الجزيرة:
2025-02-07@01:54:00 GMT

ماذا تعني عودة آلاف السودانيين من مصر؟

تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT

ماذا تعني عودة آلاف السودانيين من مصر؟

"صعبت علينا مصر.. مكثنا عاماً كاملاً وقررنا العودة الآن ومواجهة قسوة الأوضاع في السودان. هناك سنكون أفضل بكثير رغم كل شيء". هكذا تحدثت آمال عبد الله للجزيرة نت، بصوت متهدّج، قائلة إن أسرتها المكوّنة من 5 أفراد حزمت أمرها وقررت الرجوع إلى الولاية الشمالية لبلادها، رغم صعوبة الأوضاع المعيشية وتفشي الكوليرا.

وتحولت نظرة آمال للحياة عموما بعد أن واجهت أهوالا في فرارها من الخرطوم إلى مصر بعد 6 أشهر من بدء القتال الشرس بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث نجت وأطفالها من الموت بأعجوبة فقرروا المغادرة بحثا عن الأمان المفقود.

ولم تتمكن المواطنة الأربعينية -التي كانت تجادل بائعا في سوق شعبي شهير بالقاهرة لتخفيض قيمة حقيبة سفر متوسطة- من حبس دموعها وهي تروي للجزيرة نت كيف أن صاحب العقار الذي تستأجره طلب مضاعفة القيمة الشهرية للمنزل البسيط "إلى رقم فلكي" بعد عام من استئجاره.

علاوة على ذلك، لم تتمكن الأم من إلحاق اثنين من أبنائها بالمدارس في ظل الارتفاع الكبير للرسوم الدراسية، إلى جانب صعوبات تواجهها في الإقامة بمصر بعد فشلها والأسرة في التواصل مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين رغم محاولات مستميتة للتسجيل في قوائم الانتظار.

ولا يختلف حال آمال وأسرتها عن الآلاف الذين لجؤوا إلى مصر وسلك غالبهم طريق التهريب، أملا في وضع أفضل، لكن اصطدامهم بواقع قاس بعد وصولهم دفعهم للتفكير في العودة إلى البلاد مجددا رغم استمرار القتال وتمدد رقعته وصعوبة الأوضاع الاقتصادية إثر الانخفاض الكبير في قيمة العملة المحلية.

"راجعين"

وبحسب ناشطين في أسوان تحدثوا للجزيرة نت، فإن مئات السودانيين الذين عجزوا عن توفير تكلفة الرجوع للمهربين سلموا أنفسهم للجيش المصري بنقطة "أبو سمبل" وحظوا مقابل ذلك بتسهيلات كبيرة، حيث وفر الجيش المصري حافلات نقل والتزم بتأمين العائدين حتى معبر "أشكيت" بوادي حلفا مقابل 200 جنيه مصري فقط للفرد، بينما كان المهربون يطالبون بحوالي 5 آلاف جنيه (100 دولار تقريبا) للشخص الواحد.

وفي تقرير نشرته هذا الشهر، تقول مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين -نقلا عن الحكومة المصرية- أنه منذ بدء الصراع في أبريل/نيسان 2023، لجأ 1.2 مليون سوداني إلى مصر، وهذا أول تحديث لتقديرات الحكومة المصرية لعدد الوافدين منذ مارس/آذار 2024.

ومع تزايد أعداد الراغبين في العودة، تنادى عدد من الشباب والناشطين السودانيين في مصر لتنظيم مبادرة حملت عنوان "راجعين لبلد الطيبين" تأسست لمساعدة الأسر الراغبة في الرجوع بتوفير قيمة تذاكر السفر وتنظيم عملية النقل وخصوصا للذين دخلوا مصر بطريقة غير قانونية.

ويقول مؤسس المبادرة محمد سليمان محمد علي -للجزيرة نت- إن الفكرة بدأت في نطاق أسري ضيق للغاية قبل نحو 4 أشهر، وتوسّعت لاحقا بانضمام أعداد كبيرة من الراغبين في العودة، حيث تم إنشاء 7 مجموعات تواصل على تطبيق واتساب لاستيعاب الأعداد وترتيب العودة.

مصدر مسؤول بمعبر «اشكيت» الحدودي يقول إن المعبر استقبل عددا كبيرا من السودانيين الذي نزحوا إلى مصر بسبب الحرب، مشيرا إلى أن عددهم في أغسطس بلغ 7890 شخصا، وفي سبتمبر بلغ 12539 غالبيتهم من الأسر (وكالة الأنباء السودانية) pic.twitter.com/ntEJlA5rXR

— شبكة رصد (@RassdNewsN) October 7, 2024

تسهيلات مصرية

وعمل شباب من الجنسين -كما يقول سليمان- على تنظيم الرحلات ومتابعة المسافرين من محطة قطارات رمسيس بالقاهرة إلى أسوان ومنها إلى نقطة "أبو سمبل" حيث توجد نقطة عسكرية ومنها يتوجه المسافرون إلى حلفا عبر منفذ "أشكيت" الحدودي، مبديا امتنانه للتسهيلات الكبيرة التي توفرها السلطات المصرية للراغبين في العودة.

ونشرت وسائل إعلام مصرية هذا الأسبوع إعلان الطوارئ من قبل "هيئة الموانئ البرية المصرية" على الحدود البرية مع السودان لسرعة التعامل مع التكدس والزحام على الحدود، وتقديم كافة التسهيلات للسودانيين والمسافرين عبر منفذي "آرقين" و"قسطل" البريين الحدوديين مع السودان.

ونسقت وزارة النقل المصرية -وفقا لذات التقارير- بين عدد من الجهات المختلفة لتسهيل انتقال المواطنين على الحدود بين البلدين، كما تم فتح نقاط متقدمة من الهلال الأحمر المصري في الميناءين وتوفير مزيد من عربات الإسعاف بالتنسيق مع الإسعاف المصري، بجانب التنسيق مع كافة الجهات العاملة داخل الميناءين مثل "الإدارة العامة لأمن الموانئ" و"إدارة الجوازات والجمارك" وغيرها من الجهات، بزيادة العاملين بالمنفذين من هذه الجهات لاستيعاب كثافة المسافرين من مصر الى السودان.

رحلات يومية

ونقلت وكالة السودان للأنباء، قبل أيام، عن مصدر مسؤول في "أشكيت" الحدودي أن المعبر يشهد هذه الأيام عودة أعداد من السودانيين من مصر، وأضاف أن الخطوة جاءت في إطار العودة الطوعية بعد ما وصفها بـ"الانتصارات" التي حققها الجيش السوداني مؤخرًا.

وأضاف المصدر أن عملية عودة السودانيين من مصر شملت أيضا أعدادا من المخالفين للوائح الدخول وتم ترحليهم، مشيرا إلى أن عدد الذين عادوا إلى البلاد عبر معبر "أشكيت" في أغسطس/آب الماضي بلغ 7890 شخصا، وفي سبتمبر/أيلول 12 ألفا و539 شخصا غالبيتهم من الأُسر.

لكن مؤسس مبادرة "راجعين" يجزم -في حديثه للجزيرة نت- بأن أرقام العائدين تفوق كثيرا الرقم المتداول، خاصة أن الرحلات من "أبو سمبل" شبه يومية على مدى الأشهر الأربعة الماضية وفي كل منها حوالي 40 شخصا. ويردف "العدد يتجاوز 20 ألفا وما يزال الكثيرون في انتظار المغادرة".

ويشدد سليمان على عدم تمييز المبادرة الخيرية بين القادمين بالطرق الرسمية أو عن طريق التهريب، حيث تعمل على ترتيب نقل الراغبين في العودة بالقطار من القاهرة وصولا إلى وادي حلفا عبر منفذ "أشكيت" بتكلفة تصل لحوالي 800 جنيه مصري للفرد.

ويطمح سليمان لتطوير مبادرته لتشمل إعادة السودانيين في تشاد وإثيوبيا وأوغندا وغيرها حال وجد الدعم من الدولة، كما يسعى لتوطين العائدين في مناطقهم كمرحلة أولى ومن ثم ترتيب عودة ثالثة لمنازلهم في المواقع الآمنة والمحررة. ويلفت إلى أن مبادرته تعمل حاليا فقط على إيصال العائدين إلى حلفا بمساعدة الخيرين في مصر ودول أوروبية وغيرها.

ويعتقد سليمان أن الأوضاع الصعبة في مصر وتقدم الجيش في السودان بعدة محاور كانت دافعا لرجوع أعداد كبيرة من السودانيين، ويشير إلى أن غالبية الأسر تعتمد على تحويلات نقدية من السودان لكن انخفاض قيمة العملة مقابل الجنيه المصري أثر بشكل كبير على القيمة الفعلية للمبالغ في ظل غلاء الإيجارات وارتفاع أسعار السلع في مصر.

ويقول إن آلاف السودانيين وصلوا مصر على أمل تلقي العون من مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، لكنهم لم يحصلوا على شيء وفضّلوا الرجوع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات للجزیرة نت من السودان فی العودة إلى مصر إلى أن من مصر فی مصر

إقرأ أيضاً:

بيان من تجمع الدبلوماسيين السودانيين بشأن الجرائم والانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين العزل

يدين تجمع الدبلوماسيين السودانيين بأشد العبارات الجرائم الارهابية المروعة والانتهاكات الجسيمة التي ترتكب بحق المدنيين الأبرياء العزل في الفاشر وام روابه ونيالا ومدني وقرى الجزيرة وام درمان و ومعظم احياء الخرطوم وأسواقها ومستشفياتها ، بجانب أنحاء واسعة من البلاد ، حيث يواصل طرفا الحرب ( الجيش السوداني والدعم السريع ) مدعومتان بالمليشيات الارهابية التي فرخها كل منهما. إن هذه الجرائم بما فيها استخدام الأسلحة المحرمة دوليا لعدة مرات كما جاء في بعض التقارير الدولية الموثقة ،تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الانساني ولكل المواثيق والعهود الدولية التي تحمي المدنيين في اوقات النزاعات المسلحة، والتي يمكن وصفها بأنها جرائم حرب ضد الانسانية، كما انها تأتي في سياق إستمرار سياسة ترويع القوى المدنية التي ثارت ضد النظام الإسلاموي البغيض وحملتهما الوحشية الانتقامية ، مستهدفة الابرياء العزل بالتنكيل والسحل والقتل والحرق والقصف في سياق مخطط ممنهج يرمي الى ترويع وإذلال قوى الثورة ، ممثله في عناصر ومؤيدي ثورة ديسمبر المجيدة الظافرة ، وزيادة معاناة الشعب السوداني الصامد القابض على الجمر بسبب هذه الحرب العبثية والكارثية وفقا لوصف طرفي الحرب . ويحمل تجمع الدبلوماسيين السودانيين طرفا الحرب والمليشيات المتحالفة معهما المسئولية الكاملة عن هذه الفظائع ، ويؤكد التجمع أن محاولاتهما لإخضاع الشعب السوداني عبر العنف والترويع والارهاب لن تفلح ، وان العدالة ستطال جميع المتورطين في هذه الانتهاكات والجرائم مهما طال الزمن . إن تجمع الدبلوماسيين السودانيين يطالب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والعدلية الاقليمية والدولية بضرورة تحمل مسؤولياتها تجاه ما يجري في السودان ويدعوه للقيام بإجراءات فورية لوقف هذه الجرائم بما في ذلك فرض العقوبات ومحاسبة المسؤولين المتورطين في هذه الجرائم ، كما يناشد التجمع المجتمع الدولي العمل على توسيع نطاق ولاية المحكمة الجنائية الدولية لتشمل إضافة إلى دارفور جميع الجرائم المرتكبة في البلاد منذ اندلاع الحرب وتقديم الجناة من كل أطراف الحرب للعدالة . ويأمل التجمع أن يفرض المجتمع الدولي بأعجل ما يمكن على طرفي الحرب مسارات لدخول المساعدات الإنسانية وتقديم الدعم اللازم لحماية المدنيين وتخفيف معاناتهم الإنسانيةالمتفاقمة . كما يعمل التجمع مع المنظمات السودانية على رصد وثوثيق كل الجرائم المرتكبه من طرفي الحرب حتى تكون جاهزة للجهات المحلية والاقليمية والدولية العدلية و حتى لا يفلت مرتكبوها من العقاب والعدالة . ختاما يؤكد تجمع الدبلوماسيين السودانيين للشعب السوداني العظيم داخل السودان وخارجه انه لن يهدأ له بال ولن يدخر جهدا في كشف وفضح كل المساعي الرامية لإطالة أمد الحرب ومعاناة الشعب السوداني المكلوم ولن يألوا جهدا في القيام بما يستوجب عليه فعله في إيصال صوت الشعب السوداني إلى كل المنابر الاقليمية و الدولية المعنية ، ويجدد التجمع موقفه الثابت وإيمانه العميق بأن إرادة وتطلعات الشعب السوداني المشروعة في الحرية والعدالة والسلام ستظل اقوى من اي آله باطشة . المجد والخلود لشهدائنا الأبرار ، والنصر حتما لشعبنا الأبي *تجمع الدبلوماسيين السودانيين* 4فبراير 2025  

مقالات مشابهة

  • «الوطن» ترصد قصص العودة من جنوب غزة إلى الشمال.. «عودة للديار».. الغزاوية مرابطون حتى الشهادة
  • مصر والسودان يعززان العلاقات بقنصلية جديدة في وادي حلفا .. علي يوسف قال لـ«الشرق الأوسط» إنها تستهدف تسهيل عودة النازحين
  • خبير معلومات: التطور في استخدامات التكنولوجيا تعني القدرة على الاستدامة
  • بيان من تجمع الدبلوماسيين السودانيين بشأن الجرائم والانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين العزل
  • هل تم منع السودانيين من السفر على قطارات السكة الحديد بمصر؟
  • عودة آلاف النازحين إلى مدينة “ود مدني” وسط السودان – فيديو
  • بعد 5 آلاف سنة.. الضبع المرقط يظهر فجأة في مصر
  • ماذا تعني «ريفييرا»؟.. أشار إليها ترامب في حديثه عن غزة
  • ترحيل السودانيين من جنوب السودان والله شي عجيب!
  • خلال الدورة 156 للمجلس التنفيذي.. ماذا قال مدير "الصحة العالمية" عن هيئة الدواء المصرية؟