من هو الصحابي الذي كان جبريل عليه السلام يظهر في صورته؟
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
تناولت السيرة النبوية العطرة، مواقف الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، وألقابهم، والحروب والغزوات، والسنن المستحبة، ليأخذ التابعين منها العبرة والحكمة، ولكن من هو الصحابي الذي كان جبريل عليه السلام يأتي في صورته؟
وفقًا لما أوضحته دار الإفتاء المصرية، إنه دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة الكلبي القضاعي، وكان دحية من سراة الناس أي وسطي في كل شيء، جميلًا في وجه نظيفًا في ثوبه، وشهد اليرموك وكان على كردوس -كتيبة- وسكن المزة قرب دمشق.
قال ابن سعد: «أسلم دحية قبل بدر ولم يشهدها»، وعن أنس أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول: «يأتيني جبريل في صورة دحية»، قال رجل لعوانة بن الحكم: «أجمل الناس جرير بن عبدالله البجلي فقال بل أجمل الناس من نزل جبريل على صورته» يعني «دحية»؛ بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم سنة خمس هجرية إلى قيصر الروم، ومات في المزة قرب دمشق ودفن فيها.
كان جبريل يأتي في صورة رجل لا يعرفه أحد إلى الرسول، كما في حديث أركان الإسلام والإيمان المشهور، ولقد هيأ الله نبيه للقاء الوحي وأعده لذلك، فأول ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة، ثم حبب الله إليه التعبد في الخلوة الليالي ذات العدد، ثم أذن الله له بأن يلقى أمين الوحي جبريل عليه السلام.
وأضافت دار الإفتاء أن السيدة عائشة روت: كان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يلحق بغار حراء فيتحنث فيه، قال والتحنث التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن يرجع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود بمثلها، حتى فجئه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال: «اقرأ» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنا بقارئ؛ قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني؛ فقال: أقرأ، قلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جبريل عليه السلام الإفتاء من هو الصحابي صلى الله علیه وسلم جبریل علیه السلام کان جبریل
إقرأ أيضاً:
لكُل أُمَّـة عَلَمٌ وقائد وأمتنا ابن البدر قائدها
كوثر العزي
أمم سابقة، طوائف متعددة، مناهج متضاربة، وديانات مختلفة، أعلام تُضل وإلهة لا تسمن ولا تغني من جوع، بشرية تعيش بعمق الفساد والضلال، لا أمر بالمعروف ولا نهي عن منكر، لا عطاء لا تعاون، ما قبل دين محمد أديان كثيرة سماوية، لكن لم يكن من تلك الجماعات إلا العصيان والنُكران وقتل الأنبياء وتحريف الكُتب والادِّعاء بأنهم أبناء الله، يعادل ذلك نعتهم بأن يد الله مغلولة، تطاول وتعال، ظلم وتجبر، تساؤلات كثيرة، فما كان من الله إلا أن نكس الكبرة وبدل القوم كرد على تحدياتهم، جعل من العرب آخر الأنبياء وخاتمهم وعززه بالمعجزة الخالدة، فما بعد الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- ليس استقامة البشرية ولا استقامة الطريق، ليست العبودية لله وحده دون غيره، بل كان هنالك الكثير من الجموع البشرية ما زالت في كفرها وشقائها وتيهها وضلالها، فبعد؛ ما أَدَّى الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- أمانته وبلغ دين ربه وعلم الكتاب والحكمة، وجاهد في الله حق الجهاد ورفع رايات الإسلام عالية دون انكسار أَو انهزام، كبقية الرسل ممن أدوا أمانتهم وبلغوا دين الله كاملاً دون نقص، كذب بهم البعض وآمن البعض وهكذا هي سنة الله في خلقه، تمحيص لفئة وثبات للفئة الأُخرى، على مر الأزمان وفي مختلف حقب التاريخ ترى جمعان جمع الحق وجمع الباطل.
بعد ما بعث الله محمد بن عبدالله كخاتم للرسل وختام للأنبياء، لم يترك الأُمَّــة بلا أعلام أَو قيادات تهديهم وتعلمهم، ليتركهم حينها يموجون في بعض بالعقائد الباطلة والثقافات المغلوطة من قبل الأعلام المنصبة من قبل الشرك، بل جعل لكُل أُمَّـة علم ولكل أُمَّـة قائد ومعلم، منذر، مرشد، أتاه الله الحكمة وألبسه لباس التقوى، رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله وسلم- في غدير خم رفع يد الإمام علي مبايعًا إياه قائلًا فيه: “أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أن لا نبي بعدي” وقائلًا في أحد الأحاديث: “إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدًا كتاب الله وعترتي أهل بيتي”، الحديث النبوي يشير ويؤكّـد على ضرورية العلم؛ لأَنَّنا بطبيعتنا البشرية والمجتمع البشري ينسى أَو يتناسى، والله سبحان وتعالى أكّـد ذلك في عدة آيات قرآنية “وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْـمُؤْمِنِينَ” وقال تعالى: “أَو يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى” وقال تعالى: “إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِـمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَو أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ”
التذكير مسألة مهمة جِـدًّا في الواقع البشري، شريحة يجب أن تتفعل بشكل مُستمرّ، يجب أن نستمد من آل بيت الرسول ونسعى بها في مناكب الأرض، فمن عدل الله ورحمته بالبشرية جعل لكُل أُمَّـة قائد، لكُل عصر علم من آل بيت النبوة يرشدهم يعلمهم الكتاب والحكمة يزكيهم ويعلمهم، ها نحن أبناء اليوم نعيش في واقع مأساوي، واقع كما قال فيه الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- “أشد من الجاهلية الأولى” علماء سوء تحكم الأُمَّــة وقيادات دنيوية، بشر أشبه بالأنعام بل أضل، نرى الباطل يتوسع بشكل مخيف والحق يكمم، شعوب دول حكام عظموا وألّهوا دولًا عظمى، ذُات نفوذ كبير وقوات عسكرية ضخمة، خوف منهم ورهبة، إلا أن مشيئة الله اختصت لهذه المرحلة الحساسة قائد من آل محمد، قائد، فذ، صلب، قوي بقوة الدين، رحيم على المؤمنين، شديد على الكافرين، لا يخاف في الله لومة لائم، يهيئ الله له الساحة، بعراقيلها وتهيئاتها ليزعزع الذي في قلوبهم مرض، ويثبت الله الذين قالوا الله ربنا ثم استقاموا، ليمحص الله ما بين المتبعين حق الاتباع وما بين نفاق القلب.
عندما تحَرّك الشهيد القائد ويليه السيد القائد لم يكتفيا بحدود محافظة صعدة وضواحيها، تحَرّكوا بمنظور عالمي شامل، تحرير شبه الجزيرة العربية من الهيمنة والاستعمار، لم ينصاعوا كبقية الأُمَّــة، تحَرّكوا من واقع المسؤولية التي ألقيت على عاتقهما رغم الحروب التي شنت والعداء الذي فرض عليهم من بقية الشعوب، تسابقت الأيّام والليالي واتسعت دائرة المسيرة القرآنية وأطلقت كشرارة تحرق الأعادي ولا تذر، بقيادة القائد الرباني والسيد الأغر، وحينما استقرت المسيرة القرآنية على مؤسّسات ووزارات الدولة، أخذ السيد القائد بتغييرها جذريًّا بما في ذلك مصالح الشعب وتقليص حجم الوزارات، تحدى الدول ووقف بصف غزة وناصر لبنان، جعل من الجيش اليمني جيشاً قويًّا، بنى بالثقافة القرآنية، أعد منهم جندًا ذوي خبرات في التصنيع الحربي والتطوير.
لم يكن للسيد القائد جانب واحد فقط “العسكري” بل احتضن جميع الجوانب؛ فترى تنوع الخطابات، تهذيب النفس وتعليمها، التناصح فيما بيننا، أهميّة تقوى الله، للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كان زاداً ودواء للروح، خطورة الحرب الناعمة، وتجنب الكذب والغيبة، آداب الأكل، آداب الكلام، تطرق للأشياء الصغيرة التي قد تنساها الأم في تعليم صغيرها، أغلب محاضراته كانت تعيد ترميم الروح، تماسك المجتمع والرأفة والرحمة ببعضنا البعض، تحدث عن التكافل الاجتماعي وعن الوعي، تطرق لكُل ما قد يجعله يقف أمام الله قائلًا اللهم إني أديت الأمانة كما ينبغي، فلكل أُمَّـة علم وقائد وأمتنا ابن البدر قائدها..
اللهم ثبّتنا على دين نبيك تحت راية وليك ابن وليك، وتقبلنا يا رب معه، وثبتنا وأطل في عمره وابقه للعالم أجمع، أنت تعلم ما لا يعلمون يا الله.