“بيت الخير” تنظّم دورة “فن الإصغاء واحترافية التعامل مع المراجعين”
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
نظّمت “بيت الخير” دورة تدريبية بعنوان “فن الإصغاء واحترافية التعامل مع المراجعين”، بالتعاون مع مركز “وايد فيو للتدريب”، حيث استهدفت مجموعة من الموظفين الذين لهم علاقات مباشرة بجمهور المراجعين في مختلف الأقسام والأفرع، وذلك في فندق الجداف روتانا.
وسعت الدورة التي استمرت على مدار ثلاثة أيام، وقدّمها الدكتور حسن أبو ليلى، إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، وأبرزها، تمكين المشاركين من مهارات التواصل والتعامل وامتلاك المهارة المتميزة في الإصغاء وتطبيقها في خدمة المراجعين، بالإضافة إلى تعلم كيفية بناء علاقات قوية ومستدامة مع المراجعين والعملاء والشركاء وتطوير مهارات إدارة العلاقات العامة والتواصل الفعال مع مختلف فئات المراجعين، وتعلم كيفية التعامل مع الشكاوى والتحفظات من المراجعين بشكل فعال ومهني، وكذلك تطوير مهارات حل المشكلات والتعامل مع المواقف الصعبة وتحويلها إلى فرص لتعزيز العلاقات مع المراجعين.
وتناولت الدورة طبيعة وخصائص الخدمة وأساليب تقديمها للجمهور، كما تم تدريب المشاركين على فنون استخدام الأساليب الفعالة والمرضية للتعامل مع شكاوى وملاحظات الجمهور والرد على استفساراتهم وتساؤلاتهم بما يحقق الرضى والقبول من النتائج المحققة. كما تضمنت الدورة عرض نماذج لعدد من الشكاوى والمعوقات التي يمكن أن تواجه المتدرب في تعامله مع الجمهور، وتم طرح المرئيات والآراء حول كيفية المواجهة والحل من قبل المشاركين في الدورة.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
“قوة التخلي”: نحو تحرّر من القيود النفسية والمادية
“قوة التخلي”: نحو تحرّر من #القيود_النفسية والمادية
د. #أمل_نصير
تتزايد الضغوط النفسية والاجتماعية، وتتصارع التوقعات والطموحات في العالم اليوم، من هنا يبرز كتاب ( #قوة_التخلي ) للمؤلف جون بوركيس مرشدا نفسيا يدعو إلى إعادة النظر في طريقة تفكيرنا، وعلاقتنا بما نملكه، ونرتبط به.
يقدم بوركيس رؤية مختلفة، مفادها أن التخلي لا يعني الضعف أو الخسارة، بل هو مهارة وفضيلة تتيح لنا التحرر من الماضي والانفتاح على المستقبل بمرونة وسلام داخلي.
يناقش الكتاب ظاهرة التعلّق بالأشياء والأشخاص، والمفاهيم، بدءًا من العلاقات والمعتقدات، وصولًا إلى المشاعر السلبية والأهداف التي فقدت قيمتها.
يرى بوركيس أن هذا التعلّق يشكل عائقًا أمام النمو الشخصي، بينما يمثل التخلي خطوة حاسمة نحو الحرية النفسية والوضوح الذهني.
يتناول الكاتب مظاهر متعددة للتخلي، من أبرزها: التخلي عن الرغبة في التحكم، اذ يشير إلى أن وهم السيطرة المطلقة يولّد توترًا دائمًا، بينما يساعد تقبل التغيير والمجهول في تهدئة النفس. كما يسلط الضوء على ضرورة التحرر من الماضي، خاصة الذكريات المؤلمة، فالتصالح مع التجارب السابقة والتعلم منها يمنح الإنسان طاقة جديدة للنمو.
يبرز الكتاب أهمية التخلي عن العلاقات السامة، والأشخاص الذين يتسببون لنا بالأذى العاطفي، مؤكدًا أن الحفاظ على الذات أولى من التمسك بما يؤذينا. كذلك، يحذر من الانغماس في التوقعات والمقارنات الاجتماعية التي تؤدي إلى فقدان الرضا، داعيًا إلى التركيز على الذات، وتقدير الإنجازات الشخصية دون انتظار التقدير الخارجي.
يولي بوركيس اهتمامًا خاصًا لمفهوم الكمالية، معتبرًا إياها فخًا نفسيًا يؤدي إلى القلق والتوتر المستمر. ويشجع على تقبّل العيوب الإنسانية والتركيز على التحسين الواقعي، بدلاً من البحث عن المثالية المطلقة.
يستعرض الكتاب فوائد عديدة لفن التخلي، منها: راحة البال، والتوازن النفسي، وتحسين العلاقات، وفتح المجال أمام فرص وتجارب جديدة. ويؤكد أن التخلي لا يُقصَد به اللامبالاة، بل هو قرار واعٍ لتحرير النفس من ما لم يعد يخدمها.
ان ممارسة التخلي تبدأ من الداخل، من خلال التأمل والتفكر، اذ يساعدان على تهدئة العقل، وتوسيع الوعي. كما أن التعبير عن المشاعر، خاصة عبر الكتابة، يمثل وسيلة فعالة لفهم الذات، والتعامل مع المخاوف الداخلية. ويقترح الكاتب أيضًا إعادة تقييم ما نتمسك به بطرح أسئلة بسيطة مثل: هل هذا يخدمني أم يعيقني؟بالإضافة إلى أهمية التسامح مع الذات والآخرين، والتخلي عن الغضب والاستياء.
ومن الوسائل الجوهرية لتحقيق التخلي: التركيز على اللحظة الحاضرة، والتوقف عن اجترار الماضي أو القلق بشأن المستقبل. فالحياة الحقيقية تكمن في “الآن”، والعيش فيها هو مفتاح التحرر والسلام.
قوة التخلي ليس مجرد كتاب، بل هو دعوة عميقة لإعادة اكتشاف الذات، وتحريرها من القيود النفسية والمادية التي كبّلتها لسنوات. إنه تذكير بأن القوة الحقيقية لا تكمن في التمسك، بل في التحرر الواعي من كل ما لم يعد نافعًا. فالتخلي ليس هروبًا من الواقع، بل شجاعة في مواجهته بروح جديدة.