعية "قطر الخيرية" لتأمين عدد كبير من الكتب المدرسية التي ستساعد في استمرار العملية التعليمية.
وحسب المسؤول العوض، انتهى العام الماضي بإحصاء 530 ألف طالب ومن المتوقع أن يصل عددهم هذه السنة إلى 600 ألف، و"بالتالي يلزمنا 600 ألف نسخة من الكتاب لكل طالب" في المراحل التعليمية الثلاث.
وعن العوائق التي تمنع مديرية التربية والتعليم من طباعة الكتب، أوضح أنهم يفتقرون لوجود طابعات مختصة لطابعة الكتب بالإضافة لتكلفتها العالية وعدم توفر المديرية على الميزانية اللازمة لها.
وتمنى التعاون بين كل الشركاء العاملين في المجال التربوي من المنظمات الإنسانية والجهات الحكومية لتأمين كل مستلزمات الطفل التعليمية "حتى لا يفوته قطار التعليم ويقع في فجوة لن يستطيع رأبها أبدا في المستقبل".
بدوره، قال مدرس اللغة العربية حسن الآغا -للجزيرة نت- إن نقص الكتب يشكل تحديا ضخما في إنجاز العملية التعليمية التي تقوم على المعلم والطالب والصفوف والكتاب.
وفي حال نقص أي مكون، يضيف، سينتج خللا يعرقل العملية كلها، وخاصة نقص الكتب التي تُعد الركيزة الأساسية التي يعول عليها الطالب في فهم المقررات ومتابعة الدروس والقيام بإجراءات تطبيقية في المنزل.
وأشار الآغا إلى أن عدم توفر الكتب سيتسبب في عدم فهم الدروس وعدم متابعتها، كما يؤثر سلبا في نفوس الطلاب فسرعان ما سيشعرون بالنقص والتململ الذي سيؤدي إلى تركهم المدارس وتسربهم، مما "يقضي على مستقبل العشرات منهم ويوسع دائرة الأمية".
ونوه إلى أن نقص الكتب المدرسية يؤثر على نفسية المعلمين أيضا، لأنه سيقضي على مساحة الإبداع العلمي لديهم في إعطاء الدروس وسيؤثر سلبا في تقييم مستويات التلاميذ العلمية.
من جانبه، يقف ماهر الحسن الذي يسكن في مخيمات "مشهد روحين" ولديه 5 أطفال في المدارس، عاجزا عن شراء نسخ من الكتب لهم بسبب ارتفاع ثمنها في المكتبات الخاصة حيث يصل سعر النسخة إلى 15 دولارا، وبذلك يلزمه نحو 75 دولارا بالإضافة إلى تكاليف القرطاسية والواجبات المدرسية، وهو لا يملك منها ليرة واحدة، كما قال للجزيرة نت.
وأضاف أن إصابته جراء الحرب جعلته لا يستطيع العمل. ومع تخفيف دعم المخيمات، أصبح عاجزا عن تأمين احتياجاتهم، وإذا لم يحصل على الكتب المدرسية مجانا فلن يستطيع شراءها.
من جهته، أفاد مدير فريق "منسقو استجابة سوريا" محمد حلاج، أن أكثر من 2.3 مليون طفل تسربوا من المدارس في سوريا بينهم 386 ألفا في شمال غرب البلاد و84 ألفا داخل المخيمات، ومعظمهم تسرب من التعليم جراء عوامل مختلفة أبرزها التوجه للعمل نتيجة ارتفاع تكلفة المعيشة وعدم قدرة الأهالي على تأمين المستلزمات الدراسية.
وأضاف حلاج للجزيرة نت، أن هجمات النظام السوري وروسيا أخرجت مئات المدارس عن الخدمة حيث بلغ عدد المدمرة منها أكثر من 891، بينها 266 منشأة تعليمية في شمال غرب سوريا خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
وحسب حلاج، فإن مخيمات النازحين التي تضم أكثر من مليوني نازح، لا تحتوي أكثر من 66% منها (1011 مخيما) على نقاط تعليمية أو مدارس، حيث يضطر الأطفال إلى قطع مسافات طويلة في عوامل جوية مختلفة للحصول على التعليم، ويضاف إلى ذلك معاناة نقص الكتب المدرسية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الکتب المدرسیة للجزیرة نت نقص الکتب کبیر من أکثر من
إقرأ أيضاً:
سوريا.. الجيش الإسرائيلي يتوغل بالجنوب ولبنان يغلق معابر حدودية
واصلت القوات الإسرائيلية، تحركاتها في الجنوب السوري، حيث “توغلت مجددا، ليل في منطقة حوض اليرموك بالريف الغربي لمحافظة درعا”، وفق ما أفادت وسائل إعلام سورية.
وأفادت شبكة “درعا 24” الإخبارية المحلية “بأن قوة من الجيش الإسرائيلي، مؤلفة من آليات وعربات، توغلت في الأطراف الشمالية لقرية معرية في منطقة حوض اليرموك”.
وأشارت الشبكة في أخبار، أوردها تلفزيون سوريا، “إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي المتمركزة في ثكنة الجزيرة العسكرية على أطراف القرية، أطلقت قنابل مضيئة في سماء المنطقة”.
وجاء ذلك تزاما مع “تحليق طيران الاستطلاع الإسرائيلي في أجواء حوض اليرموك وعدة بلدات أخرى في محافظتي درعا والقنيطرة، واستمر التحليق لأكثر من ساعة”.
وفي وقت سابق، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان “بأنه منذ بداية شهر مارس الجاري، نفذت القوات الإسرائيلية سلسلة من العمليات العسكرية التي شملت اقتحام مواقع عسكرية، تفتيش المنازل، واعتقال المدنيين، بالإضافة إلى استهداف مخازن الأسلحة، في مناطق ريفي درعا والقنيطرة بسوريا وفق استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى منع أي تمركز عسكري بالقرب من حدودها”.
وفي سياق متصل، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان “بأن 12 عنصرا من وزارة الدفاع السورية أصيبوا، أمس السبت، في ضربات جوية إسرائيلية على مطار تدمر العسكري ومنطقة t4.
وقالت المرصد: “أصيب 12 عناصرا من فرقة البادية التابعة للواء 118 في وزارة الدفاع السورية، نتيجة استهداف الطيران الإسرائيلي لمطار تدمر العسكري ومنطقة مطار t4 بأكثر من 15 غارة، عند منتصف ليل الجمعة-السبت”.
وأشار المرصد إلى أن “الضربات الجوية استهدفت مواقع وهنغارات داخل مطار تدمر العسكري كانت تستخدمها الميليشيات الإيرانية خلال تواجدها في سوريا”.
وأضاف أن “الضربات أدت إلى تدمير مدرج المطار وإخراجه عن الخدمة”.
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان فإنه “منذ مطلع العام الجاري استهدفت إسرائيل الأراضي السورية 32 مرة، 30 منها جوية و2 برية، وأسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير نحو 41 هدفا ما بين مستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات”.
الأمن العام السوري يلقي القبض على مسؤول سابق مقرب من ماهر الأسد
أفادت وكالة “سانا” بأن “إدارة الأمن العام السوري بمحافظة دير الزور ألقت القبض على “العميد عبد الكريم أحمد الحمادة” المقرب من “ماهر الأسد” شقيق الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
وذكرت الوكالة أن “الحمادة كان يشغل منصب مدير إدارة ملف التسوية مع النظام البائد، بالإضافة لكونه مستشارا ومسؤولا عن التنسيق بين ضباط النظام البائد وقيادات الحرس الثوري الإيراني”.
الجيش اللبناني يعلن إغلاق 4 معابر غير شرعية على الحدود مع سوريا
أعلن الجيش اللبناني، السبت، “إغلاق 4 معابر غير شرعية على الحدود مع سوريا في منطقتي مشاريع القاع والقصر-الهرمل”.
وجاء في بيان الجيش اللبناني: “ضمن إطار مكافحة أعمال التسلل والتهريب عبر الحدود الشمالية والشرقية، أغلقت وحدة من الجيش أربعة معابر غير شرعية في منطقتي مشاريع القاع والقصر-الهرمل”.
ووفقا لما أوردته الوكالة الوطنية للإعلام “أعلن الجيش اللبناني، يوم الخميس الماضي،إغلاق ثلاثة معابر غير شرعية مع سوريا أيضا في منطقة القاع، ومنطقتي المشرفة والدورة-الهرمل”.
مسؤول عراقي: 16 ألف مواطن لا يزالون في مخيم الهول شمال شرقي سوريا
قال مسؤول في الأمن القومي العراقي، “إن هناك 16 ألف عراقي لا يزالون داخل مخيم الهول في ريف الحسكة شمال شرقي سوريا والذي تديره “الإدارة الذاتية”.
وأضاف رئيس اللجنة الوطنية لتنفيذ استراتيجية مكافحة التطرف العنيف التابعة للأمن القومي علي عبد الله، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية يوم الجمعة، “أن هناك جهودا تبذل لاستعادة العراقيين من المخيم”.
وأفاد المسؤول العراقي “بأنه على الدول الأخرى إعادة رعاياها نظرا لأن استمرار وجودهم في المخيم يشكل تهديدا لأمن المنطقة”.
وأوضح أن “عمليات إعادة العراقيين من مخيم الهول مستمرة حيث يستقبل مخيم الجدعة أعدادا كبيرة من العائدين”، مشيرا “إلى أنهم يعملون على تسهيل إدماجهم وإعادتهم إلى مناطقهم الأصلية”.
وأشار إلى أن “بغداد اتخذت قرارا بإغلاق جميع المخيمات في العراق ما دفع اللجنة الوطنية إلى وضع خطط وبرامج لدعم هذا القرار، حيث سيتم تنفيذ هذه البرامج خلال عام 2025 لضمان دمج العائدين في مجتمعاتهم الأصلية”.
وفي الثاني عشر من الشهر الجاري، “استعادت السلطات العراقية أكثر من 160 عائلة من ذوي “تنظيم داعش” في مخيم الهول بريف الحسكة”.
هذا “ويقع مخيم الهول في ريف محافظة الحسكة ويضم أكثر من 15600 نازح سوري موزعين على 4300 عائلة، إضافة إلى نحو 15 ألف لاجئ عراقي ينتمون إلى 4330 عائلة، كما يضم المخيم 6389 شخصا من 45 جنسية مختلفة، وشهدت عمليات إخراج العائلات العراقية من المخيم تصاعدا ملحوظا منذ نهاية العام 2024، حيث سيرت “الإدارة الذاتية” في 24 فبراير الدفعة الخامسة خلال عام 2025، والتي شملت 167 أسرة تضم نحو 618 شخصا، وفي 8 فبراير غادرت 155 عائلة عراقية تضم 569 شخصا، المخيم باتجاه العراق، بينما خرجت 86 عائلة عراقية بلغ عدد أفرادها 500 شخص مطلع الشهر ذاته”.