خبراء يجيبون لـ «الفجر».. كيف تطورت العلاقات المصرية الإفريقية في عصر السيسي؟
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
تشهد العلاقات المصرية الأفريقية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي تطورًا كبيرًا على كافة الأصعدة، مما أعاد لمصر دورها الريادي في القارة السمراء. تعتبر إفريقيا محورًا أساسيًا في توجهات السياسة الخارجية المصرية، حيث تسعى القاهرة لتعزيز التعاون مع دول القارة في مختلف المجالات، استنادًا إلى الروابط التاريخية والجغرافية التي تجمعها بإفريقيا، بالإضافة إلى المصالح المشتركة المتعلقة بالأمن القومي.
قال الباحث في العلاقات الدولية، عمرو حسين، بإن مصر اعتمدت في عهد السيسي على مقاربة شاملة لتعزيز التعاون مع الدول الأفريقية. تشمل هذه المقاربة مجالات الأمن، الاقتصاد، التنمية، والصحة.
أضاف حسين في تصريحات خاصة لـ «الفجر»، أن قضايا السلم والأمن تحتل مكانة خاصة في العلاقات المصرية الأفريقية، حيث تسعى مصر لتعزيز دورها في محاربة الإرهاب ومواجهة الجماعات المسلحة التي تشكل تهديدًا لأمن القارة.
وأشار حسين إلى أن عضوية مصر في مجلس السلم والأمن الأفريقي للفترة 2024-2026 تأتي في إطار دعم مصر لمنظومة الأمن الأفريقي ومكافحة التهديدات المتزايدة.
كما أكد الباحث في العلاقات الدولية أن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي في عام 2019 كانت بمثابة نقطة تحول، حيث لعبت القاهرة دورًا محوريًا في الدفاع عن قضايا القارة في المحافل الدولية، بما في ذلك الأزمات التي ترتبت على جائحة كورونا وتحديات الحرب الروسية-الأوكرانية.
القرن الأفريقي: محور استراتيجي للأمن القومي المصريوفي سياق آخر، أشار الدكتور رامي زهدي، المتخصص في الشأن الأفريقي، إلى أن التحركات الدبلوماسية المصرية المكثفة، والتي تتضمن زيارات لمسؤولين رفيعي المستوى، مثل رئيس جهاز المخابرات ووزير الخارجية، تعكس أهمية خاصة لاستقرار منطقة القرن الأفريقي. وأوضح زهدي أن استقرار هذه المنطقة يُعد جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والعربي، خاصة في مواجهة التحديات المشتركة مثل النزاعات الداخلية، التطرف، والقرصنة.
وأكد زهدي في تصريحات خاصة لـ «الفجر»، أن الزيارات الأخيرة، التي تزامنت مع وجود الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في إريتريا، قد تشير إلى تنسيق ثلاثي بين مصر، إريتريا، والصومال، مضيفًا أن مصر ستظل تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي من خلال التعاون الإقليمي والدولي.
اختتم المتخصص في الشأن الأفريقي، أن العلاقات المصرية الأفريقية في عهد السيسي ليست مجرد تعاون تقليدي، بل هي شراكة استراتيجية تسعى إلى تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة في القارة، من خلال دعم القضايا الأفريقية في المحافل الدولية وتنسيق الجهود الإقليمية، تواصل مصر تعزيز مكانتها كقوة إقليمية تسعى لتحقيق الأمن والسلام في إفريقيا.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: العلاقات المصرية الأفريقية السيسي الرئيس عبدالفتاح السيسي
إقرأ أيضاً:
تقرير أمريكي: الحوثيون يقاومون الحملة الأمريكية بعناد رغم الخسائر والأضرار التي تلحق بهم (ترجمة خاصة)
أفاد تقرير أمريكي أن جماعة الحوثي في اليمن تقاوم بعناد الحملة التي تشنها الولايات المتحدة منذ منتصف مارس/ آذار الماضي، رغم الخسائر والأضرار التي تلحق بهم.
وقال موقع "ذا ماريتايم إكزكيوتيف" في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن البيانات التي جمعتها عمليات التجارة البحرية البريطانية في دبي تشير إلى أن هجمات الحوثيين على السفن قد توقفت إلى حد كبير، وكان آخر حادث مُسجل محاولة هجوم على سفينة من قِبل قراصنة يُشتبه في أنهم قراصنة في 15 أبريل.
وأضاف "يزعم الحوثيون أنهم هاجموا حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس هاري إس ترومان (CVN-75) في البحر الأحمر، لكن يبدو أن البحرية الأمريكية لم تُلاحظ ذلك. مع ذلك، استمرت هجمات الحوثيين الصاروخية الباليستية على إسرائيل من حين لآخر".
وبحسب الموقع فإن الاستنتاج الوحيد المُؤكد في الوقت الحالي هو أن قدرات الحوثيين الصاروخية والطائرات المُسيّرة قد تراجعت، ولكن استئناف الهجمات على السفن قد يستمر.
يُشير الرأي السائد لدى الخبراء -حسب التقرير- إلى أن حملة جوية ضد الحوثيين لن تُضعف عزيمتهم الراسخة على القتال، إذ يُقاوم الحوثيون بعناد الخسائر والأضرار التي تُلحق بهم.
ولفت إلى أن هذه الانطباعات تعزز الحشود الكبيرة التي يتمكن الحوثيون من حشدها للتظاهرات السياسية، كما حدث في صنعاء في 18 أبريل.
وبشأن محاولات الحوثيين لوصف الضربات الأمريكية بأنها هجوم عشوائي على المدنيين، يقول الموقع الأمريكي إنها لم تُؤخذ على محمل الجد. سُجّلت إحدى أكبر حوادث قتل المدنيين في 20 أبريل، عندما تعرّض سوق الفروة في صنعاء القديمة لقصف صاروخي معيب، ليس من قِبل القيادة المركزية الأمريكية، بل من قِبل صاروخ حوثي مضاد للطائرات. ودحضت صور الحوثيين للمشهد محاولة وصف غارة على مستودع أسلحة في مبنى قيد الإنشاء في صعدة بأنها هجوم على عيادة لعلاج السرطان.
وطبقا للتقرير في المجمل، لم تُحدث الغارات الجوية الأمريكية تصاعدًا في الدعم لقيادة الحوثيين، ولا ثورةً شعبيةً لهم. يعتقد خصومهم اليمنيون أن الضغط يتزايد على الحوثيين، لكنهم لم يصلوا بعد إلى نقطة تحول.
في 24 أبريل/نيسان، كان رئيس المجلس الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، لا يزال يتحدث عن "مؤشرات واعدة على تحول في ميزان القوى" و"وحدة متنامية بين الفصائل المناهضة للحوثيين".
يقول التقرير "يبدو أن مخططي حملة القيادة المركزية الأمريكية يتفقون مع هذا التقييم. في الوقت الحالي، تُركز الضربات على قيادة الحوثيين، والبنية التحتية للصواريخ والطائرات المسيرة، ومصادر الإيرادات، والكوادر الفنية.
وقال "لا تُظهر بيانات الضربات من معهد دراسات الحرب وجمعها @VleckieHond حتى الآن أي تركيز على مواقع الحوثيين في الخطوط الأمامية، لا سيما في مأرب وحول الحديدة، حيث ستحتاج القوات الحكومية إلى اختراقها لاستعادة مناطق رئيسية استولى عليها الحوثيون".
لكن في غضون ذلك، يستمر إلحاق أضرار تراكمية. وبينما يستمر هذا الضغط على الحوثيين ويتزايد، لا تُبدي القيادة المركزية الأمريكية أي إشارة إلى نية لتقليص هجومها، على الرغم من استنزاف مخزونات الذخائر وطائرات MQ-9 Reapers. وفق التقرير.
يضيف التقرير"هكذا، تتجه الحملة نحو صراع إرادات، ويبدو أن الحوثيين هم الأضعف. على الرغم من سمعتهم بالصمود، فقد رضخ الحوثيون في الماضي للضغوط - ولكن فقط عندما هددهم خصومهم اليمنيون بخسارة الأراضي".
وخلص التقرير إلى القول "أما بالنسبة لعناد الحوثيين السياسي، فينبغي أن نتذكر أن الفصيل الملكي بقيادة الإمام محمد البدر في حرب اليمن الأهلية في ستينيات القرن الماضي انبثق من معقل الشيعة في صعدة، التي تُعدّ الآن معقل الحوثيين، وقد قبلوا في تلك الأيام الدعم العسكري من البريطانيين، بالإضافة إلى عمليات إسقاط الأسلحة العرضية من الإسرائيليين. وإذا أُريدَ القضاء نهائيًا على التهديد الموجه للشحن البحري، وهو ما ينعكس في تقييمات المخاطر وردود أفعال المجتمع البحري، فسيظل من الضروري إحداث تغيير سياسي جوهري في تفكير الحوثيين".