أفغان ضحايا الإدمان.. إرث أميركي تعالجه طالبان بالقرآن
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
كابل- يقول المثل الأفغاني "من يملك الصحة يملك الأمل، ومن يملك الأمل يملك كل شيء"، لكن 5 عقود من الحروب والصراعات راكمت قتلى ومعاقين، وأفرزت تشردا ونزوحا وهجرة وبطالة وفقرا وحرمانا.
جروح غائرة طغت على المشهد الأفغاني الذي ظل نازفا، لم يسلم منها إلا القليل النادر، فلا توجد عائلة أفغانية لا يوجد فيها قتيل أو معاق أو يتيم أو من عانى مرارة النزوح والهجرة؛ حالة جعلت أكثر من 3.
هذه الملايين التي افترستها آفة الإدمان تعتبرها حركة طالبان التي عادت إلى حكم أفغانستان في 18 أغسطس/آب 2021 "إرثا بغيضا" للاحتلال الأميركي للبلاد الذي دام 20 عاما تضاعفت خلالها أعداد المدمنين، رجالا ونساء وحتى فتيانا وأطفالا في مناطق متفرقة من البلاد خصوصا بين اللاجئين الأفغان العائدين من إيران وباكستان.
مشاهد من الماضيالمشاهد المأساوية لمظاهر الإدمان والمدمنين وأماكن تجمهم باتت جزءا من الماضي بعد عودة حركة طالبان إلى الحكم، لكنها لا تزال حاضرة في ذاكرة سكان العاصمة كابل.
ففي جولة نهارية في كابل، قال عبد الله مرافقي الأفغاني مشيرا إلى جسر "بول إي سوختا" أو الجسر المحروق غربي العاصمة "إن هذا الجسر كان أحد أوكار مدمني المخدرات الذين اعتادوا التجمع أسفله بالمئات يجلسون في وضع القرفصاء محدقين بين أكوام القمامة والحقن والفضلات".
امتدت أماكن تجمع المدمنين إلى حديقة "شهر ناو باك" إحدى أكبر حدائق العاصمة الأفغانية وأشهرها -كما يقول عبد الله- لدرجة أن الناس العاديين لا يستطيعون زيارة هذه الحديقة بسهولة حتى في النهار.
يلتقط السائق أمير خان طرف الحديث قائلا إن الخوف كان ينتاب المشاة وحتى السائقين لدى مرورهم بالقرب من أماكن تعاطي المخدرات خشية تعرضهم للاعتداء من قبل المدمنين الذين اعتادوا السرقة والسطو على الطرق الرئيسة بالمدينة للحصول على أموال لشراء ما أدمنوا تعاطيه من مواد مخدرة.
ويتابع قائلا إن المدمنين كانوا يقطعون طريق الناس في الشوارع، ويهددونهم بالسكاكين ويأخذون أموالهم بالقوة، ويهاجمون المارة، وخاصة النساء والفتيات، في وضح النهار ويستولون على الحليّ والهواتف المحمولة أو غيرها من المقتنيات الثمينة. ومع تزايد أعداد مدمني المخدرات زادت السرقات وحتى السطو على المنازل، فلا يأمن أحد ترك باب منزله مفتوحا.
مشاهد ضحايا الإدمان ظلت مألوفة لسكان العاصمة كابل الذين اعتادوا رؤية مظاهر الألم والمعاناة والفقر والتشرد والعوز الناجم عن الإدمان على أرصفة المدينة، حيث تقتل الجرعات الزائدة من المخدرات والبرد نحو 150 في كل شهر، أي بمعدل 5 وفيات يوميا. وأحيانا بات مشهد جثث أولئك الذين تناولوا جرعة زائدة مشهدا ليس بالغريب.
على الرغم من شح الإمكانات تكرس حكومة طالبان جهودها لعلاج المدمنين وتأهيلهم (الجزيرة)هذه المشاهد لم يعد لها أثر كما يجمع على ذلك من التقيناهم من سكان العاصمة الأفغانية، وهو ما تأكد بالتجوال في ساعات متفرقة نهارا وليلا في شوارع العاصمة، فخلال نحو أسبوعين أمضيتهما هناك لم ألحظ أيا من تلك المشاهد سواء أسفل "الجسر المحروق" أو "جسر الموت" أو في الحدائق الأخرى، أو حتى بين دفتي نهر كابل الذي يعاني الجفاف وكان قد اتخذ منه بعض المدمنين وكرا لهم.
حضن التأهيلبناء على أمر مولوي هبة الله آخوند زاده، زعيم "الإمارة الإسلامية"، أنشئت لجنة لجمع المدمنين، ضمت وزارات الداخلية والصحة العامة والعمل والشؤون الاجتماعية بصفة أعضاء.
وعلى الرغم من شح الإمكانات تكرس الحكومة الأفغانية التي تقودها طالبان جهودها لمعالجة مدمني المخدرات وتأهيلهم، وأنشأت عشرات المراكز لهذا الغرض في ولايات متفرقة من البلاد، أكبرها كان قاعدة عسكرية للناتو تقع على بعد نحو 20 كم من قلب العاصمة تحولت قبل عامين إلى مركز لتأهيل آلاف المدمنين، خصصت له الحكومة 75 مليون أفغاني -اسم العملة المحلية- (حوالي مليار دولار) للقيام بهذا الدور وتوفير مستلزمات العلاج والتأهيل.
الجزيرة نت زارت القاعدة العسكرية السابقة التي تحولت إلى مركز ضخم لتأهيل آلاف المدمنين كتب عليه باللغة الفارسية "آغوش د معتادينود حمايي اوتداوى 5000 بستريز مركز"، وتعني بالعربية "مركز حضن لعلاج المدمنين ودعمهم بسعة 5 آلاف سرير".
وافق وصولنا إلى هذا المركز الضخم وقت الغذاء، ومن عايش الأفغان يعرف جيدا أن لديهم موعدين لا يخلفونهما أبدا هما موعد الصلاة وموعد الطعام خصوصا وجبة الغذاء، حيث شاهدنا طوابير ممن يتلقون العلاج والتأهيل تتحرك بهدوء ونظام في طريقها إلى مطعم المركز.
انتظرت حتى يفرغ عدد منهم من تناول وجبته لمقابلته، وخلال الانتظار تحدثت إلى عبد القيوم أحد المشرفين على استقبال المدمنين في برامج التأهيل بالمركز سائلا عن العدد الذي يضمه المركز حاليا ممن يخضعون للتأهيل، فقال "جمعنا 3 آلاف مدمن من مختلف ولايات البلاد خصوصا كابل وقندهار وهيرات".
وينبه عبد القيوم إلى أن من بين الموجودين في المركز "من أتى طواعية وهناك من أتت به أسرته وهناك من جاءت به الشرطة لتسببه في مشاكل، وآخر دفعة استقبلها المركز 280 مدمنا".
ولدى سؤاله عن متوسط أعمار الموجودين بالمركز الذين يتلقون العلاج والتأهيل، قال إن أعمارهم تراوح بين 14 و80 عاما.
رغم ضعف الإمكانات خصصت حكومة طالبان أكثر من مليار دولار لعلاج المدمنين وتأهيلهم (الجزيرة)
تأهيل
انتقلنا مع عبد القيوم إلى ورش التدريب الملحقة بالمركز حيث لا يشعر الزائر أن هؤلاء العاكفين على ماكينات الحياكة أو صناعة الأحذية أو إصلاح الأجهزة الكهربائية أو إعداد الخبز كانوا مدمنين في يوم من الأيام إلا بعد سؤالهم.
يقول عبد القيوم إن الجهود تبذل لجعل بيئة العمل مناسبة لهؤلاء الأشخاص بعد خروجهم من المركز لتزويدهم بأدوات الحرفة التي تدربوا عليها لتوفر لهم وسيلة عيش تحفظ عليهم كرامتهم.
التقينا عزيز الرحمن فقيري (65 عاما) من ولاية كابيسا الذي قال إنه كان لاجئا في إيران لمدة 16 عاما، وهناك -حسب قوله- سقط فريسة للإدمان، ولدى عودته وعقب وصول حركة طالبان إلى الحكم جاء إلى المركز للعلاج والتأهيل.
ويتابع قائلا إنه تعافى تدريجيا في المركز؛ "فهنا نقيم الصلاة في جماعة، ونحضر دروسا دينية، ونمارس تمارين رياضية في بيئة تنسينا آفة الإدمان وتبغضنا بها".
أما محمد وسيم (33 عاما) الذي كان يعمل معلما فيروي أيضا قصة سقوطه فريسة للإدمان التي تحرر منها بعد 3 أشهر من دخوله المركز -حسب قوله- استعاد خلالها ما يحفظ من القرآن الكريم وزاد حفظه حتى أصبح مدرّسا في المركز يعلّم القرآن منذ أكثر من عام.
لا تختلف حالة المعلم السابق فيض الله فياض (63 عاما) كثيرا عن حالتي وسيم وعزيز، فقد أدمن "الترياق" (الحشيش) خلال فترة لجوئه إلى باكستان -حسب قوله- حتى عاد إلى بلاده قبل نحو عامين فسمع بالمركز من خلال أسرته فسارع إلى الحضور طواعية، رغبة منه في تلقّي العلاج والتأهيل.
سهيل نور آغا ونور الله عبد الله فتيان انتشلتهما حكومة طالبان من براثن الإدمان مبكرا (الجزيرة)كان لافتا خلال التفرّس في وجوه الموجودين في إحدى قاعات المركز وجود اثنين من الفتية اقتربنا منهما لمعرفة قصتهما، لكنهما تحدثا باقتضاب فقال نصر الله (15 عاما) إنه من ولاية لوغر وإن أصدقاء السوء جرّوه إلى إدمان إحدى المواد المخدرة حتى وجدته الشرطة في حالة تعاط في أحد الأعراس فجاءت به إلى المركز للعلاج، كما جاءت بالفتى نور الله عبد الله (19 سنة) من ولاية غزنه في ملابسات مشابهة.
القرآن علاجافي قاعة فسيحة بالمركز جلس عشرات ممن يتلقون التأهيل أرضا في صفوف متوازية، وأمامهم نسخ من المصحف الشريف يتلون القرآن الكريم جماعة مرددين خلف المعلم في جو يسوده الخشوع.
يستشهد عبد الرشيد أحد معلمي القرآن في المركز بالآية القرآنية "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين" (سورة الإسراء/ الآية 82)، في تأكيد لأهمية وجدوى العلاج بالقرآن خصوصا في المجتمع المسلم، مشيرا إلى أن أثر فقرة حلقات التلاوة الجامعة لمتلقى التأهيل "كبير جدا، فقد كانت سببا في تعزيز الشفاء ونبذ الإدمان".
يجمع من التقينا في المركز على الإشادة بفائدة العلاج والتأهيل الذين يتلقونه في المركز حيث استعادوا عافيتهم وتبدد اليأس في نفوسهم وتجدد لديهم الأمل؛ بعد أن نجوا من آفة الإدمان وباتوا مؤهلين للعودة إلى أحضان أسرهم والعيش بين مجتمعهم، مؤكدين أن "الحياة من دون مخدرات هي حياة ممتعة أخرى".
وتطمح حكومة طالبان التي قضت على زراعة الأفيون (الخشخاش) قضاء مبرما -بشهادة المنظمات الدولية المعنيةـ إلى الوصول بالبلاد إلى "مرحلة صفر إدمان" كما حققت "صفر زراعة"، بعد أن كانت أفغانستان موصومة بأنها أكبر منتج للأفيون في العالم وأكبر دولة تضم مدمنين في العالم. ولعل أبسط مطلب لها هو إعادة النظر في العقوبات المفروضة عليها وما يستتبع ذلك من قطع التمويل الدولي عنها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات العلاج والتأهیل حکومة طالبان عبد القیوم فی المرکز عبد الله
إقرأ أيضاً:
قائد الثورة: سنواصل إسناد غزة وأدعوا شعبنا العزيز للخروج المليوني المشرف في العاصمة صنعاء والمحافظات
الثورة نت|
أكد قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن قضية شهداء مسيرتنا وشعبنا منذ اليوم الأول هي قضية الأمة وفق التوجه القرآني.. مشيرا إلى أن الذكرى السنوية للشهيد هي من المناسبات المهمة التي يحييها شعبنا ولها قدسيتها في مضمونها وأهدافها ولها بركاتها وآثارها الطيبة.
وأوضح السيد القائد في كلمة له مساء اليوم، حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والمستجدات الإقليمية والدولية، أن الذكرى السنوية للشهيد تهدف إلى ترسيخ قيم وثقافة ومكاسب الجهاد والتضحية في سبيل الله تعالى والاستنهاض للأمة تجاه مسؤولياتها.
وأضاف أن الذكرى السنوية للشهيد تهدف لتمجيد عطاء الشهداء الذي حقق الله به النتائج المهمة للأمة.. لافتا إلى أن الأمم تمجد من يضحون بأنفسهم للخلاص من سيطرة الأعداء ودفع شرهم.
وأشار إلى أن منزلة الشهداء في سبيل الله تعالى وقيمة الشهادة هي منزلة عالية ومرتبة رفيعة تفوق كل عطاء وتضحية.. كما أن الشهادة في سبيل الله تعالى هي فوز عظيم طالما لا بد من الرحيل من هذه الحياة واستثمار واع لما لا بد من حصوله للإنسان.
ولفت إلى أن التكريم العظيم المعنوي والمادي للشهادة ومقامها الرفيع يدل على أهمية الجهاد في سبيل الله وفضله.. مؤكدا أن الجهاد في سبيل الله تعالى هو ضرورة حتمية لكي تسود قيم الحق والخير والعدل والرحمة ولدفع الأشرار وحتى لا تبقى الساحة خالية لهم.
وبين قائد الثورة أن سيطرة الأشرار تشكل خطرا حقيقيا على المجتمع البشري في كل شيء، في أمنه واستقراره وحياته وإنسانيته.. موضحا أن القيم والتعليمات التي قدمها الله للعباد هي لمصلحة الناس ولاستقرارهم، وإذا غابت فالبديل عن ذلك هم الأشرار.
وقال إن النموذج الذي يمثل الشر والإجرام والنموذج الظلامي المفسد هو نموذج يستخدم العناوين الجذابة لمجرد الخداع.. كما أن فئة الشر والإجرام تتمثل في زمننا بالنموذج الغربي وعلى رأسه أمريكا و”إسرائيل” ومن يدور في فلكهم من أتباع الصهيونية وغيرها.
وأضاف أن الكثير من أبناء أمتنا من النخب والمثقفين والأكاديميين والسياسيين يُعجَبُون بما يقوله الغرب وأمريكا والصهيونية.. مشيرا إلى أن أتباع الصهيونية يروجون للعناوين المخادعة على المستوى التنظيري ويقدمونها في جوانب فكرية وتثقيفية وإعلامية، بل والبعض يتتلمذ عليها.
وتابع بالقول: إن من يتحدثون بالعناوين البراقة هم من أفعالهم وسيرتهم وتصرفاتهم وتوجهاتهم في منتهى الإجرام والوحشية والطغيان والإفساد.. كما أن البعض ينسى أن الرصيد التاريخي للأمريكي والبريطاني والفرنسي والألماني هو رصيد إجرامي مهول ومُفجع وكارثي وفظيع للغاية.
وستطرد قائلا: إن الغرب أكثر توحشا من الوحوش المتواجدة في الغابات، ورصيده الإجرامي هو القتل للملايين من البشر بأسوأ الأساليب.. مبينا أن الأمريكي منذ يومه الأول بنى كيانه على الإجرام بإبادة الهنود الحمر السكان الأصليين لتلك المنطقة التي سميت أمريكا.
وأوضح السيد القائد، أن المستعمرون الغزاة الأوروبيون أبادوا الملايين من الأطفال والنساء والكبار والصغار من الهنود الحمر.. كما أن المستعمرون المتسلطون الغزاة الأوروبيون اتجهوا إلى احتلال ما يعرف بأمريكا بإبادة سكانها من الوجود.
وأضاف أن من يقرأ الممارسات الإجرامية لإبادة الهنود الحمر يستغرب ويندهش كيف يمكن لإنسان بقي فيه ذرة من الإنسانية أن يتصرف بتلك الوحشية والإجرام والطغيان والعدوانية.. قائلا: لا أحد في العالم يتحدث عن السلام بقدر ما يتحدث عنه الأمريكي وهو الذي أباد في غضون دقائق مئات الآلاف من البشر في اليابان بقنابل نووية.
وأشار إلى أن الأمريكي أحرق مئات الآلاف في فيتنام بالنار وبالقنابل وبالقتل.. كما أن الأمريكي أباد في العراق مئات الآلاف من أبناء الشعب العراقي ظلما وعدوانا وفعل ذلك بمئات الآلاف من أبناء الشعب الأفغاني المسلم.. مؤكدا أن السجل الإجرامي للأمريكي واسع جدا وليس لغيره مثله.
ولفت إلى أن الأمريكي شريك أساسي مع المجرم الصهيوني الإسرائيلي اليهودي في كل جرائمه التي يرتكبها على مدى عقود من الزمن في فلسطين ولبنان وسوريا والأردن ومصر.. كما أن بريطانيا وفرنسا شاركت الأمريكي في استقدام العصابات الصهيونية اليهودية إلى فلسطين وتجنيدها وتسليحها وتمكينها.
وبين أن الرئيس الفرنسي الحالي ومن قبله جعلوا من أنفسهم الفداء للصهاينة اليهود.. كما أن ألمانيا تقدم الكثير من قذائف السلاح والدعم السياسي والإعلامي.
وأكد أن قوى الشر المنضوية تحت لواء الصهيونية اتجاهها الإجرامي الوحشي ضد أمتنا الإسلامية من منطلق عقائدي ورؤية وتوجه.. مستغربا بالقول: إن من المدهش بعض السياسيين والإعلاميين العرب ممن يتحدثون عن المجاهدين في فلسطين ولبنان وكأنهم هم من استفز العدو الإسرائيلي والأمريكي.
وقال: إن الأمريكي والبريطاني والأوروبي اتجهوا لدعم الصهيونية كمشروع يؤمنون به لتدمير أمتنا الإسلامية.. مبينا أن الحديث الصهيوني المتكرر عن فلسطين وبقية الشام ومصر وأجزاء من السعودية والعراق بهدف السيطرة والاحتلال المباشر.
وأضاف أن ما يعبّر عنه الأمريكي والإسرائيلي بتغيير وجه الشرق الأوسط يعني التحكم بالجميع بما يخدم المصلحة الأمريكية والإسرائيلية.. مبينا أن عدوانية أمريكا و”إسرائيل” ليست ردة فعل من استفزاز بل هم من ابتدأ العدوان على امتنا باحتلال الأوطان واستهداف الشعوب.
وتابع: عدوانية أمريكا و”إسرائيل” ليست ردة فعل من استفزاز بل هم من ابتدأ العدوان على امتنا باحتلال الأوطان واستهداف الشعوب.. مبينا أن العدو لديه توجه إجرامي مفسد، يستهدف الناس لإفساد حياتهم على المستوى الأخلاقي، ولإفساد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وستطرد بالقول: توجه العدو ظلامي بكل ما تعنيه الكلمة في رؤيته وتوجهه وفكره.. كما أن العدو لا يبالي لأي بيانات من الأمم المتحدة أو المنظمات الدولية بل يزداد تعنتا وإمعانا في الإجرام.
وأردف بالقول: إن مجلس الأمن تم تأسيسه بالشكل الذي يخدم العدوان والطغيان والاحتلال والتحكم ونهب ثروات الشعوب.. مشيرا إلى أن الفيتو الأمريكي بالأمس في مجلس الأمن ضد مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزة يعكس النهج العدواني والإجرامي لواشنطن.
وأوضح السيد القائد، أن القرارات التي تهدف إلى وقف الإبادة بحق الشعب الفلسطيني غير مقبولة عند الأمريكي.. مؤكدا أن الأمريكي لديه توجه عدواني لا سيما تجاه العرب والمسلمين.
وأضاف أن المناشدات والبيانات والقمم الفارغة التي يجتمع فيها زعماء العرب والمسلمين لا جدوى منها.. مبينا أن العدو الإسرائيلي يركز على المستشفيات كأهداف أساسية وكأنها قواعد عسكرية عملاقة، لأنه يريد إبادة أكبر قدر ممكن من الفلسطينيين.
وأشار إلى أن العدو يسعى إلى إبادة الفلسطينيين بكل الوسائل، ومنها التجويع واستهداف الخدمات الطبية ومنع دخول الأدوية وتدمير كل مقومات الحياة .. مبينا أن الإبادة في قطاع غزة ليست إسرائيلية فحسب، بل أمريكية مدعومة من فرنسا وألمانيا وبريطانيا ودول غربية.
ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي لم يكتفِ باستهداف الفلسطينيين أثناء دخول كميات ضئيلة من المساعدات، بل شكّل عصابات لنهبها.. كما أن العدو الإسرائيلي يستهدف الجهاز الحكومي في غزة حتى لا يقوم بتنظيم المساعدات الضئيلة جدا التي تصل، لأنه يريد أن تنتشر الفوضى.
وبين أنهُ يتجلى في واقع الناس أهمية وضرورة العمل لتوفير ما يمثل حماية لهم من العدو الإسرائيلي المجرم .. قائلا: نرى مصاديق الآيات القرآنية عن العدو في نهجه الإجرامي ومساعيه لإهلاك الحرث والنسل.
وأكد أن العدو يشكل خطورة حقيقية على الناس والشواهد واضحة، وما يشكل ضمانة للأمة وحماية لها هو النموذج العظيم للمجاهدين.. قائلا: لو اتجه العرب التوجه القرآني الإيماني في الجهاد لحمى فلسطين والمنطقة بشكل عام.
وأضاف أن نرى مصاديق الآيات القرآنية عن العدو في نهجه الإجرامي ومساعيه لإهلاك الحرث والنسل.. موضحا أن العدو يشكل خطورة حقيقية على الناس والشواهد واضحة، وما يشكل ضمانة للأمة وحماية لها هو النموذج العظيم للمجاهدين… قائلا: لو اتجه العرب التوجه القرآني الإيماني في الجهاد لحمى فلسطين والمنطقة بشكل عام.
وأشار إلى أن تحرك العرب في المراحل السابقة لم يكن بحجم المسؤولية، ولا بمستوى التحدي والمخاطر ولا وفق رؤية صحيحة .. مبينا أن تحرك العرب سابقا في مواجهة العدو كان كردة فعل لحظية، يفشلون وانتهى الأمر، ثم يتحركون في مرحلة أخرى بشكل لحظي غير مدروس ولا مسنود.
ولفت إلى أنهُ يتجلى في واقعنا أهمية أن تكون الانطلاقة إيمانية جهادية لأنها توفر الدافع الكبير والتقديس للمسؤولية والبصيرة والاستعداد العالي للتضحية.. قائلا: القرآن الكريم قدم النموذج الراقي الذي يمثل الأمل والخلاص للأمة، والسد المنيع في مواجهة قوى الشر الإجرامية.
وبين أن الانطلاقة الإيمانية المقدسة غايتها مرضاة الله، ليست غاية مادية أو سياسية وانتهازية لاستغلال الشعوب.. كما أن الانطلاقة الإيمانية تجعل المجتمع محط رعاية الله وتأييده يتحركون وفق تعليماته وبالقيم الإيمانية والراقية والأخلاق العظيمة.
أكد أن التحرك الإيماني الجهادي يحرر الناس من القيود والمخاوف ويرقى بالأمة إلى مستوى مواجهة المخاطر والتحديات مهما كان حجمها .. مبينا أن الأمة تراجعت عن الكثير من مبادئها وقيمها وأخلاقها حتى وصلت إلى واقعها اليوم، ولذلك هي بحاجة إلى النموذج الإيماني الجهادي القرآني.
وأوضح أن الخيارات الأخرى التي انتهجها العرب فشلت، من المبادرات والتنازلات والاتفاقيات، ولم تمثل أي حماية للأمة.. مشيرا إلى أن الإسرائيلي يتحدث الآن بكل ثقة أن الأمريكي سيمنحه الضفة الغربية وغزة.
وأضاف أن من اختاره ترامب سفيرا له لدى العدو الإسرائيلي لا يؤمن بأن هناك شيء اسمه الضفة الغربية، ولا شيء اسمه غزة..
وأكد قائد الثورة، أن المجاهدون من أبناء الأمة في فلسطين ولبنان والعراق واليمن هم من اختاروا الخيار الصائب الحكيم وينبغي للأمة أن تعزز هذا الاتجاه الذي يحميها من الضياع والاستنزاف.. مشيرا إلى أن الخيارات البديلة عن الاتجاه الجهادي هي استسلام أو استغلال بيد العدو، واستنزاف وقتال مع الأمريكي كما يفعل البعض.
وبين أن الاتجاه الجهادي هو ناجح في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وفاعليته رغم محدودية الإمكانات فاق الجيوش العربية النظامية التي كانت تهزم هزيمة ساحقة في غضون أيام.. كما أن المجاهدون في فلسطين في غزة من كتائب القسام والسرايا القدس وبقية الفصائل المجاهدة مستمرون ثابتون ينكلون بالعدو.
وأشار إلى أن كتائب القسام نفذت 24 عملية خلال هذا الأسبوع وهي عمليات بطولية وعظيمة ومشرفة، منها عمليات جهادية فدائية.. مؤكدا أن الصمود العظيم لحزب الله والمقاومة في لبنان نموذج مشرف منذ بداية مسيرة حزب الله الجهادية.
ولفت إلى أن ما يقدم حزب الله اليوم إنجاز عظيم، وهو صامد في وجه عدوان غير مسبوق على لبنان.. مبينا أن مجاهدو حزب الله ينكلون بالعدو الإسرائيلي الذي يتكبد الخسائر اليومية والهزائم المستمرة .. موضحا أن قبل حزب الله اجتاح العدو الإسرائيلي لبنان في 7 أيام ووصل إلى بيروت.. كما أن ما بعد حزب الله في هذه المرحلة، العدو له أكثر من شهرين وهو لا يزال يخوض صعوبات كبيرة في القرى الأمامية في الحدود مع فلسطين المحتلة.
وأكد أن حزب الله يتحرك بشكل فعال جدا، ومجاهدوه يشتبكون مع العدو الإسرائيلي من المسافة صفر ويطردونه وينكلون به.. كما أن حزب الله يمطر المغتصبات، وتصل عمليات القصف الصاروخي حتى إلى يافا المحتلة والعدو الإسرائيلي في حالة رعب شديد.
وأوضح أن الملايين من الإسرائيليين يهربون في الليل والنهار إلى الملاجئ، وصفارات الإنذار لا تكاد تتوقف.. مبينا أن فاعلية مجاهدي حزب الله تعود إلى الصلة الإيمانية والروح الجهادية .. مضيفا أن المقاومة الإسلامية في العراق نفذت 18 عملية هذا الأسبوع بتصعيد وزخم كبير.
جبهة الإسناد اليمنية:
قال قائد الثورة السيد، عبد الملك بدر الدين الحوثي إن يمن الإيمان والحكمة والجهاد قدم عشرات آلاف الشهداء في إطار التوجه الإيماني القرآني الجهادي من صفوة الشعب اليماني من مختلف المحافظات.. مشيرا إلى أن الشعب اليمني قدم من القادة الأبرار ومنهم الشهيد صالح الصماد الذي تحركه في موقع المسؤولية رئيسا لليمن وتحرك كجندي في سبيل الله.
وأضاف أن الشعب اليمني العزيز في مختلف المراحل منذ العام 2004 وإلى اليوم وهو يقدم الشهداء بروحية إيمانية ويصنع الانتصارات .. كما أن اليمن بعطائه الكبير يقف اليوم في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس موقفا عظيما ومميزا رسميا وشعبيا.
وأشار إلى أن اليمن تحدى أمريكا ببارجاتها وأساطيلها الحربية في البحار بعد أن أعلنت عليه العدوان وثبت ولم يتراجع عن موقفه أبدا .. واستهدف حاملات طائرات أمريكا التي ترهب الكثير من الدول والأنظمة والحكومات وكانت تخيف بها من ينافسها من القوى الدولية.
ولفت إلى أن اليمن استهدف حاملات الطائرات بدءا بأيزنهاور التي هربت من البحر الأحمر منهزمة ذليلة مطرودة ومستهدفة.. مبينا أنهُ بإعلان البحرية الأمريكية تهرب الآن من بحر العرب حاملة الطائرات إبراهام لينكولن بعد إعلان الاستهداف لها.
وبين أن حاملة الطائرات أبراهام لينكولن أصبحت خائفة من أن تبقى في بحر العرب وأصبح القرار أن تعود أدراجها من حيث أتت وأن تهرب..
وأكد أن الشعب اليمني يواصل عملياته في البحار ومنع الملاحة الصهيونية من البحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب ويستهدفها إلى المحيط الهندي.. كما أن عملياتنا استمرت هذا الأسبوع بالقصف الصاروخي والمسيرات إلى فلسطين المحتلة لاستهداف العدو الإسرائيلي، والعمليات مستمرة.
كما أكد أن بلدنا العزيز يخرج فيه الشعب أسبوعيا خروجا مليونيا ويهتف لنصرة غزة وفلسطين وكذلك لنصرة لبنان.. كما أن مئات الآلاف من رجال اليمن يتجهون للتدريب والتأهيل والتعبئة ويقدم الإنفاق في سبيل الله بالرغم من الظروف الصعبة ويتصدى لمؤامرات الأعداء بمعونة الله تعالى في كل المجالات.
وشدد على أن الشعب اليمني يسعى على الدوام لبناء وتطوير قدراته العسكرية، وحقق نجاحات مذهلة يشهد لها الواقع والأعداء.. كما أن عمليات شعبنا مستمرة وأنشطته الشعبية مستمرة، والخروج الأسبوعي هو متكامل مع كل هذه الأعمال والتحركات والأنشطة .
وبين أن التوجه الإيماني لشعبنا يبنيه لمواجهة المخاطر والتحديات المستقبلية ويعزز المنعة والقوة معنويا وتربويا وعمليا.. كما أن الخروج الأسبوعي ضمن كل هذه الأنشطة والأعمال هو حياة، عزة، قوة، بناء، تربوي استعداد نفسي، استجابة لله سبحانه في إطار موقف متكامل رسميا وشعبيا.
وجدد التأكيد على مواصلة إسناد غزة لأن المعركة مستمرة، والحضور فيها يعبر عن هذا الإيمان والعطاء والجهاد والاستجابة العملية لله سبحانه وتعالى.. قائلا: إن المؤمل من شعبنا العزيز بانتمائه الإيماني أنه سيواصل بكل اهتمام، بكل جد وعزم وثبات ووفاء وصدق وابتغاء مرضاة الله.
ودعا قائد الثورة، الشعب اليمني العزيز للخروج المليوني يوم الغد إن شاء الله في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وفي بقية المحافظات والمديريات.