إطلاق دليل استرشادي يوضح ضوابط تطبيق نمط الدوام الجزئي في الحكومة الاتحادية
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
أعلنت الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، مؤخراً، إطلاق الدليل الاسترشادي الخاص بتطبيق نمط الدوام الجزئي، على مستوى الحكومة الاتحادية في دولة الإمارات العربية المتحدة، باعتباره أحد أنماط التوظيف الأربعة، المعتمدة في قانون الموارد البشرية في الحكومة الاتحادية، وهي (الدوام الكامل، والدوام الجزئي، والعمل المؤقت، والعمل المرن).
وفي هذا الصدد أكدت سعادة ليلى عبيد السويدي مدير عام الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية أن “الهيئة” عززت تجربة الدوام الجزئي بدليل استرشادي خاص، يوضح الضوابط والتفاصيل المرتبطة بكيفية تطبيق هذا النمط في الحكومة الاتحادية، بما لا يتعارض مع أحكام قانون الموارد البشرية في الحكومة الاتحادية ولائحته التنفيذية.
وأوضحت سعادتها أن الدليل يهدف إلى تنظيم إجراءات وآليات احتساب الأجور والإجازات والترقيات والمزايا الأخرى للموظفين العاملين وفق هذا النمط، وتزويد الوزارات والجهات الاتحادية بآليات تعيين الموظفين لديها وفقه، حسب الأصول الواردة في اللائحة التنفيذية لقانون الموارد البشرية.
كما أشارت سعادتها الى أنه جاري التنسيق حالياً مع الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية، بشأن تحديد الأمور المتعلقة بتسجيل الموظفين بنمط الدوام الجزئي لديها، والذي سيُطبق في الربع الرابع من العام 2024، على المواطنين الذين يعملون بنمط الدوام الجزئي في الحكومة الاتحادية، والذين لم يسبق لهم الالتحاق بسوق العمل في جهات العمل التي تخضع لمظلة الهيئة العامة للمعاشات، على أن يتم التطبيق في المرحلة الثانية على بقية المشتركين في الربع الثاني من عام 2025.
وذكرت أن تطبيق نمط الدوام الجزئي، يعكس المرونة التي توفرها تشريعات الموارد البشرية، ويعزز توجهات الدولة نحو حوكمة متطلبات العمل المستقبلي، واستقطاب أصحاب المهارات والكفاءات والحفاظ عليهم، كما يعزز كفاءة منظومة الموارد البشرية على مستوى حكومة الإمارات.
واعتبرت سعادة ليلى السويدي نمط التوظيف الجزئي إضافة نوعية ترسخ نهج الاستباقية، والقدرة على التكيف، وتدعم التوجهات المستقبلية لدولة الإمارات ومستهدفات رؤية “نحن الإمارات 2031″ التي تركز على بناء المنظومة الأكثر ريادة وتفوقاً من خلال تعزيز الأداء الحكومي، وتطوير أفضل نماذج العمل المرنة التي تسهم في تحقيق أفضل النتائج، وبناء أفضل نموذج لإدارة الموارد البشرية والكفاءات الحكومية.
ويعد نمط الدوام الجزئي مواكباً للمتغيرات المتسارعة التي تطرأ على بيئة العمل، ويتبنى الاتجاهات الجديدة والمستقبلية في العمل الحكومي، والتي دفعت بالعديد من المؤسسات حول العالم لتبني نظم عمل جديدة ومرنة.
تعزيز مرونة سوق العمل
بدوره أكد سعادة يونس حاجي الخوري وكيل وزارة المالية أهمية إطلاق الدليل الاسترشادي للدوام الجزئي، في تعزيز مرونة سوق العمل، ودفع عجلة التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن هذا الإطلاق يمثل خطوة نوعية نحو مستقبل عمل أكثر مرونة، حيث يوسع آفاق التوظيف، ويوفر فرصاً جديدة أمام شرائح واسعة من المجتمع، مما يسهم في زيادة الإنتاجية وتقليل التكاليف وتعزيز الكفاءة. كما أن هذا النمط من التوظيف يساعد في استقطاب الكفاءات مما يعزز تنافسية الاقتصاد الوطني.”
وأضاف سعادته: “إن الدوام الجزئي ليس مجرد خيار توظيفي جديد، بل هو أيضاً استثمار في مستقبل اقتصادنا، إذ يسهم في تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية، ويدعم نمو القطاعات الاقتصادية المختلفة، ويسهم في تحقيق رؤية “نحن الإمارات 2031″ في بناء اقتصاد مستدام ومبني على المعرفة”.
قرار “المعاشات والتأمينات الاجتماعية”
من جانبه قال سعادة فراس عبد الكريم الرمحي، المدير العام للهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية إن مجلس إدارة الهيئة أصدر قراراً بشمول العاملين بنمط الدوام الجزئي بأحكام قوانين المعاشات، وقد حدد هذا القرار نطاق سريانه على المواطنين الذين يعملون بنمط الدوام الجزئي لدى صاحب عمل واحد، كما حدد آلية احتساب راتب حساب الاشتراك المعدّل، وراتب حساب المعاش بالنسبة للمؤمن عليه بنمط الدوام الجزئي.
وأوضح أن هذا القرار سيُطبق في الربع الرابع من العام الجاري، على المواطنين الذين يعملون بنمط الدوام الجزئي في الحكومة الاتحادية والجهات الحكومية المحلية، الذين لم يسبق لهم الالتحاق بسوق العمل في جهات العمل التي تقع تحت مظلة الهيئة العامة للمعاشات، على أن يتم التطبيق في المرحلة الثانية على بقية المشتركين في الربع الثاني من العام 2025.
وأشار سعادته إلى أن الموظف الذي يعمل بنمط الدوام الجزئي يتمتع بنفس حقوق الموظف بنمط الدوام الكامل من حيث المنافع التي يقررها قانون المعاشات والتأمينات الاجتماعية، وأن توسيع نطاق شموله على القطاع الخاص سيكون في مرحلة لاحقة.
ورش تعريفية
وفي تعميم خاص، أكدت الهيئة أنها بصدد عقد سلسلة ورش عمل افتراضية؛ لشرح دليل الدوام الجزئي في الحكومة، خلال أكتوبر ونوفمبر، بمشاركة ممثلين من شركائها في تطبيق نمط الدوام الجزئي (وزارة المالية، وهيئة المعاشات والتأمينات الاجتماعية)، حيث تستهدف مديري ومسؤولي الموارد البشرية في الوزارات والجهات الاتحادية؛ لضمان التطبيق السليم للدليل، وتعريف الجهات بآليات تعيين الموظفين لديها بنمط الدوام الجزئي، وفق الأصول الواردة في اللائحة التنفيذية لقانون الموارد البشرية، من حيث كيفية احتساب (الراتب الشهري، والإجازات المستحقة، والترقيات، والمزايا الأخرى..).
نمط الدوام الجزئي
يعتبر الدوام الجزئي أحد أنماط التوظيف التي حددها قانون الموارد البشرية في الحكومة الاتحادية، وهو: العمل لدى جهة اتحادية لعدد محدد من ساعات العمل، أو الأيام المقررة للعمل، سواءً من مقر العمل، أو عن بعد، أو نمط العمل الهجين، بناءً على عقد التوظيف، أو ما يتم الاتفاق عليه بين الجهة الاتحادية والموظف.
المرونة في أنواع العمل
يجوز للجهة الاتحادية في الحالات الاستثنائية اختيار أحد أنواع العمل المناسبة للموظفين المعينين وفق نمط التوظيف الجزئي، أو الجمع بينها، وفق ضوابط محددة، ومنها: (الدوام الجزئي عن بعد داخل الدولة، والدوام الجزئي عن بعد من خارج الدولة، والدوام الجزئي الهجين بينهما، أي من مقر العمل وعن بعد من داخل الدولة).
نهاية الخدمة
يسجل الموظف المواطن الذي يعمل بنمط الدوام الجزئي، في صندوق التقاعد المعتمد لدى الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية عن جهة واحدة يعمل بها بالدوام الجزئي، مشتركة في الصندوق، ولو تعددت جهات العمل بالنسبة له.
يستحق الموظف غير المواطن الذي يعمل بالدوام الجزئي، مكافأة نهاية خدمة، وفق الآلية المحددة في قانون الموارد البشرية في الحكومة الاتحادية ولائحته التنفيذية، كنسبة وتناسب من الراتب الأساسي المقرر لدرجته الوظيفية التي يشغلها، شريطة ألا تقل مدة خدمته في الجهة الاتحادية عن سنة واحدة متصلة.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
«التطوع البيئي» بوابة المجتمع لاستدامة الموارد الطبيعية
هالة الخياط (أبوظبي)
يشكّل الوعي المجتمعي البيئي في دولة الإمارات ركيزة مهمة من ركائز العمل البيئي ورافداً قوياً، حملت مسؤوليته كفاءات مجتمعية، تدرك أهمية الدور الذي يقوم به الفرد لمواجهة التحديات البيئية، من خلال مبادرات تطوعية تساهم في زيادة المسطحات الخضراء. وفي عام المجتمع، الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، دعوة لكل من يعتبر الإمارات وطناً له، أن يكون مساهماً فاعلاً في المجتمع من خلال الخدمة المجتمعية، والتطوع، والمبادرات المؤثرة التي ترسّخ ثقافة المسؤولية المشتركة وتدفع عجلة التقدم الجماعي.
يمثل العمل التطوعي إحدى الدعائم المهمة لجهود دولة الإمارات في الحفاظ على البيئة والتصدي لمتغيرات المناخ، حيث تحرص الدولة على تعزيز المسؤولية المجتمعية، وترسيخ فكرة العمل التطوعي في المجال البيئي، بما يرفع مساهمة جميع أفراد المجتمع في الحفاظ على البيئة وحمايتها، لضمان مستقبل صحي وآمن للأجيال الحالية والقادمة.
وترتكز الجهود التطوعية في دولة الإمارات على مبدأ إشراك الجميع، كلٌ في مجاله وتخصّصه، لتوسيع دائرة خدمة المجتمع، وتعد الإمارات من أوائل الدول في العالم التي سنّت قوانين تهدف إلى تشجيع ثقافة العمل التطوعي وتنظيمه، واعتماد مرجعية موحدة له، بعدما أقرّت قانوناً اتحادياً بشأن العمل التطوعي، حدّدت فيه الشروط الواجب توفرها في المتطوع الطبيعي، وشروط وضوابط تطوع الأشخاص الاعتباريين، بالإضافة إلى تحديد شروط تطوع الأشخاص الزائرين للدولة.
وانطلاقاً من أهمية مفهوم التطوع للمجتمع الإماراتي، اعتمد مجلس الوزراء في 2022، مبادرة حملة «الإمارات نظيفة»، التي أطلقتها وزارة تنمية المجتمع آنذاك ووزارة التغير المناخي والبيئة، توافقاً مع حملة السياحة الوطنية الداخلية «أجمل شتاء في العالم»، بهدف تنظيف الوجهات السياحية في الدولة، وذلك بالتعاون مع مجموعة عمل الإمارات للبيئة.
وجاءت الحملة في سياق مبادرة تطوعية لتعزيز الجهود التطوعية للجهات الحكومية الاتحادية وكافة أفراد المجتمع وأسرهم من مختلف الفئات والأعمار، لتحقيق المشاركة المجتمعية الواسعة في الأعمال التطوعية، من أجل تنظيف الأماكن والوجهات السياحية الممتدة على مستوى إمارات ومناطق الدولة، بما يؤكد روح المواطنة الإيجابية، ويجسد الموروث الإماراتي الأصيل وحب الوطن.
أخبار ذات صلة "عام المجتمع" يرسخ التقاليد الإماراتية العريقة الإمارات وإندونيسيا تبحثان تعزيز التعاون الثنائي
ونجحت حملة «الإمارات نظيفة» في غرس ممارسات اجتماعية بيئية بين كافة شرائح المجتمع للمحافظة على البيئة، وتبني تطبيقات عملية مستدامة، كما نجحت الحملة في تشجيع كافة الأفراد على المبادرة الإيجابية لخدمة المجتمع، وتعزيز روح العمل التطوعي على نطاق أوسع، والمحافظة على قيم الثقافة البيئية.
وتحرص قيادة دولة الإمارات على ترسيخ، مفاهيم العمل البيئي لتحقيق الاستدامة في المجتمع، وتأتي مستهدفات البرنامج الوطني «ازرع الإمارات» تأكيداً على إيمان القيادة بأهمية دور أفراد المجتمع في دعم توجهات الدولة لتحقيق التنمية الزراعية وتعزيز معدلات الأمن الغذائي الوطني المستدام.
ويستهدف «ازرع الإمارات» تشجيع المجتمع المحلي على الإنتاج الذاتي المنزلي لأهم المنتجات الزراعية، وتوسيع الرقعة الخضراء في الدولة، ودعم جهود الحفاظ على البيئة، وتعزيز المساهمة الفعالة للمنتجات المحلية في خفض البصمة الكربونية كمنتجات طازجة. وتحرص دولة الإمارات على تنظيم فعاليات سنوية معنيّة بموضوع التشجير وزيادة المساحات الخضراء، بحيث يتم من خلالها تكثيف جهود تشجير الأراضي بأيادي المتطوعين الذين يدركون أهمية المساهمات المجتمعية في تعزيز الاستدامة وتزيين المدن.
مبادرات
أطلقت الإمارات عدداً من المبادرات لحماية البيئة منها «مهرجان الإمارات الأخضر»، و«معاً نحو بيئة أفضل»، و«معاً من أجل بيئة خضراء»، بالإضافة إلى برنامج الماراثون البيئي لطلاب المدارس الحكومية والخاصة وغيرها من المبادرات وذلك ضمن جهودها للحفاظ على البيئة. وأطلقت مجموعة عمل الإمارات للبيئة حملة الإمارات نظيفة، بهدف غرس الممارسات المستدامة بين مختلف شرائح وقطاعات المجتمع في دولة الإمارات، والتشجيع على الزراعة والتشجير وزيادة المساحات الخضراء، وقد نجحت برامج التشجير الحضرية، التي أطلقتها المجموعة في زراعة 2.114.316 شجرة محلية في دولة الإمارات. كما أتاحت هيئة البيئة - أبوظبي الفرصة أمام الراغبين في تقديم الدعم والمساهمة في حماية البيئة للتطوع ضمن أربعة برامج، تتمثل في برنامج «المواطن الأخضر»، وبرنامج المراقب البيئي للشباب «مرشد»، وبرنامج «الخبير الأخضر»، و«المجلس الأخضر للشباب».
دعائم
تشجع «الهيئة» العمل التطوعي في المجال البيئي باعتباره إحدى الدعائم الرئيسية للحفاظ على البيئة والتصدي لتغير المناخ. وتسعى الهيئة إلى تعزيز المسؤولية المجتمعية من خلال الإشراف على تنفيذ أربعة برامج تطوعية تهدف إلى تمكين أفراد المجتمع من المساهمة في الحفاظ على البيئة وحمايتها، بما يضمن مستقبلاً مستداماً للأجيال الحالية والقادمة. وتندرج برامج التطوع البيئي تحت منصة «ناها» التي أطلقتها الهيئة، وتهدف إلى تحويل نوايا العمل البيئي إلى إجراءات ملموسة ومؤثرة، حيث توفر هذه المنصة الفرص للشباب وأفراد المجتمع للانخراط في الأنشطة، التي تحفّز العمل من أجل تحقيق أفضل الممارسات المستدامة. وأكدت الهيئة أن منصة «ناها» هي مجتمع ينمو ويجمع بين الاستدامة والمعرفة والعمل المشترك