ماذا وراء تهديدات فصائل عراقية باستهداف دول خليجية؟
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
في ثاني تهديد من نوعه خلال أسبوعين، أطلق زعيم مليشيا "كتائب سيد الشهداء" أبو آلاء الولائي، تصريحات اتهم فيها السعودية والإمارات بتمويل الاحتلال الإسرائيلي في العدوان الذي يشنه على قطاع غزة ولبنان، متوعدا بأنهما "لن يكونا بأمن عن العقوبة".
وقال الولائي في تغريدة عبر منصة "إكس" إن "كمية القنابل التي ألقاها الكيان الغاصب على غزة والضاحية حتى الآن تعادل بتأثيرها القنبلة النووية التي ألقتها أمريكا على ناغازاكي، مستندا على الأموال الإماراتية والسعودية، التي وفرت غطاء ماليا".
وأضاف الولائي، قائلا: "الأمر الذي يضع حكام تلك الأنظمة الراعية في دائرة المسؤولية المباشرة عن الدماء البريئة التي تراق، ولن يجعلها بمأمن من العقوبة".
رسائل إيرانية
من جهته، قال المحلل السياسي العراقي، غانم العابد، في حديث لـ"عربي21" إن "اتخاذ قرار الدخول في الحرب من عدمه، محصور بيد الحكومة العراقية والقائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني".
وأضاف العابد أن "الحكومة العراقية بدأت بخطوات تجاه الأزمة لاقت ترحيب كل الشعب، وذلك عبر تقديم الخدمات الإنسانية واستقبال الجرحى وإرسال الأطباء ومواد إغاثية ونفط وغيرها، وهذه كلها خطوات تعد جيدة للنأي بالعراق عن الحرب".
وأردف قائلا: "لكن أن يقوم بعض قادة المليشيات بإرسال تهديدات إلى دول الجوار، فهذا يعد تمردا على الدولة، وكان الأجدى بالحكومة العراقية محاسبة أبو آلاء الولائي، على تصريحاته هذه، التي تضر بالعراق أكثر مما تنفعه".
ورأى الخبير العراقي أن "تصريحات الولائي تأتي متناغمة مع الرسائل والتهديدات الإيرانية التي ترسلها للغرب، أنه في حال قيام الجانب الإسرائيلي باستهداف منشآت الطاقة في إيران، فإنها سترد على إسرائيل وحتى دول الخليج، ما يعني أننا قد نكون أمام حرب الطاقة بالمنطقة".
وأشار إلى أن "الولايات المتحدة لن تسمح بمثل هذه الهجمات خصوصا أنها مقبلة على انتخابات رئاسية بعد شهر من الآن، وهي تضغط على إسرائيل حتى لا تنفذ مثل هذه الضربات".
في المقابل، رأى المحلل السياسي العراقي، أثير الشرع، أن "بنيامين نتنياهو هو أول من صنّف الدول المتعاونة معهم، عندما رفع خارطة في اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، أطلق عليها اسم بلدان النعمة، وتضم مصر والأردن والسعودية، وأن الإمارات أيضا داعمة للكيان الصهيوني".
وأضاف الشرع لـ"عربي21" أن "من قال إن هؤلاء يساعدوننا هو نتنياهو، إضافة إلى أنه عندما تمرّ صواريخ المقاومة عبر الأردن الملاصقة للأراضي المحتلة، فإن الحكومة الأردنية تقوم على إسقاطها، وهذا يؤكد وجود تعاون مع الاحتلال الإسرائيلي".
وأكد الخبير العراقي أن "الفصائل ممتعضة جدا من موقف بعض الدول العربية التي تتعاون مع الكيان الصهيوني، وتقف بالضد من الفصائل التي تحمل شعار تحرير فلسطين من الاحتلال".
وشدد على أنه "إذا اندلعت حرب شاملة وتمادى الكيان الصهيوني باستهداف إيران والعراق، فإنه الفصائل المسلحة بالتأكيد ستستهدف المصالح الأمريكية والإسرائيلية بالمنطقة، وأن أي دولة تتعاون مع الإسرائيليين وفي داخل أراضيها قواعد أمريكية ستكون عرضة للاستهداف".
ولفت إلى أنه "بسبب الموقف المخزي لبعض الدول تجاه ما يحصل من عدوان في لبنان وفلسطين، فإن من حق الفصائل التنديد بدور هذه البلدان العربية وحكامها جرّاء ما يحصل في المنطقة".
تعاطي رسمي
وعن انعكاس التهديدات على علاقة العراق مع السعودية والإمارات، قال العابد إن "الدول تتعامل مع الدول، وإذا صدرت عن أي شخص ينتمي إلى مليشيات تصريحات، فإنها لن تلقي لها اهتماما كبيرا".
وأضاف أن "هذه المليشيات تريد أن تضع البلاد في حرب مع جميع دول المنطقة، لأغراض إيرانية بحتة، وأن العراق ليس وصيا على أي أحد حتى يهدده، فلكل دولة لها سياستها وهي أدرى بمصالحها، مادام أنها لا تسبب لنا أي ضرر، سواء كانت السعودية أو غيرها".
من جانبه، رأى الشرع أن "الحكومة العراقية رفضت أي تهديد ينطلق من الفصائل تجاه الدول، وهذا موقف العراق الرسمي، لأنه وفق للأعراف الدبلوماسية، والعلاقات العراقية الإقليمية لا يمكن الحديث بهذه الطريقة مع البلدان".
وبيّن الشرع أن "بيانات الحكومية العراقية ترفض فيها تصريحات بعض الفصائل وتنتعت بعض الشخصيات بالخارجة عن القانون، لأننا هنا نتحدث عن علاقات ثنائية، لكن عندما نتحدث عن الموقف الإقليمي أو في أيديولوجيات بعض الفصائل فالأمر مختلف".
ولفت إلى أن "العلاقات بين العراق ودول الخليج لن تتأثر، لأن رئيس الوزراء يرفض هذه التصريحات رفضا قاطعا وربما القضاء أيضا لوّح بأنه لا يمكن الحديث بهذا الشكل، لذلك فإن الدول ستتماشى مع موقف الحكومة".
تعليقا على تصريحات الولائي، قالت الحكومة العراقية، الثلاثاء، إنها ترفض "طروحات التخوين الموجّهة للأشقاء والإساءة لهم، لاسيما وهم يسعون في ذات السبيل الى حماية الشعب الفلسطيني وتأكيد حقّه، وكذلك حق الشعب اللبناني، في السيادة على أرضه وحماية حدوده".
وأضاف بيان المتحدث باسم الحكومة، باسم العوادي، أن "المواقف الرسمية للعراق تعبّر عنها الحكومة حصرا، بسياساتها وخطواتها المُستندة الى الدستور والنظام الديمقراطي، ومسؤوليتها في رسم السياسات العامة، وتقدير المصلحة العليا للشعب العراقي".
وفي 27 من أيلول المنصرم، أطلق الولائي تغريدة عبر حسابه في منصة "إكس"، قال فيها إن "المقاومة الإسلامية في العراق تعد الإمارات الموقع المتقدم للكيان الصهيوني في الخليج، وخط الاستهداف الأول لنيران المقاومة في حال اندلعت الحرب الشاملة".
وحذر الولائي دولة الإمارات بأن "صواريخ المقاومة الإسلامية في العراق وطائراتها المسيرة التي باتت تصل إلى عمق الكيان الصهيوني، سيكون من السهل عليها جدا بلوغ المواقع البديلة للكيان الغاصب في المنطقة".
ولم يصدر أي موقف من الدول التي هاجمها الولائي، واتهمها بمساندة الاحتلال الإسرائيلي في عدوانها على قطاع غزة ولبنان، خصوصا أن زعيم الفصيل العراقي، هو قيادي في "الإطار التنسيقي" الشيعي، الذي انبثقت منه الحكومة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني.
وتعد "كتائب سيد الشهداء" أحد أطراف "المقاومة الإسلامية في العراق"، والتي تتبنى بين الحين والآخر هجمات صاروخية وأخرى بطائرات مسيّرة على الأراضي المحتلة، والتي أدت قبل أسبوعين إلى مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة 24 آخرين، في الجولان المحتل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية العراقي تهديدات العراق تهديدات السعودية الإمارات فصائل عراقية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحکومة العراقیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
ما الذي يجري وراء الكواليس!!
بقلم : تيمور الشرهاني ..
الحديث عن اتفاق سري بين روسيا وإيران لتسليم السلطة في سوريا للثوار يمثل تحولاً كبيراً في مسار الأزمة السورية. ومع ذلك، فإن نجاح هذا الاتفاق يعتمد على تفاصيله الدقيقة، ومواقف اللاعبين الدوليين والإقليميين، وتفاعل الشعب السوري مع أي ترتيبات سياسية جديدة.
الأيام القادمة قد تحمل تطورات مهمة تكشف حقيقة هذه الاتفاقات، وعلى العالم العربي أن يكون مستعداً لفهم هذه التحولات، والتعامل معها بما يخدم مصلحة الشعوب، لا القوى الخارجية.
سيما أن العراق يعتبر طرفاً مهماً في هذه المعادلة فلديه روابط وثيقة مع إيران، سواء من خلال الحكومة أو الميليشيات التي تدعمها طهران. لذلك، من الطبيعي أن يكون على علم بأي تحركات إيرانية كبيرة في سوريا.
أما من جانب الرئيس بشار الأسد، كان دائماً في مركز الأزمة السورية، وبقاؤه في السلطة كان نتيجة الدعم غير المحدود من إيران وروسيا. لكن إذا كان هناك “اتفاق سري” لتسليم السلطة أو تقاسمها، فإن موافقته قد تكون نتيجة لضغوط هائلة من حلفائه.
بيد أن الاستقرار الإقليمي وبالذات سوريا له تأثير مباشر على العراق والمنطقة، خاصة فيما يتعلق بملف الإرهاب وتنظيم “داع… ش”. لذا، قد يكون العراق طرفاً مشاركاً ولاعباً أساسياً في أي اتفاق يهدف إلى إنهاء الصراع.
وبهذا نستنتج تقاسم النفوذ بين القوى الكبرى بمساعدة الثوار بقيادة أحمد الشرع.
هنا نقول إن روسيا قد تحتفظ بنفوذها العسكري والاقتصادي عبر قواعدها في سوريا.
وكذلك إيران قد تركز على الحفاظ على خطوط إمدادها ومصالحها الاستراتيجية.
وتركيا قد تسعى للحصول على ضمانات بشأن المناطق الحدودية، والحد من نفوذ الأكراد.
وبنفس الوقت، إعادة بناء سوريا وإدخال المعارضة في السلطة قد يفتح الباب أمام مشاركة دول الخليج والدول الغربية في إعادة إعمار سوريا، وهو ما يصب في مصلحة الشعب السوري.
وأي اتفاق من هذا النوع لن يؤثر فقط على سوريا، بل سيمتد تأثيره إلى المنطقة بأكملها. أولاً، ضمان إضعاف النفوذ الإيراني وتقليص دور إيران في سوريا قد يعني تراجع نفوذها الإقليمي، وهو ما قد ينعكس على ملفات أخرى مثل العراق ولبنان واليمن.
وثانياً، توازن جديد للقوى قد نشهد إعادة ترتيب للتحالفات الإقليمية، مع صعود دور دول الخليج وتركيا في سوريا.
كذلك، إيجاد فرصة للسلام إذا تم تنفيذ الاتفاق بحكمة، فقد يكون بداية لحل الأزمة السورية، وعودة الملايين من اللاجئين إلى بلادهم.
فهل سيكون هذا الاتفاق بداية لنهاية الأزمة السورية؟ أم أنه مجرد خطوة أخرى في لعبة النفوذ الإقليمي والدولي؟ الوقت فقط كفيل بالإجابة.