موقع النيلين:
2024-10-11@03:17:22 GMT

“قبل الإطاري ما كان عندي مشكلة مع البرهان”

تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT

ولو أن صديقنا الصحفي المتمرد على مهنة الصحافة وأخلاقياتها المعروفة حلل هذا النص بأدوات التحليل الخطابي المعروف ( discourse analysis ) وتتبع دوافعه، لوجد أن حميدتي نفسه لم يكن يملك مشكلة مع دولة ٥٦ التي يحاربها ، ولو أن صديقنا الغارق في أوحال جرائم الميليشيا نظر لسياقات نشوء الدعم السريع وتأسيسه لعلم أن الدعم السريع هو واحد من منتجاتها المنبوذة وأسوأ ما أخرجته تلك الدولة .

بدأت مشكلة حميدتي مع الدولة التي يحاربها بعد فشل مسعاه في الهيمنة عليها ، فلو أنه تمرد على وضعية الدولة في عزها ومجدها وتبنى شعارات مطلبية تدعو للمساواة والعدالة من داخل مؤسساتها ، لقلنا أن الرجل كان يملك مشروعاً إصلاحياً وفهماً عميقاً لمشكلات السودان دعته ليخطو طريقاً جديداً يرفض فيه نهج الدولة وممارساتها ،ولكن حميدتي نفسه ابن الدولة المدلل وأحد عوراتها المخفية .

حميدتي لا يستطيع الانفكاك عنها أو لعنها أو حتى نقد ممارساتها ، ففي نقده لها سبة عليه كونه أحد أدواتها الباطشة ، ولو أراد مستشاروه وكل صحفيّ الدعم السريع وكتابه وأكلي أموال جرائمه وكل من أستقطبهم لخدمة مشروعه الفاشي أن يجملوا أفعاله ، لما نجحوا في وضع نقطة بيضاء في تاريخة المظلم ، ولو كانت دولة ٥٦ جيدة فإن نقدها يأتي من ثغرة الدعم السريع الذي هو أحد الفصول القاتمة في تاريخها ، ولو كانت سيئة يكفي فقط ذكر أسم حميدتي لتأكيد سوءها وإنحراف نهجها ..

يحاول صديقنا المقارنة بين حميدتي وقادة الحركات المسلحة كونهم جميعاً رفعوا مطالب عادلة ، وهذه مقارنة غريبة ، فهؤلاء عارضو الدولة في أوج قوتها واستقرارها ، وقاتلوها رافعين عليها مطالبهم ، فمثلاً الشهيد خليل إبراهيم كان داخل السلطة وزيراً فيها ولما رأى اعوجاجها تمرد عليها وهو الوزير المحنك والطبيب المتعلم ولو أراد البقاء فيها لظل في أعلى مناصبها ، لم تلفظه الدولة ولم يرغب في الهيمنة عليها ، وكذلك مناوي الذي عارضها وأتفق معها وخرج عليها لما رأى أن وجوده لا يحقق مارفعه من مطالب ، وغيرهم كثر ممن كانوا في أنظمتها وخرجوا عليها ..

إن الطريق نحو بناء دولة العدالة والقانون على أسس “عادلة ” يتطلب إزاحة حالة النشاز التي صاحبت الدولة من مظاهر الفوضى المتمثلة في الميليشيات الأسرية المرتهنة لإرادات خارجية ، وإن محاولات صحفي ” الدعم ” لتجميل قبح الميليشيا وأفعالها لهو الإنحطاط بعينه ،

فممارسات الميليشيا ليست عابرة او جرائم جانبية حتى يضعوا لها مساحيق تخفي عوراتها، بل هي أصل في بنيتها وتكوينها الفوضوي ، سنعيد ما ذكرناه سابقاً بأن هذه الميليشيا لا يمكن تعريفها إلا من خلال كونها مجموعة من المرتزقة والمجرمين لا غير ..

حسبو البيلي – إعادة نشر

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

شاهد بالفيديو.. العثور على “ملابس نسائية” و “بوتجاز” وبطاقات شخصية داخل مسجد بالحلفايا كان يتواجد فيه أفراد من الدعم السريع قبل هروبهم منه

عثرت قوة تابعة للجيش السوداني, على متعلقات داخل أحد المساجد بحي الحلفايا, الشهير بمدينة بحري, إحدى مدن العاصمة الخرطوم الثلاث.

وبحسب ما شاهد محرر موقع النيلين, فقد قام الجيش, الأسبوع الماضي بعبور جسر الحلفايا الرابط بين مدينتي أم مدرمان, وبحري, وتمكن من تنظيف وتحرير جزء كبير من مدينة بحري.

وتفاجأ أفراد الجيش, لحظة دخولهم المسجد ورفع الأذان من داخله, بوجود “ملابس نسائية”, و “بوتجاز”, إضافة لبطاقات شخصية داخل المسجد الذي كان يستغله أفراد من الدعم السريع, كمقر سكني لهم.

محمد عثمان _ الخرطوم

النيلين

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حميدتي ينعي الدعم السريع بطريقة حزينة
  • مصر تنفي “مزاعم” حميدتي بالمشاركة في معارك السودان
  • حميدتي يتهم الجيش المصري بقصف الدعم السريع.. والقاهرة ترد (شاهد)
  • حميدتي كيف عرف أنه طيران مصري؟.. اتهام قائد الدعم السريع للقاهرة يشعل تفاعلا
  • ليندا توماس: “القوني حمدان” ساهم في استمرار عمليات قوات الدعم السريع في السودان
  • حميدتي يتهم مصر بقصف قواته ويعلن تجهيز مليون جندي للقتال
  • الخزانة الأمريكية تفرض عقوبات على “القوني” خازن أموال حميدتي وقائد تسليح الدعم السريع
  • جبل موية .. تحريرها يعني وضع قوات الدعم السريع في “كماشة ثكنات الجيش الثلات”
  • شاهد بالفيديو.. العثور على “ملابس نسائية” و “بوتجاز” وبطاقات شخصية داخل مسجد بالحلفايا كان يتواجد فيه أفراد من الدعم السريع قبل هروبهم منه