صحيفة التغيير السودانية:
2025-02-01@20:20:19 GMT

هل اكتملت حرب الوكالة في السودان؟

تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT

هل اكتملت حرب الوكالة في السودان؟

صلاح شعيب

*إلى أي مدى يمكن القول إن صراع جيش الحركة الإسلامية والدعم السريع قد خرج من بين إرادتهما، وأصبح حرب وكالة تشارك فيها جهات إقليمية ودولية؟..

الحقيقة أنه حتى قبل الحرب كانت هناك أطراف خارجية متورطة في التدخل عند فترة ما بعد نجاح ثورة ديسمبر. شاهدنا دول مصر، وإثيوبيا، والإمارات، تحاول قدر المستطاع التأثير في الجيش، وكذلك في قادة المدنيين.

وأثناء حكومة حمدوك لاحظنا أن واشنطن دخلت على الخط بطرق متعددة، وكذلك الاتحاد الأوروبي، خصوصا دول الترويكا. وبعد الحرب حاولت أنجمينا، وجوبا، التأثير، وكذلك استمرّت محاولات التأثير من الدول التي تدخلت منذ بدايات الانتقال، ولاحقاً تركيا، وإيران، وروسيا، ودول أخرى.

هناك وجهات نظر سودانية، وخارجية، تقول إن الحرب قد فلتت من الطرفين، وبالتالي ما دامت تحتاج إلى الدعم العسكري المتواصل من الدول المالكة للمال، والسلاح، فإن الطرفين سوف يستجيبان لشروطها في الحاضر، والمستقبل.

السودان منذ استقلاله ظل محط أنظار دوله المجاورة الطامعة، وكذلك العالم الرأسمالي الإمبريالي. بل إنه هو ذاته يتدخل ليغير أنظمة في الدول المستضعفة من حوله. إنه يتدخل لتغيير حكومات تشاد، وإثيوبيا، وإريتريا، ويوغندا، وأفريقيا الوسطى. ولا ننسى أنه حاول تغيير القيادة المصرية بمحاولة لاغتيال حسني مبارك. العالم متداخل بمصالح استراتيجية في المنظور القريب، والبعيد. وبالاقتصاد، والثقافة، والمذهب الديني أحياناً، يتكتل، ويحترب.

ولذلك بخلاف أن أوضاعنا السياسية تأثرت منذ الاستقلال بالأوضاع الجيوبوليتيكية، فإن الحرب الدائرة الآن ليست بدعاً. فالسلاح، والمال، اللذان تحتاج إليهما الحرب يتطلب من الطرفين السماح باستمرار هذين التدخلين الإقليمي والدولي.

الموارد الاقتصادية الكثيفة للسودان، وتنوعه الديني والإثني، تعد من المحفزات الأساسية لأسباب التوتر الذي جعل الحروب سمة أساسية لطبيعة الدولة المركزية السودانية.

والآن مع اشتداد حاجة الأطراف الخارجية لهذه الموارد، والاستقطاب الأيديولوجي، الذي تتورط فيه بعضها بعضاً، تسير حرب السودان نحو مرحلة جديدة من التصعيد في ظل غياب الدور الوطني المجمع عليه سودانياً.

*إلى أي مدى تستطيع نخبنا توظيف الزمن لخلق معادلة جديدة في الحرب لتوقفها؟ (-) سؤال لا تستطيع النخب السودانية اعتماد الصدق التام للإجابة عنه. فمن ناحية يغرق اليمين واليسار في تفتت حزبي عقيم لا علاقة له بالقواعد المدينية، والريفية، ولا حتى بمجموع القواعد الطبقية، أو الثقافية، أو الدينية المذهبية. فالمطروح لمعالجة الحرب في وسائل الإعلام الكلاسيكية، ووسائط الميديا الحديثة، نوع من التفاف أبناء الطبقة الوسطى، ورموزها حول القضايا الملحة التي أفضت إلى الحرب. وبالتالي يحاولون دفع الرأي العام إلى الاحتماء بتقوقعاته الجغرافية، والأيدلوجية، والمذهبية.

أما الجدية المطلوبة لمقاربة قضايا الحرب وافتراض حلول نظرية موضوعية تصطدم دائماً بالاحتيال المتعالم على الرأي العام في الإنترنت.

أما القيادات الحزبية في اليمين، واليسار، والوسط، ونسبة لافتقارها إلى طرح فكري يستجيب لكل تطلعات القواعد السودانية تاريخياً، فإن طرحها لحلول الحرب يصطدم بحيثيات غير جوهرية لا تحرك ساكن الفشل الحزبي المركزي المستدام.

الجوهري لحل معضلة الحرب، واستعادة المبادرة السودانية، في مقابل المبادرات الخارجية بتدخلاتها الواضحة، والمستترة، هو توحيد الرأي العام. والحال هكذا فإن اكتمال كل متطلبات حرب الوكالة سيقسم الرأي العام. وبالتالي سوف يكون تفضيله لهذا المعسكر، أو ذاك، نمطاً جديداً من الولاء الجديد للسودانيين نحو الخارج. ذلك بعد أن أصبح الداخل لا نفع كثيراً فيه، ومكبل بانحيازاته الإثنية. على أن الحل المفتاحي للحرب سيبدأ بتوحيد الرأي العام. وللأسف لا توجد أي بوادر في هذا المنحى غير عراك معظم السودانيين في الإنترنت عند كل ثانية.

suanajok@gmail.com

الوسومصلاح شعيب

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: صلاح شعيب الرأی العام

إقرأ أيضاً:

الفيلم السوداني «الخرطوم» يشارك في مهرجانين بأمريكا وألمانيا 

 

شارك الفيلم الوثائقي السوداني «الخرطوم» في مسابقة مهرجان «صن دانس» وبالولايات المتحدة وينتظر مشاركته في مهرجان برلين بالمانيا في الخامس عشر من فبراير ضمن افلام البانوراما.

خاص _  التغيير

ويروي الفيلم قصة خمس شخصيات في مدينة واحدة، لبلد في حالة حرب. وتتكون الشخصيات من موظف حكومي، بائعة شاي، متطوع في لجنة مقاومة، وطفلان من الشارع.

وكتب موقع الفيلم على الإنترنت معرفا بطبيعته: خمس قصص من السودان تتشابك معًا بحثًا عن الحرية من خلال الأحلام المتحركة، وثورات الشوارع، وحرب من العاصمة الخرطوم للهروب إلى شرق أفريقيا.

الفيلم من إخراج كل من أنس سعيد، راوية الحاج، إبراهيم سنوبي، تيماء محمد أحمد، والمخرج البريطاني فيل كوكس.

وسبق لفيل كوكس أن زار السودان لتصوير فيلم سبايدرمان وهو ما دفعه وشجعه لتصوير عمل آخر بالشراكة بينه وبين «سودان فيلم فاكتوري ) ليتم طرح طلبات على الإنترنت ويفوز فيلم الخرطوم بالموافقة.

ويتحدث الفيلم عن خمس شخصيات أوكلت لكل مخرج مهمة إخراج شخصية واحدة، وجمع قيل كوكس قصص كل المخرجين الخمسة في فيلم واحد. ويتكون فريق العمل من عدة جنسيات من السودان وبريطانيا وكينيا و فلسطين وغيرها. وبدأ تصوير الفيلم قبل وبعد حرب السودان واستغرق ثلاث سنوات، وأنجز العمل بجزئية كبيرة قبل اندلاع الحرب في الخرطوم .

تقول راوية لـ «التغيير»  وهي أحد مخرجي الفيلم: قامت الخطة على الإنتهاء من التصوير في مايو 2023 غير أن الحرب بدلت كل التفاصيل، وفقدنا التواصل كمخرجين مع بعضنا البعض وكذلك مع شركاء المشروع، وأضافت “لجأ أحد المخرجين إلى دولة كينيا ونجح في التواصل مع فيل وشركة الإنتاج ثم وصلنا نيروبي وقمنا بعمل ورشة لدراسة امكانية مواصلة الفيلم”. وتضيف: “كان القرار صعبا علينا لأننا فقدنا جزءاُ كبيراُ من المعلومات وكان ذلك تحدياً كبيراُ، واتصلنا بشركاء المشروع وقرر الجميع المواصلة. وتابعت: لم أجد طريقه لأتواصل مع الأطفال والمشاركين في الفيلم لانقطاع الاتصالات بالخرطوم وسيطرة الدعم السريع على منطقتهم، وبعد شهرين من البحث وجدناهم ونجحنا في اخراجهم لكينيا بعض رحله متعبة مرورا بمدينة بورتسودان شرقي البلاد.

واستخدم فريق الفيلم العديد من التقنيات اهمها تقنيه الشاشة الخضراء لاعادة القصص وخضع المشاركون لجلسات معالجه نفسية لمعالجه صدمات الحرب لتساعد فريق العمل في أن يحكوا قصه نجاتهم من الحرب وذكرياتها المؤلمة.

ويقام مهرجان صندانس في الولايات المتحدة الأمريكية وهو من أكبر المهرجانات السينمائية حيث وافق المنظمون على مشاركه فيلم الخرطوم في المسابقة الرسمية والتي تضم افلاما طويلة وقصيرة ودراما وغيرها، وشارك الفيلم السوداني ضمن قائمه الأفلام الوثائقية.

وقامت فكرة تصوير فيلم الخرطوم في الأساس على أنها حكايات من المدينة تعرض للعالم بصورة إنسانية وتعكس أسرار العاصمة التي تضم كل أهل السودان واستعراض المدينة من منظور اخر غير مرئي.

تواصل المخرجة راوية حديثها لـ «التغيير» بقولها : بعد التغييرات التي حدثت بعد الحرب أردنا إيصال رسالة مفادها أن من قٌتلوا في الخرطوم أشخاص كانت لهم حيوات وقصص إنسانية وليسوا مجرد أرقام للوفيات تذاع في نشرات الأخبار وهو ما حاولنا عكسه في الفيلم مشاركتنا في المهرجان.

الوسومإنترنت سودان فاكتوري فيلم مسابقة

مقالات مشابهة

  • هل انقلبت موازين القوى في حرب السودان؟
  • عادل الباز يكتب: سياسة ترمب تجاه السودان
  • جامعة الخرطوم تستأنف مسيرة العطاء
  • الفيلم السوداني «الخرطوم» يشارك في مهرجانين بأمريكا وألمانيا 
  • مقال الرزيقي
  • تداعيات الحرب السودانية تفاقم معاناة جبال النوبة
  • الإعيسر يبحث مع المشرفين على مشروع حماية التراث الحي في السودان سبل حماية الآثار السودانية
  • ثورة الكرامة.. ثورة مائة الف شهيد
  • البزري: الرأي العام يتوقع حكومة ترضي طموحات اللبنانيين
  • الوثائقي «الخرطوم» أول فيلم عن السودان في مهرجان سندانس الأميركي