إياتا: نمو ملحوظ في مسار الشحن الجوي بين الشرق الأوسط وأوروبا
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
أعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا”، خلال تقرير صادر عنه حول مؤشرات الشحن الجوي العالمي، حيث حققت شركات الطيران في الشرق الأوسط نمواً سنوياً بنسبة 13.5% في الطلب على الشحن الجوي خلال شهر أغسطس.
فيما سجّل مسار الشحن بين الشرق الأوسط وأوروبا أداءً جيداً على وجه التحديد، مع تحقيق نمو ملحوظ بنسبة 28.9%، متفوقاً على سوق الشحن بين الشرق الأوسط وآسيا التي سجّلت نمواً بنسبة 13.
وشهدت شركات الطيران في منطقة آسيا والمحيط الهادئ نمواً بواقع 14.6% في الطلب على الشحن الجوي على أساس سنوي في شهر أغسطس، وهو الأداء الأقوى في جميع المناطق. وارتفع الطلب على المسارات الواصلة بين أفريقيا وآسيا، وآسيا وأوروبا، وضمن آسيا بواقع 21.2% و18.4% و16.1% على التوالي. وقد تراجع نمو الطلب على المسارات ضمن الدول الآسيوية بواقع 5.0 نقطة مئوية عن الشهر السابق، وهو ما يعزى جزئياً إلى الاضطرابات الاجتماعية في بنغلاديش وإعصار شانشان في اليابان، اللذين أثّرا على العمليات التشغيلية اللوجستية في كل من الدولتين، بما يشمل إغلاق المطارات وإلغاء الرحلات. كما زادت سعة الشحن في المنطقة بنسبة 8.6% على أساس سنوي.
كما شهدت شركات الطيران في أمريكا الشمالية نمواً سنوياً بواقع 4.8% في الطلب على الشحن الجوي في شهر أغسطس، وهو الأداء الأضعف في جميع المناطق. وارتفع النمو في الطلب على المسار التجاري بين آسيا وأمريكا الشمالية، المسار الأكبر من حيث الحجم، بنسبة 9.3% على أساس سنوي، في حين كانت الزيادة متواضعة بواقع 6.1% في مسار الشحن بين أمريكا الشمالية وأوروبا. وقد زادت سعة الشحن في أمريكا الشمالية خلال شهر أغسطس بنسبة 2.4% على أساس سنوي.
من جانبها، شهدت شركات الطيران الأوروبية نمواً سنوياً بنسبة 13.5% في الطلب على الشحن الجوي خلال شهر أغسطس. وسجل النمو في الطلب على المسار التجاري بين الشرق الأوسط وأوروبا أعلى المستويات ضمن مسارات الشركات الأوروبية، مرتفعاً بنسبة 28.9%، ليواصل بذلك تسجيل نمو من خانتين منذ سبتمبر 2023. أما المسار التجاري بين آسيا وأوروبا، ثاني أكبر مسار، فشهد نمواً في الطلب بنسبة 18.4%، كما حقق مسار الشحن ضمن أوروبا نمواً من خانتين بنسبة 15.0%. وزادت سعة الشحن أيضاً لدى شركات الطيران الأوروبية في شهر أغسطس بنسبة 9.4% على أساس سنوي.
فيما سجلت شركات الطيران في أمريكا الجنوبية نمواً بنسبة 14.2% على أساس سنوي في الطلب على الشحن الجوي خلال شهر أغسطس، مع زيادة السعة بنسبة 8.0% على أساس سنوي.
كما سجلت شركات الطيران الأفريقية نمواً بنسبة 7.5% على أساس سنوي في الطلب على الشحن الجوي خلال شهر أغسطس، في حين ارتفع الطلب في سوق الشحن بين أفريقيا وآسيا بنسبة 21.1% مقارنة بشهر أغسطس لعام 2023، ليحافظ على سجل مستمر من النمو المؤلف من خانتين على أساس سنوي منذ النصف الثاني لعام 2023. وزادت سعة الشحن أيضاً في شهر أغسطس بنسبة 11.4% على أساس سنوي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشحن الجوي شركات الطيران
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط يتجه نحو واقع جيوسياسي مختلف عن السابق.. البراغماتية هي الحل
نشرت مجلة "ناشيونال إنترست" تقريرًا يناقش التحولات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، مؤكدة أن قادة المنطقة بدأوا باعتماد سياسات أكثر براغماتية، لكن الطريق مازال طويلا لتحقيق الاستقرار.
وقالت المجلة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الكثير من الدماء سالت خلال المحاولات العديدة الفاشلة لإنشاء "شرق أوسط جديد"، لكن المؤشرات الحالية تدل على أن المنطقة قد تتجه نحو واقع جيوسياسي مختلف عن السابق.
وأضافت أن قادة المنطقة أصبحوا بعد الحرب الأخيرة بين الخصمين اللدودين إيران و"إسرائيل" أكثر تقبلا لفكرة أن الشرق الأوسط المليء بالصراعات لا يتناسب مع استراتيجياتهم الكبرى أو مصالحهم الوطنية، وهذه القناعة بدأت تشكل ببطء شرق أوسط جديد.
واعتبرت المجلة أن هذا المخاض ليس سهلا على الإطلاق، فالصراع في السودان يعد المثال الأبرز على أن المنافسة الإقليمية ما زالت تتحول إلى صراعات دموية في بعض في دول العالم العربي. وقد كان هذا هو الحال في الآونة الأخيرة في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين واليمن وليبيا وتونس.
وترى المجلة أن تل أبيب وطهران أثبتتا براعتهما في خلق ساحات للتنافس على بسط النفوذ، تمامًا مثلما تواصل دول الخليج، على غرار الإمارات العربية المتحدة، محاربة أي مظهر من مظاهر الديمقراطية خوفًا من وصول الإسلاميين للحكم.
وأشارت المجلة إلى أن هذه الديناميكيات لن تتغير بين عشية وضحاها، لكن بعض الأحداث تثبت أن هناك تحولات جوهرية، ومنها انتهاء حصار قطر، وجهود دول الخليج للتطبيع مع نظام الأسد السابق، ووقف إطلاق النار في اليمن بين التحالف الذي تقوده السعودية والحوثيين، واتفاق التطبيع بين السعودية وإيران.
"براغماتية قاسية"
وحسب المجلة، تعكس كل هذه الأحداث رغبة براغماتية في التركيز على التنمية الاقتصادية من خلال التعاون، وتمثل نقاط تحول رئيسية بعيدًا عن الصراعات وفترة الربيع العربي المضطربة التي حارب فيها المستبدون مطالب التغيير.
وتابعت المجلة بأن هجمات حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر عززت التحول نحو "البراغماتية القاسية". ورغم تخوف العديد من الخبراء والمسؤولين من أن تؤدي حرب غزة إلى صراع إقليمي كبير، إلا أن حجم التوتر لم يرقَ إلى مستوى أسوأ التوقعات، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تخلي قادة الشرق الأوسط عن السياسات الصفرية، حسب المجلة.
وانعكاسًا لهذه الديناميكية، جرى نوع من التقارب بين السعودية وإيران، وقد شدّدا على أهمية استقرار الوضع ومنع توسع النزاع.
وأوضحت المجلة أن التعاون يتجاوز المصلحة المشتركة في منع نشوب حرب إقليمية تضر بالجميع، حيث تشهد المنطقة أيضا توسعا ملحوظا في التعاون الدبلوماسي والاقتصادي. ويتجلى ذلك بشكل خاص على الساحة السورية، حيث تهتم دول المنطقة بشكل كبير بنجاح حكومة تصريف الأعمال السورية الجديدة، وتعمل دول الخليج بشكل منسق على دعم العملية الانتقالية من خلال الاستثمار في إعادة إعمار البلاد، والدعوة إلى رفع العقوبات.
وحتى الخصوم التقليديون، أي تركيا وقطر من جهة، والسعودية من جهة أخرى، يبدو أنهم عازمون على ضمان حصول دمشق على الدعم الاقتصادي والدبلوماسي والعسكري الذي تحتاجه في الفترة الحالية، وفقا للمجلة.
التعاون العسكري
أضافت المجلة أن التعاون العسكري يحمل أيضًا مؤشرات واعدة على البراغماتية والتعاون الإقليمي الضروريين لدفع عجلة التنمية والاستقرار. فقد عملت تركيا مع السعودية والإمارات على إبرام صفقات عسكرية واقتصادية في السنوات الأخيرة؛ وقد حصلت أنقرة على استثمارات من دول الخليج الغنية لدعم اقتصادها المتعثر، بينما حصلت الدول الخليجية على التكنولوجيا والمعدات العسكرية من قطاع الصناعات الدفاعية المتنامي في تركيا وسط القيود الأمريكية في ظل إدارة بايدن.
جاء ذلك في أعقاب سنوات من التوتر -حسب المجلة-، حيث كانت تركيا وقطر تدعمان حركات الإسلام السياسي، ما شكّل مصدر إزعاج لعدة دول، وقد ردت السعودية وحلفاؤها بحصار قطر، لكن كل هذه الدول تنسق فيما بينها حاليا لتحقيق المصالح المشتركة.
هل تستقر المنطقة؟
ترى المجلة رغم كل هذا التقارب أن المنطقة بعيدة كل البعد عن الاستقرار الكامل، حيث لا توجد دولتان في الشرق الأوسط متوافقتان تمامًا في كل القضايا، فالرياض وأبوظبي تتنافسان بحدة على مستوى الاقتصاد والاستثمارات، كما أن التنافس السعودي الإيراني لم ينتهِ بعد رغم المصافحات الودية وإحياء الكتلة المؤيدة لفلسطين، ولا تزال تركيا تُتهم بـ"العثمانية الجديدة"، خاصة مع نفوذها في سوريا ما بعد الأسد.
وختمت المجلة بأن التغيير الإيجابي يستغرق وقتًا طويلًا، لكن من الواضح أن قادة المنطقة يأملون ببداية عصر جديد في الشرق الأوسط، عصر يقوم على التنمية الاقتصادية والتعاون التجاري والاستقرار، وهي طموحات في متناول أيديهم إذا اختاروا المضي قدما في هذا المسار.