كشفت دراسة ما قبل سريرية، حديثة، أجراها باحثون في كلية طب وايل كورنيل، وجامعة روكفلر، وكلية طب إيكان في نيويورك، عن تقنية جديدة، تتيح التحكم في دوائر دماغية محددة، بطريقة غير جراحية، باستخدام المجالات المغناطيسية. 

وبحسب ورقة بحثية نُشرت في 9 تشرين الأول/ أكتوبر في مجلة Science Advances، فإن "تقنية العلاج الجيني الجديدة، تعدّ أداة قوية لدراسة الدماغ، وأيضا كأساس للعلاجات العصبية والنفسية المستقبلية، لحالات متنوعة مثل مرض باركنسون والاكتئاب والسمنة والألم المعقد".



وتابعت أنه "كان التحكم في دوائر المخ في الوقت الفعلي، بطريقة تسمح للحيوانات أو البشر، بالتحرك بشكل طبيعي، هدفا رئيسيا لعلماء الأعصاب، ولكنه هدف صعب للغاية".

وأضافت: "في المختبر، يمكن لتقنية البصريات الجينية، على سبيل المثال، أن تجعل الخلايا العصبية المختارة تعمل أو تتوقف على الفور باستخدام نبضات ضوئية، لكنها تتطلب جهازا جراحيا لتوصيل تلك النبضات الضوئية إلى الدماغ. وفي العيادة، يسمح التحفيز العميق للدماغ بتعديل مناطق الدماغ، لكن هذا يتطلب أيضا جهازا مزروعا بشكل دائم وتظل الدقة الأكبر أيضا هدفا".

وأوضحت الورقة البحثية نفسها، أنه "بعد القيام بعمل مبكر على تقنية المغناطيسية الجينية كبديل للطرق الأخرى، انضمّ الدكتور فريدمان والدكتور ستانلي إلى الدكتور كابليت، رائد العلاجات الجينية المستهدفة للدماغ، لتطوير طريقة من هذا النوع مع إمكانية التطبيقات السريرية".

"يستخدم النهج الناتج تقنيات العلاج الجيني لتوصيل بروتين قناة أيونية مُصمم إلى نوع مرغوب من الخلايا العصبية. يعمل بروتين قناة الأيونات بشكل أساسي كمفتاح لتشغيل الخلايا العصبية المصابة أو إيقاف تشغيلها، وهو حساس للمجال المغناطيسي لأنه يتضمن بروتينا يشبه الأجسام المضادة يلتصق ببروتين طبيعي يحبس الحديد يسمى الفيريتين" استطردت الورقة البحثية.


وأكدت: "في حين يتم توصيل العلاج الجيني إلى مناطق محددة من الدماغ من خلال جراحة طفيفة التوغل، يمكن لحقل مغناطيسي قوي بدرجة كافية أن يمارس قوة كافية على ذرات الحديد المحاصرة بالفيريتين أو إغلاق القناة، أي تنشيط الخلية العصبية أو تثبيطها، اعتمادا على التصميم، دون الحاجة إلى جهاز مزروع أو دواء".

وأبرزت: "في أحد إثباتات المفهوم، حقن الفريق العلاج الجيني للقنوات الحساسة مغناطيسيا في خلايا عصبية محددة داخل منطقة تتحكم في الحركة تسمى المخطط في الفئران؛ ثم استخدموا المجال المغناطيسي من جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي لتنشيط الخلايا العصبية وإبطاء حركات الفئران بشكل ملحوظ، وحتى تجميدها".

وفي تجربة أخرى، قلل الباحثين من النشاط العصبي في منطقة من الدماغ تسمى النواة تحت المهاد لتخفيف اضطرابات الحركة في نموذج فأر مصاب بمرض باركنسون. فيما أظهروا أن طريقتهم يمكن أن تعمل حتى عند استخدام جهاز "تحفيز مغناطيسي عبر الجمجمة"، وهو أصغر حجما وأقل تكلفة، والذي يستخدم غالبا حاليا في العيادة لعلاج المرضى الذين يعانون من الاكتئاب والصداع النصفي وغيرها من الحالات.

إلى ذلك، أجرى الباحثون، عدد من التّجارب على الفئران، أظهرت أنها يمكن أن تعمل على تشغيل أو إيقاف تشغيل مجموعات مختارة من الخلايا العصبية، مع تأثيرات واضحة على حركات الحيوانات. في إحدى التجارب، استخدموها من أجل التقليل من الحركات غير الطبيعية في نموذج فأر، لمرض باركنسون.

وبحسب الورقة البحثية، فإن التجارب لم تكشف عن أي مشكلات تتعلق بالسلامة، فيما يشير الباحثين إلى أن المجالات المغناطيسية المحيطة الطبيعية ستكون ضعيفة للغاية بحيث لا يمكنها التسبب بتشغيل مفاتيح مغناطيسية جينية عن غير قصد.

وفي هذا السياق، قال الأستاذ ونائب الرئيس التنفيذي لجراحة الأعصاب في طب وايل كورنيل ومدير جراحة اضطرابات الحركة في مركز نيويورك بريسبتيريان/ ويل كورنيل الطبي والمؤلف الرئيسي للدراسة، مايكل كابليت: "نتصور أن تقنية المغناطيسية الجينية قد تُستخدم يوما ما لإفادة المرضى في مجموعة واسعة من الحالات السريرية". 


تجدر الإشارة إلى أن الدراسة كانت بتعاون بين مختبر الدكتور كابليت، ومختبرات الدكتور جيفري فريدمان، وهو الأستاذ في مختبر علم الوراثة الجزيئي في جامعة روكفلر؛ والدكتورة سارة ستانلي، أستاذة مساعدة في قسم الطب في كلية طب إيكان. فيما كان المؤلف الأول للدراسة هو الدكتور سانتياغو أوندا، باحث ما بعد الدكتوراه في مختبر الدكتور كابليت.

ويعتزم الفريق الآن استكشاف التطبيقات السريرية المحتملة بما في ذلك علاجات الاضطرابات النفسية وحتى الألم المزمن في الأعصاب الطرفية. كما سوف يواصلون استكشاف وتحسين تكنولوجيا المغناطيسية الوراثية نفسها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة العلاج الجيني مرض باركنسون اضطرابات الحركة الاكتئاب الاكتئاب مرض باركنسون اضطرابات الحركة العلاج الجيني المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الخلایا العصبیة العلاج الجینی

إقرأ أيضاً:

أطعمة مفيدة لصحة عقلك

يُعد الدماغ العضو الأكثر جوعاً في الجسم، فهو لا يشكل سوى 2 في المائة من وزننا، لكنه يحرق 25 في المائة من السعرات الحرارية التي نتناولها.


تقول كيمبرلي ويلسون، وهي طبيبة نفسية معتمدة حاصلة على درجة الماجستير في التغذية، والتي انشغلت بالعلاقة بين النظام الغذائي والسلوك أثناء عملها طبيبة نفسية في سجن هالواي؛ أكبر سجن للنساء بأوروبا في ذلك الوقت: «لهذا السبب، من المثير للقلق أننا لا نفكر أكثر فيما نطعم به عقلنا».

وربما نشعر فيه بالقلق بشأن كيفية تأثير الطعام على محيط الخصر والجلد، وخطر الإصابة بالأمراض، بدلاً من التركيز على كيفية تغذية دماغنا الجائع للتركيز والإبداع، فضلاً عن كيفية التواصل الاجتماعي وإدارة دوافعنا. وفي هذا الصدد تقول ويلسون: «كل شيء يعود إلى الدماغ. هل يمكننا فقط أن نعطيه مزيداً من الاهتمام؟».

وفي هذا الصدد ترشح الطبيبة 4 أطعمة مهمة للعقل، وفق ما أوردت صحيفة «تلغراف» البريطانية:

التوت
وتوضح ويلسون أن ما نأكله يؤثر على قوة أدمغتنا، ويُعتقد أن هذا يرجع إلى أن القشرة الجبهية الأمامية - الجزء الموجود في مقدمة دماغنا والذي يشارك في المعالجة والذاكرة والانتباه والدقة واتخاذ القرار - تنشد العناصر الغذائية المهمة.

وتقول ويلسون: «إذا كان هذا الجزء من الدماغ يعاني سوء التغذية، فسوف تعاني ضعفاً في هذه الوظائف». ولتجنب هذا، توصي ويلسون بتناول كثير من الأطعمة الغنية بالبوليفينول، مثل التوت والكرز والفواكه الحمضية والشاي والقهوة والمكسرات والأعشاب والتوابل.

عندما يجري تكسير البوليفينول (فئة من المركبات الموجودة بالأطعمة النباتية)، فإنها تزيد من مرونة وعرض الأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك 400 ميل منها الموجودة في الدماغ. وهذا يعني وصول مزيد من الدم والمواد المغذية إلى العضو، مما يؤدي فعلياً إلى «زيادة» قوة دماغك، كما تقول ويلسون.
يشير البحث إلى أن البوليفينول له تأثير شبه فوري على أداء الدماغ. أظهرت إحدى الدراسات أن الأشخاص، الذين تناولوا 200 غرام من التوت، قبل ساعتين من الاختبار، حققوا درجات أفضل، بينما ربطت دراسة أخرى بين تناول 180 غراماً من التوت وتحسين الذاكرة والدقة والتركيز.

وتقول ويلسون: «على نطاق زمني أوسع، يرتبط تناول حفنة من التوت، كل بضعة أيام، بصحة دماغية أفضل؛ لأنك تغذي الدماغ وتحافظ على الأوعية الدموية لطيفة وصحية ومرنة. لكن عند تناول جرعة أكبر تبلغ 200 غرام، تحصل على تأثيرات فورية».

الخضراوات الورقية
ووفقاً للصحيفة، فمنذ أواخر الخمسينات من العمر، نفقد نحو نصف في المائة من حجم أدمغتنا سنوياً. وتوضح ويلسون: «يرتبط هذا الانكماش بعدم قدرتك على التركيز كما كنت من قبل، وبكونك أكثر نسياناً - لا تزال قادراً على الاعتناء بنفسك - لكن مع تباطؤ هذه القدرات المعرفية».

ومع ذلك تشير الأبحاث إلى أن تناول كمية صغيرة، بحجم وعاء، من الحبوب الكاملة من الخضراوات الورقية الخضراء، كل يوم - مثل السبانخ والكرنب والجرجير - من سن 58 عاماً يبطئ التدهور المعرفي.

وتشير ويلسون إلى أن الأشخاص، الذين تناولوا أكبر قدر من الخضراوات (بمعدل 1.3 حصة يومياً) كانت أدمغتهم أصغر سناً بنحو 11 عاماً من أولئك الذين تناولوا أقل كمية (0.1 حصة يومياً)، ويُعتقد أن هذا يرجع إلى احتفاظهم بمزيد من حجم أدمغتهم.

وتضيف: «إن المركبات الموجودة في الخضراوات الورقية يمكن أن تبطئ شيخوخة الدماغ إلى الحد الذي يجعل الأشخاص الذين يتناولونها بانتظام يتمتعون بوظائف إدراكية أفضل بكثير، ومناطق أقل من الضرر في الجزء من الدماغ الذي هو مقر الذاكرة».

 

مقالات مشابهة

  • أسباب النسيان وطرق العلاج لتعزيز الذاكرة
  • ليلة واحدة من قلة النوم تؤثر على الدماغ لأسبوعين!
  • علماء روس يبتكرون تقنية لزيادة مقاومة المعادن للتآكل
  • أطعمة مفيدة لصحة عقلك
  • تأثير الرياضة اليومية على صحة الدماغ
  • تجاوزت المستهدف في 2024.. نائب وزير المالية: 224 شركة تقنية مالية في المملكة
  • سرقة مدافع نادي نابولي بـ “تقنية أبل”
  • لأول مرة.. استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي خلال تشخيص أورام القولون بالفيوم
  • افتتاح "معرض عالم تقنية المعلومات" بـ"جامعة التقنية" في عبري