ربما أدت التغيرات المناخية إلى أن يصبح العالم على شفا حفرة من النار، فأصبح الاحتباس الحراري هو الذعر الذي يهدد بلدان العالم، إذ وصلت مستويات ثاني أكسيد الكربون والميثان في الغلاف الجوي لأعلى مستوياتها، فضلًا عن زيادة انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي، حتى تصاعدت تحذيرات العلماء، حول مصير الأرض

ومؤخرًا، توصل مجموعة من كبار خبراء المناخ في العالم، إلى احتمالية أن تكون الأرض على وشك كارثة مناخية لا رجعة فيها، إثر ما أصبحت عليه علاماتها الحيوية، وهي المؤشرات البيئية الرئيسية، التي أصبحت أسوأ من أي وقت مضى.

وأكد العلماء أن العلامات الحيوية للأرض تبلغ مستويات متطرفة، استنادًا إلى تقرير أظهر أن 25 من أصل 35 علامة حيوية، كانت في أسوأ مستوياتها على الإطلاق في 2023، خاصة أنها تُركت دون معالجة، ونحن على وشك العام المقبل 2025، ما يهدد البشرية بشكل كبير.

الأرض على موعد مع كارثة مناخية لا رجعة فيها.. خطر قادم يضرب البشرية

واستند العلماء في تحليلهم إلى مستويات «العلامات الحيوية» القياسية، والتي تستخدم لوصف المؤشرات البيئية الرئيسية حول حالة الكوكب، مثل مستويات ثاني أكسيد الكربون، ومستوى سطح البحر، ودرجة الحرارة، وحموضة المحيطات، وجودة الهواء، فضلًا عن استهلاك البشر للموارد البيئية، ولم تجنِ مراقبة العلماء خبرًا سعيد، بل وجدوا ارتفاع مستوى سطح البحر عن المعتدات، مع تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي مدفوعًا بالانبعاثات من الوقود الأحفوري والنفايات،  فضلًا عن درجة حرارة السطح وسطح المحيط التي تشهد تغيرا بسبب تغير المناخ.

كما أوضح العلماء، تزايد عدد السكان البشري بمعدل نحو 200 ألف شخص يوميا، وعدد الماشية والأغنام بمقدار 170 ألفا يوميا، وهو ما تسبب  في زيادة انبعاث الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي، بحسب التقرير المنشور في مجلة Bioscience.

تحذيرات عاجلة.. خطر قادم يضرب البشرية

وأطلق للبروفيسور ويليام ريبل، الذي شارك في قيادة مجموعة التقييم من جامعة ولاية أوريغون (OSU)، تحذيرات قادمة للبشرية، قائلًا: «نحن بالفعل في خضم اضطراب مناخي مفاجئ، ما يعرض الحياة على الأرض للخطر بشكل لم يسبق للبشر  من قبل، إذ يتعرض مليارات الأشخاص للحرارة الشديدة، وأكثرهم سكان دولة الهند في آسيا، فضلًا عن مخاوف من انهيار الأنهار الجليدية الضخمة في غرينلاند، أنتاركتيكا». 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: كارثة مناخية الاحتباس الحراري الكرة الأرضية فضل ا عن

إقرأ أيضاً:

علماء يكشفون أن زلزال كهرمان مرعش كان فريدا من نوعه

عادة ما تهدف الأبحاث التي تُجرى عقب الهزات الأرضية الضخمة إلى تحليل البيانات لرصد تأثيرات الزلازل على امتداد الصدوع التي تنتمي إليها.

والصدع الزلزالي هو كسر أو تشقّق في قشرة الأرض يحدث عندما تتحرك كتل الصخور على جانبيه نتيجة لقوى الشد أو الضغط تحت سطح الأرض، بسبب حركة الصفائح التكتونية.

وفي أعقاب الزلزال المزدوج والعنيف الذي ضرب منطقة كهرمان مرعش جنوبي تركيا والذي امتد تأثيره إلى سوريا، كان فريق بحثي مشترك من جامعات صينية وأميركية يقوم بهذا العمل الروتيني. غير أن الفريق كان على موعد مع مفاجأة علمية، تمثلت في اكتشاف نوع غير مسبوق من الهزات الارتدادية، أطلقوا عليه اسم "الزلازل الصامتة".

بعد الزلزال، بدأ العلماء في دراسة الروابط الزلزالية بين الهزة الرئيسية والهزات الارتدادية التي ضربت مناطق على بعد مئات الكيلومترات، وفي إطار هذه الدراسات، سجل الفريق البحثي في الدراسة المنشورة بدورية "إيه جي يو أدفانسيس" نوعا جديدا وغير مسبوق من الهزات الارتدادية.

العلماء درسوا صور الأقمار الصناعية للزلازل (شترستوك) إشارات مثيرة مهدت للاكتشاف

ويوضح ييجيان تشو، من قسم علوم الأرض والكواكب بجامعة كاليفورنيا، والباحث المشارك بالدراسة، في تصريحات خاصة للجزيرة نت: "بشكل عام، نهتم عادة بدراسة الزلازل التي تتجاوز قوتها 6 درجات، ويعد تحليل صور الرادار ودراسة التشوه السطحي الناتج عنها إجراء روتينيا، ولكن في أثناء دراستنا صور زلزال كهرمان مرعش، الذي تسبب في تصدع أجزاء من منطقة صدع شرق الأناضول، لاحظنا إشارات مثيرة للاهتمام تتعلق بتشوهات سطحية في مناطق بعيدة عن التصدعات الرئيسية، تتراوح المسافة بينها من 100 إلى 300 كيلومتر، وهذه الإشارات كانت غائبة في كتالوجات الزلازل، مما استدعى مزيدا من البحث".

إعلان

كان الفريق البحثي قد استعان بتحليل الصور من القمرين الاصطناعيين "سنتينل-1" و"ألوس 2″، وكان الهدف هو قياس التغيرات في ارتفاع سطح الأرض بعد الزلزال.

ويضيف تشو: "اختيار هذين القمرين يعود إلى دقتهما العالية في القياس وحساسيتهما تجاه التشوهات السطحية، حيث يوفر القمر الثاني اتصالا أفضل بالتضاريس الوعرة، بينما يتمتع القمر الأول بدقة زمنية عالية، حيث يعيد زيارة المنطقة نفسها كل 12 يوما، ومن خلال دمج البيانات من القمرين، تمكنا من رصد حركات دقيقة على الأرض في المناطق التي تفتقر إلى محطات نظام الملاحة العالمي بالأقمار الصناعية أو التي لم تشهد اهتزازات محسوسة، وتمكنا من ملاحظة أن أنماط التشوه التي رصدناها تجاوزت 10 سم في بعض الحالات، مما يشير إلى انزلاق كبير للصدوع رغم عدم وجود إشارات زلزالية".

8 أحداث خارج منطقة الصدع الرئيسية

ووفقا للتحليل الذي شرحه الباحثون في بيان صحفي أصدره "الاتحاد الجيوفيزيائي الأميركي"، فقد قادت صور الأقمار الاصطناعية إلى تحديد 8 أحداث خارج منطقة الصدع الرئيسية شهدت تغيرات موضعية في ارتفاع السطح نتيجة سلسلة الزلازل التي ضربت المنطقة عام 2023، من دون أن تكون مرتبطة بأي أحداث زلزالية معروفة.

ومن بين هذه الأحداث، كانت هناك 4 أحداث من نوع "الانزلاق البطيء"، حيث تنطلق الطاقة على طول خط الصدع بشكل تدريجي، على مدار أسابيع أو أشهر، مما يتسبب في تحرك الأرض بطريقة غير محسوسة، كما تم رصد حدثين آخرين زلزاليين، حيث انطلقت الطاقة فجأة على طول خط الصدع، وقد حجبتهما الموجات الزلزالية للزلزال الرئيسي.

أما الاكتشاف الأهم، فقد كان حول الحدثين المتبقيين، اللذين أطلق عليهما اسم "الزلازل الصامتة، وكان هذان الحدثان أكبر من 5 درجات على مقياس ريختر، وتسببا في انخفاض ملحوظ في مقدار الإجهاد (القوى التي تُمارس على جانبي الصدع) على طول الصدع بعد الهزة، وهو ما يشبه ما يحدث في الزلازل العادية، لكنهما لم يُصدرا موجات زلزالية محسوسة.

إعلان

ويقول تشو: "هذه الأحداث الصامتة تمثل نمطا انتقاليا في انزلاق الصدع، حيث أظهرا انخفاضات ملحوظة في الضغط، تصل إلى 4-6 ميغا باسكال، وهي تتشابه مع الزلازل العادية، لكنها لا تُنتج موجات زلزالية عالية التردد قابلة للرصد، ولم تتبعها هزات ارتدادية، وعلى عكس أحداث الانزلاق البطيء، التي تتميز بانخفاضات في الضغط، أطلقت هذه الأحداث الصامتة طاقة بطريقة غير زلزالية، لكنها تتميز بخصائص تحفيزية ديناميكية، مما يضعها بين الزلازل الكلاسيكية وأحداث الانزلاق البطيء".

ما وراء الاكتشاف

وفي ما يتعلق بتأثير هذه الزلازل الصامتة على الضغط في الصدوع المجاورة، يقول تنغ وانغ، الأستاذ المساعد بكلية علوم الأرض والفضاء بجامعة بكين والباحث الرئيسي بالدراسة، في تصريحات خاصة للجزيرة نت: "حتى الآن، لا يمكن الجزم بذلك، ولم نتمكن بعد من حساب التغيرات في الإجهاد على الصدوع المجاورة باستخدام نماذج الانزلاق، ونحتاج إلى إجراء حسابات دقيقة لقياس توزيع الضغط على هذه الصدوع".

ورغم أنهم أول فريق بحثي يعلن اكتشاف هذه الأحداث الصامتة، فإن وانغ يعتقد أن الزلازل الصامتة قد تحدث في أماكن أخرى، لكنها تمر من دون ملاحظة، ويقول: "السبب في ذلك ليس ضعف أجهزة الرصد الزلزالي، بل لأن هذه الزلازل لا تنتج موجات زلزالية يمكن رصدها".

وحول إذا ما كانت الأقمار الاصطناعية التي استخدمها الفريق يمكن أن تُوظف في أنظمة الإنذار المبكر للزلازل، أوضح وانغ أن "الأقمار الاصطناعية لا يمكن استخدامها بشكل مباشر في هذه الأنظمة، لأنها لا توفر تصويرا متكررا للأرض بشكل كاف لاكتشاف التشوهات قبل حدوث الزلزال، ولكنها مفيدة في دراسة تراكم الضغط بين الزلازل، حيث يمكن تخيل الأمر كما لو أنك تلتقط صورة للسيارة كل يومين، فلن تتمكن من ملاحظة اللحظة التي ينفجر فيها الإطار، لكنك سترى علامات التآكل تدريجيا مع مرور الوقت".

إعلان

مقالات مشابهة

  • علماء يعثرون على دليل لوجود حياة على كوكب خارج نظامنا الشمسي
  • علماء يكشفون أن زلزال كهرمان مرعش كان فريدا من نوعه
  • إشارة من الفضاء.. علماء يرصدون أول دليل قوي على وجود حياة خارج الأرض!
  • إشارة من الفضاء ..علماء يرصدون أول دليل قوي على وجود حياة خارج الأرض
  • تحذيرات من عاصفة شمسية قد تدمر العالم الرقمي وتعيدنا إلى القرن الـ19 ..هذا ما سيحدث
  • زراعة أسنان بشرية في المختبر لأول مرة في التاريخ
  • تحذيرات من عواصف شمسية .. هل تشهد الأرض انقطاعات في الإنترنت؟
  • عاصفة شمسية تتجه نحو الأرض.. هل تشكّل خطراً؟
  • لقاء لعلماء اليمن دعما لفلسطين
  • تضاعف الجفاف الثلجي يهدد النظم البيئية في العالم