ريف دمشق-سانا

وسط حضور جماهيري كبير وروح رياضية تنافسية عالية بين المتسابقين اختتمت منافسات المرحلة الثالثة والأخيرة من بطولة سورية لسباقات السرعة والدريفت لموسم 2023 التي نظمها نادي السيارات السوري، بالتعاون مع وزارة السياحة على حلبة صيدنايا في ريف دمشق.

وأحرز المتسابق أحمد كريزان بطولة الدريفت مسجلاً 320 نقطة بعد منافسة كبيرة مع شقيقه محمد كريزان الذي تأخر عنه بفارق 5 نقاط فقط ليحل وصيفاً، وجاء ملاذ السمان بالمركز الثالث بفارق 7 نقاط عن المتسابق عمرو حمشو الذي حل رابعاً.

ونال أنس قادري صدارة المرحلة الأخيرة من بطولة سباقات السرعة، مسجلاً 1.57.38 دقيقة بفارق أقل من ثلاث ثوان عن معاذ مهايني الذي حل ثانياً وجاء ثالثاً المتسابق مازن النجار مسجلاً 2.6.11 دقيقة تلاه محمد منذر منصور بزمن 2.8.11 دقيقة.

وفي منافسات الفئات نال أنس قادري صدارة الفئة 12، ومحمد منذر منصور الفئة 9، ومازن النجار الفئة 8، وإبراهيم زعويط الفئة 5، ومحمد الكسم الفئة الثانية، وزاهر دحكول الفئة الأولى.

سامر خضر نائب رئيس مجلس إدارة نادي السيارات السوري أوضح في تصريح لـ سانا أهمية هذه السباقات، نظرا لقوة المنافسة التي تشهدها والحضور الجماهيري الذي يرافق السباق، لافتا إلى أن كوادر النادي كانت منذ بداية الموسم خلية عمل متكاملة من حيث تأمين التجهيزات للسلامة والأمان للمتسابقين، إضافة إلى إعداد جيل جديد من فئة الشباب المتطوعين لتنظيم السباقات وإدارتها بالشكل المطلوب.

وأشار خضر إلى المستوى الفني الجيد للمتسابقين والذي بات معروفاً لدى العديد من الدول المهتمة برياضة السيارات، حيث تبذل جهود كبيرة للتغلب على العوائق التي تواجههم لتجهيز سياراتهم للسباق وما يرافق هذا التجهيز من توفير مواد أساسية يصعب توفيرها في الظروف الحالية، وكل ذلك بهدف المحافظة على المستوى الفني المتميز الذي وصلوا إليه.

باسم حسن رئيس دائرة الترويج بمديرية سياحة ريف دمشق أكد في تصريح مماثل أهمية الشراكة مع نادي السيارات السوري في رعاية الأنشطة الرياضية التي يقوم بها النادي سنوياً، وفي مقدمتها سباقات السرعة والدريفت، إضافة للبطولات الأخرى كبطولات الجامعات والسباقات الإلكترونية، مشيراً في الوقت ذاته إلى الحدث الأبرز والذي توقف في السنوات الماضية، وهو (رالي اكتشف سورية) الذي يعد بوابة لتنشيط السياحة في سورية مع نية لإعادة إحيائه في قادمات الأيام.

المتسابقون المشاركون أجمعوا أن التنافس كان قويا بين الجميع، وكان متقارباً نسبياً، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن رياضة المحركات تتطور من موسم لآخر، وأصبح لها شريحة كبيرة من المتابعين مع ازدياد ممارسيها، مبدين استعدادهم لرفع وتيرة التحضيرات في الفترة القادمة لخوض منافسات الموسم القادم بقوة.

هناء صقور

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

سورية بعد السقوط.. غياب التذمر لا يعني رضا الناس

يمانيون ـ  محمد محسن الجوهري*

اعتاد السوريون في ظل حكم نظام الأسد، على التذمر العلني من سوء الخدمات وتدهور الوضع المعيشي، وقد تجلى ذلك في إعلامهم ومسلسلاتهم، والمسرحيات الساخرة، وكافة أشكال الإنتاج الفني والثقافي. كان النقد الشعبي طبيعياً حتى ضمن المساحات الضيقة المتاحة، لأن المواطن كان يؤمن أن له حقاً في حياة أفضل. وكانت دمشق وحلب واللاذقية وسائر المدن تردد، بشكل مباشر أو رمزي، مطالب تحسين المعيشة وتوفير الحد الأقصى من الرفاهية التي تحظى بها مناطق أخرى في العالم.

لكن منذ ديسمبر 2024، حين فرضت الجماعات التكفيرية سيطرتها الكاملة على سورية، تغيّر المشهد جذرياً. لم يعد التذمر الشعبي موجوداً، لا لأن المشاكل اختفت، بل لأن الخوف عمّ، والصمت أصبح قانوناً غير مكتوب. بات السوري يمرّ على أزمات مضاعفة في الكهرباء، والماء، والدواء، وانهيار العملة، وانعدام فرص العمل، دون أن ينبس ببنت شفة. فالشكوى لم تعد رأيًا شخصيًا، بل “جريمة” تُعرّض صاحبها للاعتقال أو الاختفاء.

وقد وثّقت منظمات حقوق الإنسان، خلال الأشهر التي تلت هذا التحول، الآلاف من حالات الاعتقال والتنكيل بأشخاص لمجرد نشرهم مقطعًا يوثق معاناة الناس في الطوابير أو صعوبة الحصول على الخبز والوقود. في مناطق الجنوب والشمال والشرق، من درعا حتى القامشلي، باتت الحياة خاضعة لحسابات الولاء والسكوت، لا للقانون أو حتى الرحمة.

فقد ألغيت المحاكم المدنية، واستبدلت بمحاكم شرعية تعتمد تفسيرات متطرفة، لا تعترف بالحقوق الفردية. أُغلقت مراكز الفن والموسيقى، وتوقفت الصحف والمجلات، ولم يعد في الأفق صوت ينقل معاناة الناس أو يحاول التعبير عنها، ولو على استحياء.

يُضاف إلى ذلك أن التعليم انهار بالكامل، حيث فرضت الجماعات التكفيرية مناهج دينية صارمة، وألغت المواد العلمية أو خفّضت نسبتها، ما ترك جيلاً كاملاً خارج نطاق العالم الحديث. وبدلاً من الجامعات والبحوث، بات الطلاب يُلقنون العقيدة ومفاهيم الطاعة، تحت أعين رقابة مسلحة.

واليوم، يعيش المواطن السوري في كل شبر من البلاد تحت معادلة واحدة: إن نجوت اليوم، فأنت محظوظ. لم تعد الحياة تتعلق بتحسين المستوى المعيشي، أو المطالبة بحقوق، أو حتى الحلم بمستقبل، بل بالنجاة اليومية من بطش المسلحين، ومن عقوبات متقلبة لا تُعرف أسبابها.

لقد أصبح غياب التذمر نفسه دليلاً على حجم الرعب، لا على الرضا. فمن يرفع صوته، يُقطع رزقه أو يُنتزع من أهله. ومن يكتب رأيًا، قد لا يعود إلى منزله. ومن يحاول النقد، يجد مصيره على أعتاب محاكم لا تعرف الرحمة.

أمام هذه التحولات، لم تعد الحياة اليومية في سورية تُشبه أي شيء مما كان عليه قبل 2024. حتى سنوات الحرب الأولى كانت أقل قسوة على النفس والكرامة. ما نعيشه اليوم هو نموذج قهر شامل، قتل الشخصية السورية التي كانت يومًا ما محبة للحياة، ساخرة، ناقدة، باحثة عن فسحة أمل.

الشارع السوري اليوم صامت. لا لأن الحياة صارت أفضل، بل لأن الصمت صار وسيلة النجاة الوحيدة.

 

* المقال يعبر عن رأي الكاتب

مقالات مشابهة

  • انطلاق بطولة الجمهورية للكبار لكرة السرعة بالقاهرة
  • إنتاج تركيا الصناعي يواصل الانكماش مسجلا أدنى مستوى في 4 أشهر
  • التضخم في مصر يعود للارتفاع مسجلا 13.6% خلال مارس الماضي
  • خروج الرتل الثاني لقوات سورية الديمقراطية من حلب
  • بسبب الدولار والأونصة..الذهب في مصر يقفز 60 جنيها مسجلا 4410 جنيهات للجرام
  • سورية بعد السقوط.. غياب التذمر لا يعني رضا الناس
  • إزالة الحواجز الإسمنتية والأسلاك الشائكة التي وضعها النظام البائد أمام “فرع فلسطين” بدمشق وتسهيل حركة الآليات والمركبات أمام السائقين
  • عمومية القوى تضع ملامح المرحلة القادمة وتقر خططا تطويرية واسعة
  • سباقات الهجن يوقع اتفاقية رعاية مع أوكسي عُمان للسنة الحادية عشرة
  • بعد التخفيضات الأخيرة.. أسعار ومواصفات هافال جوليون موديل 2025