قالت كاملا هاريس نائبة الرئيس الأميركي ومرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة أمس الخميس إن هناك حاجة للتهدئة في الشرق الأوسط، فيما حذرت مسؤولة أممية  من أن المنطقة "توشك على الدخول في حرب شاملة".وذلك وسط تصاعد القلق في ظل شن إسرائيل الحرب على غزة ولبنان.

وأضافت هاريس للصحفيين في لاس فيغاس أنه يتعين الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والتهدئة في لبنان وغزة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تعمل على مدار الساعة في هذا الشأن.

وشددت على أن هناك حاجة لوقف هذه الحرب والتهدئة في المنطقة.

الموقف اللبناني

وفي سياق متصل قال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب إن لبنان متمسك بالقرار 1701، وبالمبادرة الأميركية الفرنسية لوقف إطلاق النار في لبنان
وأضاف أن على الأمم المتحدة ومجلس الأمن مضاعفة جهودهما، والضغط على إسرائيل لوقف عدوانها.

وفي نيويورك دعا مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة هادي هاشم أمس الخميس إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وقال هادي في كلمة خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي دعا إليه فرنسا، إن القصف الإسرائيلي والغزو لن يوفر الأمن والسلامة والاستقرار لشعبه. وأضاف: "لا يمكن لإسرائيل إعادة النازحين إلى منازلهم دون اتفاق".

وأشار هاشم إلى أن لبنان ملتزم تمامًا بالمبادرة الفرنسية-الأميركية لوقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا "خلالها يمكننا تسوية القضايا الحدودية العالقة". واتهم إسرائيل بأنها وافقت على المبادرة "قبل أن تتراجع عنها وتكثف عدوانها".

لكن مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون أكد أن العملية العسكرية ستستمر حتى يتم تفكيك سيطرة حزب الله على جنوب لبنان ولا يتمكن من مهاجمة الإسرائيليين عبر الحدود.

وقال دانون، أمام مجلس الأمن إن الجنود الإسرائيليين "سيضعفون قدرات حزب الله، ويزيلون قدرتهم على شن هجمات ضد الإسرائيليين ويقلصون شبكتهم المسلحة التي تمتد عبر جنوب لبنان".

وأكد دانون أن هناك طريقًا واحدًا فقط للسلام في إسرائيل ولبنان: يجب أن يكون بدون حزب الله، ويجب تنفيذ قرار مجلس الأمن لعام 2006 الذي أنهى الحرب  بين إسرائيل وحزب الله بالكامل. ويتضمن ذلك تفكيك جميع الجماعات المسلحة بما في ذلك حزب الله وانتشار سيطرة الجيش اللبناني على كامل الجنوب اللبناني.

                          ديكارلو: علينا أن نمنح الفرصة للدبلوماسية. الآن (الفرنسية) تحذير أممي

من جهتها حذرت مسؤولة الشؤون السياسية بالأمم المتحدة روزماري ديكارلو من أن المنطقة تتجه بشكل خطير نحو حافة حرب شاملة، ووصفت  فشل المجتمع الدولي في وقف التصعيد العسكري في غزة ولبنان وسوريا بأنه "مدمر".

وقالت ديكارلو خلال الجلسى الطارئة لمجلس الأمن الخميس إن الجهود يجب أن تُبذل الآن "لعكس دورة العنف هذه وإعادة لبنان وإسرائيل – والمنطقة – بعيداً عن حافة الكارثة".

وفي لبنان، قالت ديكارلو، يجب على مقاتلي حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى التوقف عن إطلاق الصواريخ والقذائف على إسرائيل، كما يجب على إسرائيل التوقف عن قصف لبنان وسحب قواتها البرية.

وأضافت ديكارلو: "يجب على الأطراف أن تستغل الخيارات الدبلوماسية المطروحة أمامها، وليس الأسلحة بجانبها". وتابعت: "علينا أن نمنح الفرصة للدبلوماسية. الآن".

وأعادت ديكارلو تأكيد تحذير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأخير بأن الوقت ينفد بسرعة. وأكدت أن هذا يعني وقف الأعمال العدائية ليس فقط في لبنان بل في المنطقة بأسرها.

وأضافت: "الصراع المدمر في لبنان، إلى جانب الغارات المكثفة في سوريا والعنف المستعر في غزة والضفة الغربية المحتلة، يشير إلى منطقة على شفا حرب شاملة بشكل خطير". وتابعت: "عجزنا الجماعي عن وقف العنف ووقف إراقة الدماء هو أمر مدمر".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات إطلاق النار حرب شاملة فی لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

هل لا يزال الـ 1701 صالحًا لوقف الحرب واستتباب الأمن والاستقرار؟

الذين قرأوا بتمعن البيان المشترك للمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت ورئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو ربطوا ما بين سطوره وما بين ما أكده البيان الثلاثي لكل من الرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه بري ووليد جنبلاط عن استعداد لبنان الكامل لتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 شرط وقف الحرب الإسرائيلية الهمجية والتزام تل أبيب بما ينصّ عليه هذا القرار، الذي أنهى حرب تموز العام 2006 بموافقة طرفي النزاع، أي إسرائيل و"حزب الله". ومن دون هذا الالتزام سيبقى الوضع متفجرًا، وقد تطول الحرب، التي تحصد كل يوم عشرات الشهداء ومئات الجرحى والمصابين، وتدمّر المنازل فوق رؤوس ساكنيها، مع تفاقم الأزمة المعيشية والحياتية والاجتماعية للنازحين، وبالأخص عندما "يدلف المزراب"، مع ما يتطلبه فصل الشتاء من مستلزمات للتدفئة والتكيف مع واقعهم الجديد وغير الطبيعي.
ومع أن البيان المشترك لبلاسخارت ولاثارو جاء لمناسبة مرور سنة على إدخال لبنان في حرب يعرف الجميع كيف بدأت، ولكن لا يعرف أحد كيف ستنتهي، فإن ما تضمنه من مواقف كان لافتًا، واستحوذ على حيّز واسع من الاهتمام الديبلوماسي، خصوصًا لجهة تأكيدهما أن "كلّ صاروخ أو قذيفة تُطلق، أو قنبلة تُلقى، أو غارة برية تُنَفّذ، تُبعد الأطراف أكثر عن الغاية المتوخاة من قرار مجلس الأمن رقم 1701 (2006)، كما تُباعد بينهم وبين خلق الظروف اللازمة من أجل ضمان الأمن الدائم للمدنيين على جانبي الخط الأزرق".
بعض الذين سمحت لهم الظروف بحكم مواقعهم الرسمية بأن تكون لهم بعض الاسهامات في صياغة القرار 1701 وتسويقه اسرائيليًا عبر الأمم المتحدة، وفي بيئة "حزب الله" عبر حكومة الرئيس فؤاد السنيورة يكشفون في مجالسهم الخاصة بأن ظروف الحرب اليوم هي أشد تعقيدًا مما كانت عليه قبل ثماني عشرة سنة. فالتكنولوجيا المستخدمة اليوم في الحرب مع تطور القدرة الصاروخية لدى الطرفين لم تكن متوافرة بهذا الزخم في العام 2006، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المعاناة اليومية للنازحين في ظل أزمة اقتصادية كانت متفاقمة قبل 8 تشرين الأول من العام الماضي وزادت حدّتها بعدما أُدخل لبنان في حرب إسناد لغزة، وأخذت المخاوف من مضاعفاتها تكبر وتزداد حجمًا منذ ستة عشر يومًا...والحبل على الجرار.
لم يكن التفاوض في الماضي على صيغة حل لوقف الحرب بالأمر السهل، ولكن ما بذله لبنان من خلال بعثته الديبلوماسية في نيويورك وبمواكبة مباشرة من الحكومة من جهود مضنية مكّن مجلس الأمن الدولي من تأمين الظروف الملائمة لفرض القرار الذي حمل الرقم 1701، والذي لو طبّق كل من إسرائيل و"حزب الله" مضمونه وروحيته لما كان لبنان قد وصل إلى ما وصل إليه اليوم، مع الأخذ في الاعتبار بأن تل أبيب كانت تتحين الفرص على مدى سنوات للانقضاض على لبنان بهدف تحقيق ما وُعدت به من خيراته بقيت "حصرمًا" في عيونها. 
فما قاله كل من بلاخسارت ولاثارو في بيانهما المشترك هو ربما أصدق إنباءً من غيرهما، لأنهما على تماس يومي مع الأحداث والتطورات الميدانية، وهما على تواصل شبه يومي مع الرئيس ميقاتي ووزارة الخارجية ومع الأمم المتحدة، وهما يعرفان من خفايا الأمور ما لا يعرفه كثيرون غيرهما. ولهذا فقد جاءت مواقفهما أكثر واقعية من أي موقف آخر قد يكون مطلقه قد تعمّد تجاهل ما يحصل على أرض الواقع بهدف التعمية، أو التشبّه بالنعامات، التي لا ترى ما يجري فوق الأرض من كوارث ومآسٍ.
وفي خضّم هذه المعمعة يبقى السؤال مشروعًا عن مدى استعداد كل من إسرائيل و"حزب الله" للتجاوب مع النداءات والمناشدات للعودة إلى تطبيق الـ 1701 تطبيقًا حرفيًا، وذلك استنادًا إلى المواقف المعلنة، والتي يُوحَى بها للمعنيين بأن جهودهم ستبوء بالفشل. وهذا ما يؤشّر إلى أن الحرب طويلة، مع ما تحمل في طياتها من أهداف، منها ما هو معلن، ومنها ما لا يزال "ضميرًا مستترًا"، وهل يمكن اعتبار أن هذا القرار لا يزال صالحًا لوقف الحرب واستتباب الأمن والاستقرار في الجنوب اللبناني والشمال الإسرائيلي؟ المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تحذر من انجرار المنطقة لحرب شاملة.. المجتمع الدولي فشل بوقف التصعيد
  • هاريس: هناك حاجة للتهدئة في الشرق الأوسط
  • ترامب زاعما زيارتها: غزة أفضل مكان بالشرق الأوسط
  • ميقاتي: تكثيف الدبلوماسية لوقف إطلاق النار في لبنان
  • 600 ألف نازح بلبنان وتحذير أممي من أزمة إنسانية كارثية
  • هل لا يزال الـ 1701 صالحًا لوقف الحرب واستتباب الأمن والاستقرار؟
  • “بارود وعود ثقاب”.. الأمين العام للأمم المتحدة يحذر من حرب شاملة
  • الأمين العام للأمم المتحدة يحذر من حرب شاملة: الشرق الأوسط أشبه ببرميل بارود
  • عام على التصعيد.. الأمم المتحدة تدعو إسرائيل ولبنان لحل تفاوضي