زمزم العجرمي.. من تحت الركام إلى الأمل وقصة نجاة تعكس مأساة أطفال غزة
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
في خضم العدوان المستمر على قطاع غزة، تبرز قصة الطفلة زمزم العجرمي، التي لم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها، كنموذجٍ حيّ للمأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون، وخصوصًا الأطفال الذين يتحملون ويلات الحروب دون ذنب.
خلال الأيام القليلة الماضية، حوصرت زمزم وعائلتها في جمعية تأهيل المعاقين في جباليا، تلك الجمعية التي تحولت إلى ملاذ للنازحين في ظل تصاعد القصف الإسرائيلي، حيث تنامى الخوف في قلوبهم مع اقتراب قوات الاحتلال من منازلهم، وبعد استهداف مركز الإيواء، وجدت زمزم نفسها مع شقيقاتها محاصرات تحت الركام، محاصرات بين صرخات الألم ورائحة الموت التي تملأ الأرجاء.
لقد أُدخلت والدة زمزم المستشفى بعد إصابتها، ولكنها للأسف توفيت أمام أعين بناتها، حيث تجمعت الأخوات حول جسد والدتهن المغطى بالتراب، كاشفين عن صورة قاسية لم يعتدوا على مشاهدتها في طفولتهم، وفي تلك اللحظات القاسية، سجلت زمزم مقطعًا مؤثرًا تضرع فيه للعالم، تسألهم النجدة قبل أن تلاقي مصير والدتها.
وتقول زمزم، باكيةً: "لقد استشهدت أمي أمامي، لم أستطع فعل شيء، لم أستطع حتى أن أنقذها"، كانت هذه الكلمات تحمل عبءًا من الألم يفوق قدرة أي إنسان على تحمله، وبهذه القصة المأساوية، انتشرت مناشدتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، محققةً تفاعلًا كبيرًا من الناس، حيث تصدر وسم "أنقذوا زمزم" منصات التواصل، ليكون صرخة إنسانية من قلب الأزمة.
القصة المأساوية لزمزم أعادت للأذهان قصة الطفلة هندالقصة المأساوية لزمزم أعادت للأذهان قصة الطفلة هند رجب، التي لم تُكمل عامها السادس، والتي استشهدت تحت وابل رصاص الاحتلال، محاصرةً بجثث عائلتها في سيارة، وهو مشهد يُعبر عن فظاعة الأحداث التي تجري في غزة، بينما فارقت هند الحياة، استطاعت زمزم الهروب من الموت، إلا أن الألم والخسارة لازماها.
الخبيرة في علم النفس الاجتماعي، زهيرة جاسر، تناولت هذه القضية بعمق، حيث أكدت أن تجريد الأطفال الفلسطينيين من إنسانيتهم هو أمر فريد من نوعه، مشيرةً إلى أن لو كانت القصة لأطفال غربيين، لكانت قد تصدرت الأخبار العالمية.
وتحدث المتفاعل عزان الحديدي، مستنكرًا: "هذا المجرم الجبان يستقوي على النساء والأطفال فقط"، مما يُبرز الظلم والمعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في كل لحظة.
الأمل في وسط المأساةعلى الرغم من كل المعاناة والألم، نجحت زمزم وأخواتها في الفرار بعد ثلاثة أيام من الحصار، ليصلوا إلى مستشفى كمال عدوان، وهذا الهروب يُظهر أن الأمل لا يزال موجودًا، حتى في أحلك الظروف، فبينما كانت هند قد عانت من مصير مروع، حظيت زمزم بفرصة جديدة للحياة، رغم أن جراحها لن تُنسى أبدًا.
تستمر قصة زمزم في تذكير العالم بالمعاناة المستمرة في غزة، حيث تعاني الأجيال الجديدة من تبعات الحروب والأزمات، وتبقى أصواتهم صرخات محاصرة بين الآلام والأمل، تطالب بإنهاء هذه الحروب واستعادة حقوقهم الأساسية في الحياة والأمان.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: زمزم عدوان غزة إنسانية مأساة نجاة اطفال غزة حصار عائلات قصف اسرائيلي مناشدة حقوق الإنسان الألم الأمل قصص ملهمة المجتمع الدولي الاغاثة
إقرأ أيضاً:
أبو لحية لصدى البلد: نتنياهو يرى استمرار الحرب طوق نجاة لمستقبله السياسي
في خضم الأزمات السياسية والصراعات التي تحدث بالعالم، يبرز بنيامين نتنياهو كأحد القادة الذين يرون في استمرار الحروب وسيلة لتثبيت حكمهم وحماية أنفسهم، تتجلى السياسة بوضوح في حملة الإبادة الجماعية التي تقودها إسرائيل ضد المدنيين في غزة، حيث يسعى نتنياهو لترسيخ صورته كمدافع عن إسرائيل، في وقت يستخدم فيه الحرب كدرع لحمايته من اتهامات الفساد التي تلاحقه.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور جهاد أبو لحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطينى، إن نتنياهو ينتمي إلى فئة من القادة الذين يرون في إراقة الدماء وسيلة لضمان بقائهم في السلطة، ويعتقدون أن استمرار النهج الدموي ضروري لحمايتهم.
وأضاف أبو لحية- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن ما تقوم به إسرائيل من إبادة جماعية بحق المدنيين في غزة على مدار 15 شهرا، وهو انعكاس واضح لهذه السياسة التي يتبناها نتنياهو للحفاظ على منصبه والبقاء على رأس الحكومة الإسرائيلية.
وأشار أبو لحية: "على المستوى الشخصي، يسعى نتنياهو إلى ترسيخ أسطورة شخصية تجعله في أذهان اليهود حول العالم كقائد يخوض هذه الحرب دفاعا عن الوجود اليهودي المهدد، ويقدم نفسه على أنه الشخص الوحيد القادر على حمايتهم من أعدائهم، وفقا لتصوراته، كما يرى في استمرار الحرب فرصة للهروب من المسائلة القانونية بشأن تهم الفساد التي يواجهها، وقد استغل الحرب بالفعل للتهرب من المحاكمة لفترة دامت 14 شهرا، لكنه اضطر في النهاية للمثول أمام التحقيق سياسيا".
استشهاد 6 في قصف إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين بقطاع غزةبينهم أطفال ونساء.. 5 شهداء في قصف إسرائيلي على دير البلح وسط قطاع غزةواختتم: "يدرك نتنياهو أن نهاية الحرب تعني نهاية مستقبله السياسي، حيث لن يكون لديه أي فرصة للبقاء في الساحة السياسية، يحمله المجتمع الإسرائيلي والمسؤولون مسؤولية ما حدث في السابع من أكتوبر نتيجة سياساته الفاشلة وسوء إدارته للأمن القومي الإسرائيلي، ويطالبون بمساءلته قانونيا عن ذلك، ولهذا السبب، يسعى نتنياهو لمنع أي تحقيق رسمي للكشف عن تفاصيل ما حدث قبل وبعد السابع من أكتوبر، لأن جميع الأدلة تشير إليه باعتباره المسؤول الأول عن الإخفاقات".
عبد المهدي مطاوع: الاحتلال يريد تدمير أكبر مساحة ممكنة من غزةالاحتلال يعلن توسيع عمليته العسكرية في غزة ويطالب السكان بالإخلاء