يكشف اليوم الجمعة في أوسلو النرويجية عن اسم الفائز بجائزة نوبل للسلام للعام الحالي، ويتزامن ذلك مع حروب وصراعات في مناطق مختلفة من العالم، أبرزها العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان ونذر حربها مع إيران، إضافة إلى الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من عامين.

وستعلن اللجنة النرويجية لجائزة نوبل عن الفائز عند منتصف النهار بتوقيت مكة المكرمة، وتم هذا العام اختيار 286 مرشحا لم تعلن هوياتهم وستظل طي الكتمان لمدة 50 عاما، ولا نعلم سوى أن من بينهم 197 فردا و89 منظمة.

وسيخلف المتوج من بين هؤلاء الناشطة الإيرانية في مجال حقوق المرأة المسجونة نرجس محمدي التي توجت بالجائزة في العام الماضي.

ويتزامن موعد منح الجائزة مع مشهد قاتم بسبب الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا والمجاعة في السودان والمخاطر المرتبطة بالمناخ.

ووفقا لمجلس السلام النرويجي -وهو عبارة عن تجمع منظمات غير حكومية- ستكون وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) المرشح الأوفر حظا نظرا إلى الدور الذي تقوم به خلال الحرب الإسرائيلية على غزة.

ويعتقد المجلس أن "منح جائزة السلام للأونروا سيكون بمثابة اعتراف قوي بعملها في مواجهة الأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة".

الأونروا مرشحة للفوز بالجائزة بفضل جهودها في إغاثة سكان قطاع غزة (الفرنسية) محكمة العدل

وهناك طريقة أخرى للجنة نوبل للتطرق إلى الشرق الأوسط، لكن أيضا الهجوم الروسي في أوكرانيا، وهي منح الجائزة لمحكمة العدل الدولية.

وأمرت أعلى هيئة قضائية لدى الأمم المتحدة -ومقرها لاهاي- روسيا بتعليق غزوها أوكرانيا، وإسرائيل بتعليق عملياتها العسكرية في رفح، وهي أوامر لم يكن لها أي تأثير على الأرض ولكنها تزيد الضغوط على هاتين الدولتين في إطار القانون الدولي.

وقال هنريك أوردال مدير معهد أوسلو لأبحاث السلام (بريو) إن "محكمة العدل الدولية قدمت مساهمات كبرى".

وأضاف "بالطبع هي ليست محكمة لديها السلطة أو الهيكلية لفرض قراراتها، لكنها تعتمد على المجتمع الدولي لضمان متابعة أحكامها".

من جهته، يميل المتخصص في جائزة نوبل المؤرخ أسلي سفين إلى فرضية منح الجائزة للأمين العام للأمم المتحدة البرتغالي أنطونيو غوتيريش، ربما مع إحدى المؤسسات التابعة للمنظمة الدولية.

وقال سفين "تحتاج الأمم المتحدة إلى كل الدعم والاهتمام الذي تستطيع المنظمة الحصول عليه من أجل البقاء في مواجهة القوى التي تصر على أن القوة هي القانون".

ويرى أن "منح جائزة السلام لأنطونيو غوتيريش سيوفر له فرصة فريدة للتحذير من مخاطر تهميش الأمم المتحدة والنظام العالمي".

ومن بين المرشحين الآخرين المحكمة الجنائية الدولية والحملة ضد الروبوتات القاتلة ومكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان ومبادرة غرف الطوارئ في السودان أو حتى الناشطة الأفغانية محبوبة سراج.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من بين أبرز المرشحين للفوز بالجائزة (رويترز) إلغاء نوبل

من جانبه، يقول دان سميث مدير المعهد الدولي لأبحاث السلام (سيبري) إن الإشارة القوية من لجنة نوبل في الأوضاع الحالية قد تكون عدم منح الجائزة.

وقال سميث لوكالة الصحافة الفرنسية "ربما حان الوقت للقول: نعم الكثير من الناس يعملون بجد، لكن بدون نتيجة، ويجب أن يستيقظ المزيد من الناس وقادة العالم ويدركوا أننا في وضع خطير جدا".

لكن هذا سوف ينظر إليه في أوسلو على إنه إقرار بالفشل يجب تجنبه، وقال الأمين العام للجنة نوبل أولاف نيولستاد "أنا مقتنع بأنه سيكون هناك مرة أخرى مرشح جدير بجائزة السلام هذا العام"

وتستند جوائز نوبل باستثناء الاقتصاد إلى وصية مؤسس الجائزة ومخترع الديناميت ألفريد نوبل (1896-1833)، وتبلغ قيمتها 11 مليون كرونة سويدية (أكثر من مليون دولار) لكل فئة.

ومن المقرر تسليم الجوائز في 10 ديسمبر/كانون الأول المقبل، وهو الذكرى السنوية لوفاة نوبل، ويجري منح جميع الجوائز بشكل تقليدي في ستوكهولم، في حين تمنح جائزة نوبل للسلام فقط في أوسلو.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الأمم المتحدة منح الجائزة جائزة نوبل

إقرأ أيضاً:

ألمانيا تتوقع ركودا اقتصاديا هذا العام وتُحمّل ترامب المسؤولية

خفضت الحكومة الألمانية توقعاتها للنمو الاقتصادي إلى صفر للعام الجاري، ورجحت مواجهة عام صعب آخر لصاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا. وقال وزير الاقتصاد المنتهية ولايته روبرت هابيك الخميس، في برلين ، إن هذا يأتي بعد أن كانت برلين تتوقع في يناير /كانون الثاني أن ينمو الناتج المحلي الاجمالي بنسبة 0.3% هذا العام، لكن إدارة يسار الوسط المنتهية ولايتها
تعتقد الآن أن الاقتصاد سوف يكتنفه الركود هذا العام.

وعازا هايبك مواجهة اقتصاد بلاده للركود إلى سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التجارية التي تعمد إلى زيادة الرسوم الجمركية وتقليل من الاستيراد من الخارج ودعم الصناعة المحلية.

وقال هابيك لدى عرضه التوقعات إن "السياسة التجارية الأميركية القائمة على التهديد وفرض الرسوم الجمركية تؤثر مباشرة على الاقتصاد الألماني المعتمد بشدّة على التصدير".

وتوقعت الحكومة الألمانية في وقت سابق نموا ضئيلا نسبته 0.3% هذا العام بعدما سجّلت أكبر قوة اقتصادية في أوروبا انكماشا مدى العامين الماضيين.

كما خفضت توقعات النمو للعام 2026 إلى 1% من نسبة 1.1%.

وتعد الولايات المتحدة، وهي وجهة رئيسية للمنتجات الألمانية من السيارات وصولا إلى المواد الكيميائية، أكبر شريك تجاري لألمانيا وبلغت حصتها من الصادرات الألمانية العام الماضي نحو 10%.

إعلان

وتفرض الولايات المتحدة حاليا رسوما جمركية نسبتها 10% على صادرات الاتحاد الأوروبي إليها، بعدما أعلنت في وقت سابق عن نسبة رسوم أعلى بلغت 20% جمّدت تطبيقها لاحقا لمدة 90 يوما.

وقال هابيك إن "الرسوم الجمركية والاضطرابات في السياسة التجارية تؤثر على الاقتصاد الألماني أكثر من البلدان الأخرى".

وأفاد أثناء مؤتمر صحافي في برلين "نعتمد على الأسواق المفتوحة والأسواق العاملة وعلى عالم قائم على العولمة. هذه هي الأمور التي أثرَت هذه البلاد".

سجّل إجمالي الناتج المحلي الألماني انكماشا بنسبة 0.3% عام 2023 وبنسبة 0.2% عام 2024، على خلفية ارتفاع أسعار الطاقة في أعقاب الحرب الروسية على أوكرانيا.

كما يواجه منافسة صينية شرسة بشكل متزايد في قطاعات رئيسية مثل السيارات والآليات.

وتحدث هابيك عن "تحوّل" فيما يتعلق بالقطاعات التي كانت تضخ المال عادة للاقتصاد الألماني. وقال إن "كبار شركائنا التجاريين، الصين والولايات المتحدة، وجارتنا روسيا، يسببون لنا المشاكل".

حجم التبادل التجاري بين ألمانيا وأميركا بلغ 273 مليار دولار عام 2024 (شترستوك) (شترستوك) أميركا الشريك الأهم

تشير الأرقام إلى أن الولايات المتحدة أصبحت -ولأول مرة عام 2024- الشريك التجاري الأول لألمانيا منذ عام 2015، متجاوزة الصين.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 252.8 مليار يورو (273 مليار دولار). منها 161 مليار يورو (173.9 مليار دولار) صادرات ألمانية إلى الولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • الفائز بجائزة البوكر: سعيد لأن اسمي امتزج باسم مصر
  • تتويج "صحار الدولي" بجائزة "أفضل بنك في الابتكار الرقمي"
  • حائزات على جائزة نوبل للسلام يدعون إلى وقف فوري للإبادة الجماعية في غزة
  • مبادرة نوبل للمرأة تطالب بوقف الإبادة الجماعية في غزة وتتضامن مع فلسطين
  • توكل كرمان تصل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة بمعية وفد دولي من الحائزات على جائزة نوبل.. تفاصيل
  • حائزات على جائزة نوبل للسلام يطالبن بوضع حد فوري للإبادة في غزة
  • صلاة القلق تظفر بجائزة البوكر العربية 2025
  • باكستان تؤكد التزامها الراسخ بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة
  • ألمانيا تتوقع ركودا اقتصاديا هذا العام وتُحمّل ترامب المسؤولية
  • بدء الاستعدادات لحفل إعلان الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية بأبوظبي.. صور