???? تورط أميركا السكوتي في حرب الغزو على السودان !
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
الرئيس الأميركي وخلال لقائه مع الرئيس الأماراتي أواخر سبتمبر المُنصرم أعلن دولة الأمارات “شريك دفاعي رئيسي” للولايات المتحدة، وهو تصنيف لم تمنحه اميركا من قبل لأي من الدول الحليفة لها من خارج الناتو سوى للهند، ولم يذكر بيان البيت الأبيض أن لقائهم تطرق حتى للحرب في السودان.
أما بالنسبة لعقوبات وزارة الخزانة الأميركية على القوني دقلو، فهي لا قيمة عملية لها، قد تعطل بعض التعاملات المالية هنا وهناك، وقد تحد من قدرته على السفر وحرمانه من الظهور العلني في بعض المنابر كما حدث لأخيه عبد الرحيم، لكنها تظل بدون قيمة عملية أو عملياتية.
أي عقوبات لا تستهدف كفيل المليشيا وممولها، والموانئ الليبية والكاميرونية، والمطارات التشادية واليوغندية والكينية وغيرها التي تخدم كنقطة تزود أو توصيل للإمداد العسكري للمليشيا، والأنظمة التي تُيسّر كل ذلك، يعني أن الأمر مجرد مسرح إعلامي لأجل المانشيتات وحتى يكون للمبعوث أو المسؤول الرفيع الذي سيمثل أمام الكونغرس في المرة القادمة أسطر إضافية ليقولها لأعضاء لجان العلاقات الخارجية المنتخبين عمّا تفعله الخارجية في القرن الافريقي أو منطقة السهل..الخ.
قال بيان وزارة الخزانة أن العقوبات فُرضت على القوني بسبب عمله على “إطالة أمد الحرب” وأنه “المسؤول اللوجستي” للمليشيا، ودة كلام غير دقيق إذا لم يكُن مُضحكاً، القوني لا يحمل أمواله التي يشتري بها السلاح في حقائب، بل هي موجودة في النظام المصرفي الأماراتي ويقيم على أراضي الإمارات مع أخيه الأكبر حميدتي، وتصل امدادات السلاح عن طريق طائرات شحن أماراتية من مخازن أماراتية، فالقوني هو مجرد واجهة، ولكن رغم ذلك ظل الدبلوماسيين الاميركيين يلتقون القوني حتى قبل عدة أسابيع قاد القوني وفد المليشيا لجنيف حيث أمضى أسابيع يلتقي المبعوث بيريللو!
الإدارة الأميركية ببساطة لا تهتم بحياة السودانيين ولا تكترث ببقاء أو هدم وتسييل الدولة السودانية فقد فعلوها من قبل في العراق وشاهدوها تُفعل بدول كذلك دون أن يُحرّكوا ساكناً، ولن يهتموا لو مات ١٠٠ سوداني أو مليون سوداني، فليس للولايات المتحدة مصالح استراتيجية مستعجلة أو حيوية في السودان، وهذا ليس شئ يستطيع البرهان تغييره رغم كل محاولاته، وأعتقد أنه اقتنع بذلك مؤخراً.
حال كان للولايات المتحدة استراتيجية واضحة للتعامل مع السودان لصارت أبوظبي جزء من أدواتها بما يمكنها من إجبارها على تعديل سلوكها، ولكن الآن أميركا هي جزء من أدوات أبوظبي في حربها على السودان في سياق جماعات الضغط الاسرائيلية الإماراتية الفعّالة في واشطنون وغيرهت من العواصم الغربية، وذلك أيضاً تبدُّل استراتيجي بأن أصبح السوق السياسي الغربي مفتوح للاستثمار من قوى ومصالح من خارجه، وهذا نقاش كبير. المهم، أقول كل ذلك وأنا لست من أصحاب الرأي بأن الولايات المتحدة متورطة بفعالية actively involved في الحرب ضد الدولة، بل هي كما ذكرت ببساطة لا تهتم وتمارس التورط السكوتي/السالب passively involved.
فما يستطيع تغيير المعادلة بالكامل هو ما يحدث على الميدان، وذلك يحدده تحالفات السودان الجيوسياسية الصلبة وخيارات القيادة السياسية، فثقتنا في قواتنا المسلحة/جيشنا الوطني ومختلف القوات المساندة له، وفي فدائيتهم وبطولتهم وإصرارهم على استعادة كرامة الأمة السودانية وحفظ مكتسبات الأمة ومؤسسات الدولة غير محدودة.
أحمد شموخ:
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
إيران تؤكد استمرار التواصل غير المباشر مع أميركا
أكّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي -اليوم الأربعاء- أن قنوات التواصل غير المباشر مع الولايات المتحدة ما زالت قائمة، في تصريحات أدلى بها بعد أسبوع من فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية.
وجاء تأكيد عراقجي على هامش الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإيرانية، في سياق مواقف توصف بالانفتاحية أطلقها مؤخرا الرئيس مسعود بزشكيان.
والثلاثاء الماضي، قال بزشكيان إن بلاده لن تتمكن من تجاهل الولايات المتحدة ويتعين عليها "التعامل مع أعدائها بالصبر" لا سيما إقليميا ودوليا، بالرغم من الخلافات القائمة مع الدول الغربية خاصة ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.
كما قالت المتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني إن بلادها ستسعى لتحقيق "مصالحها" وذلك ردا على سؤال عن احتمال إجراء محادثات مباشرة مع إدارة ترامب، مشيرة إلى أن ضغوطه على إيران خلال دورته الرئاسية الأولى "فشلت".
وكان ترامب تخلى عام 2018 خلال ولايته الأولى عن الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع قوى عالمية عام 2015، وأعاد فرض عقوبات "قاسية" في إطار نهج عُرف بـ"الضغوطات القصوى" ضدّ إيران.
ولم ترد تقارير تفيد بأن إدارة ترامب تعتزم إجراء محادثات مع طهران بعد تولّيها السلطة في 20 يناير/كانون الثاني المقبل، لكن ترامب قال أثناء حملته الانتخابية "لا أريد أن ألحق الضرر بإيران لكن لا يمكنهم امتلاك أسلحة نووية".
وقد بدأت محادثات غير مباشرة بين واشنطن وطهران لإحياء الاتفاق النووي تحت إدارة الرئيس جو بايدن، لكنها تعثرت. في حين لا تزال إيران رسميا جزءا من الاتفاق لكنها قلصت التزاماتها بسبب العقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها عليها.