“قبل الإطاري ما كان عندي مشكلة مع البرهان”
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
ولو أن صديقنا الصحفي المتمرد على مهنة الصحافة وأخلاقياتها المعروفة حلل هذا النص بأدوات التحليل الخطابي المعروف ( discourse analysis ) وتتبع دوافعه، لوجد أن حميدتي نفسه لم يكن يملك مشكلة مع دولة ٥٦ التي يحاربها ، ولو أن صديقنا الغارق في أوحال جرائم الميليشيا نظر لسياقات نشوء الدعم السريع وتأسيسه لعلم أن الدعم السريع هو واحد من منتجاتها المنبوذة وأسوأ ما أخرجته تلك الدولة .
بدأت مشكلة حميدتي مع الدولة التي يحاربها بعد فشل مسعاه في الهيمنة عليها ، فلو أنه تمرد على وضعية الدولة في عزها ومجدها وتبنى شعارات مطلبية تدعو للمساواة والعدالة من داخل مؤسساتها ، لقلنا أن الرجل كان يملك مشروعاً إصلاحياً وفهماً عميقاً لمشكلات السودان دعته ليخطو طريقاً جديداً يرفض فيه نهج الدولة وممارساتها ،ولكن حميدتي نفسه ابن الدولة المدلل وأحد عوراتها المخفية .
حميدتي لا يستطيع الانفكاك عنها أو لعنها أو حتى نقد ممارساتها ، ففي نقده لها سبة عليه كونه أحد أدواتها الباطشة ، ولو أراد مستشاروه وكل صحفيّ الدعم السريع وكتابه وأكلي أموال جرائمه وكل من أستقطبهم لخدمة مشروعه الفاشي أن يجملوا أفعاله ، لما نجحوا في وضع نقطة بيضاء في تاريخة المظلم ، ولو كانت دولة ٥٦ جيدة فإن نقدها يأتي من ثغرة الدعم السريع الذي هو أحد الفصول القاتمة في تاريخها ، ولو كانت سيئة يكفي فقط ذكر أسم حميدتي لتأكيد سوءها وإنحراف نهجها ..
يحاول صديقنا المقارنة بين حميدتي وقادة الحركات المسلحة كونهم جميعاً رفعوا مطالب عادلة ، وهذه مقارنة غريبة ، فهؤلاء عارضو الدولة في أوج قوتها واستقرارها ، وقاتلوها رافعين عليها مطالبهم ، فمثلاً الشهيد خليل إبراهيم كان داخل السلطة وزيراً فيها ولما رأى اعوجاجها تمرد عليها وهو الوزير المحنك والطبيب المتعلم ولو أراد البقاء فيها لظل في أعلى مناصبها ، لم تلفظه الدولة ولم يرغب في الهيمنة عليها ، وكذلك مناوي الذي عارضها وأتفق معها وخرج عليها لما رأى أن وجوده لا يحقق مارفعه من مطالب ، وغيرهم كثر ممن كانوا في أنظمتها وخرجوا عليها ..
إن الطريق نحو بناء دولة العدالة والقانون على أسس “عادلة ” يتطلب إزاحة حالة النشاز التي صاحبت الدولة من مظاهر الفوضى المتمثلة في الميليشيات الأسرية المرتهنة لإرادات خارجية ، وإن محاولات صحفي ” الدعم ” لتجميل قبح الميليشيا وأفعالها لهو الإنحطاط بعينه ،
فممارسات الميليشيا ليست عابرة او جرائم جانبية حتى يضعوا لها مساحيق تخفي عوراتها، بل هي أصل في بنيتها وتكوينها الفوضوي ، سنعيد ما ذكرناه سابقاً بأن هذه الميليشيا لا يمكن تعريفها إلا من خلال كونها مجموعة من المرتزقة والمجرمين لا غير ..
حسبو البيلي – إعادة نشر
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الأبيض.. تجدد القصف المدفعي لليوم الثاني واتهامات لـ”الدعم السريع” بالسعي لتهجير السكان
متابعات ـ تاق برس قالت شبكة أطباء السودان،ان قصف مدفعي لقوات الدعم السريع، أودى بحياة خمسة أشخاص بمدينة الابيض ـ شمال كردفان، بينهم اسرة وأطفالها، وإصابة أربعة آخرين. وتجدد اليوم الاحد ـ و لليوم الثالث على التوالي، قصف مدفعي عنيف من قبل قوات الدعم السريع على مدينة الأبيض ـ ولاية شمال كردفان ـ طبقا لموقع تحديثات الحرب على منصة إكس. وقالت الشبكة ان القصف كان متعمدا استمر من الصباح حتى ساعات المساء، مستهدفًا المناطق السكنية والمرافق العامة في المدينة. وأضاف البيان أن قوات الدعم صعّدت من هجماتها لليوم الثاني على التوالي، مما أدى إلى مزيد من الضحايا والخسائر المادية. ووصفت الشبكة هذه الهجمات بأنها تمادٍ في انتهاكات قوات الدعم السريع ضد المدنيين العزل، ونوهت الى أن المدينة تستضيف آلاف الأسر النازحة من المدن والقرى المحيطة. واعتبرت الشبكة أن عمليات القصف تهدف إلى تهجير السكان وإفراغ المدينة من قاطنيها، وهو ما يتعارض مع القوانين الدولية التي تحرّم استهداف المدنيين في النزاعات المسلحة. وتمكن الجيش السوداني فى فبراير 2025 من فك الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع على الأبيض لاكثر من عام. الأبيضالدعم السريع