أخطر ما في خطاب حميدتي هو اتهامه للدول الداعمة للاتفاق الإطاري بتدمير السودان وتحميلها المسئولية عن ذلك. وأكثر من ذلك، ألمح إلى وجود مؤامرة مسبقة لتدمير السودان.
إتهام واضح وصريح، ذكر بالتحديد أمريكا والسعودية والاتحاد الأوروبي كما ذكر فولكر. قال لهم “ليه دمرتو بلدنا”. ولكنه لم يأت على ذكر الأمارات إطلاقا!

السؤال هنا من الذي كان يحارب؟ هل أرسلت هذه الدول جنود؟ أرسلت أسلحة؟
– لا.


الذي كان يقاتل هو الدعم السريع بدعم أماراتي وبمساندة عدد من الدول الأفريقية وبمشاركة مرتزقة أجانب تكلمت عنهم تقارير أممية وتقارير صحفية في أكبر صحف العالم. كل العالم يعرف ذلك.

ما الذي أقنعك (أو حتى لنقل أجبرك) كي خوض في مغامرة كنت مسبقا تعرف فشلها؟ لماذا كنت تستعد للحرب طوال الوقت وتهدد الشعب السوداني كله بالحرب إن لم نذهب في تنفيذ الإطاري؟

أمر محير أن يهاجم حميدتي في نفس اللحظة كل من أمريكا والاتحاد الأوروبي السعودية وقبلهم مصر في خطاب واحد. يبدو أنها درجة بعيدة من اليأس والإحباط، وهو لم يهاجم الأمارات لأنه يتكلم بلسانها على ما يبدو.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

بيان حول: إفشال إصدار قرار أممي ضد دولة السودان

بسم الله الرحمن الرحيم
حركة المستقبل للإصلاح والتنمية
بيان حول: إفشال إصدار قرار أممي ضد دولة السودان.
انعقد اجتماع مجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين ١٨ نوفمبر ٢٠٢٤ لمناقشة مشروع قرار بخصوص الأوضاع في السودان قدمته المملكة المتحدة رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر وسيراليون.

جاء مشروع القرار متذرعاً بالحديث عن حماية المدنيين وإيصال المساعدات، وحوى نقاط كثيرة لكنها مبنية على مشكلات حقيقية هي:

– عدم تمييز الجهات التي تعرقل هذه المساعي كما ورد في كثير من التقارير والجهات التي تتسبب في معاناة المواطنين بالقتل والنهب والإغتصاب والتهجير، كما يساوي مشروع القرار بين القوات المسلحة والمليشيا المتمردة متجاوزا ما تضمنته مواثيق الأمم المتحدة في المحافظة على سيادة الدول، وهذه مقدمات خاطئة ستقود حتما لنتيجة خاطئة.
– لم يشر مشروع القرار إلى الفاعل الخارجي الرئيس المغذي لهذه الحرب والذي يمد المليشيا بالسلاح وقد تسبب في كل هذا الخراب وكل هذه المآسي.

– أخطر نقطة في القرار هي المطالبة بقيام (آلية إمتثال) تؤسس من الأمين العام للأمم المتحدة، هذا نوع من التأسيس للتدخل في البلاد وإن تم تحت غطاء التدخل الإنساني، إن (آلية امتثال) أممية هي بداية تقنين لوضع القدم الأممية في السودان.

لقد عطلت بريطانيا (حاملة القلم في قضايا السودان) إدانة مجلس الأمن لدولة الإمارات ومطالبتها بإيقاف الدعم عن المليشيا المتمردة لوقف هذه الحرب وذلك وفقا لما صدر عن الأمم المتحدة وفريق الخبراء الذي أكد هذه الاتهامات والتي ما انفكت بعثة السودان في الأمم المتحدة على تأكيدها بالأدلة والبراهين.

عليه من المهم أن ينتبه الشعب السوداني لعملية (دس السم في العسل) التي تظهر في نصوص القرار، فالاعتراف بمجلس السيادة الإنتقالي والتأكيد على مركزية إعلان جدة لحماية المدنيين هي أمور مهمة صحيحة، لكنها وضعت في سياق خاطئ تماما، سياق يشير لوجود طرفين متساويين يتقاتلان، ويتجاهل الفاعل الخارجي، ويمنح (آلية امتثال) سلطات تقوم على شرعية أممية وقوة فوق إرادة الدولة، هذه أمور خطيرة ومرفوضة تماما ولا تساعد على تحقيق حماية للمدنيين.

إننا نشيد ونشكر دولة روسيا الاتحادية ودبلوماسيتها على وقفتها مع الشعب السوداني، وتضامنها مع وحدة وسيادة السودان، ومنع هذه المحاولات الخبيثة لتدويل المشكل السودانية عبر التدخلات التي تطيل أمد الحرب ومعاناة الشعب السوداني، بهذا الموقف نالت روسيا ثناء الشعب السوداني ولم يشذ عن ذلك سوى فئة بسيطة من داعمي المليشيا والتابعين لمحاور غربية إقليمية شريرة تمنحهم المال والدعم التقني والشعب يعرفهم جيدا.

إننا ندعو الحكومة السودانية لأن تمضي بكل ثبات وبدون تردد نحو ترسيخ (تحالفات استراتيجية) مع الجهات التي تحترم سيادة الدول وإرادة الشعوب مثل روسيا والصين، وتعمل على تحدي محاور الهيمنة خصوصا في أفريقيا التي سلبت إرادة غالب شعوبها لصالح أنظمة تعمل ضد مصلحة أفريقيا كما ظهر في موقف ممثلي بعض الدول. إننا في مثل هذه القضايا لا نعرف الحياد بل ننحاز لكرامة الشعوب وإرادة الدول الساعية نحو كمال تحررها وسيادتها ونؤكد أن العمل الإنساني يحب أن يتحرر من التسييس ومن الأجندة حتى يحقق الغايات السامية التي نرجوها له.
أمانة العلاقات الخارجية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الإمارات دربت الدعم السريع بذريعة القتال في اليمن.. هذه تفاصيل زيارة حميدتي
  • حسن الجوار… مبدأ وسياسة
  • مجلس الأمن الذي لم يُخلق مثله في البلاد!
  • مكي المغربي: دعوا جبل الجليد يرسو!
  • (فتى) حميدتي يكتُب عن (الفتية)
  • الخاسر الذي ربح الملايين !
  • سيؤول: بيونغ يانغ أرسلت مدافع هاوتزر ومنصات إطلاق صواريخ إلى روسيا
  • بيان حول: إفشال إصدار قرار أممي ضد دولة السودان
  • عاجل - الكرملين يرد على قرار بايدن: الغرب يستغل أوكرانيا لتدمير روسيا
  • فشل خطة أوروبا لحماية الدعم السريع.. ما الذي حدث؟