كاتب صحفي: السادات نفذ الخداع الاستراتيجي قبل حرب أكتوبر بعيدا عن الشعارات
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
قال الدكتور أسامة السعيد، رئيس تحرير جريدة الأخبار، إن الخداع الاستراتيجي للرئيس الراحل محمد أنور السادات كان يكمن في إقناع العدو بأن الجيش المصري لن يحارب، وفي نفس الوقت يستعد على أكثر من مستوى، على مستوى الجيش وتحديثه وإعداده وتهيئة القوات المسلحة للقتال، والمناورات التي تتم من فترة لأخرى فتُكبد إسرائيل عدة تعبئات.
وأضاف السعيد، خلال حواره مع الإعلامي والكاتب الصحفي أحمد الطاهري، ببرنامج «كلام في السياسة»، المذاع على فضائية «إكسترا نيوز»، أن الدكتور محمد عبدالقادر حاتم كان أحد فرسان خطة الخداع الإستراتيجي في إدارته الإعلام المصري، ومن ضمن الخطة كان الدوري المصري مستمر في هذا التوقيت، حتى يوم السادس من أكتوبر 1973 كانت المباريات تُلعب كما هي.
وأشار رئيس تحرير جريدة الأخبار، إلى أن خطة الخداع كانت جزء من إعادة بناء قدرات الدولة المصرية على أساس علمي، بعيدًا عن فكرة الشعارات بل كانت قائمة على خطة محكمة علميًا وعلى دراسة للعدو ودراسة للقدرات المصرية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السادات أنور السادات مصر حرب اكتوبر اخبار التوك شو
إقرأ أيضاً:
إسناد غزة بعيداً عن الظواهر الصوتية
القرار الذي اتخذه اليمن ممثلا بقائد الثورة السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- وأيدته القيادة السياسية والجماهير اليمنية بمواصلة الإسناد للأشقاء في أرض غزة وفلسطين بعد أن توالى النكث والخرق من قبل الكيان المحتل لقرار وقف الهدنة؛ واستمراره في جرائمه بدعم صهاينة العرب والغرب؛ هذا القرار يمثل الإسناد الفعلي والحقيقي لمظلومية الأشقاء هناك، لأن الإجرام الصهيوني الصليبي لا يفهم سوى لغة واحدة وهي لغة القوة ولغة القول والفعل معا.
المهرجانات الخطابية التي تنظمها القمم الإسلامية والعربية من يتحكم بميزانها ونوعيتها هو العدو الصهيوني سواء كانت طارئة أو عادية ويغلب عليها الاستعراض المنمّق من اجل تخدير الشعوب وإلهائها عن القيام بواجبها في إسناد مظلومية الأشقاء هناك وتنتهي آثارها بانتهاء فعاليتها؛ لا فرق بين مكان انعقادها ولا نوعيتها.
يكمن الفرق بينها أن كل قمة أو اجتماع يستوعب القرارات ويضيف إليها المستجدات، بينما كيان الاحتلال يتحرك على أرض الواقع وكأنها غير موجودة، بل أحيانا يتعمد إهانتها حتى ولو كانت صادرة عن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
القادة والزعماء العرب أدانوا حرب الحصار والتجويع وانتهاك قرار الهدنة وسطّروا القرارت لصالح نصرة الأشقاء، والكيان المحتل استغل سقوط النظام السوري واستولى علي بقية هضبة الجولان .
كانت القمم السابقة تطالبه بالانسحاب من هضبة الجولان ولبنان وفلسطين، واليوم في قراراتها تطالبه بالانسحاب من الهضبة والمنطقة العازلة وفلسطين ولبنان؛ تغيرت الأسماء والصور للزعماء والرؤساء ولم تتغير القرارات للقمم العربية والإسلامية.
الشعوب ليست عاجزة، لكن العجز كامن في قياداتها ولا أدل على ذلك من أن بعضها أصبح ممثلا للكيان المحتل بشكل رسمي، لكن بلكنة عربية، كما هو حال الإمارات والسعودية والمغرب ومصر وغيرها؛ لذلك لا غرابة أن تتناسق القرارات مع تحركات الكيان على أرض الواقع وأن تتم التضحية بالقضايا العربية والإسلامية وخاصة فلسطين بسبب تلك القرارات.
قرارات القمم خلال العدوان الإجرامي على غزة كان أقواها-التنسيق لإجراء اتصالات وزيارات للعواصم لشرح الخطة العربية …وحشد الضغوط الدولية لفرض انسحاب إسرائيل من كافة الأراضي العربية بما فيها سوريا ولبنان وهي قرارات مكررة منذ اغتصاب فلسطين .
العرب يؤكدون دوما أن خيارهم الاستراتيجي هو تحقيق السلام العادل والشامل والأراضي العربية تسقط واحدة تلو أخرى وهم يعولون على الإجرام والداعمين له في أن يوقفوا عدوانهم وإجرامهم.
المقاومة أصبحت هي الخيار لتجاوز المستنقع الإجرامي، لكن الأنظمة تحولت أولوياتها إلى محاربتها، لإنها أن لم تقم بذلك فسيتم إسقاطها واستبدالها بغيرها وبعد أن كانت الأنظمة في فسحة ممارسة الشجب والتنديد للإجرام الصهيوني علنا ودعمه سرا، أصبحت اليوم سرها كعلانيتها في دعم الإجرام وأصبح الجميع في حظيرة التطبيع يساعدون الإجرام بكل احتياجاته ماديا ومعنويا وسياسيا .
اليمن ومحور المقاومة غيروا المعادلة في المواجهة وتحولت كلمات الشجب إلى صواريخ ومُسيّرات تصل إلى عقر الكيان المحتل، بعد أن وصل الاستهداف لليمن والأمة العربية والإسلامية إلى أقصى مدى.
لقد اتخذ اليمن ومحور المقاومة خطوات عملية بعيدا عن الظاهرة الصوتية وهي اللغة التي يفهمها الإجرام، مما جعله يتحرك ضد اليمن تارة بتحريك أساطيله وسفنه وتارة بقراراته الإجرامية وتارة بأدواته ووكلائه في المنطقة.
دخول اليمن في المواجهة المباشرة مع الحلف الصهيوني والصليبي، أدى إلى تحقيق الكثير من المكاسب لصالح الأمتين العربية والإسلامية والمقاومة، ويكفي أن نشير إلى بعضها في المجالات السياسية والعسكرية والاستراتيجية:
سياسيا: دخول اليمن في مواجهة مباشرة مع العدو الأساسي للأمتين العربية والإسلامية بعد أن كان يدير إجرامه من خلال وكلاء المنطقة حيث كان يكتفي بالدعم الاستخباراتي وتقديم الأسلحة خلال السنوات الماضية، وكان يكتفي بالتدخل في الأوقات التي يحقق الجيش اليمني التقدم، فيمنع الهزيمة ويعمل على إسنادهم في الحصار والتجويع والقصف البري والبحري والجوي؛ وذلك لمعرفته المسبقة أن اليمن هو السند والداعم الأساسي للأمتين العربية والإسلامية في القضايا المصيرية في فلسطين ولبنان والعراق وإيران والسودان، بما يمثله هذا الدعم من دلالات إيمانية وعربية وإسلامية؛ فاليمن أرض المدد- كما جاء في الحديث النبوي الشريف؛ وأبناء اليمن هم أنصار الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وهم جيشه الذي نشر الرسالة وواجه قوى الكفر والشرك والإجرام والطغيان.
عسكريا: شكلت مفاجأة غير متوقعة للعدو خاصة وقد أرسل جنرالاته وخبراءه لتدمير الجيش اليمني وتدمير أسلحته وأوكل بقية المهمة لتحالف الإجرام لكن اليمن خرج بعد الحرب الإجرامية عليه كطائر العنقاء من بين الرماد، حيث صار يمتلك قدرات عسكرية يستطيع بها الصمود والمواجهة، من صواريخ ومُسيرات؛ ورجال من المؤمنين الصادقين لا يخافون إلا الله، ويخزيهم يعلنون البراءة والتحدي للإجرام الصهيوني الصليبي ويحققون في المواجهة رضوان الله إيمانا بوعده والتزاما بالقرآن الكريم لمسيرة قرآنية تواجه من تطاول على رب العزة والجلال قال تعالى ((أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (13) قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ))التوبة 13_14 .
وكما أكد على ذلك الشهيد القائد -رحمه الله- أن المؤمن مملوء قلبه برهبة الله والخوف منه فلا يرهب سواه من الظلمة والمجرمين، وخير مثال على ذلك القائد الشهيد سماحة السيد حسن نصر الله الذي واجه الكيان المحتل على مدى أكثر من عشرين عاما مع علمه أنه يواجه قوة تمتلك الأسلحة والقنابل الذرية لكنه لم يخشاها، أما الزعماء العرب فمن تحدث بكلمتين ضدها حسبوه بطلا.
مضى الشهيد القائد حسين بدر الدين، ولحقه في موكب الشهادة الشهيد القائد حسن نصر الله ثابتا على مواقفه ومبادئه من اجل القدس وفلسطين معلنا رأيه “لو اعترف العالم كله بإسرائيل؛ لا سمح الله فإننا لن نعترف بها”؛ وفعلا اعترفت كثير من الدول العربية والإسلامية ولم يعترف حزب الله؛ بل إن بعض القادة العرب كافأوه على إجرامه بالتطبيع وبموجب قرارات القمم العربية والإسلامية لكنه لم يعترف بها.
وكما في المثل المعروف “اللي اختشوا ماتوا” شنعوا عليه في دعمه لسوريا ودعمه لفلسطين، لكنه قالها بصراحة “من تسمونهم بجماعات جهادية هي جماعات إرهابية تنشر القتل والدمار قتلت من السُنة أكثر مما قتلت من الشيعة؛ وقتلت من السنة أكثر مما قتلت من النصارى”؛ هي في حقيقة الأمر جماعات إرهابية ممولة من الأنظمة المتصهينة والمطبعة عملت على إسقاط النظام لصالح ضم سوريا لمعسكر التطبيع .
استراتيجيا: أسقط اليمن الدعاية الأمريكية قولا وفعلا، انه لا أحد يمكنه الوقوف أمام شرطي العالم الذي تجوب بوارجه وسفنه بحار العالم فتدمر كل من لا يستجيب للأوامر الأمريكية الإجرامية سواء بالتدخل المباشر أو غير المباشر، لكن اليمن واجه الأساطيل والبوارج في البحار؛ وأسقط التحالفات الأمريكية التي راهنت على لعبة التدخلات بواسطة وكلاء المنطقة؛ والتدخلات من خلال العملاء والخونة الذين أوكل إليهم تدمير اليمن في كل المجالات.
وفي المحصلة الاستراتيجية أسقط اليمن مؤامرة تدمير الجيش ولعبة التدخلات؛ وتدمير الاقتصاد؛ ونشر الفتنة والاحتراب الداخلي من خلال الأحزاب والجماعات والطوائف، وغير ذلك من المخططات الإجرامية، وانحاز لدعم مظلومية الأشقاء على أرض غزة وفلسطين، واجه السفن المتجهة لدعم الإجرام الصهيوني الصليبي، مما اضطر أمريكا لتشكيل تحالف ضد اليمن تحت ذريعة حماية الملاحة الدولية، أرسلت البوارج والسفن لكن اليمن لم يتراجع عن مواقفه البداية ولكن تصدع التحالف بعد أن علم العالم أن اليمن يقف في الموقف الصحيح حماية للإنسانية والشرعية الدولية ويواجه جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي يرتكبها الإجرام الصهيوني مدعوما من التحالف الصليبي ومن صهاينة العرب والغرب؛ وبفضل الله تمكنت المقاومة ومحور المقاومة من هزيمة وإسقاط أسطورة الجيش الذي لا يقهر وإسقاط أسطورة شرطي العالم .