في ظلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، خرجت قصة إنسانية مؤلمة تتعلق بأحمد الطهراوي، الرجل الذي عاش طيلة 101 عامًا، ليصبح أكبر الشهداء سنًا في هذه الحرب، واستشهد الطهراوي، الذي عاش فصولًا من المعاناة والفقد، بعد قصف عنيف استهدف منزله في 27 أكتوبر 2023، لتكون النهاية المحزنة له في أحد مستشفيات القطاع بعد أسبوع من المعاناة.

حياة مليئة بالتحديات

وُلد أحمد الطهراوي في عام 1922 في قرية المسمية، تلك القرية التي خسرها بعد الاحتلال الإسرائيلي في عام 1948، حيث شهد أولى فصول النكبة عندما هُجّر مع عائلته إلى مخيم البريج في غزة، ولم يحمل الطهراوي معه سوى مفتاح منزله، الذي لم يستطع العودة إليه أبدًا. ومع كل التحديات، أسس عائلة كبيرة تمتد عبر الأجيال، ليُصبح والدًا وجدًا يروي حكاياته لأحفاده، ويعيش ليشهد أحفاد أحفاده.

قصف متواصل وفقدان الأحبة

مع تصاعد العدوان على غزة، انتقل الطهراوي للعيش مع ابنته، آملًا في العثور على مأوى آمن في منزل ذو سقف خرساني، لكن سرعان ما تعرضت الأسرة، التي هُجّرت ست مرات، للقصف، وخلال الغارة، استشهد 12 فردًا من أسرته، وأُصيب الطهراوي نفسه بنزيف داخلي. على الرغم من أنه لم يكن ينتمي لأي منظمة مسلحة، إلا أن الاحتلال لم يرحم ذلك الرجل المسن، الذي لم يعد لديه القدرة على إيذاء أحد.

الحزن والفقد

يصف حفيده عبد الرحمن مشاعره بعد فقدانه لجده، قائلًا: "شعرت بحزن شديد وفراغ هائل، كنت المفضل عنده. سأشتاق إليه وإلى قصصه ومغامراته"، وتعكس كلمات عبد الرحمن الحزن العميق الذي يعيشه الجيل الجديد من الفلسطينيين، الذين لا يعرفون سوى الفقد والحنين.

كان لأحمد الطهراوي 126 من الأولاد والأحفاد الأحياء عند بداية الحرب، لكن مع انقضاء العام الأول، نجى 90 منهم فقط، ويشهد هذا الفقدان الكبير على الفاجعة التي يعيشها الفلسطينيون، الذين يخسرون أحبائهم في كل لحظة.

تراث من الحب والصمود

على الرغم من كل الأوجاع، ترك الطهراوي وراءه إرثًا عائليًا مليئًا بالحب والمثابرة، ورغم استشهاده، ستبقى قصصه ورحلاته تُروى للأجيال القادمة، ليُصبح رمزًا للصمود في وجه الاحتلال، وتتجلى قصته في معاناة الفلسطينيين، الذين يعيشون تحت وطأة الحرب والتهجير، وتُعبر عن الإنسانية التي لا تنطفئ أبدًا.

في كل زاوية من زوايا غزة، يبكي أحفاد أحمد الطهراوي وأبناء أحفاده، ليس فقط على فقدان رجل عظيم عاش طيلة قرن من الزمان، بل أيضًا على الأمل الذي يُختطف منهم في كل مرة يُفجع فيها الوطن، كما تعكس هذه القصة الإنسانية العمق الإنساني للفلسطينيين، الذين لا يزالون يصرخون بأصواتهم المليئة بالألم، ولكن الأمل لا يزال حاضرًا في قلوبهم.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: غزة شهداء الاحتلال أحفاد معاناة قصف النكبة الألم الأمل الانسانية الحرب ذكريات العائلة الصمود التاريخ

إقرأ أيضاً:

مقترح للاستفادة من ركام غزة لردم البحر وتوسيع مساحة القطاع.. ما الجدوى؟

قدم المهندس والأكاديمي المصري في اليابان، الدكتور محمد سيد علي حسن، مقترحًا بديلاً نال اهتمامًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا، مستندًا إلى التجربة اليابانية في ردم مياه البحر بالركام.

وقال حسن على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك: "هذا الحل يمكن أن يوسع مساحة القطاع ويوفر حلاً عمليًا وسريعًا لمواجهة خطة التهجير".

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Arabi21 - عربي21‎‏ (@‏‎arabi21news‎‏)‎‏

وأوضح حسن أن اليابان نفذت مشروعات عملاقة لردم مياه البحر بالركام نتيجة العديد من الكوارث الطبيعية والبشرية، مضيفًا أن "اليابان حفل تاريخها بالعديد من الكوارث سواء كانت طبيعية مثل الزلازل أو بسبب الإنسان مثل الحروب، وهو ما خلف أطنانًا هائلة من الركام، تم استغلالها لهذا الغرض. حيث تقدر مساحة الأراضي الناتجة عن ردم البحر بنحو 0.5% من إجمالي مساحة اليابان".


ويرى الأكاديمي المصري أن هذه التجربة يمكن استلهامها في قطاع غزة الذي يواجه تحديات مشابهة.

جدير بالذكر أن الاستشاري الهندسي المصري والمعارض السياسي، ممدوح حمزة، قدم مؤخرًا عبر مقطع فيديو نشره على حسابه بمنصة "إكس"، اقتراحًا هندسيًا يتضمن استخدام الأنقاض الناتجة عن الحرب في قطاع غزة كمواد خام لإنتاج الطوب، مما يسرع عملية إعادة الإعمار ويقف عقبة أمام مخطط ترامب.

وأشار حسن إلى أن قطاع غزة يحتوي على عشرات وربما مئات ملايين الأطنان من الأنقاض والركام الناتجة عن العدوان الهمجي، وأن اقتراح الدكتور حمزة يحتاج إلى عدد هائل من الكسارات والطواحين وكميات ضخمة من الطاقة لتشغيلها، وبعد انتهاء مهمة تلك الكسارات والطواحين ستصبح هي نفسها عبئًا لا حاجة لها في المستقبل القريب، ما يعني إهدار أموال كبيرة.

وأضاف حسن أن تقليل عدد الكسارات والطواحين ليس عمليًا، لأن الكم الهائل من الأنقاض يتطلب وقتًا طويلاً للتعامل معه، وهو ما ليس في صالح أهل القطاع وسط دعوات التهجير.

وتابع٬ وأخيرًا بعد طحن الأنقاض إلى بودرة، يحتاج القطاع إلى عدد كبير من مصانع الطوب وكميات كبيرة من الطاقة لتشغيلها، مما يعني تكلفة مادية إضافية ووقتًا أطول لصناعة الطوب.


التجربة اليابانية
وطرح الدكتور حسن البديل، وهو الاستفادة من التجربة اليابانية في تحويل الدمار إلى فرصة للبناء والتمكين والتوسع في وقت أقصر، مشيرًا إلى أن هذا هو ما حدث بعد الحرب العالمية الثانية وزلزال كوبي المدمر في عام 1995.


وأضاف أن الخطوات الأساسية لتنفيذ هذا المقترح تبدأ بنقل المخلفات الخرسانية الكبيرة بواسطة سيارات نقل إلى أكثر شواطئ القطاع ضحالة والأخفض أمواجًا مثل الخلجان، للبدء في ردم أجزاء من البحر، ثم نقل بقية الركام الأصغر حجمًا وتكويمه فوق الكتل الخرسانية الكبيرة، حتى يحين وقت دكه لإنشاء الأراضي الجديدة في مياه البحر.

وبعد التخطيط وإزالة الأنقاض، يتم إنشاء بنية تحتية ذكية تشمل شبكات صرف صحي ومياه شرب وكهرباء وإنترنت لا مركزية علوية على أبراج وأعمدة، لضمان سهولة الصيانة في حالة الكوارث. كما يتم بناء مدن ذكية تعتمد على مصادر طاقة محلية، مثل إضافة ألواح شمسية على المباني.


وأشار الأكاديمي المصري المقيم في اليابان٬ إلى أن اليابان ردمت مساحة من البحر تقدر بنحو ألفي كيلومتر مربع باستخدام مخلفات الزلازل والحروب، ما يعادل مساحة قطاع غزة ست مرات، ومن أشهر المناطق التي نتجت عن هذا الردم منطقة أوديبا في خليج طوكيو ومطار كانساي الدولي في خليج أوساكا.


تآكل بحر غزة
وقبل العدوان الإسرائيلي والإبادة الجماعية على القطاع٬ تصاعدت ظاهرة تآكل شاطئ بحر غزة وكانت تثير مخاوف كبيرة، نتيجة العوامل المناخية والأنشطة البشرية، مما يهدد بانهيار المباني المجاورة وغرق المناطق القريبة من الساحل.

وكان شاطئ بحر قطاع غزة، قبل عقود، يتمتع بعرض يصل إلى نحو 50 متراً، مما كان يوفر للسكان مساحة واسعة. إلا أن الشاطئ بدأ يتآكل مع مرور الوقت، حيث اختفت الرمال تدريجياً في مناطق واسعة، حتى أصبحت أمواج البحر تصل إلى الأرصفة، مهددة البنى التحتية والمباني المحاذية.


وتفاقمت هذه الظاهرة بسبب التعرية الناتجة عن التغيرات المناخية، والعواصف، والارتفاع العالمي في منسوب مياه البحر.

وفي ظل انعدام القدرة على معالجة المشكلة بشكل جذري، بسبب نقص التمويل ومنع الاحتلال الإسرائيلي إدخال المواد والآليات اللازمة، تتزايد التخوفات من تفاقم ظاهرة تآكل الشاطئ.

وطلبت لجنة حكومية برئاسة وزارة الأشغال العامة والإسكان بالقطاع، من جهات مانحة مثل الاتحاد الأوروبي وأونروا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) تمويل مشروع بتكلفة تتراوح بين 12 و15 مليون دولار، لحل مشكلة تآكل البحر بشكل كامل.

ولم تتلقَ اللجنة الحكومية حتى الآن، أي استجابة إيجابية لتمويل المشروع، مما يزيد من تعقيد الأزمة ويترك مستقبل الشاطئ ومحيطه في حالة من عدم اليقين.

ويمتد قطاع غزة على مساحة تبلغ 360 كيلومترًا مربعًا، ويصل طوله إلى 41 كيلومترًا، فيما يتراوح عرضه بين 6 و12 كيلومترًا. ويحد القطاع من الشمال والشرق الأراضي الفلسطينية المحتلة من إسرائيل، بينما يحده البحر الأبيض المتوسط من الغرب، وتحدّه مصر من الجنوب الغربي.


تفاعل واسع
وأثار هذا المقترح تفاعلا واسع على منصات التواصل الاجتماعي٬ حيث يأتي إجابة على السؤال المطروح منذ فترة٬ "ماذا نفعل بهذا الكم الركام في غزة؟"

يرى البعض أن يتم إنشاء ميناء في قطاع غزة بهذا الركام٬ بينما يرى البعض الآخر صعبة تنفيذ هذه المقترحات نتيجة رفض الاحتلال الإسرائيلي.

ونقل الصحفي المصري الرياضي حسن المستكاوي٬ عن مهندس قوله إن الردم سيوسع مساحة القطاع٬ كما فعلت الإمارات والبحرين وقطر.
بخصوص ردم البحر وعمل مساحات إضافية

اعتقد الاحتلال لن يوافق ، لانه يشكل خطر على سواحله القريبة من غزة

ستتآكل شواطئه وسيزداد مد البحر عليها

لانه سبق ومنع بناء موانئ تزيد عن 200 متر شمال غزة وعدد بقصفها ، فما بالكم باستحداث مساحات عرضية طويلة — محمد سعيد ???????? (@MhmedPs) January 20, 2025
ماذا تفعل غزة بكل هذا الركام الناتج عن التدمير ؟
قال مهندس كبير للزميل عمرو أديب ": ردم البحر امام غزة سيكون حلا سهلا ".
الرأي للمهندسين بالطبع لكن هذا الركام سيضيف مساحة أرض كبيرة للقطاع ويمكن البناء عليه وفقا لتجارب ماسمي بدفن البحر في قطر وابوظبي ودبي لمضاعفة مساحات الارض… — Hassan Mestikawi (@hmestikawi) February 3, 2025

مقالات مشابهة

  • مقترح للاستفادة من ركام غزة لردم البحر وتوسيع مساحة القطاع.. ما الجدوى؟
  • ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنجهز إسرائيل بالذخائر التي لم تُمنح لها سابقًا
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنزود إسرائيل بكل الاسلحة التي تحتاجها
  • الآلاف تحت ركام المنازل.. ارتفاع عدد الشهداء في غزة إلى 47.552
  • بكثير من الفرح والأمل.. نازحو ود مدني يعودون لبيوتهم التي هجروها بسبب الحرب
  • الاعيسر .. الايام المقبلة ستشهد وفرة في الأوراق النقدية و تسهيل المعاملات
  • سكان جباليا لا يجدون شيئا في بيوتهم التي دمرها الاحتلال
  • هل تقلل الأسواق المالية من خطورة الحرب التجارية التي أشعلها ترامب؟
  • الكشف عن تفاصيل جديدة للأسرى الذين سيفرج عنهم الاحتلال بالمرحلة الثانية