متطوعون: جاهزون للمشاركة في حملة «الإمارات معك يا لبنان»
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
هالة الخياط (أبوظبي)
أخبار ذات صلة إصابة جنديين من «اليونيفيل» برصاص إسرائيلي الإمارات.. مواقف ناصعة في دعم الشعب اللبنانيأكد عدد من المتطوعين استعدادهم وجاهزيتهم للمشاركة في تجميع وتعبئة حزم الإغاثة الإنسانية لمصلحة الشعب اللبناني، في إطار حملة «الإمارات معك يا لبنان» التي تنطلق في إمارة دبي غداً السبت، والأحد في إمارة أبوظبي، استجابة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
ويتوقع أن يشارك في الحملة الآلاف من المتطوعين من مختلف الجنسيات والجاليات في الدولة، ممن يهبون دوماً لتقديم العون والمساعدة لأشقائهم في مختلف الدول.
وتتم مشاركة المتطوعين في الحملة، بالتنسيق مع منصة متطوعين التابعة لمؤسسة الإمارات، إضافةً إلى المنصات التطوعية الأخرى بمختلف إمارات الدولة.
ويأتي تنظيم حملة جمع وتعبئة حزم الإغاثة الإنسانية، بالتنسيق مع وزارة الخارجية، ومجلس الشؤون الإنسانية الدولية، وذلك في إطار الجهود الإنسانية التي تقوم بها دولة الإمارات لتقديم المساعدات العاجلة للشعب اللبناني.
ووجهت أمس منصة «متطوعين. الإمارات» عبر موقعها الإلكتروني دعوة للمتطوعين للتسجيل لديها للمساهمة في تعبئة الحزم، مبينة أنه يمكن اختيار التوقيت الذي يفضل المتطوع المشاركة فيه، على أن يتم التسجيل بحد أقصى اليوم الجمعة 11 أكتوبر، مؤكدة ضرورة تأكد المتطوع من أن وثائقه مُحدثة على المنصة الوطنية للتطوع.
وتُعبِّر «الإمارات معك يا لبنان» عن جوهر المجتمع الإماراتي المتنوع وهويته الإنسانية الخالدة في التعاضد والتضافر لإغاثة الملهوفين، ومساعدة المحتاجين، والجرحى والمصابين.
تضامن
وقالت فتحية النظاري، المتطوعة الأولى في دولة الإمارات، «كلنا حماس للمشاركة والإسهام في الحملة الإنسانية (الإمارات معك يا لبنان)، التي جاءت بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والتي تُعبِّر عن تضامن المجتمع الإماراتي بأطيافه كافة مع قضايا البشرية في كل مكان».
وأضافت النظاري: «هكذا علمنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، أن نهتم بالبشرية أينما كانت وأن نكون مساهمين كمتطوعين في التخفيف من آلام كل إنسان، والذي أكد دوماً أن العمل الإنساني ليس آنياً، وإنما هو عمل مستمر في سبيل الله، وطاعة لرسوله وخدمة للوطن والمجتمع والإنسانية جمعاء».
وأكدت النظاري «استعداد المتطوعين للمشاركة بإخلاص وتفانٍ في حملة جمع وتعبئة المساعدات الإغاثية، عملاً بتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وتجسيد آماله وأهدافه في مبادراته الإنسانية».
أصحاب الهمم
من جانبه، أكد عبد الرحيم محمد صالح العلي، رئيس مجلس إدارة جمعية «كلنا مع أصحاب الهمم»، استعداد المتطوعين في إطار الجمعية للمشاركة في حملة الجمع والتعبئة لحزم الإغاثة الإنسانية لمصلحة الشعب اللبناني، وتؤكد النهج الراسخ والاهتمام البالغ لقيادة دولة الإمارات، ، بالاستجابة العاجلة لمثل هذه الظروف الإنسانية الصعبة والاحتياجات الملحة التي تمر بالشعب اللبناني.
وقال العلي: «نشكر قيادتنا على مبادراتها الخيرية على مستوى الدولة، ومستوى العالم، والتي عودتنا دائماً على تقديم المساعدات الإنسانية في الأوقات الحرجة وبكفاءة عالية لمختلف الدول والشعوب المتضررة من الحروب والكوارث الطبيعية والأزمات».
وأشار العلي، إلى أن الحملة تنسجم مع إرث المغفور له المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في مد يد العون والمساعدة والإغاثة للمتضررين والمتأثرين كافة إزاء الحروب والصراعات.
وقال «من خلال الحملات التطوعية نحاول إدماج أصحاب الهمم في الحملات المجتمعية، التي تعزز فيهم روح التعاون والمساعدة لأفراد المجتمع وشعوب العالم كافة».
العمل التطوعي
أكد عادل صالح المنصوري، متطوع من أصحاب الهمم، تسجيله عبر القنوات المتاحة للمشاركة في حملة جمع وتعبئة حزم الإغاثة الإنسانية للشعب اللبناني، مؤكداً أن والدته طالما تشجعه على العمل التطوعي، تعبيراً عن ولائه لوطنه، وجزءاً من مسؤوليته تجاه المجتمع، ونوعاً من رد الجميل للوطن.
وقال المنصوري، إن مشاركته في الحملات التطوعية تكسبه الكثير من المهارات التي تساعده في تطوير شخصيته.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: حملة الإمارات معك يا لبنان العمل التطوعي التطوع محمد بن زايد لبنان الإمارات ولبنان أزمة لبنان رئيس الدولة الأزمة اللبنانية الإمارات الإمارات معک یا لبنان الإغاثة الإنسانیة للمشارکة فی أصحاب الهمم آل نهیان فی حملة
إقرأ أيضاً:
السندات اللبنانيّة تقفز وإقبال على شرائها: مغامرة مضاربين أم بداية تعافي؟
منذ ثلاثة أشهر، بدأت السندات اللبنانية أو ما يعرف باليوروبوندز تأخذ منحىً تصاعديًّا، لتسجّل أكبر مكاسبها بعد انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية، فارتفعت "السندات المستحقّة في عام 2035 من حوالي 6 سنت على الدولار إلى 17 سنتًا" وفقاً لوكالة "بلومبرغ". هل يؤشّر ارتفاع السندات اللبنانيّة وهي المصنّفة في قائمة الأدنى عالميًا، إلى بدء مسار التعافي، أم أنّه ارتفاع موقّت ربطًا بمغامرة المضاربين؟
ارتفاع السندات أتى على وقع التفاؤل بأن يؤدّي الانفراج السياسي في لبنان إلى تنفيذ إصلاحات اقتصاديّة وماليّة، تمهّد لإعادة هيكلة السندات الدوليّة في نهاية المطاف. لكن في الوقت الراهن يعكس تصاعد السندات ارتفاعًا في المضاربة، وليس تحسّنًا جوهريًّا في الوضع المالي للبنان، بالنظر إلى واقع الفساد الراسخ، والحوكمة المتصدّعة، والقطاع المصرفي المشلول، والأزمة الإنسانيّة بأبعادها الصادمة، وفق رؤية خبير المخاطر المصرفية والباحث في الإقتصاد الدكتور محمد فحيلي في حديث لـ "لبنان 24" لافتًا إلى أنّ ارتفاع السندات اللبنانيّة مدفوع بشهيّة المستثمرين المضاربين للأصول عالية المخاطر، من دون أن يعكس إحراز تقدّم حقيقي في الإصلاحات.
المعطى السياسي خلف ارتفاع أسعار السندات
في الشق السياسي تحرّكت السندات صعودًا، ومعها تقديرات المستثمرين الإيجابيّة على وقع تطورين، انتخاب جوزاف عون رئيساً، وإضعاف حزب الله. لكن هناك إفراط في التركيز على التحوّلات السياسية وفق فحيلي "إذ لا يمكن الجزم بأنّ رئاسة جوزاف عون ستجلب الوحدة السياسيّة اللازمة لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، لاسيّما وأنّ التجارب أثبتت أنّ الإنقسامات الطائفيّة العميقة واستمرار الفساد المنهجي والمصالح الخاصة بين النخبة السياسية أعاق جهود الإصلاح. وليس هناك ما يضمن أنّ قيادة عون ستغيّر هذه الديناميكية. كما أنّ الفكرة القائلة بإضعاف قبضة حزب الله هي فكرة تخمينية، إذ لا يزال الحزب قوّة مهيمنة، وله تأثير كبير على مؤسسات الدولة الرئيسيّة،وحضوره السياسي والاجتماعي يجعله لاعبًا حاسمًا في أيّ مناقشات لإعادة الهيكلة".
الوقائع الاقتصاديّة والماليّة: تخلف عن السداد وقطاع مصرفي مشلول
الارتفاع المرحلي الحاصل في السندات لا يلغي حقيقة الواقع الاقتصادي والمالي في البلد المتخلّف عن سداد ديونه منذ عام 2020، والبالغة 30 مليار دولار. يضاف إلى ذلك، الشلل الحاصل في القطاع المصرفي، وفقدان العملة الوطنية أكثر من 90٪ من قيمتها يلفت فحيلي "أمّا عملية الهيكلة فستكون طويلة ومحفوفة بالمخاطر سياسيًّا، ولن تؤدي إلى نتائج مستدامة من دون معالجة الأزمة المصرفيّة واستعادة الثقة. كما أنّ القضايا الحرجة، مثل خفض العجز المالي، وإصلاح الشركات المملوكة للدولة كقطاع الكهرباء، ومكافحة الفساد، مستمرة من دون معالجة. يضاف إلى ذلك، أنّ الاقتصاد اللبناني يعتمد بشكل كبير على التحويلات المالية والمساعدات المحتملة من صندوق النقد الدولي. وفي غياب خارطة طريق واضحة وذات صدقية للإصلاح، فإنّ تأمين هذا الدعم الخارجي سيكون أمرًا صعبًا، مما يترك حاملي السندات عرضة لمخاطر أكبر. كل ذلك يجعل التفاؤل الحالي سابقًا لأوانه".
يخلُص فحيلي إلى وضع الارتفاع الأخير في السندات اللبنانية في إطار النظرة التفاؤلية للمضاربين، لتبدو السندات بمثابة "تذكرة يانصيب" للمستثمرين الذين يراهنون على تغلّب النظام السياسي اللبناني على الفساد الراسخ وتنفيذ إصلاحات مؤلمة، ولكنّه احتمال غير مؤكد. بالتالي يتوقف نجاح الرهان على التغييرات الهيكليّة العميقة، التي فشلت البلاد حتى الآن في تحقيقها، ومن دون معالجة المشكلات الأساسية، يخاطر الارتفاع بأن يكون قصير الأجل، ما يترك المستثمرين عرضة لخسائر كبيرة.
الاتجاه لحلّ رضائي مع الدائنين
بالتوازي مع ارتفاع أسعار السندات، أعلن وزير الماليّة في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل، التزام لبنان بالتّوصّل إلى حلّ رضائي ومنصف بخصوص إعادة هيكلة سندات اليوروبوندز، مشيرًا إلى أنّه "بتمديد مهل مرور الزّمن، لن يُضطرّ حاملو هذه السّندات إلى اتخاذ إجراءات قانونيّة بسبب نفاذ المهل، ريثما يشاركون في إعادة هيكلة منظّمة وتوافقيّة لهذه السّندات". تعليقًا على تصريح الخليل، لفت فحيلي إلى أنّ حكومة تصريف الأعمال ليس لديها تفويض كامل لاتخاذ قرارات مصيريّة تتعلق بإعادة هيكلة الديون السيادية، ورغم تفويض وزير المالية، يبقى هناك تساؤل حول شرعيّة أي اتفاقيات تُبرم دون وجود حكومة مكتملة الصلاحيات. كما لم يقدّم الوزير تفاصيل كافية عن كيفية تنفيذ إعادة الهيكلة أو الخطوات المتوقّعة، لجهة المدى الزمني لإعادة الهيكلة، وكيفية ضمان "العدالة" التي تحدث عنها الوزير. أمّا تعليق حق الدولة في الاعتراض على دعاوى قانونية فيمثّل خطوة استراتيجيّة، إلا أنه قد يُفسَّر كاعتراف ضمني بالمسؤولية عن تعثر السداد، مما قد يُضعف موقف الدولة التفاوضي في المستقبل.
بالمحصّلة، هناك تحديات كبيرة أمام لبنان في مسيرة التعافي، تتداخل فيها العوامل السياسّية والاقتصاديّة والماليّة، من دون إغفال تأثير المعطيّات الإقليميّة والدوليّة على الداخل اللبناني، في توقيت تشهد فيه المنطقة تحولّات جيوسياسية، لا بدّ أن تلقي بظلالها على بلاد الأرز. المصدر: خاص "لبنان 24"